المحرر موضوع: في رحاب الكتاب  (زيارة 9772 مرات)

0 الأعضاء و 3 ضيوف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل أبو بكر

  • شباب إيجابي
  • ***
  • مشاركة: 705
  • الجنس: ذكر
  • إن تنصروا الله ينصركم و يثبت أقدامكم
في رحاب الكتاب
« في: 2009-03-26, 01:18:34 »
 
إذا كان لا بد للمؤمن من وقفة مع نفسه يستجمع فيها قواه ..و يأخذ شيئاً من أنفاسه ... و يستعرض فيها أهدافه ..هل حققها أم ما زالت حلماً ...
و إذا كان لا بد من ميزان و مقياس يقيس به المؤمن حياته .. و مدى قيمة أهدافه و غاياته .. و علامات نجاحه أو فشله في الوصول إليها ..

فإنه لن يجد جواً لأنفاسه أنقى من جو القرآن ... و لن يجد مرآة يرى فيها نفسه أوضح من مرآة القرآن .. و لن يجد ميزاناً يقيم به أهدافه أعدل و أقسط من ميزان القرآن ... و لن يجد ناصحاً يكشف له عن فشله و أسبابه أو يبدي له نجاحه و يشجعه  أصدق من آيات القرآن الكريم ..

فإلى رحاب الكتاب ... الذي أنزل ليخرج الناس من الظلمات إلى النور ...و الذي أنزل ليرشد التائهين و يدل المحتارين ...و الذي أنزل ليمسح دموع البائسين و يرفع من روح التفاؤل لدى الناجحين ... فإلى هناك نتلمس الطريق ...و نعيش في رحابه
« آخر تحرير: 2009-03-26, 13:32:34 بواسطة أبو بكر »
اللهم انصر الأحرار في كل مكان، و أهلك كل فرعون وهامان....اللهم نصراً لليبيا وسائر بلاد المسلمين

غير متصل أبو بكر

  • شباب إيجابي
  • ***
  • مشاركة: 705
  • الجنس: ذكر
  • إن تنصروا الله ينصركم و يثبت أقدامكم
رد: في رحاب الكتاب
« رد #1 في: 2009-03-26, 14:00:30 »
آياته كلما طال المدى جدد ... يزينهن جلال العتق و القــــــدم
يكاد في لفظة منه مشرفة ...يوصيك بالحق و التقوى و بالرحم


هكذا قال أحمد شوقي رحمه الله عن القرآن الكريم ...
قد استوقفني هذا القول ، و سألت نفسي هل أحسست يوماً أن القرآن لا يتناسب مع جو العصر الذي نعيش فيه ؟
و بشكل آخر : هل أحسست بأن هذا الكتاب عمره في الأرض أكثر من ألف و ربعمائة سنة ؟
و لكي أجيب على نفسي قرأت في نفسي آيات سورة الفاتحة :
   

            بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين . الرحمن الرحيم . مالك يوم الدين .
إياك نعبد و إيا نستعين . إهدنا الصراط المستقيم . صراط الذين
أنعمت عليهم غير المغضوب عليهم و لا الضآلين .

هنا رأيت الإجابة واضحة ...إنني -دون أن أشعر - أقرأ الفاتحة في اليوم سبعة عشر مرة على الأقل و أحس في كل مرة أنني أقرأ كلاماً يناسب مقامي و سني و ثقافتي و عصري ...
ترى ما السبب ؟
اللهم انصر الأحرار في كل مكان، و أهلك كل فرعون وهامان....اللهم نصراً لليبيا وسائر بلاد المسلمين

حازرلي أسماء

  • زائر
رد: في رحاب الكتاب
« رد #2 في: 2009-03-26, 15:39:46 »
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أحببت أن أعرّج على هذا العنوان الذي أعجبني وازددت به إعجابا ساعة عرفت أنّ الكتاب المقصود هو الكتاب الأعظم .... وأن الرحاب الرحيبة إنما هي رحابه ....
بارك الله في هذه الساحة ومبارك عليك يا أبا بكر إشرافك وجعلك الله من الصالحين المصلحين  emo (30):

أما عن السبب فيتراءى لي أولا أنه المعجزة وأنّى للمعجزة الخالدة التي ستبقى ما بقيت الدنيا أن تفوتها العصور فتبلى ؟ ثم أنّى لوعد الله بحفظه أن يكون وعدا بالحفظ لما يبلى نفعه ويولّي وبين طياته الشريفة كل إعجاز وبين ثنايا كلماته النورانية أسرار وأسرار ما أن يكشف اليوم عن أحدها  حتى يكشف غدا عن غيره بيانا وحكمة وعلما ونورا مبينا ؟

وللرافعي في كتابه  "تحت راية القرآن" وصف رائع بإذن الله أضعه في هذا الموضوع  emo (30):.

