المحرر موضوع: أي حرب هي ضد إسلامنا يا بني جلدتنا ؟!!  (زيارة 14705 مرات)

0 الأعضاء و 2 ضيوف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل حازرلي أسماء

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 6545
  • الجنس: أنثى
  • غفر الله لنا ما لا تعلمون
تعبت...تعبت...تعبت من حرب العلمانيين واليساريين واللبراليين ضد الإسلام ... تعبت مما يقولون ... تعبت من تجرؤهم على الدين، على الله.... أي آلة شرسة هذه من بني جلدتنا وليست من الخارج، ليست من الغرب هي أشرس من الغرب علينا ؟!!!!
لا أجد الكلمات التي تصف غيظي وحنقي وغضبي ...... أيّ حرب هذه نولّي عنها إلى الخارج وهي من داخلنا شرسة شرسة شرسة إلى أبعد الحدود ....... انظروا ما يحدث في تونس منهم، من كلام تخر له الجبال هدا .... وفي مصر....
أية آلة ضخمة معادية هي فينا، بين أظهرنا ؟!!
إن المسيحي واليهودي أمره بيّن ...أما العلماني يقول أنه مسلم، واللائكي يقول أنه مسلم، واللبرالي ووووووو كل هذه المهالك التي تأخذ عندهم اسم "الحرية"..............إلى أيييييييين ؟؟؟؟!!!!!

من أين أصبح فينا كل هذا؟؟ ستقولون من الاستعمار، من التبعية من التفتح على العالم الآخر من من .........أإلى هذا الحد ؟؟!!!!

هل سأتهم بالمبالغة وأنا أقول أنني اكتشفت حربا ضد الإسلام في تونس شعواااااء لا أجد لها وصفا ؟؟وبعد الثورة، بعد انهيار حكم بن علي وبورقيبة، ولكن يبدو جليااا أن هناك ما هو أعظم وأشنع من حكومات ظالمة ، هناك شعوب ظالمة لنفسها، هناك بنو دلدة واحدة هم أعداء لديننا أقوى وأشرس من الغرب...
 أعلم يقينا أن هناك من يتصدى لها بين إخوتنا هناك، ولكنها شعواااء وآلتها ضخمة جدا جدا .......فإلى أين ؟؟؟؟
« آخر تحرير: 2013-02-09, 11:10:18 بواسطة حازرلي أسماء »
ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهبْ لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب

غير متصل حازرلي أسماء

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 6545
  • الجنس: أنثى
  • غفر الله لنا ما لا تعلمون
للدكتور مجدي هلالي من على صفحته :

أدركوا القرآن ..

لقد تنبأ رسول الله عليه الصلاة والسلام بأن القرآن والسلطان والقرآن سيفترقان ، فقال :

"ألا و إن رحا الإيمان دائرة، فدوروا مع الكتاب حيث يدور ، ألا وإن الكتاب والسلطان سيفترقان ، ألا فلا تفارقوا الكتاب ، ألا إنه سيكون عليكم أمراء إن أطعتموهم أضلوكم ، وإن عصيتموهم قتلوكم ،، قالوا: كيف نصنع يا رسول الله؟؟
قال:
كما صنع أصحاب عيسى بن مريم ؛ وضعوا على الخشب ، ونشروا بالمناشير ، موت في طاعة خير من حياة في معصية.
إخوتي ..
ما يحدث في بلادنا اليوم ما هي إلا محاولات مكشوفة لفصل القرآن عن السلطان لأن هذا لا يروق للبعض ولا يتفق مع مصالحهم

ألا إنهم لو نجحوا فيما يسعون فيه فلا ندري ساعتها ماذا سيكون من أمر كتاب الله ؟؟

ألا وإن هؤلاء الأمراء الذين تحدث عنهم رسول الله موجودون بالفعل ، فقط ينتظرون التمكن من السلطة ،،
فماذا نحن فاعلون؟؟؟

إن وصولهم يعني أن مرحلة النشر بالمناشير قد اقتربت ،، فما الحل

والله ليس لنا إلا نصيحة رسول الله
(ألا فلا تفارقوا الكتاب)
(فدوروا مع الكتاب حيث يدور)

إخوتي

أدركوا القرآن قبل أن يغضب الله لكتابه فتزداد العقوبات بنا أكثر وأكثر ، فما أراها والله إلا بسبب الابتعاد والجفاء عن كتاب الله
ألا هل بلغت ؟؟

اللهم فاشهد

« آخر تحرير: 2013-02-09, 11:10:35 بواسطة حازرلي أسماء »
ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهبْ لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب

غير متصل أحمد سامي

  • شباب منتج
  • ****
  • مشاركة: 1258
  • حائط برلين لم يهدم عندنا حتى الان يعيش داخلنا
كيف اصبحنا هكذا؟ كن اظنك تدركين الامر على المستوى الديني و التاريخي و السياسي و الفلسفي ام هو سؤال استنكار.

