المحرر موضوع: إنها الحرب ....... فأنّى ومتى يتسلّح العزّل ؟؟؟؟  (زيارة 31444 مرات)

0 الأعضاء و 2 ضيوف يشاهدون هذا الموضوع.

حازرلي أسماء

  • زائر
هذا الموضوع الذي أردت أن أبحث فيه ونقوم بدراسة لحيثياته
رأيت أنه موضوع  خطير ومحدق خطره بشبابنا وبمجتمعنا

وسائل الإعلام وما تقدم ... القنوات الفضائية ، الإعلام المقروء من جرائد ومجلات وكتب ... السمعي البصري تلفزيون ، سينما ، مسرح
الأنترنت والوسائط وثورة المعلومات ... المحمول

كلها من صنعهم ليست من صنعنا ، كلها في تطور وبطاقاتها الخضراء الإلكترونية في تطور مستمر ، تتناقص أحجامها باستمرار وتكبر مردوديتها وتزداد فورة التكنولوجيا على أسلاكها الدقيقة التي تجعلك تسأل : أبهذه الأسلاك ومنها وإليها صوت وصورة و............؟؟؟؟

أما نحن فنستهلكها ، ونسجل أرقاما قياسية في استهلاكها وفي تنوع طرق استهلاكها واستخدامها .....
ترجمات على قارعات الطرقات للغة الصورة والصوت التي تتقن فنّ التمكّن من أنفسنا حتى تصبح سلوكا ولباسا ومظهرا يساوي paste بعد مروره بمراحل عمليات التصنيع التي نتقنها وبمهارة وكلها في مصنع واحد اسمه copy

مفاسد ومفاسد ومفاسد .... ونتائج تظهر على المجتمع وتغشاه بألوان المشاكل والتخبطات ....
ما الأسباب ؟؟؟؟ كيف نكتشف الإغراض الخفي القابع خلف الإبهار الصوري والصوتي والحركي الذي لا يحتل خانة من خانات ثقافتنا ؟؟؟
كيف ننبه الشباب للخطر المحدق بهم ؟؟؟ ما هي الطريقة لتنبيههم وهم منوّمون ومخدّرون بما يرون وصارت متابعتهم له عبادة لها شعائرها وتطبيقاتها بينما أجلت عبادتهم الحقة أو ألغيت كليا ....

ما هي الأسباب ؟؟؟؟؟ وما هي الحلول ؟؟؟؟
ما دورنا جميعا إزاء هذه الحرب الباردة الوافدة إلينا بأعتى الأسلحة الخفية ؟؟؟ وما دورنا إزاء قابليتنا للاستعمار ؟؟؟وما دور القائمين على إعلامنا ؟؟؟

ماذا علينا أن نفعل ؟؟؟ كيف تعم فائدة ما نراه حلا ؟؟؟ كيف نسمع صوتنا حتى لا يبقى حبيس ضربات على حروف لوحة مفاتيح وشاشة مضيئة تخرج لنورها كلماتنا ؟؟؟ كيف يكون لنا دور أوسع ؟؟؟؟

أسئلة تدور بخَلدي .... فهلا ساعدتموني على إيجاد إجاباتها ؟؟؟؟
ما قولكم لو ندخل في هذا الحوار
« آخر تحرير: 2008-03-15, 20:09:12 بواسطة حازرلي أسماء »

ماما فرح

  • زائر

موضوع هام يا أسماء كعادتك  emo (30):
بارك الله فيك

أرى باختصار أنهم صنعوا ما صنعوا ثم استخدم لنشر الفساد

فلنحوله نحن لنشر الفضيلة قدر الإمكان

نعم هم صنعوا ونحن استهلكنا

ولكن مازال بالصورة زاوية مشرقة  ::ok::

ألا نتبادل كلماتنا الآن عبر أسلاك وندق على لوحات مفاتيح بينها مسافات ما كنا لنتخطاها لولا اختراعهم

بادروا بالصنع ولكن حققوا دون قصد تقارباً بين عقول مسلمة على البعد

صنعوا أسلاكاً انتشر بها غناء ولهو فملأنا بعضها قرآناً يسمعه الداني والقاصي

صنعوا مطابع فكانت ملايين النسخ من المصاحف تغزو عقر ديارهم

فلنعوض تخلفنا في صنعها وانقياد بعضنا لمساوئها بتعظيم استخدامها في الخير ونشر الفضيلة


 emo (30):

« آخر تحرير: 2008-03-16, 06:45:08 بواسطة ماما فرح »

غير متصل ماما هادية

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 15901
  • الجنس: أنثى
  • احفظ الله يحفظك
 :emoti_133:

على بركة الله

ادخلي يا أختي ونحن وراءك
*رَبَّنَا لاَ تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الوَهَّابُ*

حازرلي أسماء

  • زائر
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

بارك الله فيكما ماما فرح وماما هادية

نعم ماما فرح أكيد أنّ السلاح أصلا ذو حدين فإن شئنا به إصلاحا أصلحنا وإن شئنا به إفسادا أفسدنا ... ومعك أنّ الكثير مما استخدمنا له اختراعاتهم ووسائل الإعلام والاتصال التي اخترعوا ضمن ما اخترعو مفيد وعميم النفع والتي يستحدث فيها كل يوم جديد وتطوير وتسريع ، ....ولكنّ الحضارة كانت حضارتهم ولمسوها بأيديهم ووضعوا أساسها وأعلوا بنيانها وتنسموا عبيرها وتعبوا فيها وقضوا الأوقات الطوال ويقضون ليخرجوا بنتائج جديدة مذهلة مطوّرة تحاكي لغتها لغة عصر التكنولوجيا الحديثة وتواكب تطلعات النفس البشرية والعقل البشري الذي يملك من الطاقات الكثير التي أودعها فيه الخالق جل وعلا وميزه بها دون سائر مخلوقاته ....

