مرت حياة الكليم موسى عليه السلام بمحطات تربوية متعددة أثمرت لديه بعد ذلك أصعب موقف مر به في حياته..، فأول ما وعى الدنيا وصار شابا فتيا قتل الرجل المصري وجاء من ينذره بتربص فرعون به، فخرج هائما على وجهه لا يدري أين يريد، حتى جلس جوار بئر مدين يشكي إلى الله حاله في أدب.
ثم نودي من جانب الطور، وألقى عصاه فإذا هي ثعبان مبين، وأمر بأخذها على حالها وستعود إلى سابق عهدها!
ويذكره الله بيوم كان رضيعا ونجاه من يد فرعون
ثم جاء داعيا فرعون مصر وسط جنده وملئه
ثم جاء يوم الزينة وحشر الناس والقى السحرة ما بايديهم
وفي كل مرة يزداد الموقف صعوبة،.. فمن طفل مطلوب القتل لدى فرعون إلى متحد لكل من حوله، ويؤيده الله في كل مرة يثبت قلبه ويهدئ روعه
حتى أتى يوم ليس أمامه إلا البحر وما وراءه إلا العدو بكل جحافله وقوته ويستصرخه قومه "إنا لمدركون"
هنا لم يكن من قلب تناولته يد العناية الإلهية كل هذا الزمن إلا أن ينطق بقوة "كلا، إن معي ربي سيهدين" فأوحى الله إليه...
هكذا.. حُكي لي كيف تربى سيدنا موسى عليه السلام، حتى صار بعد ذلك كليم الله ويستحق أن يطيب الله خاطره بعدما أفاق.
استوقفني هذا التأمل كثيرا.. ترى أي مواقف مر بها نبينا صلى الله عليه وسلم، أو صحابته رضوان الله عليهم ليصلوا إلى ما وصلوا إليه؟!!
ما رأيكم أنتم