ديني : بل يريد الانسان ليفجر امامه يسئل ايان يوم القيامة.  الله قال الانسان اي انسان فاسد و ليس الكافر بالخصوص.

تاريخي و سياسي : عندما سيطرت الكنيسة على اوروبا في عصو الظلام هناك كان كل شئ مقلوب و الفساد تكاد تتقيأ من نتن رائحته في كل مكان فكان الناس ينفرون من الدين بالضرورة و عندما جائت الفرصة على يد الملك هنري الثامن المسبب الرئيسي في انتشار الانجلو ساكسون و البروتستانت   نشات العلمانية و استمرت مع الحداثة و تناول المسلمون الدواء الخاطئ و هم ليسو في حاجة اليه اصلا.... بسبب الاستعمار.

فلسفي : شيئا فشيئا يتم تحطيم فطرة الانسان التي تميل الى الطهارة و لكنها تميل في نفس الوقت الى الاستمرار و الشهوات... يتم خلط هذا بذاك.... عندما نرى شخصية سي السيد في اعمال نجيب محفوظ... هذا الرجل شديد الغيرة على بيته الى درجة فصل كل ما هو محلل له و فعله في الحرام خارج بيته.... و يصلي و يتصدق بل و له راي و حس وطني و يشرب الخمر و الحشيش .... اليست هذه علمانية تطبيقية بدون رتوش او ايحائات سياسية كبيرة.

نحتاج الى قدوة او اكثر من قدوة  تطبق عدل الله على ارض الواقع لكي لا يكون هناك حجة داخل النفس.... و لا اقصد الرسول عليه الصلاة و السلام او الصحابة كقدوة فهؤلاء اسياد البشر و غصب عنا ستقول لنا انفسنا من نحن لنقارن انفسنا بهؤلاء غصب عنا نصل الى تلك المرحلة عند اتباعهم....   بل اقصد قدوة بيننا تحكم بالعدل فعلا فيكون هناك تدريج... انبياء وصحابة ثم علماء ثم حكام ثم محكومين .... اما اني تكون المسألة انبياء و صحابة ثم شعب محكوم فالفجوة كبيرة.

القدوة التطبيقية
« آخر تحرير: 2013-02-09, 11:53:50 بواسطة أحمد سامي »
‏{‏لَا يُحِبُّ اللَّهُ الْجَهْرَ بِالسُّوءِ مِنَ الْقَوْلِ إِلَّا مَنْ ظُلِمَ وَكَانَ اللَّهُ سَمِيعًا عَلِيمًا ()إِنْ تُبْدُوا خَيْرًا أَوْ تُخْفُوهُ أَوْ تَعْفُوا عَنْ سُوءٍ فَإِنَّ اللَّهَ كَانَ عَفُوًّا قَدِيرًا‏}‏

غير متصل حازرلي أسماء

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 6545
  • الجنس: أنثى
  • غفر الله لنا ما لا تعلمون
سؤالي لم يكن استنكاريا فحسب، بل كان فعلا تعجبا مني من الدرجة التي آل إليها المآل، وربما أكون مصيبة أو مخطئة إن قلت أن الثورات من بين أهم ما كشفت كشفت النقاب عن شراسة هؤلاء، وعن الدرجة التي وصلوا إليها، وعن عداوتهم الصارخة لكل ما يمت للإسلام بصلة خاصة مع تقدم بعض التيارات الإسلامية بعد الثورات وخروجها من صمتها، فهي ترى أن هذا أكثر وقت عليها أن تكشر فيه عن أنيابها حتى تلتهم من يتجرأ ويعلن أن للإسلام دورا في الدولة ...