لمسوا الحضارة ، أنتجوها ، ملكوا زمام أمرها .... أظهروا منها ما أظهروا وأخفوا منها ما أخفوا ، وعمّ منها ما عمّ الأرض قاطبة واحتكروا منها لأنفسهم ما احتكروا ، وسيطروا على العالم بما قدمت  أيديهم وعقولهم ....أما نحن فلا نملك روح الحضارة وإنما نملك هيكلها ، فلا نحسن غير استهلاكها واستغلالها ....وفيمَ غالبا ؟؟!!!

تَنَادَى الناس عندنا يا إخوتي بتصاعد الصعوبة في المناهج الدراسية العلمية وأنها أصبحت فوق طاقات استيعاب التلاميذ وفوق ما يقدرون ، فتساءلت بدوري ، فيزياء ، رياضيات ، تكنولوجيا ، علم أحياء دقيقة ، علم إلكترونيات وصناعات ذكية ، كمبيوتر وشبكات وووو....من طرفهم وضرورة وحتمية مواكبة لما هو جديد من طرفنا ... فعدم قدرة على المواكبة الحقّة وتثاقل واستثقال وعسر هضم سريع  .... الطفل عندهم يلمس الحضارة بيده ، يراقب مراحل التصنيع ، يتعرف عليها ، يراها ....ربما كانت مصانع الإلكترونيات في منطقة صناعية محاذية لبلدته ، فعلى مسافة قصيرة يجد نفسه داخل المصنع ، وهذا جهاز يركب ، وتلك بطاقات ذكية تركب ، وذاك يأخذ بيده ليريه آخر مرحلة من مراحل التصنيع التي يخرج بها تلفاز وعلى أشكال ، ومحمول على أشكال ، ومستقبلات فضائيات على أشكال وأجهزة كمبيوتر على أشكال.... وتحفيز من الصانع المهندس المبتكر أو المركّب ودعوة منه لذلك الطفل أن يصبح يوما ما مثله فيخترع أيضا ويبتكر لأنه هو بدوره كان يقطن بيتا من بيوت تلك البلدة ، وكان طفلا من أطفالها  وعلى أثر خطاه يستطيع أن يكون ، وعلى غرار آماله الصغيرة التي كبرت تكبر آمال ذلك الطفل الصغيرة أيضا وهو يرى رأي العين آليات الحضارة ومبادئها ومبتَدَءَاتها ونهاياتها ومنتَهَيَاتها ....

عاينوا المراحل ، وعايشوا العلم حقيقة وتطبيقا ،.... أما أطفالنا وكبارنا سواء بسواء  فأقصى ما يعاينون ويرون ويعايشون  ميناء ترسو عليه بواخر ضخمة تحمل لنا منتجاتهم لنعبئها في مغلفات نفرح حينما نفتحها ونراها وصبغتها أحدث التقنيات وسَمْتُهَا عنوان آخر جديد ، وبأدق طريقة قد أخذ في الحسبان أدق سلك فيها وغلف هو الآخر واحتفظ به ووضع احتياطا في حالة فقدان أخيه الذي يأخذ موضعا بين الأسلاك والأجزاء المكوِّنة .... حتى لَيتساءل اللبيب إنهم يتقنون إلى آخر لحظة ولا يملون الإتقان في المُصَنَّع الكبير كما في أدق دقائقه ....

أو ربما علقنا ببعض الكلمات فقلنا : الصناعة الصينية واليابانية هشة وقصيرة العمر وكل أجزائها سريعة التلف ....الصناعة الأوروبية أكثر جودة وأطول عمرا !!!

هل لمسنا الحضارة ؟؟؟ هل عايشناها بين جنبات حياتنا ؟؟؟ هل نبدأ المصنوع من أوله إلى آخره؟؟  وهل نحول أفكارنا إلى ابتكارات ثم إلى نسخ لا تعد ولا تحصى من ذلك الابتكار الذي يغزو السوق لعلو جودته ؟؟؟ ومن ثمة ننتقل إلى مراحل التطوير والتسريع والتحسين لذات المنتج المصنّع ذي الجودة العالية والذي ازداد طلبه بالسوق؟؟؟

هل يطبق أطفالنا ؟؟؟ هل يلامسون العلم لمس اليد ويرون تطبيقاته رأي العين ؟؟؟؟ إن المميز بينهم  ليتحرّق شوقا لأقل التطبيقات العلمية التي يتلقاها نظريات وقواعد على ورق ....!!! ويمنّي نفسه بعد أحلامه بمختبرات التجارب والتطبيق بأنه سيأتي اليوم الذي يغادر فيه وطنه إلى بلد آخر يحقق فيه أحلامه العلمية ، فيذهب ونادرا ما يعود ............وإن عاد بعدما ألف اللمس والنظر وأصبحت حواسه تعمل باستمرار وتفعّـَــــل وتفعِّل يرى أنّ حله الأوحد في عودته من حيث أتى لأنه لم يجد ما يلمس ولا ما يرى .....

فكيف لا نشعر بثقل المناهج الحديثة علينا وكيف لنا أن نصل ونسارع خطى  التلقي والفهم والاستيعاب وقد سبقونا بمئات السنين ، وحتى وإن لهثنا ولهثنا فإن الأمر سيبقى صعبا علينا ....