غير متصل أبو بكر

  • شباب إيجابي
  • ***
  • مشاركة: 705
  • الجنس: ذكر
  • إن تنصروا الله ينصركم و يثبت أقدامكم
رد: في رحاب الكتاب
« رد #3 في: 2009-03-26, 16:54:56 »

و عليكم السلام و رحمة الله و بركاته

بارك الله فيك يا أختنا الكريمة أسماء و جزاك الله خيراً كثيراً ...




وللرافعي في كتابه  "تحت راية القرآن" وصف رائع بإذن الله أضعه في هذا الموضوع  emo (30):.


هذا ما ننتظره من أختنا أسماء لاسيما و قد عودتنا على القلم العذب في هذا المجال.
اللهم انصر الأحرار في كل مكان، و أهلك كل فرعون وهامان....اللهم نصراً لليبيا وسائر بلاد المسلمين

حازرلي أسماء

  • زائر
رد: في رحاب الكتاب
« رد #4 في: 2009-03-26, 17:31:57 »
عفوا فالوصف من كتاب مصطفى صادق الرافعي "إعجاز القرآن والبلاغة النبوية" وليس من كتابه "تحت راية القرآن"  كما أسلفت   :blush::


يقول الرافعي في وصف رائع وكعادته في دقة وجمال وإبداع وصفه :

القـــــــــــــــــــــــــــرآن

آيات منزلة من حول العرش،فالأرض بها سماء هي منها كواكب، بل الجند الإلهي قد نُشِر له من الفضيلة علمٌ ، وانضوت إليه من الأرواح مواكب،أغلقت دونه القلوب فاقتحم أقفالَها،وامتنعت عليه "أعراف"الضمائر فابتزّ "أنفالها"، وكم صدّوا عن سبيله صدّا،ومن ذا يدافع السيل إذا هَدَر ؟ واعترضوه بالألسنة ردّا،ولعمري من يردّ على الله القَدَر ؟ وتخاطروا له بسفهائهم كما تخاطرت الفحول بأذناب،وفتحوا عليه من الحوادث كلَّ شدق فيه من كل داهية ناب .
فما كان إلا نور الشمس : لا يزال الجاهل يطمع في سرابه ثم لا يضع منه قطرة في سقائه،ويلقي الصبي غطاءه ليخفيه بحجابه ثم لا يزال النور يتبسّط على غطائه.
وهو القرآن كم ظنوا -مما انطوى تحت ألسنتهم وانتشر- كل ظنّ في الحقيقة آثم، بل كل ظن بالحقيقة كافر، وحسبوه أمرا هيّنا لأنه أنزل في الأرض على بشر.كما يحسب الأحمق في هذا السّماءَ أرضا ذات دوابّ نورانية لأن هلالها كأنما سقط من حافر، وكم أبرقوا وأرعدوا حتى سال بهم وبصاحبهم السيل ،وأثاروا من الباطل في بيضاءَ ليلُها كنهارها ليجعلوا نهارها كالليل فما كان لهم إلا ما قال الله : "بَلْ نَقْذِفُ بِالْحَقِّ عَلَى البَاطِلِ فَيَدْمَغُهُ فَإِذَا هُوَ زَاهِقٌ وَلَكُمُ الوَيْلُ مِمَّا تَصِفُونَ" الأنبياء -18-


وليس هذا منتهى وصفه بل يمتد وإن شئتم أنقل لكم جزءا آخر

غير متصل أبو بكر

  • شباب إيجابي
  • ***
  • مشاركة: 705
  • الجنس: ذكر
  • إن تنصروا الله ينصركم و يثبت أقدامكم
رد: في رحاب الكتاب
« رد #5 في: 2009-03-26, 17:40:15 »
و الله  رائع  ما شاء الله ... أنا لم أقرأ للرافعي -رحمه الله- قبل ذلك و لكن سمعت عنه.. لكنني الآن عرفت من هو ... أكملي بارك الله فيك .
اللهم انصر الأحرار في كل مكان، و أهلك كل فرعون وهامان....اللهم نصراً لليبيا وسائر بلاد المسلمين

حازرلي أسماء

  • زائر
رد: في رحاب الكتاب
« رد #6 في: 2009-03-27, 10:59:31 »
وفيك بارك الله يا أبابكر emo (30):   اقرأ للرافعي يا أبابكر فإن من وحي قلمه لبيانا وإن لبيانه لسحر السحر

أكمل معكم إذن مع وصف الرافعي للقرآن الكريم:

*************

ألفاظ إذا اشتدت فأمواج البحار الزاخرة، وإذا هي لانَتْ فأنفاس الحياة الآخرة،تذكر الدنيا فمنها عِمادها ونظامها ،وتصف الآخرة فمنها جنّتها وصرامها ومتى وعدت من كرم الله جعلت الثغور تضحك في وجوه الغيوب وإن أوعدت بعذاب الله جعلت الألسنة تَرعَد من حِمى القلوب .