وطبعا هي اليوم ستجد المناصرين من الداخل ومن الخارج، من الداخل مَن على شاكلتهم في عدائهم للإسلام وحبهم لنشر الفساد والتفسخ الأخلاقي على أنه الحرية، إلى درجة أن إداهنّ وهي تقول في لقاء تقول:(القرآن يقول "قُلْ" يعني يتوجه إلى محمد، وبالتالي فالله يدعو إلى اللائكية )...!! يعني الدين بعد فصله عن الدولة ثم فصله عن الحياة العامة، يصبح أيضا اختيارا شخصيا من أراد فليكن ومن لم يرد فلا حرج عليه في مجتمع من الغرابة بمكان أنه ما يزال يكتب في دساتيره "الإسلام دين الدولة"، بينما الفاضح هو الدعوة الملحة والمتعاقبة والتي لا هوداة فيها إلى فصل الدين عن الدولة .

وأكبر من هذا، وهم يجدون المنابر الإعلامية طبعا مفتوحة لهم على مصراعيها، وترى فيما ترى وكأن أشياء فيهم تشي بأنهم مُغذّون من الجهات التي تدعمهم، تماما كما نرى اليوم عَمالة القوى الديمقراطية التونسية لفرنسا واستنجادها بها عقب انفجارهم إثر مقتل مسؤول حزب شيوعي "شكري بلعيد"، ولا أشك أن الكثير منها في بلداننا عميلة للغرب ....

لا شك أن الأمر بدأ شيئا فشيئا حتى استفحل إلى هذا الحد، حتى أنك قد تجد من ليس على دينك أصلا وقد يحترم دينك وشعائرك وقد عرفنا هذا في مواقف، بينما تجد هذا العلماني الذي من جلدتك، من وطنك أكثر عداء منه للإسلام .

ها هنّ النساء العلمانيات في تونس يفتخرن وبكل قوتهن في التبجح والصلافة أنهن كسرن حاجز أن تبقى المرأة في البيت لا تتابع الجنازة،وعلى حد تعبيرهن : "هذه العادات الرديئة البالية"، فخرجن جنيا إلى جنب مع الرجل في هذه الجنازة المكتظة التي تتدافع فيها الأجساد والأكتاف ....

طيب سؤالي الأكبر وربما استنكاري الأكبر هو من الإسلاميين الذين قد لا يحسنون تمثيل ما يعتقدونه، سواء من حيث التطبيق، من حيث انهم لا يعتزون ولا يفتخرون بما يعتقدون، لا يطبقونه كما يجب، يشعرون بعقدة النقص أمام هؤلاء حملة رايات التمدن والتحضر، يتفادون جاهدين ألا يأخذوا عليهم نظرة التخلف والرجعية بأن يحرفوا تصريحا، بأن يميعوا رأيا، كل هذا "آلْ" في سبيل التقارب بينهم وبين هؤلاء ...... إنهم لن يرضوا عنهم بهذا الحال أو بهذا ؟؟؟ إنهم لن يربحوا شيئا وهم يميعون القيم الإسلامية في سبيل أن يبدوا متحضرين متمدنين ويبعدوا عنهم نظرة أولئك العلمانيين التي تنتقص من مواكبتهم للعصر وللحريات التي يتشدقون بها ......

القدوة التي تحدثت عنها أخي في تعليقك، القدوة التطبيقية يجب أن تخرج منا قدوة تطبيقية ليست بالضرورة في شكل قائد أو حاكم، بل أراها قدوة منا، من الناس العاديين ولكن داخلها عظيم بتشربها لعزة الإسلام وبالثبات رغم كل المغريات، ورغم كل التغيرات. تعتز بإسلامها وبثباتها على ثوابته، وعدم شرائها شكر المستحسنين لتسوقيها إسلاما خفيفا يروق لهم ولأهوائهم ... كما قالت إحدى العلمانيات التونسيات :" كل منا ليكن مبدعا في إسلامه بطريقته هو."

يجب أن يكون المتدينون بالمقابل أصحاب قوة في حمل دينهم بقوة لا بجبن ولا باسترضاء، ولا بتسويق دين على هوى من يشتهي فقط ليقال أن فلانا إسلامي متفتح !!

