بسم الله الرحمن الرحيم
ما حقيقة الطاقة الحيوية التي يتحدث عنها هؤلاء..
الطاقة الحيوية التي نستهلكها في أجسامنا كما يعرفها علماء البيولوجيا والفسيولوجيا هي طاقة كيميائية كامنة في الأغذية التي نتناولها، تحترق هذه الأغذية في خلايا جسمنا نتيجة اتحادها بالأكسجين الذي نتنفسه، فتطلق هذه الطاقة الحيوية التي تنتج حركة وحرارة وتخلف عملية الاحتراق سموماً، يطرح الجسم هذه السموم بوسائل الإخراج ويستهلك هذه الطاقة في أنشطته المختلفة..
وإذا تناول الجسم مقدارا زائدا من الطاقة (الغذاء) عن حاجته، تراكمت في جسمه على شكل دهون وشحوم وسببت البدانة.
وبالتالي فالأكسجين لا يحوي طاقة، وإنما يستخدم لحرق الغذاء وتحرير الطاقة الكامنة فيه.
والحبوب بقشورها طاقتها أقل من الحبوب المقشورة
وزيادة مخزون الطاقة مضر لا نافع
أما الطاقة التي يقصدها هؤلاء، فهي الطاقة المعروفة في العقائد الطاوية، وهي ترتبط ارتباطاً كلياً بتصورهم الفلسفي للوجود، فهي المرحلة الأولية من مراحل نشأة الكون. وهم تارة يسمونها طاقة كونية، وتارة يسمونها طاقة حيوية، وأحيانا طاقة شفاء ، وغير ذلك من مصطلحات، كلها تشير وتعود إلى فلسفة واحدة.
وهي طاقة عجيبة يدّعون أنها مبثوثة في الكون، وهي عند مكتشفيها ومعتقديها من أصحاب ديانات الشرق متولدة منبثقة عن "الكلي الواحد" الذي منه تكوّن الكون وإليه يعود، ولها نفس قوته وتأثيره، لأنها بقيت على صفاته بعد الانبثاق (لا مرئي، ولا شكل له، وليس له بداية، وليس له نهاية) بخلاف القسم الآخر الذي تجسّدت منه الكائنات والأجرام
لقد مر العالم الوجودي -وفقاً لهذه الفلسفة- بأطوار متعددة قبل أن تتحدد معالمه التي نألفها اليوم. كان الطور الأول متمثلا في الوجود الفوضوي أو العدم، ثم تولد من العدم -ومن خلال حركات تحولية تلقائية- أول شكل من أشكال الوجود، هذا الوجود الأولي هو ما يعرف بالطاقة الكونية ( تشي )، والتي بدورها انفصلت وتمايزت إلى الـ ( ين / يانغ)، ومن خلال تفاعلات الـ ( ين / يانغ ) ومن بعدها العناصر الخمسة ظهر هذا الكون إلى الوجود
وتسمى هذه الطاقة بأسماء مختلفة بحسب اللغة وتمرين الاستمداد؛ فهي طاقة "التشي"، وطاقة "الكي"، وتسمى "البرانا" و"مانا".
ويقولون أن كل إنسان يولد ومعه نصيب من هذه الطاقة الأم يسمى طاقة أصلية، تستهلك بأنشطته المختلفة الحركية والانفعالية والعقلية، فتخفت، فتهاجمه الأمراض، ولتعويضها، عليه أن يكتسب طاقة من عناصر الكون من حوله (طاقة مكتسبة) ، لأنها مثله منفصلة عن الكلي الواحد الأول، لكنها محتفظة بطاقتها الأصلية، ويحدث هذا الاكتساب بتنظيم غذائه وفق ثنائية الين واليانغ (نظام الماكروبيوتيك) أو بحركات رياضية معينة تسمح للطاقة الكونية بالدخول لجسده عبر الشاكرات (التاي تشي او تايجي كوان) او بتنظيم أثاث البيت بشكل معين (فونج شوي) أو بهندسة البيت بشكل معين أو وضع قطع معدنية او احجار ملونة عليها رسوم معينة تجتذب الطاقة (بايوجيومتري) أو بتمارين التنفس او المشي بأقدام حافية على الرمال أو العشب الأخضر او الجلوس عليه مباشرة في وضعية اليوجا، لتدخل الطاقة (طاقة التشي) إلى الجسم من هذه العناصر، أو بجلسات التأمل الارتقائي واليوجا، أو باللجوء للماسترز ومعلمي الريكي ليمنحوك من طاقتهم العالية ما يشفي أمراضك..