اقتربت الساعة وانشق القمر...... الآية والشائعة

[ماما هادية]

بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

في اكثر من منتدى انتشرت هذه الشائعة:

وفي احدى الرحلات الامريكية الى القمر التي كلفت مليار دولار وجد انه في منتصف سطح القمر تقريبا قاطع من الصخور البازلتية يمتد من السطح حتى الاعماق ووجد ان عمر هذه الصخور 1400 عام وان الطريقةالوحيدة لتفسير هذا الحدث ان القمر انشق قبل 1400 عام ثم عاود والتحم فتشكل هذا القاطع بفعل الاصتدام .
وقد اثبتت هذه الرحلة قدرة الله عز وجل وتبارك اذ قال : " هذا خلق الله فأروني ماذا خلق الذين من دونه .. " .

وقد فرح بها المسلمون لأنها في نظرهم جاءت مصداقا لحادثة انشقاق القمر الثابتة في السيرة، والمشار إليها في القرآن الكريم..
سأل أهل مكة النبي صلى الله عليه وسلم آية فانشق القمر بمكة مرتين فنزلت اقتربت الساعة وانشق القمر إلى قوله سحر مستمر يقول ذاهب .
الراوي: أنس بن مالك  -  خلاصة الدرجة: صحيح  -  المحدث: الألباني  -  المصدر: صحيح الترمذي  -  الصفحة أو الرقم: 3286

وبكل أسف هذا الفرح أنساهم أن يتحققوا بأسلوب علمي منهجي من صدق هذه الشائعة... مع أن ديننا الإسلامي يعلمنا التثبت والتحقق في كل أمر.. وكان المسلمون الأوائل لا يرضون بتلقي أي علم حتى يتحققوا من مصدره، ووضعوا لذلك أسس البحث العلمي ومناهج التحقق التي كانت أعظم هدية قدمتها حضارتنا الإسلامية للعالم كله...


وسأنقل لكم بإذن الله من موضوع قديم عمره سنتان، حقيقة هذه الشائعة
فانتظروني

[(أم البنين)]

الانشقاق حدث يا اختي
 ولا يهمنا اذا ترك اثرا هذا الانشقاق وهذا الالتحام ام لم يترك

اليس هذا الحديث صحيحا

عن أنس رضي الله عنه أن أهل مكة سألوا رسول الله صلى الله عليه و سلم أن يُريهم آية فأراهم انشقاق القمر مرتين . قال الخطابي : انشقاق القمر آية عظيمة لا يكاد يعدلها شيء من آيات الأنبياء و ذلك أنه ظهر في ملكوت السماوات خارجاً عن جل طباع ما في هذا العالم المُرَكَّب من الطبائع .. قال تعالى :{اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ وَانْشَقَّ الْقَمَرُ} [القمر: 1] .

و عن ابن مسعود رضي الله عنه قال : " انفلق القمر و نحن مع رسول الله صلى الله عليه و سلم فصار فلقتين : فلقة من وراء الجبل و فلقة دونه . فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم : اشهدوا "

كما ان امر التكذيب علق عليه دكتور زغلول النجار وكان في احد اللقاءات بكلية الطب وبكى لان هناك من لا يصدق
وهوعالم وادرى منا
فهل تقصدين أن الانشقاق ليس كما نفهمه....طبقا للمذهب الاول هنا:...........
 
فللناس في هذه الآية مذهبان :
1) قسم ذهب إلى أن انشقاق القمر لم يحصل في عهد النبي صلى الله عليه وسلم وإنما سيحدث ذلك يوم القيامة، جاء في تفسير القرطبي ما يلي : وَقَالَ قَوْم : لَمْ يَقَع اِنْشِقَاق الْقَمَر بَعْد وَهُوَ مُنْتَظَر ; أَيْ اِقْتَرَبَ قِيَام السَّاعَة وَانْشِقَاق الْقَمَر ; وَأَنَّ السَّاعَة إِذَا قَامَتْ اِنْشَقَّتْ السَّمَاء بِمَا فِيهَا مِنْ الْقَمَر وَغَيْره . وَكَذَا قَالَ الْقُشَيْرِيّ . وَذَكَرَ الْمَاوَرْدِيّ : أَنَّ هَذَا قَوْل الْجُمْهُور , وَقَالَ : لِأَنَّهُ إِذَا اِنْشَقَّ مَا بَقِيَ أَحَد إِلَّا رَآهُ ; لِأَنَّهُ آيَة وَالنَّاس فِي الْآيَات سَوَاء . وَقَالَ الْحَسَن : اِقْتَرَبَتْ السَّاعَة فَإِذَا جَاءَتْ اِنْشَقَّ الْقَمَر بَعْد النَّفْخَة الثَّانِيَة .


2) قسم يرى أن القمر قد انشق فعلا للنبي عليه الصلاة والسلام كآية كونية رآها أهل مكة ، جاء في صحيح البخاري ما يلي : ‏حدثنا ‏ ‏مسدد ‏ ‏حدثنا ‏ ‏يحيى ‏ ‏عن ‏ ‏شعبة ‏ ‏وسفيان ‏ ‏عن ‏ ‏الأعمش ‏ ‏عن ‏ ‏إبراهيم ‏ ‏عن ‏ ‏أبي معمر ‏ ‏عن ‏ ‏ابن مسعود ‏ ‏قال ‏ :
‏انشق القمر على عهد رسول الله ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏فرقتين فرقة فوق الجبل وفرقة دونه فقال رسول الله ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏اشهدوا
  وإلى جانب روايات انشقاق القمر نجد في تفسير ابن كثير رواية أخرى تتحدث عن كسوف للقمر وليس انشقاق ، يقول ابن كثير : وَقَالَ الطَّبَرَانِيّ حَدَّثَنَا أَحْمَد بْن عَمْرو الْبَزَّار حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن يَحْيَى الْقُطَعِيّ حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن شُكْر حَدَّثَنَا اِبْن جُرَيْج عَنْ عَمْرو بْن دِينَار عَنْ عِكْرِمَة عَنْ اِبْن عَبَّاس قَالَ كُسِفَ الْقَمَر عَلَى عَهْد رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالُوا سَحَرَ الْقَمَر فَنَزَلَتْ " اِقْتَرَبَتْ السَّاعَة وَانْشَقَّ الْقَمَر - إِلَى قَوْله - مُسْتَمِرّ " "