برأيي أيضا يجب أن يعي كل مسلم غيور على إسلامه خطورة هذا المدّ العلماني في بلداننا، وان كل الأبواب تفتح لهم من الداخل ومن الخارج، فيجب أن نكون على مستوى المسؤولية في ضرورة نشر قيم ديننا، وضرورة محاربة التفسخ الأخلاقي والديني ...فهم ينحون ببلداننا نحو الإلحاد بتماديهم وتجرئهم الخيالي على الذات الإلهية، وعلى الإسلام ونعته بأبشع النعوت ..... يجب أن يتسلح المسلم بسلاح القوة والاعتزاز بدينه وبتطبيقه وهو مرفوع الرأس لا أن ينكس رأسه ويطأطئه في سبيل استرضاء المتمدنين والمتحضرين !!


« آخر تحرير: 2013-02-10, 10:57:14 بواسطة حازرلي أسماء »
ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهبْ لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب

غير متصل ماما هادية

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 15899
  • الجنس: أنثى
  • احفظ الله يحفظك
مداخلتك الاخيرة رااااااااااااائعة يا اسماء  ::ok::
قلت ببلاغة كثيرا مما وددت قوله

خاصة قولك:


اقتباس
القدوة التي تحدثت عنها أخي في تعليقك، القدوة التطبيقية يجب أن تخرج منا قدوة تطبيقية ليست بالضرورة في شكل قائد أو حاكم، بل أراها قدوة منا، من الناس العاديين ولكن داخلها عظيم بتشربها لعزة الإسلام وبالثبات رغم كل المغريات، ورغم كل التغيرات. تعتز بإسلامها وبثباتها على ثوابته، وعدم شرائها شكر المستحسنين لتسوقيها إسلاما خفيفا يروق لهم ولأهوائهم ... كما قالت إحدى العلمانيات التونسيات :" كل منا ليكن مبدعا في إسلامه بطريقته هو."

يجب أن يكون المتدينون بالمقابل أصحاب قوة في حمل دينهم بقوة لا بجبن ولا باسترضاء، ولا بتسويق دين على هوى من يشتهي فقط ليقال أن فلانا إسلامي متفتح !!
*رَبَّنَا لاَ تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الوَهَّابُ*

غير متصل أحمد سامي

  • شباب منتج
  • ****
  • مشاركة: 1258
  • حائط برلين لم يهدم عندنا حتى الان يعيش داخلنا
هم يستغلون مرونة الاسلام في التعامل مع الحياة و تطوعهم اهوائهم لكي يخرجو بعلمانية جديدة في بلاد الشرق الاوسط يكون الاسلام فيها مرن على حد فهمهم و لكن هذا الدين متين ايضا مما يؤدي الى تصادم و مواجهة بالضرورة بين المتدينين و العلمانيين عندما يكون الامر ضد مصلحة العلمانيين او حتى غير المسلمين بشكل مباشر و هذا يحدث غصب عن اكبر شارب فيهم.

و صدقوني انا واثق مما اقول.... لا يوجد شخص في العالم يعمل ضد الاسلام لمجرد انه مخلص لقضيته و مؤمن بها  و يافع عن فكره بإخلاص فيما يعتقد.... و اكرر لا يوجد من يعمل ضد الاسلام و هو مخلص و صافي القلب لما يظنه و يعتقد انه الحق... بل الامر كله مال و جاه و سلطان و شهرة  .... حب الدنيا فقط. حتى الرهبان انفسهم هم يضحون بكل شهوات الدنيا لكي يركع لهم الناس . هذه طبيعة في داخل مخهم فكلما زاد الجاه كلما نشطت مستقبلات الافيون.

و بإفتراض انه صادق النية فيما يعتقد سنجد انه سيتوب في النهاية لأن المثابر على ما يعتقده حق بدون حب للدنيا سيتوب او يغير عقيدته و يسلم في النهاية . هذه حقيقة و من سار على الدرب وصل.

و في اعتقادي الشخصي و الله اعلم .... في ايام صدر الاسلام  لم يكن الكفار ليهتموا بامر المسلمين او انتشار الدعوة لو ان عبيدهم  كان سيستمرون في الخضوع لهم و لو ان الناس ظلت تدفع مالا لكهنة الكفر  و كانت المواجهة و الصدام الاكبر عندما اقترب الامر من الكعبة ... عنها فقط ازدات الشراسة و محاولات القضاء على الدعوة التي تمس اكبر مصدر رزق و مال و جاه لهم....

