المحرر موضوع: تأملات في الابتلاء والألم  (زيارة 24141 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل Moustafa Mahmoud

  • شباب جديد
  • *
  • مشاركة: 5
رد: تأملات في الابتلاء والألم
« رد #20 في: 2008-01-20, 22:33:54 »
الامام/ ابن القيم الجوزية

كان والد الإمام "أبي عبد الله شمس الدين محمد بن أبي بكر" قيّما - ناظرا، أو مديرا - على مدرسة الجوزية، وكان يلقب بقيم الجوزية، أو القيم، وفي اللغة العربية إذا حذف المضاف إليه عوض عنه بألف ولام على المضاف، ولا يجمع بينهما، فلا يقال القيم الجوزية.. بل إما: القيم، أو قيم الجوزية
وعلى هذا تكون كنية الإمام شمس الدين هي: ابن قيم الجوزية أو ابن القيم

جزاك الله خيرا يا أحمد على التوضيح ::)smile:

باذن الله اشترك فى العيادة  :emoti_282:

ماما فرح

  • زائر
رد: تأملات في الابتلاء والألم
« رد #21 في: 2008-02-25, 16:28:36 »


أستكمل الحديث عن الابتلاء

وكنت توقفت في هذه المداخلة
http://www.ayamnal7lwa.net/forum/index.php?topic=1002.msg12261#msg12261

عند رد كتبته في أحد المنتديات ونسيته إلى أن تعرضت بعد أكثر من عام على كتابته لحادثة ذكرتني به

الحادثة هي سرقة السيارة (حكيت تفاصيلها في موضوع: ناس وناس)

كان رد فعلي الأول هو الدهشة ثم أفقت وقلت :


إنا لله وإنا إليه راجعون
اللهم آجرني في مصيبتي واخلف لي خيراً منها


ابنتي - التي تشاركني استخدام السيارة كانت غاضبة جداً لأنها ستعود لعذاب المواصلات
قلت لها أني سامحت السارق أياً كان وأياً كانت ظروفه لعل الله يرزقه توبة فيكون قد تخفف من حق العباد
وقلت لها - وكانت غير مقتنعة بهذا السماح- :
دعينا لانساعد الشيطان عليه
ثم أن الله هو من رزقني بها بفضله وهو من ابتلاني فيها بحكمته وهو سبحانه القادر على أن يرفع عني البلاء برحمته

وذكرت لها الدعاء الذي علمه رسول الله - صلى الله عليه وسلم لأم سلمة بعد وفاة زوجها فرزقها الله الزواج بخير البشر


"اللهم آجرني في مصيبتي واخلف لي خيراً منها"

وبعد ذلك بأيام  كنت أحفظ سورة هود ووصلت لهذه الآيات:

{ وَلَئِنْ أَذَقْنَا ٱلإِنْسَانَ مِنَّا رَحْمَةً ثُمَّ نَزَعْنَاهَا مِنْهُ إِنَّهُ لَيَئُوسٌ كَفُورٌ }(9){ وَلَئِنْ أَذَقْنَاهُ نَعْمَآءَ بَعْدَ ضَرَّآءَ مَسَّتْهُ لَيَقُولَنَّ ذَهَبَ ٱلسَّيِّئَاتُ عَنِّيۤ إِنَّهُ لَفَرِحٌ فَخُورٌ }(10){ إِلاَّ ٱلَّذِينَ صَبَرُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّالِحَاتِ أُوْلَـٰئِكَ لَهُمْ مَّغْفِرَةٌ وَأَجْرٌ كَبِيرٌ }(11)

ومهما وصفت إحساسي بهذه الآيات وقتها فلن أستطيع

سبحان الله

ما كان يمكن أن أفهمها في حالة غير حالة الابتلاء والصبر عليه

فكم آية تمر علينا في القرآن ولا نشعر بها حقيقة إلا إن كنا من أهلها

وآية أخرى كنت أحفظها عن ظهر قلب وكلنا كذلك


{ ٱلَّذِينَ إِذَآ أَصَابَتْهُم مُّصِيبَةٌ قَالُواْ إِنَّا للَّهِ وَإِنَّـآ إِلَيْهِ رَاجِعُونَ }   البقرة 156

وكانت المرة الأولى التي أفهم فيها معنى "إنا لله" أي عبيداً له سبحانه يفعل بنا ما يشاء
و"إنا إليه راجعون" أي راجعون إليه في الآخرة

فعلى أي شيء نحزن ومن أي شيء نجزع إن كنا لله في الدنيا وفي الآخرة وإن كان هو سبحانه من يرزقنا ويختبرنا ويحاسبنا فلنسلم له ونخضع
 وكل ما على الأرض لايساوي شيئاً مادمنا لا نرجو إلا رضاه

ومرة أخرى لم أشعر حقيقة بمعنى هذه الآية التي رددتها آلاف المرات إلا في لحظات الابتلاء هذه

وتذكرت المداخلة المذكورة التي كتبتها في أحد المنتديات وقلت ما أظن هذا الابتلاء إلا اختباراً لصدقي فيما كتبت
 وأعدت قراءتها ووجدتني أقول : والله ما ازددت إلا تمسكاً بكل حرف فيها وبأن الله تعالى هو الحكيم العليم الرحمن الرحيم حقاً وصدقاً



