فهمت الآن يا بهي :)
----------
لا بأس أخي جواد، وأتفهم جيدا ما وصفت من حالتك.. عفا الله عنا جميعا وتجاوز عن ضعفنا وسيئاتنا.
من جهتي أنا لا أنصح بمتابعة الأخبار، هو مما يحب أن يلم به المرء لينقاش ويعرف أحوال الأمة ويكون على علم، ولكن ذلك كله ينقلب على نفسيّته وشخصيّته بالسلْب
نعم.. هو الدرب الذي سلكته من زمن، ولو لم أفعل لما وجدتُني أخطّ حرفا ولا أخطو خطوة، هكذا وجدتُني أبلغ حدا لا طاقة لي بعده، حتى يومنا، أبتعد عن كل صورة أو تفاصيل خبر، خاصة ما يجري في سوريا.. بل الأخبار المأساوية عموما لم تعد لي بها من طاقة، وعند هذا الحد يجب أن ينتبه الواحد منا لأن ما يحدث يشيب له الولدان، ويهدّ الجبال، والأمة بحاجة لأمل ينبعث من نفوس آملة، ومن يريد المواصلة عليه أن يبتعد، على أن يكون هذا الابتعاد مرشّدا، لأن النفس من طبيعتها التعود، وتبلّد الإحساس أيضا آفة، والوسطية هي المطلوبة، وتحقيق الوسطية أيضا يجب أن يحرسه صاحبه لئلا ينغمس فيما يُذهب عنه الاهتمام، فيتسطّح ..
يحضرني هنا رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو في غزوة الأحزاب الفارقة والتي تغيرت مجرى الحروب عند المسلمين من بعدها، من الدفاع إلى الهجوم، يعلم بالجحافل المقبلة من قبائل العرب متحالفة، عشرة آلاف، والمسلمون يأخذ منهم الجوع والتعب والنصب من حفر الخندق كل مأخذ، وفي عزّ النّصب يردد أبيات شعر لابن رواحة يروّح بها عن النفوس صلى الله عليه وسلم .
عن قضية المشكل وحله، هناك ما يُطرح من الحلول هو من شاكلة علاج الأعراض لا الداء الأصيل المتجذر..والله الهادي .
المَدد من عند الله والتوفيق من عنده سبحانه، فإياه نسأل الرشاد وأن يرزقنا السداد في القول والرأي والفعل..