استمعت لكلام الأستاذ محمد إلهامي، وهو قيم جدا وأتفق معه فيما ذهب إليه
أظن من يعارض أردوغان من ذوي التوجهات الإسلامية هم أناس لم يعرفوا كيف كان حال تركيا قبل أردوغان وحزبه، وإنما عرفوا تركيا فقط في ظل حكم أردوغان، فهم لا يقارنون الماضي بالحاضر، وحكم العلمانية بحكم المسلمين (ولا اقول الإسلام) ، بل يقارنون واقع تركيا الحالي بالخيال المثالي الذي يتصورونه لدولة إسلامية قوية تحكم بشرع الله كدولة الخلافة الراشدة... لهذا يجحدون فضل اردوغان وحزبه، والنقلة الرائعة الكبيرة التي نقل تركيا بها من دولة تحارب الإسلام والمسلمين في الداخل والخارج، إلى ما هي عليه الآن..
ومن يرى أننا إما نأخذ بالإسلام كله كدولة، او نترك الامر كله، ويظنون أن هذا هو الدين، يفتقرون إلى فقه الواقع ودراسة التاريخ..
فأين تجربة المسلمين مع النجاشي؟
أين تجربة سيدنا يوسف عليه السلام في مصر؟
وأين تجربة صلاح الدين الأيوبي في مصر أيضا؟
نسأل الله تعالى الخير لأمتنا والرشد لشبابنا والهداية لنا جميعا إلى ما يحبه ويرضاه
هذا رابط كلمة للدكتور إلهامي مختصرة ومفيدة
https://www.youtube.com/watch?v=s1huWeCCMRY
أشكر للدكتور إلهامي أنه كان سببا في عودتكم للتعليق على المنتدى
، لو كنت أعرف ذلك لاقتبست له منذ سنوات
نقطة بسيطة فقط، أنا لا أنتقد أردوغان لأني أبحث عن العالم المثالي، فقد تركت تلك الأحلام في بداية العشرينات!
بل ولا أطلب منه فوق الطاقة والوسع، في بلد يموج بالمعضلات والتحديات من كل شكل ولون.
وأقول أن كل خطوة ولو بسيطة تقربنا من العدل وترفع عن المسلمين الظلم وتحفظهم من الفتنة في دينهم هي خير إن شاء الله، ونسأل الله البركة والزيادة.
ولا أنكر إنجازات الحرية والعدالة وأردوغان في تركيا، فهي واضحة جلية ولا ينكرها إلا جاحد للحق! ولكن هذا لا يعني أنهم يصلحون لكل زمان ومكان، أو أنه لا بديل أفضل منهم في مراحل اختلفت كثيرا عن ذي قبل.
ومحل اعتراضي الأساسي هو مبدأ معاداة الأيدولوجيات القريبة بدلا من التنسيق والتعاون معها وادخارها كبديل احتياطي في حال انقلبت الأحوال،
وكأنه لا بد أن تكون هناك محاولة واحدة فقط على الجميع الوقوف خلفها مهما كان فيها من مخالفات ومهما كانت من احتمالية أن يكون في الأفق خير منها.
هذا ما اعتبره ابتزازا وتضليلا للناس! ومشكلتي معه أنه يأتي متسترا بالدين! فكأنه الحق الأوحد الذي لا جدال فيه.
عندي هنا مثالين واضحين عاصرتهما، الأول د.مرسي رحمه الله وما فعله الإخوان مع الشيخ حازم صلاح أبو إسماعيل ود. عبد المنعم أبو الفتوح، فك الله أسرهما.
حيث كان العداء واضحا والاتهامات لهما بالخيانة وشق الصف، وكانت الفتاوى جاهزة ضدهما أيضا!
وأثبت لنا الزمان أن كلاهما كانا أكثر كفاءة وقراءة للواقع من د. مرسي.
المثال الثاني، وهو ما حدث مع د. أحمد داوود أغلو، فهو من مدرسة أردوغان ورفيقه، اختلف معه في بعض التفاصيل، فتم التشنيع به والتنكيل به سياسيا بأبشع طريقة.
وفي حين يتحالف الحرية والعدالة مع علمانيين قح، فإنه يرفض أحمد داوود أغلو لأنه من نفس المدرسة! وبالتالي فهو منافس حقيقي أخطر من العلماني !
وها نحن اليوم بصدد خطر ذهاب الرئاسة لشخص علوي علماني، هذا بعد أن تحولت البلاد لنظام الحكم الرئاسي، أي أنه سيمتلك من الصلاحيات ما له القوة والتأثير!
في كل مرة يبرر البعض عداءهم تجاه أقرانهم من المدارس الفكرية القريبة بحجة أن البلاد ستنهار ويتم التنكيل بالإسلاميين إذا خسروا هم تحديدا الصدارة، فإنها أشبه بنبوءة ذاتية التحقق!
أرفض حقيقة هذا الابتزاز الفكري، فهو يؤصل للديكتاتورية ويجعل الرهان على حصان واحد فقط، إما هو وإما خسرنا كل شيء!
وبالتالي فكل شيء مباح من أجل الدفاع عن خسارة كل شيء!
فأي محاولة للتغيير الإيجابي تواجه بفزاعة "خسارة كل شيء" ! وكأن من مصلحة طرف بعينة أن يبقى الوضع هكذا دائما، وإلا فليس من المعقول أن تركيا لم تلد غير أردوغان!
حين أيدت أردوعان من قبل، أيدته لأنه كان الخيار الأفضل للمسلمين، وحين أعارضه الان فلأن هناك من هو أفضل منه، لكنه لا يريد إلا نفسه وفقط. القائد الملهم الذي لا مثيل له!
ويكفي جريمة منع رافعات الإنقاذ من دخول الجانب السوري لمدة 3 أيام منذ وقوع الزلزال الأخير والتضحية بهم من أجل عيون الجانب التركي! هذه والله جريمة لا يمكن تبريرها تحت أي مسمى.
أسأل الله أن يقدر لتركيا والمسلمين جميعا ما هو خير لهم، سواء كان أردوغان أو غيره. فلا نعلم من أين يأتي الخير.