هذه نتيجة من نتائج الحضارة الوهمية التي نوهم أنفسنا بها فنقول أنّ كل شيء أصبح ملك أيدينا ، ما عليك إلا أن تملك الثمن  أما الأتشياء فهي بين يديك على كل شكل ولون ...... حضارة كدست فيها المصنوعات فرحنا نستهلكها .....وحتى إن أحسن عدد منا استغلالها وسخرها لما يفيد وينفع ، فإنّ مكاييل العمل التي تأتي من ملامسيها وأصحابها وموجديها ومُتْقِنِيها تفوق أضعاف أضعاف ما يستخدمه مُقْتَنُوهَا بأموالهم .... هذا ما أرى والله تعالى أعلى وأعلم

إخوتي ، وفي إطار الذي أحببت أن نناقشه سأبدأ بإذن الله عنصرا بعنصر .... نحاول أن ننقل الواقع ثم نحاول أن نستنتج الأسباب من باب الواقع الذي نطرقه ، ثم نحاول ونسعى بإذن الله أن نرى الحلول سوية ....
« آخر تحرير: 2008-03-17, 16:22:54 بواسطة حازرلي أسماء »

غير متصل ماما هادية

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 15901
  • الجنس: أنثى
  • احفظ الله يحفظك
معك حق فيما قلت يا أسماء

ولهذا أعتقد ان الترتيب الصحيح هو
صناعة الانسان
ثم تهيئة البيئة الصالحة
ثم التوجه لصناعة الاشياء

ولو عكسنا هذا الترتيب فسنظل نتخبط
*رَبَّنَا لاَ تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الوَهَّابُ*

ماما فرح

  • زائر
نعم معكما حق  emo (30):

في انتظار الباقي يا أسماء

 

جواد

  • زائر
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،

جزاكم الله خيرا أختنا الكريمة أسماء على هذا الموضوع الهام،

لكنى بداية اسجل اعتراضا على مداخلتكم الثانية !

وسأخبركم بوجهة نظرى فى المداخلة التالية ان شاء الله لضيق وقتى الآن.

جواد

  • زائر
السلام عليكم،

أعود معكم الى المداخلة الثانية للأخت أسماء والتى أعترضت عليها،

بداية يجب أن نعرف أن الصناعة فى العقود الأخيرة وخاصة صناعة التكنولوجيا أخذت منحنى مختلف تماما عن فكرة الصناعة العادية،

بمعنى،
الأمر الآن عبارة عن معدات تختصر عشرات المراحل داخلها دون أن يرى العامل عليها أى شئ،

لذا نستطيع أن ندير مصنعا كاملا دون تدخل بشرى تقريبا،

ولن يفيد مشاهده عمل الأجهزة هنا لأن هذا لا يخلق أى ابداع وان كان يقرب المتعلم من الجو لا أكثر،

وبالنسبة لمشكلتنا مع العلوم الحديثة، فهى أننا نهمل طريقة التعليم الصحيحة وهذا هو الفارق بيننا وبينهم،

فتعلم المبادئ التى يقوم عليها العلم هو ما ينمى الإبداع وينتفع منه،

وبالمناسبة كانت احدى مناهجنا فى كلية العلوم منسوخة من مناهج جامعات أمريكية، ورغم ذلك كان اسلوب التلقى بشعا ولا يوجد أى تطبيق،

فالمعامل التى ندخلها كان معظم أجهزتها معطبا ويعطى قراءات خاطئة،

كما أن فكرة المذاكرة والحفظ دون فهم من أجل الإمتحان هى المسيطرة على المواد جميعها حتى الرياضيات !!

فمن أين يأتى الإبداع اذن ؟

نحن هدفنا المجموع الأعلى وليس التعلم، والإمكانيات نهدرها فى حفلات غنائية وأمور ينفق فيها الآلآف الجنيهات والمعامل تشكو وتنتحب،

الحقيقة المشكلة عندنا فى طريقتنا وليس فقط لأنهم هم من أخترعوا العلوم،

ولو دققتم النظر فى تاريخ العلوم لوجدتم انه فى عصور الخلافة الإسلامية أخذ الغرب العلوم عنا وكان الوضع معكوسا حينها حيث كانت العلوم بأيدينا ونحن من طورها،

ورغم ذلك ثابروا عليها ونقلوها ثم طوروها فيما بعد.

ولا أقول ان الأمر سهل لأن هناك تكنولوجيا وعلوم ممنوعه عن المسلمين وغير مسموح لهم بصنعها من الصفر أو تنميتها كالميكروبروسيسور عصب العلوم الحديثة،

وأيضا أغلب العلوم تكون حربية فى البداية ثم يزاح عنها الستار للإستخدام المدنى بعد اكتشاف الأحدث منها ، لذا نجد ان العلوم الحربية متقدمة عن العلوم المدنية بما لا يقل عن عشرة سنوات مثلا،

حتى الإنترنت ذاتها كانت فى البداية اختراعا لخدمة الأغراض العسكرية.

ويكفى أن نعلم أن الشرق الأوسط بالكامل لا يوجد به سوبر كمبيوتر واننا لا نستطيع تصنيع معالج بدائى من الصفر !!

اذن المشكلة فينا نحن بالدرجة الأولى وكلما مر الوقت علينا ونحن فى تقاعسنا كلما ازدادت الفجوة وأصبح الطريق أصعب.

« آخر تحرير: 2008-03-19, 01:50:23 بواسطة جواد »

حازرلي أسماء

  • زائر
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أهلا وسهلا بكم جميعا إخوتي ...
أخي جواد سعدت بمشاركتك وبرأيك ، ولكن دعني أخبرك أنني لم أجد فيما قلت تعارضا مع ما أرى ، فأنا أيضا أوعز تأخرنا إلينا أولا وإلى تقاعسنا ولا أرمي سبب ما نحن فيه على كاهل ملامسي الحضارة والصائلين الجائلين بين ثناياها ، وإنما فقط أضع واقعا معاشا بأبجدياته التي تنطق كون أنّهم تمكنوا من لغتها وراحوا يصنعون منها البيان صناعة واختراعا وابتكارا وتقدما مذهلا .... لست إذ أقول هذا أجزم باستحالة أن يكوزن منا ما يكون منهم أو ربما أحسن وإنما لا أحب أن أبقى في بوتقة التشدق بالكلمات والأمنيات ، وأضع المشكلة على أصعب أشكالها وأعصى تركيباتها حتى لا نغتر ولا نمني أنفسنا بالكلمات ....

