وجاء مارس..> كل يوم وأنت طيبة يا ست الكل

[ماما فرح]

وجاء مارس..
كل يوم وأنت طيبة ياست الكل


- ماما.. أريد ماما..

- أنا ماما يا حبيبتي..

- لا.. لست ماما.. أريد ماما..

قالتها الطفلة ذات الأعوام الثلاثة، ثم عادت لبكائها بسبب آلام مزمنة تعاودها من حين لآخر..
تحيرت الأم أمام بكاء ابنتها، فتسللت بخفة وجذبت معطفها وأخفته في طريقها للخروج من الغرفة..

ارتدت المعطف وفتحت باب المنزل ثم أغلقته وتظاهرت بقدومها للتو من الخارج..
فتحت الابنة عينيها بصعوبة، ومن خلال دموعها نظرت إلى القادمة من الخارج

- ماما.. أين كنت؟ لا تتركيني مع هذه الممرضة القاسية.. الدواء مر.. لا أحب هذه الممرضة..

ردت الأم وهي تحاول إخفاء دموعها:

- حاضر يا ابنتي.. أنا هنا إلى جوارك.. اهدئي وحاولي أن تنامي.. لا تخافي يا حبيبتي..

وبعد سنتين..
الأب يهتف: هيا.. تأخرنا..

تسرع الأم والطفلة ذات الأعوام الخمسة بالخروج واللحاق بالأب..
يسرعون للحاق بوسيلة للسفر إلى العاصمة، فاليوم موعد الطفلة الدوري عند طبيبها..
يسيرون بسرعة عبر أحد شوارع العاصمة..

تلتفت الطفلة بفضول وتتابع لافتات الإعلانات، وتحاول قراءتها حرفاً حرفاً كما تعلمت في الروضة..
يبتسم الأب وسط الهموم ومحاولة اللحاق بموعد الطبيب:
"ما أذكى هذه البنت"
تبتسم الأم وتهز رأسها موافقة..
ويواصل الثلاثة السعي وسط الميدان للعبور إلى الجانب الآخر حيث عيادة الطبيب..

وبعد سنوات ثلاث أخرى..
تبكي الطفلة ذات الأعوام الثمانية لنفس السبب، ولكنها الآن تعي ما حولها..
يسهر إلى جوارها الأب الحزين، يتمتم بآيات من القرآن، ويمسح على رأسها...
- لا عليك يا حبيبتي.. ستكونين بخير إن شاء الله.

تدمع عيناه......يبلغ منه الإرهاق كل مبلغ....
 يتثاءب ويميل برأسه، ثم ينتبه ويواصل قراءة القرآن وتهدئة الابنة الغارقة بين الألم والدموع، لا تدري أيهما أشد إيلاماً..

مرت سنوات كثيرة بين ألم وسعادة..
ذهب المرض إلى غير رجعة.. وذهب معه شباب الأب والأم..

تزوجت الابنة وانشغلت بحياتها الجديدة.. وانتقلت للعيش بمدينة أخرى..
كانت أحياناً تزور مدينتها الصغيرة حيث يعيش والداها..
وأحياناً تحادثهما بالهاتف..

وكثيراً جداً تنسى أنهما مازالا في هذه الدنيا..
مع أنه كان يكفيها إذا احتاجت إليهما أن تقول: أريد كذا.... لتجد القلوب قبل الأيدي ممدودة إليها..

وبعد سنوات أخرى..
رن جرس الهاتف ذات صباح..
الأب الطيب في غرفة الإنعاش.. .... دخل في غيبوبة..

هرولت إلى الخارج لتستقل الحافلة إلى مدينتها الصغيرة..

أمام المستشفى استندت إلى السور المنخفض تنتظر الإذن لها بالدخول..
- يا رب.. اغفر لي تقصيري في حق أبي.. لا تدعه يمضي دون أن يفيق ويشعر بنا حوله..
هل سيذهب هكذا دون أن يعرف كم أحببته..

لم تكن يوماً صادقة في حديثها لنفسها كصدقها في ذلك اليوم..
ولم تعرف كم أجرمت في حق هذا الرجل الطيب كما عرفت في ذلك اليوم..
ولم تره مرة أخرى أيضاً بعد ذلك اليوم..