لذلك الصدام قائم و سيستمر .... حكمة الله دائما ان شأن دينه سيحتك بالضرورة بمقومات الدنيا التي يعبدها الاخرون. و ينشأ الصدام عندها.

..................

و بالنسبة للقدوة لازلت في الدائرة المفرغة في الاختلاف مع بعضكم.... الفرخة و البيضة ايهم اولا.... انا ارى لو صلح حال الحاكم سيصلح الباقي و انتم ترون اننا يجب ان نبدأ الفرد ثم المجموعات لكي نحصل على مجتمع مسلم يخرج منه حاكم عادل.

لتكن المسيرة بالتوازي و لنعمل على ما نعيش فيه كامر واقع.

ما يبهر الناس في الهرم هو ارتفاع قمته الشاهقة و الناس تنظر دائما للقمة التي هي الحاكم .... متناسين ان احجار القمة عددها قليل جدا و ما كانت لترتفع الا بوجود احجار كثيرة جدا في القاع تستند عليها و هي مطمئنة على استقرارها.

القمة و القاع....... القاع و القمة كلها وجهات نظر
‏{‏لَا يُحِبُّ اللَّهُ الْجَهْرَ بِالسُّوءِ مِنَ الْقَوْلِ إِلَّا مَنْ ظُلِمَ وَكَانَ اللَّهُ سَمِيعًا عَلِيمًا ()إِنْ تُبْدُوا خَيْرًا أَوْ تُخْفُوهُ أَوْ تَعْفُوا عَنْ سُوءٍ فَإِنَّ اللَّهَ كَانَ عَفُوًّا قَدِيرًا‏}‏

غير متصل حازرلي أسماء

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 6545
  • الجنس: أنثى
  • غفر الله لنا ما لا تعلمون
ذلك غيض من فيض غيظ يا هادية أعلم أنه فيك أيضا نسال الله أن يعز الإسلام والمسلمين ويشفي صدور قوم مؤمنين

أخي أحمد قد كتبت كلمات ذات نظر، وأؤيدك فيما ذهبت إليه، ربما لذلك الإسلام هو دين الفطرة، يعني يولد الولد عليه، ولكنّ النفس وشهواتها وميولها للذائذ الدنيا ومغرياتها  والشيطان وهو يعمل في بيئة خصبة ذلك ما يطمس على المرء هذه الفطرة فتنتكس .ولأنه الحق الكامل، وما عداه ظنون لا تغني عن الحق شيئا، فهي من رحم الدنيا الفانية الزائلة كزوالها يوما، لا من رحم العقيدة الصحيحة التي تفضي بصاحبها  إلى مآل نعيم متصل. بارك الله فيك .

---------------------------------------------
وهذا شيء سطرته أيضا عن الحال :

عندما نری ديننا وقد أصبح مادة للهزء من بني جلدتنا،ممن يطفح إناؤهم بما فيه، وما فيه عداوة للإسلام وأهله مغلفة بغلاف أدهی من حقيقتهم نفسها...مغلّفة بأن كل من ليس من رأيهم مِنْ أخذ الدين بالهوی وبما يُشتهی وليس كما يريده رب العباد من العباد ،كل من عارضهم متشدد لا يعرف كيف يترك لغيره مساحات حرة،وهو عدو الحرية وعدو الحِنِيّة ...!!

عندما تُفتح لهم كل القنوات وهم بأبواقهم الغبيّة يلغون المعنی الأساسي للوجود، يلغون العلاقة الواجبة الوجود في كيان الإنسان بين الألوهية والعبودية... يلغون معنی العبودية لله...
عندما تصدح أبواقهم الغبية بالتجرئ علی أمر من أوامر الله،فيوصف كل من يغار لدين الله، ويسعى لنصرته بالمنغلق الذي يريد أن يرجع بالناس القهقرى ....

عندما يتفاخر نساء تونس بأنهنّ كسَرْن حاجزا من الحواجز العتيقة، كسَرْن عادة رديئة قديمة تتمثل في بقاء المرأة ببيتها وأن يتبع الجنازة الرجال وحدهم....
عندما ينطلقْن كما النسور خلف الجنازة يشيّعنها،وأكتافهنّ بأكتاف الرجال تتدافع،الزوجة ونساء تونسيات كثيرات ..... ويفتخرن بفعلتهنّ التاريخية ...!!

