السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أهلا وسهلا بكم جميعا إخوتي ...
أخي جواد سعدت بمشاركتك وبرأيك ، ولكن دعني أخبرك أنني لم أجد فيما قلت تعارضا مع ما أرى ، فأنا أيضا أوعز تأخرنا إلينا أولا وإلى تقاعسنا ولا أرمي سبب ما نحن فيه على كاهل ملامسي الحضارة والصائلين الجائلين بين ثناياها ، وإنما فقط أضع واقعا معاشا بأبجدياته التي تنطق كون أنّهم تمكنوا من لغتها وراحوا يصنعون منها البيان صناعة واختراعا وابتكارا وتقدما مذهلا .... لست إذ أقول هذا أجزم باستحالة أن يكوزن منا ما يكون منهم أو ربما أحسن وإنما لا أحب أن أبقى في بوتقة التشدق بالكلمات والأمنيات ، وأضع المشكلة على أصعب أشكالها وأعصى تركيباتها حتى لا نغتر ولا نمني أنفسنا بالكلمات ....
فانظر كما ذكرتَ أخي جواد إلى جامعي يرنو أكثر ما يرنو إلى مجموع يؤهله للنجاح لا أكثر ولا أقل ولكنّ حبا للعلم وللتعلم ولإبراز قدرات عقلية وفكرية عنده يحفزها الأمل والعزم والإصرار على المضي قدما رغم كل معوّق لا وجود له على أرض الواقع وسرعان ما يجد المبررات لمن ينذره بشؤم تطلعه لما لن يغني عنه ولن يسمن من جوع وهو يصيّر العلم عنده وتلقيه هدفا لا ينقلب إلى وسيلة أبدا وإن ظنّ أنه انقلب يوما ما عنده إلى وسيلة كان وسيلة غير صحيحة ولا أكيدة وربما صنع الكوارث وهو يحمل عنوان شهادة وروح العلم موؤودة بنفسه .....
وأنا معك أيضا في أنّ تعلم المبادئ الأولى من العلم مهما تطور هو أساس المعرفة المؤسسة والمبنية على عطاء من بعدها متين الأساسات ، فأدكر عندما درسنا تخصص الكمبيوتر بالجامعة كانت لدينا مادة البرمجة بلغة باسكال ولغة كوبول وفورترون pascal ,cobol , Fortron ، وحتى يومنا تدرس هذه اللغات القديمة في البرمجة ، وتساءلت ترى ما الداعي لتدريس لغات قديمة لم تعد على أرض الواقع ذات أثر ولا مفعول ولا دور هام فهناك من البرامج الحديثة واللغات الأسهل التي أصبحت تستخدم ما وفر صعوبات كثيرة واختصر تفاصيلا كثيرة جدا وسهل حتى عمليات البرمجة ، ولكنّ الواقعه أن التعرف إلى هذه الأساسيات يكسب القاعدة العلمية ولا يجوز التغاضي عنها لأنها هي الممهدات التي تقود إلى غيرها
وكل حال نحن فيه طبعا علينا أن نقرّ أنه من صنع أيدينا حتى نتمكن من إيجاد العلاج المناسب ولا ألقي أبدا باللوم على من يقصد العين ليشرب وينهل حتى يرتوي ، وإنما نلقيه طبعا على من ترك العين وانزوى ينتظر من يأتيه بالماء منها ظنا من إملاءات نفسه أنه مرتاح وينعم ، وترك نشوة الشرب من المصدر ، وهيهات أن يبلغه الماء صافيا نقيا غير آسن ، وهيهات هيهات أن يشرب كما يطيب له ويحلو .....
زد على ذلك ما هو مصاب به شبابنا من يأس قاتل وهو لا يرى في قدراته إمكانية الانطلاق ويرى أن الآخر وحده قد استحوذ على الساحة ولم يعد له في ظل ظروفه من مكان يأخذه ، ولو أنّ أنفسنا شحذت بالهمة والعزم والإصرار والصبر والإقدام لكانت أولى القطرات من الغيث ....
وكما أسلفتِ ماما هادية صناعة الأنفس قبل صناعة الأشياء ، صناعة الأنفس الآملة العازمة التي لا تدرس لتدرس وإنما تدرس لتعطي وتبدع ولا ترى الانهزامية بل ترى النصر مع ما عندها من كنوز روحية تؤهلها لأن تكون الأقوى....
وفي الاخير نتفق على أنّ أول العلاجات وأنجع الأدوية أن نقر بأننا السبب، وتقاعسنا وخلودنا للراحة قد أمكن منا العدوّ قبل الصديق ، وأنّ هِمَمَنا تحتاج لرفعة وتسام وقاماتنا تحتاج لامتشاق ورؤوسنا تحتاج لأن ترفع من جديد ، ليس لنمشي في الأرض مرحا وإنما لنعتز بديننا وتصدّق أفعالنا أقوالنا وتصدق أعمالنا إيماننا الواقر بالقلب ، ولا يعني ذلك أنّها ما دامت مصنوعاتهم فعلينا أن ننبذها بحثا عن صفر نبدأ منه انطلاقة جديدة ، فهذا لا يعقل ولا يوزن بميزان ، وإنما علينا البحث والتعب والكلل والأمل الدائم في الوصول وإلا ................
ما علينا هو أن نتحصّن بحصننا المنيع حتى نذود عن حياض مبادئنا وقيمنا ومقوّماتنا التي تساوي ثقافتنا وألا نقبل بغزوهم الذي بات وكأنه السلعة المحتّمة علينا مع مصنوعاتهم ، فلا نستطيع اقتناءها إلا وهي مشحونة بتلك السموم التي يسمونها ثقافة وتقدما أو ربما نحن من سماها بحكم الانبهار الذي كان من أكثر الأدواء فتكا بتطلعات أنفسنا وكأنّ ما عندهم هو سنام العطاء ولا أعلى منه درجات....
علينا أن نعرف ما نقبل وما لا نقبل ، فالمصفاة تلعب دورها الأكبر في ظل ما نعايش ، وهي التي للأسف لا تعمل مع الكثير الذي لا يعمل عندنا ، فصرنا لقمة سائغة وفريسة سهلة بين أياديهم وهدفا محققا من أهداف مخططاتهم ....
هي الحرب وعلينا أن نتسلّح ...........
فأنّى ومتى ؟؟؟؟ وذاك هو السؤال الذي أردت أن نجد له الإجابة من خلال طرقنا لباب الواقع الذي يعطينا أكبر الحقائق .... وبإذن الله تعالى سأبدأ بطرح هذا الواقع بمساعدتكم ، ربما غدا إن كان بالعمر بقية
فهل نحن متفقون يا إخوتي ؟؟؟