ومعان بينا هي عذوبة ترويك من ماء البيان(1)،ورقّة تستروح منها نسيم الجِنان،ونور تبصر به في مرآة الإيمان وجه الأمان(2)....وبينا هي ترفّ بندى الحياة على زهرة الضمير(3)، وتخلق في أوراقها من معاني العبرة معنى العبير، وتهبّ عليها بأنفس الرحمة فتنِم بسر هذا العالم الصغير .... ثم بينا هي تتساقط من الأفواه تساقط الدموع من الأجفان، وتدع القلب من الخشوع كأنه جنازة ينوح عليها اللسان،وتمثل للمذنب حقيقة الإنسانية حتى يظن أنه صنف آخر من الإنسان إذ هي بعد ذلك إطباق السحاب وقد انهارت قواعده والتمعت ناره وقصفت في الجوّ رواعده(4)، وإذ هي السماء وقد أخذت على الأرض ذنبها، واستأذنت في صدمة الفزع ربّها، فكادت ترجف الراجفة تتبعها الرادفة: وإنما هي عند ذلك زجرة واحدة: فإذا الخلق طعام الفناء وإذا الأرض "مائدة"(5)

توهّموا السحر ما توهموه، فلما أنزل الله كتابه قالوا : هذا هو السحر المبين، وكانوا يأخذون في ذلك بباطن الظنّ فأخذوا هذا بحق اليقين "أَفَسِحْرٌ هَذَا أَمْ أَنْتُمْ لاَ تُبْصِِرُون" ومن الشعر ما تسمعونه أم أنتم لا تسمعون؟ بل إنه لسحر يغلب حتى يفرّق بين المرء وعادته، وينفذ حتى ينصرف بين القلب وإرادته. ويجري في الخواطر كما تصعد في الشجر قطرات الماء، ويتصل بالروح فإنما يمدّ لها بسبب إلى السماء، وإنه لسحر، إذ هو ألحاظ لم تعهد كلم أحداقها، وثمرات لم تنبت في قلمٍ أوراقُها، ونور عليه رونق الماء فكأنما اشتعلت به الغيوم، وماء يتلألأ كالنور فكأنما عُصِر من النجوم(6) وبلى إنه لشعر ولكن زِنة مبانيه في معانيه(7)، وزينة معانيه في مبانيه(8)، فكل معنى ولا جرم من بحر، وكل لفظ كلؤلؤة في النحر، وإنه لشعر، إذ هو آيات لا يجانسُ كلامها البديع غير كمالها(9)، وحقيقة في الوجود لم يكن يعرف غير خيالها، ومرآة في يد الله تقابل كل روح بمثالها  .


يقولون مجنون بعض آلهتنا اعتراه(10)، وأساطير الأولين اكتتبها أم يقولون افتراه، بلى إن العقل الكبير في كماله ليتمثّل في العقول الصغيرة كأنه مجنون، وإن النجم المنير فوق هلاله ليظهر في العيون القصيرة كأنه نقطة فوق نون(11)، وهل رأوا إلا كلاما تضيئ ألفاظه كالمصابيح، فعصفوا عليه بأفواههم كما تعصف الريح يريدون أن يطفئوا نور الله ،وأين سراج النجم من نفخة ترتفع إليه كأنما تذهب تطفيه(12)، ونور القمر من كفّ يحسب صاحبها أنها في حجمه فيرفعها كأنما يخفيه (13) ! وهيهات هيهات دون ذلك درج الشمس وهي أم الحياة في كَفَن، وإنزالها بأيد وهي روح النار في قبر من كهوف الزمن .

لا جَرَم أن القرآن سرّ السماء، فهو نور الله في أفق الدنيا حتى تزول .ومعنى الخلود في دولة الأرض إلى أن تدول، وكذلك تمادى العرب في طغيانهم يعمهون ، وظلّت آياته تلقف ما يأفكون، فوقع الحق وبطل ما كانوا يعملون .