عندما يَصْمت الجَمْع أمام مخرجة عربية ألحدَتْ وعرضت فيلما يمس الذات الإلهية وينكر وجود الله في قلب عاصمة تلك البلاد، وبالمقابل يولولون وينُوحون ويتباكون على أطلال حفل صغير تُكرّم فيه المحجبات الصغيرات ويصرخن أنّ الطفولة تُغتصب !!! يا عاااالَم إن الطفولة تُغتَصب !!

عندما يحدث هذا وما هو أكثر من هذا، في بلاد دساتيرها تنص أن "الإسلام دين الدولة"، ويأتي العلمانيون أعداء الإسلام ليصرخوا أنه لا صلة بين الدين والدولة، بل أنه لا صلة بين الدين والحياة ....!!
ثم إذا ما جُوبِهوا راحوا يتباكون ويولولون أنهم يُقصَوْن، وأن أعداء الحرية قد أذاقوهم الويْل .....

عندما يحدث هذا وأكثر من هذا....عندها ....عندها ....عندها كم نحتاج لنزعة عُمَرِيّة هي الحق وهي الفيصل وهي القوة في الحق، وهي ألا أرضى الدنيّة في ديني فأجْهَرَ أنني عليه ثابتة ولا أنحني لدعاة التمدن والتحضر المتنصّلين من دينهم حتى يقولوا عني متحضرة متمدنة، متحررة، متفتحة ....!!!

عندما يحدث هذا في بلاد الإسلام من بني جلدتنا كم نتمنى نزعة عُمَريّة في ديننا تُظهره الأقوى وإن أشبعونا سِبابا وتعييرا أننا رجعيّون متخلّفون متقهقرون ......

عندما يحدث هذا في بلاد الإسلام من بني جلدتنا نحتاج مَن يصدح أنه على قيم الإسلام ثابت، وأنه لن يسعى لإرضائهم لئلا يقال عنه ناقص فكر ....عائم ببحور التفاهة .............

كم نحتاج عُمَرِيّة في ديننا ....كم وكم وكممممم نحتاجها ........................
« آخر تحرير: 2013-02-11, 14:33:45 بواسطة حازرلي أسماء »
ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهبْ لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب

غير متصل حازرلي أسماء

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 6545
  • الجنس: أنثى
  • غفر الله لنا ما لا تعلمون
وكالعادة، كثيرا ما أجد شفاء لسؤال في نفسي، أو لتعجّب من حال حولي في تلك الظلال الوارفة، ظلال الشهيد سيد قطب رحمه الله، ها هو هنا، وهو في معرض سورة الأنعام المبهرة، يذكر عن حال يحيط بنا اليوم ويجعلنا نضرب كفا بكف، أن كيف يصل الحال إلى هذا الحد ؟!! ها هو هنا في هذه الفقرات يبين جليا حقيقة الحال وأصله، كما يبين كثرة وخطر غفلتنا عن حقيقة أصله، إنه بعد أن تعرض لفشل اليهود في نشر الإلحاد بين المسلمين بالشكل الذي أحبوه، هم يسعون لما هو أدهى وأخطر :

-------------------------------------------------------------
إنما يفلح اليهود في حقل آخر . وهو تحويل الدين إلى مجرد مشاعر وشعائر . وطرده من واقع الحياة . وإيهام المعتقدين به أنهم يمكن أن يظلوا مؤمنين بالله ; مع أن هناك أربابا أخرى هي التي تشرع لحياتهم من دون الله ! ويصلون بذلك إلى تدمير البشرية فعلا , حتى مع وهمها أنها لا تزال تؤمن بالله .
وهم يستهدفون الإسلام - قبل كل دين آخر - لأنهم يعرفون من تاريخهم كله , أنهم لم يغلبهم إلا هذا الدين يوم كان يحكم الحياة . وأنهم غالبوا أهله طالما أهله لا يحكمونه في حياتهم ; مع توهمهم أنهم ما يزالون مسلمين مؤمنين بالله ! فهذا التخدير بوجود الدين - وهو غير موجود في حياة الناس - ضروري لتنجح المؤامرة . . أو يأذن الله فيصحو الناس !
وأحسب - والله أعلم - أن اليهود الصهيونيين , والنصارى الصليبيين , كليهما , قد يئسوا من هذا الدين في هذه المنطقة الإسلامية الواسعة في إفريقية وآسيا وأوربا كذلك . . يئسوا من أن يحولوا الناس فيها إلى الإلحاد - عن طريق المذاهب المادية - كما يئسوا كذلك من تحويلهم إلى ديانات أخرى عن طريق التبشير أو الاستعمار . . ذلك أن الفطرة البشرية بذاتها تنفر من الإلحاد وترفضه حتى بين الوثنيين - فضلا على المسلمين - وأن الديانات الأخرى لا تجرؤ على اقتحام قلب عرف الإسلام , أو حتى ورث الإسلام !