فانظر كما ذكرتَ أخي جواد إلى جامعي يرنو أكثر ما يرنو إلى مجموع يؤهله للنجاح لا أكثر ولا أقل ولكنّ حبا للعلم وللتعلم ولإبراز قدرات عقلية وفكرية عنده يحفزها الأمل والعزم والإصرار على المضي قدما رغم كل معوّق لا وجود له على أرض الواقع وسرعان ما يجد المبررات لمن ينذره بشؤم تطلعه لما لن يغني عنه ولن يسمن من جوع وهو يصيّر العلم عنده وتلقيه هدفا لا ينقلب إلى وسيلة أبدا وإن ظنّ أنه انقلب يوما ما عنده إلى وسيلة كان وسيلة غير صحيحة ولا أكيدة وربما صنع الكوارث وهو يحمل عنوان شهادة وروح العلم موؤودة بنفسه .....

وأنا معك أيضا في أنّ تعلم المبادئ الأولى من العلم مهما تطور هو أساس المعرفة المؤسسة والمبنية على عطاء من بعدها متين الأساسات ، فأدكر عندما درسنا تخصص الكمبيوتر بالجامعة كانت لدينا مادة البرمجة بلغة باسكال ولغة كوبول وفورترون pascal ,cobol , Fortron ، وحتى يومنا تدرس هذه اللغات القديمة في البرمجة ، وتساءلت ترى ما الداعي لتدريس لغات قديمة لم تعد على أرض الواقع ذات أثر ولا مفعول ولا دور هام فهناك من البرامج الحديثة واللغات الأسهل التي أصبحت تستخدم ما وفر صعوبات كثيرة واختصر تفاصيلا كثيرة جدا وسهل حتى عمليات البرمجة ، ولكنّ الواقعه أن التعرف إلى هذه الأساسيات يكسب القاعدة العلمية ولا يجوز التغاضي عنها لأنها هي الممهدات التي تقود إلى غيرها

وكل حال نحن فيه طبعا علينا أن نقرّ أنه من صنع أيدينا حتى نتمكن من إيجاد العلاج المناسب ولا ألقي أبدا باللوم على من يقصد العين ليشرب وينهل حتى يرتوي ، وإنما نلقيه طبعا على من ترك العين وانزوى ينتظر من يأتيه بالماء منها ظنا من إملاءات نفسه أنه مرتاح وينعم ،  وترك نشوة الشرب من المصدر ، وهيهات أن يبلغه الماء صافيا نقيا غير آسن ، وهيهات هيهات أن يشرب كما يطيب له ويحلو  .....

زد على ذلك ما هو مصاب به شبابنا من يأس قاتل وهو لا يرى في قدراته إمكانية الانطلاق ويرى أن الآخر وحده قد استحوذ على الساحة ولم يعد له في ظل ظروفه من مكان يأخذه ، ولو أنّ أنفسنا شحذت بالهمة والعزم والإصرار والصبر والإقدام لكانت أولى القطرات من الغيث ....

وكما أسلفتِ ماما هادية صناعة الأنفس قبل صناعة الأشياء ، صناعة الأنفس الآملة العازمة التي لا تدرس لتدرس وإنما تدرس لتعطي وتبدع ولا ترى الانهزامية بل ترى النصر مع ما عندها من كنوز روحية تؤهلها لأن تكون الأقوى....

وفي الاخير نتفق على أنّ أول العلاجات وأنجع الأدوية أن نقر بأننا السبب، وتقاعسنا وخلودنا للراحة قد أمكن منا العدوّ قبل الصديق ، وأنّ هِمَمَنا تحتاج لرفعة وتسام وقاماتنا تحتاج لامتشاق ورؤوسنا تحتاج لأن ترفع من جديد ، ليس لنمشي في الأرض مرحا وإنما لنعتز بديننا وتصدّق أفعالنا أقوالنا وتصدق أعمالنا إيماننا الواقر بالقلب ، ولا يعني ذلك أنّها ما دامت مصنوعاتهم فعلينا أن ننبذها بحثا عن صفر نبدأ منه انطلاقة جديدة ، فهذا لا يعقل ولا يوزن بميزان ، وإنما علينا البحث والتعب والكلل والأمل الدائم في الوصول وإلا ................

ما علينا هو أن نتحصّن بحصننا المنيع حتى نذود عن حياض مبادئنا وقيمنا ومقوّماتنا التي تساوي ثقافتنا وألا نقبل بغزوهم الذي بات وكأنه السلعة المحتّمة علينا مع مصنوعاتهم ، فلا نستطيع اقتناءها إلا وهي مشحونة بتلك السموم التي يسمونها ثقافة وتقدما أو ربما نحن من سماها بحكم الانبهار الذي كان من أكثر الأدواء فتكا بتطلعات أنفسنا وكأنّ ما عندهم هو سنام العطاء ولا أعلى منه درجات....

علينا أن نعرف ما نقبل وما لا نقبل ، فالمصفاة تلعب دورها الأكبر في ظل ما نعايش ، وهي التي للأسف لا تعمل مع الكثير الذي لا يعمل عندنا ، فصرنا لقمة سائغة وفريسة سهلة بين أياديهم وهدفا محققا من أهداف مخططاتهم ....