والله تعالى أعلم

[(أم البنين)]

أريد فقط ان اكتب كلاما قرأته  مرة واعجبني تعليقا على هذا الامر

لا يوجد أى دليل علمى على استحالة شق القمر
فإن وجد دليل علمى على أنه انشق فعلا كان ذلك زيادة فى إيمان المؤمن
ودليلا قاطعا على صحة الإسلام بالنسبة للكافر
أما إذا لم يوجد دليل علمى حتى الآن على انشقاق القمر أو عدم انشقاقة فالمحصلة صفر
فلا ذلك يطعن فى الإسلام لأن عدم الدليل ليس دليل العدم
ولا ذلك يعد دليلا قاطعا لغير المسلم لأنه لا يوجد دليل أصلا .
المشكلة فقط فى طريقة التفكير السليمة وهى نعمة من الله تعالى ومن حرمها حرم خيرا كثيرا .

[زينب الباحثة]

مشكلة هذه الإشاعة بالذات أنها موجودة في موقع زغلول النجار .. مع أني قلبت موقع ناسا بحثا علي أجد شيئا يتكلم عن انشقاق القمر هذا .. وكلها كانت مجرد وديان لا تقطع أكثر من ربع سطح القمر وتفسيرها العلمي لا علاقة له بانقسام القمر ..

وللأسف يستخدمها أعدائنا للضحك علينا ..

وحسبي الله ونعم الوكيل

[ماما هادية]

أريد فقط ان اكتب كلاما قرأته  مرة واعجبني تعليقا على هذا الامر

لا يوجد أى دليل علمى على استحالة شق القمر
فإن وجد دليل علمى على أنه انشق فعلا كان ذلك زيادة فى إيمان المؤمن
ودليلا قاطعا على صحة الإسلام بالنسبة للكافر
أما إذا لم يوجد دليل علمى حتى الآن على انشقاق القمر أو عدم انشقاقة فالمحصلة صفر
فلا ذلك يطعن فى الإسلام لأن عدم الدليل ليس دليل العدم
ولا ذلك يعد دليلا قاطعا لغير المسلم لأنه لا يوجد دليل أصلا .
المشكلة فقط فى طريقة التفكير السليمة وهى نعمة من الله تعالى ومن حرمها حرم خيرا كثيرا .

كلام جميل فعلا يا أم البنين، شكرا على نقله

اساس الإيمان بالمعجزة أصلا هو أنها امر خارق للقانون الطبيعي، وألا يوجد لها اي تفسير علمي، وليس شرطا ان تترك أثرا، فهل هناك اثر لانفلاق البحر بعصا موسى عليه السلام، أو أثر لبرء المرضى بمسحة سيدنا عيسى عليه السلام، أو لنبع الماء من أصابع المصطفى عليه السلام
إنما كلها معجزات ملزمة لمن شاهدها، ولكن بالنسبة لنا هي أخبار نصدقها يقينا ونؤمن بها لأنها وردتنا من الصادق المصدوق محمد صلى الله عليه وسلم، دون أي دليل إضافي آخر..

يقول شوقي
جاء النبيون بالآيات فانصرمت................ وجئتنا بحكيم غير منصرم
آياته كلما طال المدى جدد.................. يزينهن جلال العز والقدم

فالقرآن الكريم وحده هو المعجزة الباقية لكل زمان، بخلاف المعجزات المادية الأخرى...

المشكلة فقط في شائعة وجود أثر لانشقاق القمر
أن إيماننا بانشقاق القمر يقيني لأنه وارد في القرآن الكريم
أثر هذا الانشقاق الواقعي تبين أنه شائعة لا أصل لها

المشكلة لو تعلق بعض ضعاف الإيمان بهذه الشائعة، فأصبحت هي دليلهم على صدق المعجزة وصدق القرآن، ثم ظهر لهم كذبها (أي الشائعة) فعندها سينهار إيمانهم، لأنه مبني عليها لا على كلام الله تعالى...
وهذه خطورة هذه الشائعات العلمية التي يروجها اعداء الله عن قصد، والمسلمون الطيبون الغافلون عن غير قصد، حول إعجاز علمي وهمي أو آثار موهومة عن المعجزات

تماما كالشائعة التي أثارها بكل أسف أحد الدكاترة عندما زعم أنه اكتشف أن في عرق الإنسان مادة تنفع البصر وتشفي من العمى، زاعما أنه استدل على هذا من قصة قميص يوسف
سبحان الله.. أول ما سمعت بهذه القصة استنكرتها في نفسي
فلو كان فعلا في عرق الانسان مادة شافية للعمى، لما كان في قصة يوسف عليه السلام أي معجزة، والمعجزة تعريفها انها امر خارق للعادة او لقوانين الطبيعة، لتدل على ان من اجراها هو من خلق القوانين فلا غيره قادر على تعطيلها...
وإيجاد مبرر علمي للمعجزة، يعني إفراغها من محتواها وتحويلها الى امر عادي لا اعجاز فيه...
وتبين بعد ذلك كذب تلك الحكاية، وصدرت بيانات علمية بكذب ذلك البحث العلمي المزعوم، كما اخبرتني طبيبة مصرية من أخواتي