وأحسب - والله أعلم - أنه كان من ثمرة اليأس من هذا الدين أن عدل اليهود والصهيونيون والنصارى الصليبيون عن مواجهة الإسلام جهرة عن طريق الشيوعية أو عن طريق التبشير ; فعدلوا إلى طرائق أخبث , وإلى حبائل أمكر . . لجأوا إلى إقامة أنظمة وأوضاع في المنطقة كلها تتزيا بزي الإسلام ; وتتمسح في العقيدة ; ولا تنكر الدين جملة . . ثم هي تحت هذا الستار الخادع , تنفذ جميع المشروعات التي أشارت بها مؤتمرات التبشير وبروتوكولات صهيون , ثم عجزت عن تنفيذها كلها في المدى الطويل !

إن هذه الأنظمة والأوضاع ترفع راية الإسلام - أو على الأقل تعلن احترامها للدين - بينما هي تحكم بغير ما أنزل الله ; وتقصي شريعة الله عن الحياة ; وتحل ما حرم الله ; وتنشر تصورات وقيما مادية عن الحياة والأخلاق تدمر التصورات والقيم الإسلامية ; وتسلط جميع أجهزة التوجيه والإعلام لتدمير القيم الأخلاقية الإسلامية , وسحق التصورات والاتجاهات الدينية ; وتنفذ ما نصت عليه مؤتمرات المبشرين وبروتوكولات الصهيونيين , من ضرورة إخراج المرأة المسلمة إلى الشارع , وجعلها فتنة للمجتمع , باسم التطور والتحضر ومصلحة العمل والإنتاج ; بينما ملايين الأيدي العاملة في هذه البلاد متعطلة لا تجد الكفاف ! وتيسر وسائل الانحلال وتدفع الجنسين إليها دفعا بالعمل والتوجيه . . كل ذلك وهي تزعم أنها مسلمة وأنها تحترم العقيدة ! والناس يتوهمون أنهم يعيشون في مجتمع مسلم , وأنهم هم كذلك مسلمون ! أليس الطيبون منهم يصلون ويصومون ? أما أن تكون الحاكمية لله وحده أو تكون للأرباب المتفرقة , فهذا ما قد خدعتهم عنه الصليبية والصهيونية والتبشير والاستعمار والاستشراق وأجهزة الإعلام الموجهة ; وأفهمتهم أنه لا علاقة له بالدين . وأن المسلمين يمكن أن يكونوا مسلمين ; وفي دين الله ; بينما حياتهم كلها تقوم على تصورات وقيم وشرائع وقوانين ليست من هذا الدين !

وإمعانا في الخداع والتضليل ; وإمعانا من الصهيونية العالمية والصليبية العالمية في التخفي , فإنها تثير حروبا مصطنعة - باردة أو ساخنة - وعداوات مصطنعة في شتى الصور , بينها وبين هذه الأنظمة والأوضاع التي أقامتها والتي تكفلها بالمساعدات المادية والأدبية , وتحرسها بالقوى الظاهرة والخفية , وتجعل أقلام مخابراتها في خدمتها وحراستها المباشرة !
تثير هذه الحروب المصطنعة والعداوات المصطنعة , لتزيد من عمق الخدعة ; ولتبعد الشبهة عن العملاء , الذين يقومون لها بما عجزت هي عن إتمامه في خلال ثلاثة قرون أو تزيد ; من تدمير القيم والأخلاق ; وسحق العقائد والتصورات ; وتجريد المسلمين في هذه الرقعة العريضة من مصدر قوتهم الأول . . وهو قيام حياتهم على أساس دينهم وشريعتهم . . وتنفيذ المخططات الرهيبة التي تضمنتها بروتوكولات الصهيونيين ومؤتمرات المبشرين ; في غفلة من الرقباء والعيون !