ومر أسبوعان على السرقة فرزقني الله -من حيث لا أحتسب- بمبلغ يقترب من نصف ثمن السيارة
فقلت لابنتي: أرأيت ؟
فتعجبت وقالت: سبحان الله

ثم بعد ثلاثة شهور عادت السيارة بعد اليأس التام  من رجوعها ودون سعي مني للبحث عنها إلا بتقديم بلاغ روتيني للشرطة
وعادت قدراً عندما وجدها أحد المعارف دون تعمد بحث منه

فقلت لابنتي مرة أخرى: أرأيت؟
عادت السيارة ومعها نصف ثمنها .. ألا يساوي هذا "واخلف لي خيراً منها " ؟
فقالت: نعم

وبعد شهر آخر رزقني الله بمبلغ آخر يساوي ثمن السيارة نفسها بالكامل

أي مجموع ما عاد لي = السيارة + ثمنها مرة ونصف

وكل هذا  لا يساوي لحظات الابتلاء نفسها التي رزقني الله فيها الشعور الحقيقي بآيات القرآن التي ذكرتها
والتي لو لم أفز إلا بها لكفاني

وخلال فترة غياب السيارة كنت سعيدة - سبحان الله - وشعرت حقا بمعنى أن لله الخلق والأمر سبحانه
 حتى أن صديقة لي كانت تتعجب وتقول لي : لو ضاع مني عشرة جنيهات لحزنت عليها
وكنت أبتسم لها وأنا سعيدة من قلبي وأقول :
 هو الذي رزقني بها بفضله وهو الذي ابتلاني فيها بحكمته وهو القادر أن يرفع الابتلاء برحمته ويردها لي إن كان الخير في ذلك أو يصرفها عني إن كان الشر في عودتها

(وعندما عادت السيارة بإرادة الله وحده دون تدخل من مخلوق للبحث عنها ضحكت صديقتي عندما رأتني وكأنها تقول: كان عندك حق)

الابتلاء ليس دوماً عقاب وحق له أن يكون كذلك
ولكنه يكون أحياناً مفتاح خير من حيث لا ندري
يفتح به الله للنفس آفاق القرب من الرحمن الرحيم الكريم
يهذب به نفوسنا ويردنا لفطرتنا الخيرة

له الحمد حتى يرضى
وله الحمد إذا رضي
وله الحمد بعد الرضى
سبحانه خلق الإنسان وهو أعلم به وبما يصلحه
 



 
« آخر تحرير: 2008-02-25, 16:43:06 بواسطة ماما فرح »

غير متصل سيفتاب

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 7766
  • الجنس: أنثى
  • إِن يَنصُرْكُمُ اللّهُ فَلاَ غَالِبَ لَكُمْ
رد: تأملات في الابتلاء والألم
« رد #22 في: 2008-02-25, 17:44:20 »




الابتلاء ليس دوماً عقاب وحق له أن يكون كذلك
ولكنه يكون أحياناً مفتاح خير من حيث لا ندري
يفتح به الله للنفس آفاق القرب من الرحمن الرحيم الكريم
يهذب به نفوسنا ويردنا لفطرتنا الخيرة

له الحمد حتى يرضى
وله الحمد إذا رضي
وله الحمد بعد الرضى
سبحانه خلق الإنسان وهو أعلم به وبما يصلحه
 



 


نعم يا ماما فرح صدقت

لم أشعر فعلا بمعنى الآية إلا عند وفاة زوجي رحمه الله

قرأتها يومها وكأني أول مرة أراها أو أقرأها

ومن باطن الابتلاء ولدت الرحمة وشعرت لأول مرة في حياتي بمعنى القرب الحقيقي من الله ولأول مرة أيضا كنت أراه وأراعيه في كل خلجة وتصرف وقول وعمل

سبحان الله العظيم الذي ليس كمثله شيء في الأرض ولا في السماء.
وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُم فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ
وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُم مِّن بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْناً يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئاً وَمَن كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ

ماما فرح

  • زائر
رد: تأملات في الابتلاء والألم
« رد #23 في: 2008-02-25, 18:41:24 »


نعم سبحان الله العظيم

غير متصل ذات النطاقين

  • شباب نشيط
  • **
  • مشاركة: 191
رد: تأملات في الابتلاء والألم
« رد #24 في: 2008-02-25, 23:32:50 »
تأملات جميلة وتحتاج منا حقا لوقفااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااات فلتشاركوني وقفاتي :
يقول الشاعر: لاشئ مما ترى تبقى بشاشته...................يبقى الاله ويودي المال والولد
.2-ولما قسا قلبي وضاقت مذاهبي ...............جعلت رجائي نحو بابك سلما
« آخر تحرير: 2008-02-26, 08:30:03 بواسطة ماما هادية »

ماما فرح

  • زائر
رد: تأملات في الابتلاء والألم
« رد #25 في: 2008-02-26, 10:25:15 »

ولما قسا قلبي وضاقت مذاهبي ...............جعلت رجائي نحو بابك سلما


نعم .. جزاك الله خيراً