هي الحرب وعلينا أن نتسلّح ...........
فأنّى ومتى ؟؟؟؟ وذاك هو السؤال الذي أردت أن نجد له الإجابة من خلال طرقنا لباب الواقع الذي يعطينا أكبر الحقائق .... وبإذن الله تعالى سأبدأ بطرح هذا الواقع بمساعدتكم  ، ربما غدا إن كان بالعمر بقية

فهل نحن متفقون يا إخوتي ؟؟؟




 
« آخر تحرير: 2008-03-19, 09:39:27 بواسطة حازرلي أسماء »

جواد

  • زائر
اقتباس
وكما أسلفتِ ماما هادية صناعة الأنفس قبل صناعة الأشياء ، صناعة الأنفس الآملة العازمة التي لا تدرس لتدرس وإنما تدرس لتعطي وتبدع ولا ترى الانهزامية بل ترى النصر مع ما عندها من كنوز روحية تؤهلها لأن تكون الأقوى....

نعم هذا أول الطريق،

وصناعة الأنفس تعنى صياغتها اسلاميا فتتبدل الأهداف الشخصية الدنيوية بغايات رفيعه،

وتعنى أيضا معالجة النقص فى جوانبها ومعالجة تشتيتها بقضايا أخرى كالعمل لطلب الرزق او الزواج.

وهذا معناه ان دورنا لا يقف فقط عند كلمات نتغنى بها،

وانما علينا أيضا تهيئة المجتمع الصغير لذلك.

غير متصل ماما هادية

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 15901
  • الجنس: أنثى
  • احفظ الله يحفظك
معك حق فيما قلت يا أسماء

ولهذا أعتقد ان الترتيب الصحيح هو
  • صناعة الانسان
    ثم تهيئة البيئة الصالحة
    ثم التوجه لصناعة الاشياء
[/b]

ولو عكسنا هذا الترتيب فسنظل نتخبط[/color][/size]
اقتباس
وكما أسلفتِ ماما هادية صناعة الأنفس قبل صناعة الأشياء ، صناعة الأنفس الآملة العازمة التي لا تدرس لتدرس وإنما تدرس لتعطي وتبدع ولا ترى الانهزامية بل ترى النصر مع ما عندها من كنوز روحية تؤهلها لأن تكون الأقوى....

نعم هذا أول الطريق،

وصناعة الأنفس تعنى صياغتها اسلاميا فتتبدل الأهداف الشخصية الدنيوية بغايات رفيعه،

وتعنى أيضا معالجة النقص فى جوانبها ومعالجة تشتيتها بقضايا أخرى كالعمل لطلب الرزق او الزواج.

وهذا معناه ان دورنا لا يقف فقط عند كلمات نتغنى بها،

وانما علينا أيضا تهيئة المجتمع الصغير لذلك.


أرى أننا اتفقنا إذن
علينا ان نصنع بعض الافراد، وهؤلاء الافراد يصنعون بيئة، وهذه البيئة تكون محضنا للكثرة العددية الصالحة المطلوبة لاحداث النهضة...

بقي أن نقول اننا قبل صناعة الانسان، بحاجة لتحديد الفكر الذي ينبغي ان يربى (يصنع) عليه الانسان

أعتقد أن جواد سيوافقني عندما أضرب له مثلا بالسيرة، فالرسول صلى الله عليه وسلم  كان عنده لفكر ألا (شرع الله ومنهجه)، ثم بدأ بالدعوة الفردية، ثم هيأ البيئة المصغرة المخفية في دار الارقم، ثم كانت البيئة الاوسع والعلنية والقوية في المدينة المنورة... وهنا نهضت الحضارة الاسلامية


وعندما اقول الفكر، أعلم أننا كلنا ننطلق م الفكر الاسلامي، ولكن رغم ذلك مع الزيادة والنقصان والافراط والتفريط الذي شاب افكار ومبادئ كثير من المسلمين الملتزمين، اضحى من الضرورة بمكان ان نعيد ترتيب هذه الافكار وتشذيبها وتنقيحها ...

------------------
ملاحظة:
وأعتقد أننا بحاجة لان نوضح الفرق بين مفهوم العلم ومفهوم الثقافة، لان التباسهما في اذهان الناس يؤدي لكثير جدا من الخلل...
*رَبَّنَا لاَ تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الوَهَّابُ*

جواد

  • زائر
وبعدين ؟؟

 :emoti_17:

حازرلي أسماء

  • زائر
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
كنت على وشك الكتابة وتبرير الغياب وإذا بك تسبق يا أخ جواد...
هكذا هي حالي مع النت ، كلما انشغلت لم أجد لها ولو النزر اليسير من الوقت لأخوض براحة وتركيز
لي عودة قريبة جدا بإذن الله
المهم الموضوع حول وسائل الإعلام والاتصال ومساوئها ، وتأثيرها على الأسرة وسلوكيات الفرد ومن ثمة المجتمع والأسباب والحلول
وهذا بالمناسبة موضوع حملتنا الجديدة بالجمعية ، ونحاول التصوير مع بعض الإخوة المواطنين أيضا لسبر آرائهم واستقراء مدى وعيهم
أمهلوني قليلا وسآتيكم بنبأ عساه يكون يقينا بإذن الله  تعالى emo (30):

حازرلي أسماء

  • زائر
زرابي مبثوثة فاخرة ، عالية الجودة ، أو سجّاد بسيط خَشِن الملمس تترك خطوطه المجعّدة أماراتها على أطراف المستلقي عليه... ، ثريّا جميلة تزيّن السقف تتدلّى بشعاع نورها لآلئ تلمع مع طلاء الجدران البراق.... ، أو مصباح عادي معلق في وسط السقف لا يكاد يضيء نوره جزءا من الجدران الإسمنتيّة الظلماء ....أرائك تتربع في قلب ذلك الصالون المؤثث بأجمل وأبهى القطع والمنمنمات ، أو أفرشة بسيطة عادية ملقاة هنا وهناك ...