فعلينا أن نتروى ونتريث قبل تصديق أي اشاعة علمية، ولا نتناقلها او نتداولها حتى نتأكد من حقيقة ثبوتها من اهل الاختصاص بها


وشكرا يا زينب على مشاركتك القيمة
وليت كل المسلمين يسلكون سلوكك في التحقق والتثبت، كما امرنا ربنا تبارك وتعالى بقوله {قل هاتوا برهانكم}

[زينب الباحثة]

وسأنقل لكم بإذن الله من موضوع قديم عمره سنتان، حقيقة هذه الشائعة
فانتظروني

طاااااااااال الانتظار

أنا مهتمة كثيرا بأمر هذه الشائعات لذلك أرجو أن لا تنسي الموضوع ماما هادية :) ..

أيضا برأيك كيف نرد على الناس بخصوص هذه الشائعة بالذات .. فالناس ستصدق ما قاله د النجار ولن تصدق ما قد نقوله .. وبالحقيقة واجهتني مشكلة من هذا القبيل مع أحد الأعضاء .. فما رأيك في كيفية الرد ؟

جزاك الله كل خير

[hema]

المشكلة لو تعلق بعض ضعاف الإيمان بهذه الشائعة، فأصبحت هي دليلهم على صدق المعجزة وصدق القرآن، ثم ظهر لهم كذبها (أي الشائعة) فعندها سينهار إيمانهم، لأنه مبني عليها لا على كلام الله تعالى...
وهذه خطورة هذه الشائعات العلمية التي يروجها اعداء الله عن قصد، والمسلمون الطيبون الغافلون عن غير قصد، حول إعجاز علمي وهمي أو آثار موهومة عن المعجزات

موضوع جميل جداا

ولكن لي تعليق  بسيط علي ماما هادية

اذا كان شخص متعلق ايمانة علي انشقاق قمر واذا اثبت غير ذلك يرتد عن الاسلام


فلاسلام في اتم الغني عنة ويذهب هو وامثالة


فهذا علاجة ان نخبر ان دين الاسلام دين عزيز

واثبت لنا هذا الكلام الفاروق عمر غفر الله لنا ولة 

حينما اوقف زكاة المؤلفة قلوبهم ..............)

اما  هذة النظريات العلمية ( رجاء البعد عن لفظ الاشاعات )  ما هي  الا ليزداد الذين امنوا ايمانا


وهذا يمكن ان نسمية علم اليقين لاني علمتة بالسماع وبالخبر

تماما كالشائعة التي أثارها بكل أسف أحد الدكاترة عندما زعم أنه اكتشف أن في عرق الإنسان مادة تنفع البصر وتشفي من العمى، زاعما أنه استدل على هذا من قصة قميص يوسف
سبحان الله.. أول ما سمعت بهذه القصة استنكرتها في نفسي
فلو كان فعلا في عرق الانسان مادة شافية للعمى، لما كان في قصة يوسف عليه السلام أي معجزة، والمعجزة تعريفها انها امر خارق للعادة او لقوانين الطبيعة، لتدل على ان من اجراها هو من خلق القوانين فلا غيره قادر على تعطيلها...

صحيح ماما

ان المعجزة هي شئ خارق للعادة يظهر علي يد مدعي النبوة تايدا لة   

ولكن  قد تكون العجزة متعلقة بوقت مثل مثل معرفة النبي لوفاة سيدنا جعفر بن ابي طالب  رغم بعد الاميال

وهذة قد تكون تقنية اصبحت موجودة الان وهي عن طريق جهاز يلصق بالجندي وعن طريق توقف الانبعاث الحراري وبالاقمار الصناعية تعرف في اقل من الثانية ( حوار طويل  )  اما المعجزة في وفاة سيدنا جعفر انها كانت بدون اقمار صناعية ولا انبعاث حراري

ولا كل دة ولي في الحديث بقية

[ماما هادية]

أنا آسفة جدا لأنني لم أكمل هذا الموضوع المهم
وقد ذكرني به أن الصورة المزيفة لانشقاق القمر ضمنها الشيخ العريفي كتابه عن أشراط الساعة كدليل على معجزة انشقاق القمر، مما آلمني جدا، وأنوي مراسلة الشيخ لمناصحته بهذا الشأن إن شاء الله
وإليكم تتمة الموضوع
دهشت لأني وجدت اني قد حضرتها عندي ولم أنشرها !!!
سبحان مقلب الأمور ومغير الأحوال، ومن لا يشغله شأن عن شأن

[ماما هادية]

أصدقائي الأعزاء..
تعليقاتي ستجدونها كالعادة باللون الأخضر..

قبل سنوات.. وفي إحدى المنتديات التي كنت مشتركة بها (منتدى عمرو خالد تحديدا، وفي الساحة العلمية التي كان قائما عليه غخوة متخصصون)... قرأت موضوعا غريبا ينفي إعجازا علميا انتشر كثيرا وذاع صيته...
ثم موضوعا آخر... وثالث...
ثم أصبح رواد هذه المواضيع متخصصون في تمحيص الشائعات العلمية،  يهيبون بالناس أن يتحروا الحقيقة قبل أن ينسبوا للدين ما ليس منه، ويثيروا سخرية العالم من سذاجة المسلمين وسذاجة عقولهم التي تصدق أي شائعة أو خرافة...

