قطة في بطني !!
كان صاحبنا شاباً مثقفاً جداً .. أو هكذا كان يحسب نفسه
سيطرت عليه فكرة عجيبة وهي أن هناك قطة صغيرة تعيش داخل بطنه
وبرغم عشرات التحليلات والأشعات التي أُجريت له والتي تؤكد أن القطة تموء في عقله فقط إلا أنه لم يقتنع وظل يصرخ ويصرخ :
هناك قطة في بطني
احتار أهله ، وطافوا به في كل مكان لعلاجه ، لكن دون فائدة تذكر
أخيراً تم عرضه على أحد الأطباء الأذكياء .. وضع السماعة على بطنه ثم أعلنها مدوية :
فعلاً هناك قطة في بطنه ، ولابد من إجراء جراحة عاجله لإخراجها
وهنا برز سؤال مهم :
كيف وصلت القطة إلى بطنه ؟!!!
قال الطبيب :
إن أعداء الثقافة والمثقفين في العالم لديهم وسائل شيطانية تمنكهم من فعل الأعاجيب ، وربما استعانوا بتكنولوجيا متطورة جداً للتخلص من هذا المفكر الجهبذ
تم إعداد غرفة العمليات .. وبعد تخدير المريض قام الطبيب بعمل شق سطحي في بطن صاحبنا ثم خاطه مرة أخرى
عندما أفاق صاحبنا وجد حوله أهله فرحين بنجاح العملية
دخل الطبيب إلى الغرفه مهنئاً صاحبنا ورافعاً يده بقطة صغيرة بيضاء وقال :
ها هي القطة ، لقد نجحنا في إخراجها
نظر صاحبنا إلى القطة بدهشة واستنكار ، ثم صاح باكياً :
لا ؛ الثانية لونها أسود
-------------------------------------------------------------------------
البعض تسيطر عليه فكرة واحدة لا يستطيع الفكاك منها ، ومهما حاولت إقناعه وسقت له البراهين الدامغة : لا يستطيع التخلي عن الفكرة التى تنقلب سبباً لوجوده واحساسه بأنه مثقف متميز جداً ، ومهما أخرجت من بطنه من قطط : ستظل هناك قطة ذات لون مفقود أبداً تموء داخله