سواء كان هذا هو الحال أو ذالك أو بين هذا وذاك ، وسواء كان هذا المظهر أو ذاك أو بين هذا وذاك ، فإنّ حياةً تدبّ بين الجنبات ، وأصوات ، وحركات ، وأبناء وبنات ، وآباء وأمهات هم أصل هنا لنواة ، وفي كل مكان لأخريات .....اسمها الأسرة ....
ومع هؤلاء الأفراد أفراد أخرى ليست من لحم ودم وروح ، ولكنّها أصبحت أفرادا فوق الأفراد .....

الأب عائد من عمله الذي أخذ منه جلّ يومه ، ومع يومه أخذ جهده وقوّته ، فعاد حيث يستلقي ليستريح ويفتح جريدة أو مجلة لم يجد لها من الوقت أحسن من ذلك الوقت ، ربما اقتناها خصيصا ليتصفح جديد السياسة الدولية حيث أخبار سارة لعراق محرّر ولسوريا مهددة بالتّحرير ...!!
وقريبا منه ، غائبا عن عينه وانتباهه إبنة تحمل بين يديها جهاز التحكّم الذي سارعت لتكون أول الفائزين بحيازته بين إخوتها لتتحكم عن بعد في جهاز تلفزيون  يبثّ من القنوات أعدادا وأعدادا فوق الحصر والعدّ ، فتضغط على زرّ لتعاين قناة ، وتضغط على ثان لتعاين الأخرى ، وتستمر بالضغط لتصعد أدراج الفضاء فضائية تلو فضائية وقد أصبح بين جدران بيوتنا المحصّنة !!!!

إنها تبحث عن مسلسلها المفضّل الذي لا تستطيع الاستغناء عن متابعة مجرياته ، وإن داهمها الوقت وقصّرت ولم تؤدّ ما عليها من واجبات مدرستها ...لا بأس يحقّ للواجب أن يتأخر كما يحقّ للمستقبل كله أن يتأخر ، ولا يحقّ بحال من الأحوال أن يفوتها المسلسل !!!

وقريبا من عَتبات البيت قادما ذلك المتمايل على نغمات الجهاز السحريّ ذي الحجم الجيبيّ والصوت البالغ الأذنين بمسافة خيط رفيع يتدلّى بطرفين...ويدخل البيت وهو يردّد كلمات لا شرقية ولا غربية ليتوجّه مباشرة إلى غرفته حيث شقيقه الأكبر المنكبّ على جهاز الكمبيوتر يبحث بفأرته عن كل شيء ، ففأرته جريئة لم تعد  تأبه حتى للقطط المفترسة  .... !!!
فيسأله : أما من نغمة أو أغنية جديدة يا أخي أثري بها فلاشي ، وإنّك لعالم بذوقي ...
المهم نغمات خفيفة رشيقة تنعش الروح وتبعث المرح والفرح في النّفس ....، يجيبه الأكبر قائلا : دعني وشأني يا أخي الآن فإنني كما ترى منهمك في محادثة عبر الماسنجر فلا تقطع عليّ حبالها .

وعلى بعد خطوات من غرفة الأخوين ، غرفة للأختين ،....
 فإحداهما تُسند رأسها كله إلى يد حاملة تميل بها حيث الأذن  اللصيقة بالمحمول ، تنسج عبر ذبذباته الناقلة قصة مسموعة وتتلقى بدورها عبر ذبذباته ذاتها كلمات متمّّمات لقصتها ومُحْبِكات لخيوطها ...

وأختها أيضا وقد فرشت على مكتبها كتبا وكراريس ، تلتفت إلى محمولها لتجيب على عدد من الرسائل أمطرتها بها صديقات لها يتجاذبن سويّة  أطراف موقف مضحك كنّ بطلاته وثلةً من زملائهنّ بالقسم  وقد نصبوا فخّا بين الأفخاخ التي تعوّدوا عليها ليضحك هو ويُضحكها وتضحك هي وتُضحكه كثيرا كثيرا ، ويدرسوا قليلا قليلا ....

وغير بعيد عنهم إنها ربة ذلك البيت بالمطبخ تتولى أمر العشاء ، وبصحبتها إبن أصغر هو أصغر الجميع عمرا ، دخل لتوّه متأخرا من الشارع الذي لا يغب عنه إلا لأوقات ثلاثة ، غداء ، عشاء وموعد متأخر من اليوم لا تمرّ بعده ساعات كثيرة حتى يرتمي على فراشه غاطّا في نوم طفولي عميق يحمل أتعاب يومه الذي يقضيه بالشارع بين ما يليق وما لا يليق ...!!!

وللحديث غدا إن شاء الله بقية

« آخر تحرير: 2008-03-27, 22:16:32 بواسطة حازرلي أسماء »

غير متصل ماما هادية

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 15901
  • الجنس: أنثى
  • احفظ الله يحفظك
بانتظار البقية ان شاء الله

عساها لا تتأخر
*رَبَّنَا لاَ تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الوَهَّابُ*

ماما فرح

  • زائر

 ::ok::

منتظرين

جواد

  • زائر
فى انتظار البقية، بارك الله بكم..

حازرلي أسماء

  • زائر
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أهلا بكم جميعا إخوتي..... ولنتابع .....

*****************



ومع الأفراد ، أفراد أخرى لا يكاد يخلو منها بيت من بيوتنا ، ولا تكاد تفتقر إليها كل أسرة من أسرنا ...وإن خلا بيت اليوم من أحدها فإن غدا لناظره لقريب ...
تلفزيون ، جهاز استقبال الفضائيات ،حاسوب ، هاتف محمول ، بل هواتف محمولة  بعدد الأفراد أو أقل بقليل ... مذياع أو أكثر .... أجهزة سمعية وسائطية ، وغيرها ....