عليكم أعزائي أن تكونوا على يقين أن كتاب الله حق، ولا يمكن أن تثبت أي حقيقة علمية مناقضة لما هو مبين في القرآن الكريم.. أو السنة الصحيحة.. لأن خالق الكون ومنزل القرآن وموحي السنة لرسول الله صلى الله عليه وسلم هو إله واحد لا إله إلا هو...

لكن انبهار الناس بالعلوم، يجعلهم أحيانا كثيرة يلوون أعناق النصوص، ويفسرون القرآن او الحديث تفسيرات عجيبة، لتتناسب مع اكتشاف علمي جديد...
ثم تتطور العلوم ويثبت بطلان ذلك الاكتشاف... فماذا تكون النتيجة؟

تخيلوا بأنفسكم...

كمن كان يظن أن تفسير السموات السبع، هو الكواكب السبعة التي تدور حول الشمس... وانتصر لذلك القول وهلل وكبر...
ثم ظهر أن الكواكب تسعة...
فما مصير تفسيره؟

وكرسمة مخترعة وزعت قبل عشرين عاما تقول أن توزيع الشعب الهوائية في الرئتين البشريتين يظهر بالأشعة السينية أنه يرسم كلمة "لا إله إلا الله"
وبعد أن صدقناها كشباب متحمس
سخر منا أساتذة الطب والتشريح.. وبينوا كذب هذه الشائعة...

وعندي لذلك أمثلة كثيرة جدا جدا...
فقد انتشرت هذه الأيام مع وسائل الاتصال الالكتروني والانترنت حكايات الاعجاز بصورة رهيبة..

لكن دعونا نركز في حكايتنا هذه...

انشقاق القمر..
سأنقل لكم مقتطفات من المواضيع القديمة التي نشرت قبل سنتين تتحدث عن هذا الموضوع بالذات...

فتابعوا معي:

كتب الأستاذ مروان شويكي:


للمرة الألف أسمع وأقرأ نفس الحديث ولا يكلف أحد نفسه بالتحقق من الأمر
أنا شخصيا أعرف عن القمر بما يكفي بأنه لم يسجل العلماء مثل ذلك الشق. وقد بحثت -ليس طويلا - فلم أجد ما يسمى شق في القمر أو مقابلة تلفزيونية مع ناسا أو صخور متحولة تقطع القمر إلا في مصادر عربية تروي هذه القصة فقط ولا تتحدث عن اكتشافات علمية مسجلة لدى ناسا أو غيرها.

أرجو أن يكون واضحا في البداية أننا لسنا بصدد الحديث عن انشقاق القمر كحدث نؤمن به عقائديا..
أنا لم أقل بأنه ليس هناك شق على القمر. بل هناك العشرات منها وبمقايس مختلفة وبعضها كبير بحيث يمكن ملاحظتها من الأرض من خلال المراقب المتوسطة والكبيرة علاوة عن تصويرها من خلال المركبات الفضائية في الستينيات والسبعينيات من القرن الماضي وبعد ذلك من خلال المركبة الشهيرة كلمنتايان في أوائل التسعينيات التي حصلت على أكثر من مليون صورة دقيقة جدا لسطح القمر.


ثم أن الصور بالآلاف -وسأضع لكم بعضها هنا- والمواصفات التي ذكرت الصحيفة (شق 500 متر بطول أميال كثيرة.. وهناك العشرات منها ولكن لم يتكلم احد عن أنها أثر انشقاق كلي للقمر أو ما ورد أعلاه..

أنا كمسلم أتمنى أن يكون هناك شقا واضحا حتى للعيان ولكن أين الأبحاث وأين التقارير لم أسمع إلا الموضوع المطروح أعلاه فقط يتحدث عن تلك الحالة الجيولوجية الهامة عن طريق محاضرات وكتب الإعجاز العلمي التي استندت فقط إلى حديث تلفزيوني رواه شاب بريطاني مسلم مقاطعا المحاضر..
فهل هذا نهجنا العلمي معشر المسلمين؟؟

في الصورة أدناه شق بعرض 1000 متر وليس 500 وهو يقطع كامل إحدى فوهات القمر .




وفي الصورة التالية شق آخر أكثر أهمية وهو من الصدوع المستقيمة المعروفة على القمر ويبلغ عرضه 4 كلمترات. (اي 8 مرات أكبر مما ذكر الخبر في الصحيفة) ويبلغ طوله 300 كلم وهذا غير قليل. لاحظوا.. ولكن كم أخشى أن تنتشر هذه الصورة على أساس أنها الاثبات القاطع والحاسم لحدث انشقاق القمر بل لما "نسي" أن يضمنه كتاب الإعجاز العلمي في كتبهم.. الله يستر..


انتظروا بعد شهر وتأكدوا بأن هذه الصورة سوف تلف العالم ثم تعود إلى الساحة العلمية تحت عنوان هذا هو الدليل..
ولمن يحب التحليق فوق القمر فليدخل هذه المركبة الفضائية ليرى الصدع بشكل أفضل:
http://www.hq.nasa.gov/office/pao/H...362/hrp207a.jpg

وفي هذا الموقع لدى ناسا تشاهدون صدوعا وشقوقا أكثر تفصيلا مع بعض المعلومات:
http://www.hq.nasa.gov/office/pao/H...P-362/p207a.jpg
ولمن يرغب البحث فليبحث في :
ٌRilles on the Moon
أو:
Moon's Faults
أو Cracks


لاحظوا إخوتي أن الصورة الثانية التي وضعها الأخ مروان الشويكي، وقد نقلها من موقع ناسا مباشرة، وشرح تفاصيلها، هذه الصورة التي اختارها بنفسه، أصبحت هي الصورة التي تتداولها المنتديات لدعم الشائعة العلمية التي كانوا يتناقلونها دون صور سابقا..
وهذا هو الأمر المضحك المبكي...

