السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،
تحية محبة وود لأخواتي الحبيبات في الله، أخوات كريمات باقيات بإذن الله تعالى في القلب.
مفاسد ومفاسد ومفاسد .... ونتائج تظهر على المجتمع وتغشاه بألوان المشاكل والتخبطات ....
ما الأسباب ؟؟؟؟ كيف نكتشف الإغراض الخفي القابع خلف الإبهار الصوري والصوتي والحركي الذي لا يحتل خانة من خانات ثقافتنا ؟؟؟
كيف ننبه الشباب للخطر المحدق بهم ؟؟؟ ما هي الطريقة لتنبيههم وهم منوّمون ومخدّرون بما يرون وصارت متابعتهم له عبادة لها شعائرها وتطبيقاتها بينما أجلت عبادتهم الحقة أو ألغيت كليا ....
بادئ ذي بدء فلنتوقف نحن عن الخوض في الباطل، والمشاركة بتضخيم صورة المفاسد في وعي الكون ووعينا، فهم ينتجون المفاسد، ونحن بخوضنا فيها دون حاجة شرعية نقوم بالتسويق لها. نحتاج أن ننظف قلوبنا وعقولنا من ذكر المفاسد، ونحل محلها ذكر الحق تعالى، والتواصي بالحق والصبر، فالله تعالى متم نوره ولو كره الكافرون، فهل من مُستمِع فهيم؟
وهل المفاسد خفية يا أسماء تحتاج للكشف عنها وعن خبثها؟!
أرى أن المفاسد أصبحت جلية واضحة، علينا أن لا نبذل أدنى جهد في محاولات "الكشف عنها"! بل نوجه طاقاتنا وجهودنا لنشر النور والحق، بإذن الله تعالى، ننشره عملاً وحالاً، علينا أن نعمل بشكل مضاد، وهو ليس مضاداً بقدر ما هو تكليفي أصلي، يعني حتى في نشره، نحن نمشي في مسارنا الطبيعي.
ننبه شبابنا، بالحكمة والموعظة الحسنة، والحكمة سبقت الموعظة. فلننبه شبابنا بالتوجه (توجهنا نحن) العميق والواعي إلى مالك القلوب جل وعلا، فهو العليم وهو الخبير وهو القدير، وهو أرحم الراحمين، ومن ثمّ فلنبدأ سعينا في نشر النور، بتزكية أنفسنا لتكون قلوبنا محلاً لنور الحق الجليل وأحوالنا محدّثة عن جماله عز وعلا، متفائلون بالخير، معرضون عن الفساد وأصحابه، متيقنون أننا واجدوه -الخير- وأن الله تعالى لن يضيع من وضع كامل ثقته فيه، تبارك الحق.
الله تعالى، يهدي من يشاء وفعّال لما يريد، فلنسكن ونهدأ، ونعلم أن سعينا نحن سعي تكليفي شرعي لا تأثيري حقيقي (كسعي أمنا هاجر عليها الصلاة والسلام). فلنقوم ببساطة بتكليفنا الشرعي، ونؤمن.. وبإذن الله نسحق شياطين الخوف والتردد والشك، بل الله تعالى يسحقهم.
الشيطان الرجيم، يدخل على المؤمنين من مدخل محاربة المفاسد بالكشف عنها، والحديث فيها، ليقيهم ضمن دائرته، ويسلب من عرش قلوبهم ذكر النور والحق، فنور الله تعالى غني عن شرك ظلمة الخوف والشك والجزع.
ما هي الأسباب ؟؟؟؟؟ وما هي الحلول ؟؟؟؟
ما دورنا جميعا إزاء هذه الحرب الباردة الوافدة إلينا بأعتى الأسلحة الخفية ؟؟؟ وما دورنا إزاء قابليتنا للاستعمار ؟؟؟وما دور القائمين على إعلامنا ؟؟؟
ماذا علينا أن نفعل ؟؟؟ كيف تعم فائدة ما نراه حلا ؟؟؟ كيف نسمع صوتنا حتى لا يبقى حبيس ضربات على حروف لوحة مفاتيح وشاشة مضيئة تخرج لنورها كلماتنا ؟؟؟ كيف يكون لنا دور أوسع ؟؟؟؟
كيف لصوت يسمعه السميع المجيب أن يكون حبيس شيء؟! أعاننا الله تعالى جميعاً على أسر أنفسنا.
ولماذا نحتاج أن يكون لنا دور أوسع؟! أتفق مع أختي الكبرى ومعلمتي الفاضلة ماما هاديا، ومع الأخ الفاضل جواد.
دعونا من الأسباب والتحليل، فالعلة واضحة، والداء جلي، ونور الشفاء بين أيدينا، فدعينا كخطوة أولى، نتجاوز عقبة التحليل والخوض في التنظير.. الناس أدمنت التحليلات، وفي ذات الوقت ملّت من التنظير، ونحن نبقيهم على حالهم عندما نمدهم بمزيد من التحليلات والتنظيرات، فدعينا نركز فقط وفقط على ترجمة وصفات العلاج، ودعينا نكون من "الأرذلين" الذين يقومون ببناء سفينة نوح، عليه الصلاة والسلام، بإيمان ويقين، دون الاكتراث لما يجري حولهم، وكم من فئة قليلة غلبت فئة كثيرة، بإذن ومشيئة الله تعالى.
(طبعاً أختنا أسماء من القلائل الذين يعملون بجد ونشاط وعزيمة وإيمان وتفاؤل، إنما كلامي موجه للمقال)
كخطوة عملية أولى.. دعونا من نقل مفاسد التلفزيون والشارع! فالجميع يعلم! ولنتوقف نحن عن المشاهدة أو عن
نقل ما يحدث من الباطل، فلا جديد سوى تسويقنا له، ودعونا نركّز على تقوية أنفسنا نحن بتقواها وإيمانها، وإن استطعنا على مَن حولنا -تحديداً في الواقع الأرضي-، ولنتولَّ ونعرض عن المفسدين، حتى لا نضيِّع الباحثين عن النور والسلام والحق.
" وأما من جاءك يسعى فأنت عنه تلهّى"؟!
كل ما يجري حولنا بإذن الله تعالى، فلو شاء الله ما فعل أهل الفساد الفساد، فلنتعمق في هذه المسألة المهمة، فهي مفتاح لنجاتنا وصلاح حالنا، إن شاء الله تعالى.لا أرى إلا النور يا أسماء، ولا أريد إلا أن أراه، ولا أملك إلا أن أراه، ولا أريد إلا أن أتحدث عنه، وما تزيدني ظلمة الدمار والخراب والفساد هذه إلا إيماناً ويقيناً بقرب طلوع الفجر،فجر الحق والسلام والنور.
فالكرة الأرضية أصبحت الآن قرية من القرى، وبدأت الأمور وبشكل سريع تنتظم لوجود فريقين، جلي توجه كل منهما؛ أهل الحق وأهل الباطل، فماذا يقول المولى عز وجل في هذا الشأن؟ إذن.. علينا أن نتحدث عن أهل الحق، ونسعى سعي أهل الحق، وننتبه جيداً جيداً من فخ الوقوع في الخوض في الباطل وأهل الباطل، لأن هذا سيؤثر علينا وعلى تأخير النصر، فكما أن أهل الباطل مخلصون في باطلهم، ومصممون على مخططهم لا يتزعزعون عن ذكر أباطيلهم ونشرها، فنحن أولى بالإخلاص منهم لما نؤمن به ونشره، فلا تجعلونا نساعدهم من حيث لا ندري.
هذا ما أبصره، والله تعالى أعلم.