كيف أصبح العالم بين أيدينا ؟؟؟ كيف أصبح كل بعيد قريبا ؟؟ كيف أصبح من ببلدته اليوم يخاطب الآخر أينما كان من بلاد الله ؟؟ يسمعه فيردّ عليه ، كيف أصبح الحدث ينقل إلينا في حينه وإن كان في أبعد مكان من الأرض ؟؟ كيف أصبحا نرى الصورة ونسمع الصوت في محادثة مباشرة فيها من الأخذ والرد بين الطرفين ما أراد كلاهما من وقت ؟؟
هذا العالم الذي نحن جزء منه لم يكن بهذا الحدّ من الصغَر مع ما بلغ من كِبر .......
كيف كانت البداية ؟؟ ومن أين ولدت الفكرة التي قرّبت وصغّرت وسهّلت ؟؟؟

إنه كما سنة الله في الكون لا يكون إلا بعد ما يولد ، ولا يكبر إلا بعد ما يكون ، ولا يزداد كبرا إلا بعدما يكبر ....كذلك هذه الأجهزة التي باتت أفرادا مع الأفراد في كل أسرة ، والتي بواسطتها نوصل المعلومة وتصلنا المعلومة، وبواسطتها يحدث التواصل فكانت .........

....


أجهزة الإعلام والاتــــــــصال



نبذة عن تاريخ الإعلام والاتصال

كان أول إعلام واتصال للإنسان إعلاما واتصالا سماويين  ، اتصال الإنسان بربّه  أرقى أنواع الإتصال وأهمها وأدومها على الإطلاق ، فكان سيدنا آدم أبو البشر نبيا مرسلا من بارئه وموجده ، اتصال وإعلام وحي وأمر وتكليف....فأعلمه بتعليمه الأسماء كلها واتصل به مخاطبا وآمرا ونجد ذلك بيّنا في أكثر من آية في القرآن الكريم

من مثله قوله تعالى :
قَالَ يَا آدَمُ أَنبِئْهُم بِأَسْمَآئِهِمْ فَلَمَّا أَنبَأَهُمْ بِأَسْمَآئِهِمْ قَالَ أَلَمْ أَقُل لَّكُمْ إِنِّي أَعْلَمُ غَيْبَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَأَعْلَمُ مَا تُبْدُونَ وَمَا كُنتُمْ تَكْتُمُونَ
البقرة
-33-

وحرف النداء "يا" وسيلة للمخاطبة والاتصال التي كان بها أمر الله لسيدنا آدم وتكليفه إياه
وفي قوله سبحانه وتعالى أيضا :
وَقُلْنَا يَا آدَمُ اسْكُنْ أَنتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ وَكُلاَ مِنْهَا رَغَداً حَيْثُ شِئْتُمَا وَلاَ تَقْرَبَا هَـذِهِ الشَّجَرَةَ فَتَكُونَا مِنَ الْظَّالِمِينَالبقرة -35-

وفي قوله :
وَعَلَّمَ آدَمَ الأَسْمَاء كُلَّهَا ثُمَّ عَرَضَهُمْ عَلَى الْمَلاَئِكَةِ فَقَالَ أَنبِئُونِي بِأَسْمَاء هَـؤُلاء إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ

وفي قوله سبحانه :
فَتَلَقَّى آدَمُ مِن رَّبِّهِ كَلِمَاتٍ فَتَابَ عَلَيْهِ إِنَّهُ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ   البقرة -37-

وهنا "تلقى" بمعنى الاتصال الحاصل بين الله جل وعلا الخالق الآمر وسيدنا آدم  المتلقي الممتثل للأمر ....
وبهذا كان أول اتصال بداية لمنهج إعمار الأرض  خلفا من بعد خلف ، ومنطلقا للفطرة التي فطر الله الناس عليها ألا يعبدوا إلا إياه  ....والذي كان بعده ما كان من تقارب وتواصل واحتكاك بين الناس لإعمار الأرض .

ونتابع غدا بإذن الله تعالى
« آخر تحرير: 2008-03-28, 17:34:32 بواسطة حازرلي أسماء »

ماما فرح

  • زائر

حازرلي أسماء

  • زائر
فكل فرد فطر محتاجا إلى غيره ، لا يستطيع العيش بمعزل عن الجماعة ، أفراد يكمّل بعضها بعضا ، ويعين بعضها بعضا ، ويسخّر كل واحد منها لخدمة الآخر ، فما افتقد إليه أحدهم أمدّه به غيره ، في لحمة تضمن سيرورة وديمومة الحياة اسمها المجتمع ، فكان التواصل والتقارب والتعارف بأبسط الأشكال ثم أخذ في التطور ....
يقول عزّ وجل  في كتابه العزيز الحكيم :

يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ

قبل آلاف السنين كانت الكتابة هي الوسيلة الرئيسية للاتصال ، ويرجع تاريخها بشكل تقريبي إلى عام 4000 ق.م في العصر السومريّ ، وازدهرت التجارة حتى أصبح التجار يتبادلون المعلومات عن طريق الرسائل للإعلام عن الأحداث التي تعيق عملهم ،مثل الحروب والتشريعات الجمركية الجديدة ، ولم تكن هذه الرسائل بأي حال وسيلة منتظمة الصدور ، يمكن الاعتماد عليها لمعرفة ما يدور في الأطراف الأخرى من البلد الواحد أو العالم  .