[ماما هادية]

 

وحتى لا نكرر حوارات قرأناها وعرفناها سابقا، أنقل لكم ملخصا لأهم الأسئلة والاجوبة والتعليقات التي وردت في ذلك الموضوع

من الردود الجيدة على موضوع الأستاذ مروان كان الرد التالي:

عندي سؤال و هو :

ألا يمكن ان لا يكون هناك شق في القمر يظهر بأنه انشق كلياً؟؟؟؟
الله قادر على ان يعيد القمر كما كان أليس كذلك؟؟
فهذه معجزة خاصة برسول الله صلى الله عليه و سلم أليس كذلك؟؟ طيب هل من الضروري أن نرى هذه المعجزة فنحن لم نرى عصا موسى عليه السلام و هي تتحوّل إلى ثعبان مثلاً و لكننا صدّقنا أنها تحوّلت. لذا ليس من الضروري أن يكون القمر حالياً فيه شق لان الله يمكنه أن يعيده كما كان.

و سؤال آخر

هل معقول مع كل المعدات الفلكية المتطوّرة الموجودة حالياً لم يتمكنوا من رصد شق كلّي للقمر؟؟؟ و كل الدراسات حول تطور الكون و الإلكترونات و كل هذه الامور الدقيقة هل يمكن أن يكتشفوها و لا يكتشفوا وجود شق في القمر؟؟

وطبعا هاجم الأستاذَ مروان كثيرون، وأكدوا أن معجزة انشقاق القمر ثابتة، ولم يفهموا أن الأستاذ مروان لم ينكر المعجزة، بل أنكر أن "ناسا" قد توصلت لدليل علمي مادي يثبت هذه المعجزة، لأن هذا لم يثبت عن "ناسا"، وإنما فقط تتناقله مواقع عربية... فكان هذا الرد من عضو الساحة العلمية:

"السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
يا جماعة لماذا كل هذا؟؟؟؟
القصة و ما فيها أن مروان يقول : لا تقوموا بنشر أمور تتعلق بآيات قرآنية دون الاستناد إلى إثباتات صحيحة ومنطقية.
بما معناه لا يليق بنا كمسلمين مثقفين أن نصدّق شخصاً قال لقد وجدوا شقاً في القمر. يعني مجرد كلمة قالها ودون إثباتات علمية حول الموضوع.
عندما نريد أن ننشر هكذا فكرة تتعلق بآية قرآنية يجب أن ننشرها مدعمة بإثباتات علمية دقيقة ومقنعة تجعل من يقرأها يقتنع بالأمر
إن تصديق المسلمين لهكذا خبر مكتوب بهذه الطريقة أمر محزن و لو قرأ أي شخص غربي متعلم هذا الخبر ولاحظ أن المسلمين يعتمدون على هذا الموضوع فقط في إثبات صحة معجزة الرسول صلى الله عليه وسلم يعني صراحة لن أقول ما هو موقفه من الأمر فيجب أن تعرفوا أنتم ذلك.

يجب أن نحوّل تفكيرنا إلى تفكير علمي ونأخذ بالأسباب الواقعية الملموسة لأن الإسلام يطلب منا ذلك وأن لا نصدّق كل كلمة تقال لنا، يجب أن نفكّر قبل أن نصدّق ونقتنع أولاً ثم نصدّق. أنا لا أقول أن نفكّر بأن القمر قد شق يوماً ما، بل أقصد أن نقتنع بالروابط التي يتم من خلالها تفسير الآيات القرآنية وليس فقط الآيات القرآنية بل أي أمر يطرح أمامنا (فكّر – اقتنع – صدّق)."


المضحك المبكي أنه بعد أقل من عام ... تحققت فراسة الأستاذ مروان... وعاد نفس الموضوع لنفس الساحة مدعما بنفس الصورة التي نشرها الأستاذ مروان ليبين أن في القمر صدوعا كثيرة وتشققات كثيرة كالأرض تماما.... لكن لم يثبت حتى هذه اللحظة أن هناك شق طولي يلف محيط القمر كله، ويثبت (بشكل مادي) أن القمر قد انشق...
أي أن معجزة انشقاق القمر تبقى معجزة غيبية، نؤمن بها كما نؤمن بالغيب، كما نؤمن بانفلاق البحر لسيدنا موسى، وبعودة بصر سيدنا يعقوب بقميص يوسف عليهم السلام... لأننا صدقنا رسول الله صلى الله عليه وسلم وعلمنا أنه نبي مرسل، ولأن هذا الكتاب حق... لا لأي دليل مادي ملموس... ولا لأننا رأينا بأعيننا...
وإذن عاد نفس الموضوع لنفس الساحة بعد أقل من عام، بتاريخ (22/9/2004) وبنفس الصورة..