استجاب الله لدعائها وأفاق الأب لساعات قليلة..
تحسن قليلاً وانتقل لغرفة عادية..

فتح عينيه الواهنتين ليجدها واقفة إلى جواره تنظر إليه بلهفة..

يا إلهي.. رأت في عينيه نظرة سعادة لم ترها من قبل..
وكأنه يقول:"أخيراً عادت لي صغيرتي"

جلست إلى جواره تتمتم بآيات القرآن وتمسح على رأسه..
تماماً كما كان يفعل في الليالي الخوالي..
ساءت الحالة من جديد وعاد إلى غرفة الإنعاش..

وبعد ساعات رحل عن الدنيا في غرفة الإنعاش..... وحيداً، كما أتى إليها وحيداً..

مرت هذه الذكريات أمام عينيها وهي تستقل الحافلة إلى مدينتها الصغيرة لتزور أمها..

فتحت الأم الباب وابتسمت:
- حمداً لله على سلامتك

ردت وهي تخفي دموعها بابتسامة ندم:
- كل يوم وأنت طيبة يا ست الكل

[(أم البنين)]

الله يكرمك يا أختي الحبيبة
ويبارك فيك
ويجزيك خيرا

[ماما فرح]

 

[أحمد]

سامحكم الله

[ماما فرح]

 

آمين

[ماما فرح]

غداً يعود مارس

جزا الله الآباء والأمهات عنا خيراً

[ريحان المسك]

ماما فرح جميل ما كتبتِ

جزاك الله خيرا

ذكرتِني بيوم مولد احدهم هنا في المنتدى

[زينب الباحثة]

حلوة ومحزنة ..

علها تذكرنا بفضل أبائنا علينا

جزاك الله كل خير :)

[سيفتاب]

بالفعل حلوة

و

محزنـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــة


أمي رحمها الله ونفس يوم وفاة زوجي رحمه الله

[ريحان المسك]

رزقك الله لقياهم في جنات النعيم على الأرائك متكئين خالتو سيف

[علومجى]

حفظك الله يا ماما فرح,قلبى اتقطع خالص,انا لازم اروح اقول لماما كل يوم وانت طيبة.
ربنا يخليلى ماماتى.
ويخليلنا كل المامات اللى هنا فى المنتدى..

[ماما فرح]

ماما فرح جميل ما كتبتِ

جزاك الله خيرا

ذكرتِني بيوم مولد احدهم هنا في المنتدى

   لم أفهم 


---------------------------------------------------

حلوة ومحزنة ..

علها تذكرنا بفضل أبائنا علينا

جزاك الله كل خير :)

جزاك الله خيراً

وهكذا لحظات الصدق في حياتنا .. حلوة ولا تخلو من شجن



---------------------------------------------------

أمي رحمها الله ونفس يوم وفاة زوجي رحمه الله

رحمهما الله .. المفروض هذا القول يحزنني ولكني أتذكر واحدة قالت لي : ضربوا لي عيد الأم .. فأضحك رغماً عني 


---------------------------------------------------

حفظك الله يا ماما فرح,قلبى اتقطع خالص,انا لازم اروح اقول لماما كل يوم وانت طيبة.
ربنا يخليلى ماماتى.
ويخليلنا كل المامات اللى هنا فى المنتدى..

حفظك الله يا بني وحفظ لك الوالدة الغالية 

لن تتصوروا مدى فرحة الآباء والأمهات ببر الأبناء لهما إلا بعد أن تصيروا آباء

فلا تنتظروا إلى أن تعرفوا وبروهما من الآن .. بسمة في وجههما أو كلمة طيبة تزيل عنهما عناء السنين

 

[ريحان المسك]

ماما فرح جميل ما كتبتِ

جزاك الله خيرا

ذكرتِني بيوم مولد احدهم هنا في المنتدى

   لم أفهم 
 

 [/color] [/size]

يعني يا ماما فروحة , في حدا هون بالمنتدى يوم مولده بمارس

[ماما فرح]

 

طيب كل يوم وهو بخير 

[ريحان المسك]

كل يوم و هي بخير 

[ماما فرح]