كما كان الإعلام في أثينا يقوم على الخطابة والمسرح في تمثيل الأسطورة لغايات سياسية ، فيما كانت سوق عكاظ والمربد في الجزيرة العربية وبلاد الرافدين تستهدفان أغراضا ثقافية وأدبية وسياسية ، وكان الشعر ديوان العرب يضع تاريخهم ، وعاداتهم ، وثقافتهم ، ويسجّل أبجديات حياتهم ، كان زهير بن أبي سلمى  يضع كفه على رأس سيفه وهو يلقي حوليته دون أن يتأثر بالألم أو بالدم النازف من يده من فرط انفعاله بما يلقيه .

وتجدر الإشارة إلى الدور الذي لعبته الخطابة عبر الأزمنة ، فعُرِفًت أثرا بخط آشور المسماريّ ، وقيّدها خط الفراعنة الهيروغليفي ، ثم رواها تاريخ اليونان السياسيّ والأدبيّ ، وبها أخضع بوذا الجموع الهندية لتعاليمه ، وكان لها المكانة العظمى في مجامع العرب قبل الإسلام ، ثم تنوعت أغراضها بظهور الإسلام ، وقد استعملها الرسول صلى الله عليه وسلم في الدعوة للدين وفي المناسبات الإسلامية العامة والدينية الخاصة ، ولأهميتها جعل الإسلام الخطابة جزءا من العبادة وصبغها بصبغة الوجوب مثل خطبة الجمعة وخطبتي العيدين فازدهرت وأصبح لها شأن في سائر المجالات الأخرى .
واشتهر القادة في العصر الإسلامي بحسن الخطابة .

يقول علي بن أبي طالب كرم الله وجهه في رسول الله صلى الله عليه وسلم ومن معه  وقد كان أبلغ الخطباء :
"وإنا لأمراء الكلام وفينا تنشّبت عروقه وعلينا تهدّلت غصونه"

كما أنّ وسيلة أخرى هامة كان للعرب أسبقية اكتشافها واستغلالها للتواصل وإيصال المعلومة وتلقيها والمتمثلة في حمام الزاجل ، الذي استخدموه
بعدما كان بريدهم يعتمد على الخيل والجِمال وتبادل الإشارات بالنيران والدخان والطبول والمرايا في عَرض الصحاري ، في إرسال الأخبار والمعلومات العسكرية ، ومع اتساع رقعة الخلافة الإسلامية وزيادة الحروب والفتوحات ، ومع كثرة مؤسسات الدولة ودواوينها ، كان لا بد من وسيلة أكثر نجاعة وسرعة وكفاءة لضمان اتصال أطراف الدولة الواسعة ، فأدخل الخلفاء العباسيون حمام الزاجل في البريد لما تميّز به من تكاثر سريع ، ودقة في بلوغ الهدف ، وقلة تكاليف تربيته وتدريبه قياسا بالجياد والإبل فكان يقطع آلاف الأميال يوميا في أنحاء الإمبراطورية الإسلامية مع سلسلة الأبراج التي أقامتها الدولة فكانت القوافل تحمل معها أقفاص الحمام ترسل بواسطته الرسائل إلى مختلف المراكز في كل مرحلة من مراحل الرحلة لكي ترشد القوافل الصغيرة التي تسير على نفس الدرب أو تنذرها عند تعرضها للخطر ، فتطلب النجدة والمعونة من أقرب مركز ، كما كانت ترسل إلى وجهات القوافل المواعيد ونوع البضاعة كي يستقبلها التجار من هناك .

وفي عام 1000م بدأت الطباعة ، وكانت تسمى الكتابة الصناعية عندما تم اختراع الورق ، ثم اخترعت أحرف الطباعة المتحركة عام 1041م ، وطوّرت في كوريا باستخدام الأحرف المعدنية بدل الفخارية عام 1241م وفي عام 1456 اخترع الألماني جوتنبرج طابعة بأحرف معدنية ، وكان حدادا تمكّن من صنع تلك الأحرف بصفّها في إطارات لإنتاج صفحة مطبوعة ولاستخدامها تباعا لطباعة مواد أخرى .
وأصبحت مطابع جوتنبرج قادرة على طباعة كتاب واحد يوميا مما أدى إلى انتشار الكتب. وأصبحت الطباعة وسيلة اتصال جماعية بعد 380 سنة من اختراع جوتنبرج ، وفي عام 1835 أُصدرت صحيفة النيويورك صن وتميزت عما سبقها من وسائل بانتظام صدورها ، وطغت هي وغيرها من الصحف على الوسائل الإعلامية القديمة مثل القصص الشفهية والرسائل المكتوبة ...
وقد تزامن مع هذا التنامي ظهور اللاسلكي باختراع مورس للتلغراف عام 1836 ، وبداية الاتصالات اللاسلكية التي كان لها دور كبير في إيصال المعلومة

وبعد حوالي خمسين سنة ظهر الراديو وأحدث صيحة وقفزة في دنيا الإعلام ، وتميزت معلوماته بكونها أكثر آنية من معلومات الصحف ، والنقل الحيّ للأحداث من أي مكان في العالم وأصبحت المعلومة الصحفية ثانوية قياسا إلى سبق الراديو في بثها ، وتنوعت معلوماته بين الأخبار والمسلسلات والموسيقى والترفيه .

وفي أواخر عام 1940 ظهر التلفزيون فأصبح ما كان الراديو رائدا في نقله صوتا ينقل عبر التلفزيون صوتا وصورة ، فكاد بذلك التلفزيون يأتي على المذياع كليّة لولا ظهور الترانزستور الذي أعطى للمذياع نقلة نوعية ، ومع ظهور التلفزيون تقلص دور الصحافة أكثر .
« آخر تحرير: 2008-03-29, 11:12:03 بواسطة حازرلي أسماء »