فكان الرد التالي من الأخ محمد مراد:

"قبل عدة أيام كنت أقول لنفسي .. الحمد لله .. لم يصلنا المزيد من الإشاعات مؤخراً .. لأفاجأ اليوم بواحدة جديدة ...
عندما قرأت هذا الموضوع .. ضحكت .. لكن ضحكة مريرة ...
أ. مروان .. لقد حصل فعلاً ما كنت تخشاه .. و عادت الصور إلى ساحتنا .. كما كنا نخشى تماماً ...
لا حول و لا قوة إلا بالله ...
لنتفق على مجموعة من الأمور ...
أولاً ... انشقاق القمر .. معجزة لحبيبنا و رسولنا محمد -صلى الله عليه و سلم- .. حدثت فعلاً و نحن نفتخر بها و نعتز ...
ثانياً ... نحن نعتز أيضاً بما ورد في القرآن الكريم من معجزات ... لكن دون إفراط و لا تفريط ... فلا نلغيها كما يقوم بعض المغالين ... أو نندفع اندفاعاً لننسب أمورا ثبتت أم لم تثبت و نلصقها في الدين تحت مسمى الإعجاز ... وهذه مغالاة أيضاً ...
لكن نتعامل مع الأمر بنفس الوسطية التي وصفنا بها رسولنا محمد -صلى الله عليه و سلم- ... فنتأنى و ندقق و نتأكد ..
نثبت ما صح .. و ننفي ما لم يصح ...
نحن كمسلمين .. علينا واجب إضافي أيضاً ... أن نتحقق و نتيقن من كل ما نسمعه أو نقرأه .. ولا نسلّم بالأمور هكذا كما هي ... بل نراجع و نتأكد ... و نحلل ... و نسأل من يعلم ...
حسناً نعود للقمر ...
بعدما أكدنا أخي أننا نؤمن عقائدياً بمعجزة شق القمر (و بالمناسبة .. المعجزة لا تكون معجزة إلا لو كسرت قوانين الطبيعة ... و إلا فما الغريب فيها إن كانت ظاهرة طبيعية.. تذكر هذا المعنى دائماً) ..
يجب أن تدرك أخي أن هذه الشقوق التي تظهر بالصور .. هذه صدوع .. تماماً كالصدوع الموجودة على الأرض ... وهي ظواهر طبيعية جيولوجية ...
مثلاً هذا الشق الموجود في الصورة هو أحد أشهر الشقوق على سطح القمر ... وطوله يصل إلى عدة عشرات من الكيلومترات .. و هو يظهر ممتداً بهذا الشكل .. فقط بسبب زاوية التصوير ... أما في الصور الأخرى تظهر بشكل واضح بدايته و نهايته .. وهو ليس الشق الوحيد على سطح القمر .. فهناك العشرات منها ...
و جميعها صغيرة جداً جداً جداً مقارنة بمحيط القمر ...
لكن لا يوجد أبداً أي دليل إلى الآن على وجود شق عرضي كامل يحيط بالقمر .."

وإليكم بعض الردود والتساؤلات المفيدة حول الموضوع

"لا اعتراض لدي على ان الحادثة جاءت في القران و لا على انها حدثت
اؤمن بهذا غيبا و لا ينازعني فيه شك
و لكن ما يضايقني هو عجزنا عنان نفهم ان هذه كانت معجزة كسرت قوانين الكون
قريبا سنجد من يقول لنا هذا هو الدليل علي رحلة الاسراء و المعراج
و اخر يقول ها هو الدليل علي الاشارات الكهرومغناطيسية التي استقبل بها رسولنا صلي الله عليه و سلم الوحي
اليس هذا هو ما ينقصنا !!!؟؟؟؟؟
ثم نحن لسنا بحاجة الى تفسير علمي لنتأكد من ظاهرة انشقاق القمر
اثبتت علميا ام لم تثبت ماذا ساستفيد ؟ ثم انني لن ازداد ايمانا بهذه الظاهرة لو تم اثباتها الان فانا مؤمن بانها حدثت ايمانا عميقا .
نحن لسنا بحاجة لان نفسر كل ما هو موجود في القران ونسقطه على النظريات والاكنشافات الحديثة لان هذا سلاح ذو حدين يمكن ان يستخدمه الغرب ضدنا
مثلا في القرآن يقول الله سبحانه وتعالى ، بعد اعوذ بالله من الشيطان الرجيم "والسماء بنيناها بايد وانا لموسعون" . صدق الله العظيم . وفي الفلك معروف ان النظرية الاكثر رواجا لاصل الكون هي نظرية الانفجار العظيم . ونقول سبحان الله القران اخبرنا بذلك قبل اكثر من 1400 سنة . تخيلوا معي اخوتي بالله ان هذه النظرية اثبت عدم صحتها وجاءت نظرية جديدة غير هذه النظرية وكانت هي الصحيحة . ماذا سنقول عندئذ ؟ او ماذا سيقول الغرب عنا ؟ سيقولون والعياذ بالله ان القران خطأ والدليل ان الاية التي كنتم تقولون هي تثبت اصل الكون وتطابق نظرية الانفجار العظيم قد اصبحت غير صحيحة لان اصل الكون ليس كما هو مذكور بالنظرية وتؤيده الاية .

أرأيتم كيف يمكن ان يستغل هذا الموضوع ضدنا . لذلك يجب الحذر في هذا الموضوع ."

[ماما هادية]

ثم ورد استفسار هام:
"اذا القمر فعلا انشق...كان سيبن ذلك ؟
أقصد...كيف اننا لم نستطيع حتى الان وفي هذا الزمن ان نثبت ان القمر قد انشق؟
واذا اردنا ان نثبت ذلك..فبأية وسيلة علمية؟"

وكان الرد التالي:
"هذه نقطة هامة لكن قبل ان نسال كيف نثبت ان القمر انشق
يجب ان نسال هل المعجزات تترك اثارا علمية
اذا كانت المعجزات هي كسر لقوانين الكون فلماذا نتوقع ان هذه المعجزات تترك اثارا يستطيع العلم الاستدلال عليها"

-------------------
ثم كان هذا السؤال
"طيب..
وما الهدف ان تكون المعجزات على هذا النحو؟
يعني الا نستطيع ان نثبتها علميا بعد انتهائها؟!
بالعكس..
اذا استطعنا اثباتها...
سيكون ذلك ذو نتيجة اكبر واوسع...
وما رايكم في من يقول ان المعجزات التي حدثت لن نستطيع ان نثبتها لانها خارقة للقوانين
وانه يقول ذلك كي يغطي عدم قدرته على اثبات المعجزة التي حدثت...
يعني...
هناك من سيقول اننا نقول ذلك...لاننا فشلنا في اثباتها..."