***************************************************
تعقيب مني على المرقوم  emo (30)::

(1) فهي بيان يحمل المعاني وليس البيان المصطنع الذي غاية ما نرى فيه التكلف الثقيل
(2) فهي نور ينعكس على الإيمان لنستشعر به الأمان
(3) فهي الحياة للضمير كما أنّ الندى دليل الحياة على خد الزهر .
(4) من شدة وقوة الألفاظ الموقظة لضمير المذنب
(5) وما أجمل هذا التشبيه فإذا الخلق طعام للفناء وإذا الأرض مائدة الفناء مع ملاحظة استخدامه لأسماء سور القرآن في وصفه .
(6) وهو وصف يناسب تخييل السحر فهو نور الماء وماء النور
(7)شعر موزون بالمعاني
(8) مبانيه زينتها معانيه فهو الكمال مبنى ومعنى وهنا ما يناسب تخييل الشعر
(9) وما أروع استخدامه للكلمات فهذه "كلام" يقابلها "كمال" وهذا حقا وصف كلام القرآن
(10) أي اعتراه بسوء وهو اكتفاء
(11) لله دره من واصف ومن ملاحظ فهو يرى الطبيعة أحرفا وكلمات يراها بعيني خياله فما أبدع تخيله . فإذا نور النجمة فوق الهلال لقاصري النظر نقطة فوق نون!
(12) نفخة تريد إطفاء سراج النجم وما أبعد هذا عن المنال ! وهذا كما قال سبحانه يريدون ليطفئوا نور الله بأفواههم
(13) ووالله إن إبداع الوصف ليدهشني وكأن هذا الواهم يظن بكفه قدرة على إخفاء القمر إذ هو يرى بعين قصيرة وببصيرة قاصرة .


************************************

وقد تبقى من وصفه قليل فهل أكمل لكم ما تبقى ؟؟
« آخر تحرير: 2009-03-27, 11:02:30 بواسطة حازرلي أسماء »

غير متصل أبو بكر

  • شباب إيجابي
  • ***
  • مشاركة: 705
  • الجنس: ذكر
  • إن تنصروا الله ينصركم و يثبت أقدامكم
رد: في رحاب الكتاب
« رد #7 في: 2009-03-28, 15:15:53 »
بالتأكيد ...بارك الله فيك
اللهم انصر الأحرار في كل مكان، و أهلك كل فرعون وهامان....اللهم نصراً لليبيا وسائر بلاد المسلمين

حازرلي أسماء

  • زائر
رد: في رحاب الكتاب
« رد #8 في: 2009-03-29, 17:18:10 »
إذن أكمل معك القليل الذي تبقى يا أبا بكر على سبيل الوفاء بالوعد، والأخذ بالإذن منك، وأعتذر إن كنت قد قطعت عليك دربا كنت تنوي سلوكه  emo (30): جزاك الله خيرا كثيرا

****************************

يقول الرافعي أيضا واصفا كتاب الله العزيز الحكيم ونحن في رحابه :

إن هذ القرآن مايزال يهدي للتي هي أقوم،وإنّ النول فيه ما برح كثير المذاهب متعدد الجهات متصل الحدود يفضي بعضها إلى بعض، إذ هو كتاب السماء إلى الأرض مستقرا ومستودعا، وقد جاء بالإعجاز الأبدي الذي يشهد على الدهر ويشهد الدهر عليه، فما من جهة من الكلام وفنونه إلا وأنت واجد إليها متوَجَّها فيه، وما من عصر إلا وهو مقلب صفحة منه حتى لتنتهي الدنيا عند خاتمته فإذا هي خلاءُ من "الجنة والناس" (1)

ولقد أراد الله أن لا تضعف قوة هذا الكتاب، وألا يكون في أمره على تقادم الزمن خَضع أو تطامن(2)، فجاءت هذه القوة فيه بأسبابها المختلفة على مقدار ما أراد، وهي قوة الخلود الأرضي التي خرج بها القرآن مخرج الشذوذ الطبيعي، فلا سبيل عليه ليد الزمن وحوادثه مما تبليه أو تستجدّه، إنما هو روح من أمر الله تعالى هو نزله وهو يحفظه، وقد قال سبحانه  "إنا نحن نزّلنا الذكر وإنّا له لحافظون" "فلا تحسبنّ الله مخلف وعده رسله"


*********************************
تعقيب مني على المرقوم :

(1) وكذلك نهاية الكتاب سورة الناس .
(2) يقال خضعه الكبر وأخضعه إذا جعل في عنقه تطامنا، وهو الانخفاض