والرد:
"المعجزات من ذلك النوع لسنا مطالبين باثباتها
فمثلا هل باستطاعة اليهود اثبات ان سيدنا موسي عليه السلام قد شق البحر؟
هل هناك من يطالبهم باثبات هذا!
لا اتفق معك في أن اثباتها ينشر الاسلام بشكل اكبر...
الذي يميز الاسلام عن بقية الاديان انه قدم وسيلة للانسان ان يصل الي السلام الروحي و النفسي في هذه الدنيا
و قدم وسيلة لخلق مجتمع مستقر ومتآلف حتى لو كان هذا المجتمع مكون من أديان اخرى بجانب الاسلام نفسه
هذا في رايي هو اصل الاسلام
المعجزات هي اشياء فرعية
لا اعتقد ان اكثرية من يدخلون الاسلام هذه الايام يفعلون هذا بناء علي تلك المعجزات و اثباتها
و ذلك لانه في الاديان الاخرى معجزات مماثلة وان كانت اقل عددا و ابهارا (و هذا طبعا عائد في الاصل الى كونها اديان سماوية لازال بها اجزاء من الكتب الاصلية كما انزلها الله عز و جل)
السؤال الذي اساله لنفسي هو
هل اذا قابلني انسان يريد الدخول في الاسلام و سالني ما هو الاسلام
هل ساذكر له صلب العقيدة ام ساذكر له المعجزات التي تعتبر من الاشياء الفرعية
طبعا نحن نؤمن بهذه المعجزات ايمانا قاطعا لكن ما اعنيه بانها فرعية هو انها ليست الاساسيات التي بني عليها هذا الدين

السؤال الثاني الخاص باثبات هذه المعجزات
اذا كان لهذه المعجزات اثبات فلا مانع من نشره بشرط ان نتاكد انه اثبات حقيقي مدعم بكل ادوات العلم من مراجع و بحوث و خلافه
السؤال هو كم من مئات او الاف الرسائل و المقالات التي تتناثر كل يوم على صفحات المجلات و في صفحات الانترنت له اثبات علمي من هذا النوع؟
و ينبغي ايضا ان ندرك خطورة ان ننشر مقالة من تلك غير مقرونة باثبات علمي قوي
هو انهم سيتلقفونها في الخارج و يثبتوا خلوها من الحقيقة بمنتهى السهولة
و بهذا نكون ساعدنا علي نشر شيء سيؤدي في النهاية الي ابتعاد من كان في نيته الدخول في الاسلام عنه
هذا رايي و الله اعلم"
---------------------

وأقول كتعليق أخير..
إن إثبات إعجاز علمي في القرآن قد يدعو عالما أو اثنين أو أكثر لإسلام..
لكن ما يجذب الناس للإسلام فيدخلون في دين الله أفواجا هو إعجازه الشرعي والعقائدي... عقيدته التي لا لبس فيها ولا تناقض ولا تعقيد، عقيدته التي تخاطب الفطرة البشرية السوية، وتشريعاته العظيمة التي تحقق العدالة والحق والخير بين كل الناس بلا محاباة ولا قصور ولا تمييز... بكمالها وشمولها وتوازنها وواقعيتها ومثاليتها..

والحمد لله رب العالمين

[ماما هادية]

هذا ايضا جهد من اختنا زينب الباحثة على مدونتها (عالم الأكاذيب) في تتبع هذه الاشاعة وتفنيدها

http://lies-world.blogspot.ca/2011/12/blog-post_6916.html?m=1

[زينب الباحثة]

بارك الله فيك يا تيتة على النقل القيم
للأسف الإعجاز العلمي بأكمله فقد مصداقيته في نظري وأنا أعتقد بأننا بحاجة لإعادة النظر في هذا الأمر ووضع شروط صارمة عليه بحيث لا يتكلم أي أحد فيه

[زينب الباحثة]

واسمحي لي أن أنقل كلام الغزالي بخصوص معجزة انشقاق القمر... وهو رأيه في حوار قديم شكك فيه ملك الروم في قصة انشقاق القمر وقت الرسول صلى الله عليه وسلم:

 إنني لو كنت مكان الرجل، وسألني هذا القيصر عن انشقاق القمر لقلت له كلاما آخر..!.


لقلت له: أيها الإبمبراطور الكبير إن سلفا عظيما سبقك في حكم الرومان جاءه كتاب من رسولنا يقول له في "أسلم تسلم يؤتك الله أجرك مرتين" ثم يختم كتابه بقول الله تعالى ((... يَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْا إِلَىٰ كَلِمَةٍ سَوَاءٍ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ أَلَّا نَعْبُدَ إِلَّا اللَّهَ وَلَا نُشْرِكَ بِهِ شَيْئًا وَلَا يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضًا أَرْبَابًا مِّن دُونِ اللَّهِ ۚ فَإِن تَوَلَّوْا فَقُولُوا اشْهَدُوا بِأَنَّا مُسْلِمُونَ)).

أيها الإمبراطور، إن نبينا عندما كاتب سلفك، لم يذكر له خارقة من خوارق العادات التي عرضت له، وإنما خاطب عقله، واستثار أنبل ما في نفسه، وذكر له أنه باق على إسلامه.

فإن رفض ملك الروم هذه الإجابة مني قلت له: إن شرحْتَ صدرًا بعقيدة التوحيد، ورفضت من الناحية التاريخية انشقاق القمر وتوقف الشمس، فأنت مسلم مقبول الإيمان.

ولا يصدنَّك عن دين الله خبر راو من الرواة حفظ أم نسي واعلم أن من مفكري المسلمين ومفسري دينهم من اعتبر الانشقاق من أشراط الساعة، وأن من المتكلمين من توقف في أخبار الآحاد، كما قال إبراهيم النظام: "إن القمر لا ينشق لابن مسعود وحده" وابن مسعود هو الذي رُويَ عنه الحديث المذكور...

ربما قال لي قائل: كيف تتهاون في حديث صحيح على هذا النحو؟ وأجيب إن رد حديث بالهوى المجرد مسلك لا يليق بعالم، وقد ردّ أئمتنا الأولون أحاديث صحاحا لأنها خالفت ما هو أقوى منها عقلا ونقلا.. وبذلك فقدت مقومات صحتها، ومضى الإسلام بمعالمه ودعائمه لا يوقفه شيء! وقد قلت: إنني لا أربط مستقبل ديننا بحديث آحاد يفيد العلم المظنون، وأزيد الموضوع بيانا فأقول:

إنني أومن بخوارق العادات، وأصدق وقوعها من المسلم والكافر والبر والفاجر، وأعلم أن قانون السببية قد يحكمنا نحن البشر بيد أنه لا يحكم واضعه تبارك وتعالى..

وعندما قرأت حديث الانشقاق شرعت أفكر بعمق في موقف المشركين، إنهم انصرفوا مكذبين إلى بيوتهم ورحالهلم بعدما رأوا القمر فلقتين عن يمين الجبل وشماله، قالوا: سحرنا محمد، ومضوا آمنين سالمين لا عقاب ولا عتاب..!.

قلت: كيف هذا؟ في سورة الأنبياء يحكي الله سبحانه سرّ كفر المشركين بنبيهم محدِّدين مطلبهم منه ((فَلْيَأْتِنَا بِآيَةٍ كَمَا أُرْسِلَ الْأَوَّلُونَ)) ويحكي القرآن لماذا لم يجابوا إلى مطلبهم ((مَا آمَنَتْ قَبْلَهُم مِّن قَرْيَةٍ أَهْلَكْنَاهَا ۖ أَفَهُمْ يُؤْمِنُونَ)) إن التكذيب بعد وقوع الخارق المطلوب يوجب هلاك المكذبين!.

فكيف يترك هؤلاء المكيون بدون توبيخ ولا عقوبة بعد احتقارهم لانشقاق القمر؟.

ويؤكد القرآن الكريم هذا المنطق في سورة الإسراء ((وَمَا مَنَعَنَا أَن نُّرْسِلَ بِالْآيَاتِ إِلَّا أَن كَذَّبَ بِهَا الْأَوَّلُونَ)) فإذا كان ارسال الآيات ممتنعا لتكذيب الأولين فكيف وقع الانشقاق؟..

بل كيف يقع أو يقع غيره والله يقول في سورة الحجر ((وَلَوْ فَتَحْنَا عَلَيْهِم بَابًا مِّنَ السَّمَاءِ فَظَلُّوا فِيهِ يَعْرُجُونَ، لَقَالُوا: إِنَّمَا سُكِّرَتْ أَبْصَارُنَا بَلْ نَحْنُ قَوْمٌ مَّسْحُورُونَ))

ثم إن المشركين في مواطن أخرى ألحُّوا في طلب الخوارق الحسية ((وَأَقْسَمُوا بِاللَّهِ جَهْدَ أَيْمَانِهِمْ لَئِن جَاءَتْهُمْ آيَةٌ لَّيُؤْمِنُنَّ بِهَا..)) فلماذا لم يقُل لهم: سبق أن انشق لكم القمر فكذبتم؟ أيمر هذا الحدث ليعقبه صمت تام؟..

وفي سورة أخرى قيل للكافرين وهم ينشدون المعجزات الحسيّة: حسبكم القرآن فيه مقنع لمن نشد الحق ((وَقَالُوا لَوْلَا أُنزِلَ عَلَيْهِ آيَاتٌ مِّن رَّبِّهِ ۖ قُلْ إِنَّمَا الْآيَاتُ عِندَ اللَّهِ وَإِنَّمَا أَنَا نَذِيرٌ مُّبِينٌ، أَوَلَمْ يَكْفِهِمْ أَنَّا أَنزَلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ يُتْلَىٰ عَلَيْهِمْ..)).

إن مئات الآيات في سور كثيرة طوال العهد المكي دارت في إثبات الرسالة على محور واحد، إيقاظ العقل وتعريفه بربه واعتبار صاحب هذا الوحي إمام السائرين إلى الله المعتصمين بحبله، وتجاوزت مقترحات الكفار أن يروا آية مادية معجزة..

من أجل ذلك لم أقف طويلا عند حديث الانشقاق وأبيت بقوة أن أربط مستقبل الدعوة به أو بغيره من أحاديث الآحاد التي تصطدم بأدلة أقوى منها..

ولست بدعا في هذا المسلك، فأبو حنيفة ومالك ردُّوا أحاديث من هذا الطراز عارضها من دلالات القرآن ما هو أقوى منها..

إننا لا ننكر الخوارق من حيث هي، وإنما نناقش الأسانيد التي جاءت بها، ونوازن بين دليل ودليل، وإيماننا بالخوارق هو الذي جعلنا نحن المسلمين نصدق ميلاد عيسى من غير أب، فالقرآن قاطع في هذه القضية وإذا ثبت قول الله فلا كلام لأحد..!.

والقاعدة أن خبر الواحد يُعمل به ما لم يكن هناك دليل أقوى منه فيصار إليه