فإذا بقيت بقية في هذه الرقعة لم تجز عليها الخدعة ; ولم تستسلم للتخدير باسم الدين المزيف ; وباسم الأجهزة الدينية المسخرة لتحريف الكلم عن مواضعه ; ولوصف الكفر بأنه الإسلام ; والفسق والفجور والانحلال , بأنه تطور وتقدم وتجدد . . إذا بقيت بقية كهذه سلطت عليها الحرب الساحقة الماحقة ; وصبت عليها التهم الكاذبة الفاجرة وسحقت سحقا , بينما وكالات الأنباء العالمية وأجهزة الإعلام العالمية خرساء صماء عمياء !!!

ذلك بينما الطيبون السذج من المسلمين يحسبون أنها معركة شخصية , أو طائفية , لا علاقة لها بالمعركة المشبوبة مع هذا الدين ; ويروحون يشتغلون في سذاجة بلهاء - من تأخذه الحمية للدين منهم وللأخلاق - بالتنبيه إلى مخالفات صغيرة , وإلى منكرات صغيرة , ويحسبون أنهم أدوا واجبهم كاملا بهذه الصيحات الخافتة . .
بينما الدين كله يسحق سحقا , ويدمر من أساسه ; وبينما سلطان الله يغتصبه المغتصبون , وبينما الطاغوت - الذي أمروا أن يكفروا به - هو الذي يحكم حياة الناس جملة وتفصيلا !
إن اليهود الصهيونيين والنصارى الصليبيين يفركون أيديهم فرحا بنجاح الخطة وجواز الخدعة ; بعدما يئسوا من هذا الدين أن يقضوا عليه مواجهة باسم الإلحاد , أو يحولوا الناس عنه باسم التبشير , فترة طويلة من الزمان . .

إلا أن الأمل في الله أكبر ; والثقة في هذا الدين أعمق , وهم يمكرون والله خير الماكرين . وهو الذي يقول:(وقد مكروا مكرهم , وعند الله مكرهم وإن كان مكرهم لتزول منه الجبال . فلا تحسبن الله مخلف وعده رسله , إن الله عزيز ذو انتقام). .


في ظلال القرآن -سيد قطب-
ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهبْ لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب

غير متصل أم عبد الله

  • شباب نشيط
  • **
  • مشاركة: 413
موضوع مهم وخطير

وكيف سيعود الاسلام غريبا ما لم تشتد حرب هؤلاء على الاسلام!

ما الحل ؟

هؤلاء يجعلوننا نبدو كأننا متعصبون منغلقون متطرفون

كيف نكشفهم للناس من حولنا

ما الاسلوب الامثل

 :emoti_17:

غير متصل حازرلي أسماء

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 6545
  • الجنس: أنثى
  • غفر الله لنا ما لا تعلمون
موضوع مهم وخطير

وكيف سيعود الاسلام غريبا ما لم تشتد حرب هؤلاء على الاسلام!

ما الحل ؟

هؤلاء يجعلوننا نبدو كأننا متعصبون منغلقون متطرفون

كيف نكشفهم للناس من حولنا

ما الاسلوب الامثل

 :emoti_17:

أهلا بك يا أم عبد الله  emo (30):

برأيي والله أعلم أنه كلما حمِي وطيس حربهم على الإسلام، هؤلاء الذين منا ويوصِمون بالتشدد وبالتزمت وبالعنف والإرهاب كل من قال فيهم أنهم يقولون كفرا، كلما اشتدت حربهم هذه، كلما وجب علينا نحن أن نلتزم ونثبت أكثر، ولا نُحني لهم رؤوسنا ولا مبادءنا ولا أن نرضى الدنيّة في ديننا فنميّع ونميّع ونميّع حتى يرضوا عنا،وحتى لا يصفونا بالهمجية وبالتأخر وبالرجعية، إنهم لن يرضوا عنا في كل حال، فالأحرى أن نحافظ على ديننا وعلى ثبات أنفسنا ....

بل وأن نعتز بقيم ديننا. ومهما فشا التفسخ الأخلاقي الذي يسعون في الأرض به فسادا باسم التحرر والتمدن والتحضر، مهما فشا ومهما زاد، علينا أن نثبت ونثبّت أبناءنا ومن حولنا على الصحيح الذي لن يصبح خطأ أبدا بحكم كثرة الفساد .... ولن يصبح خطأ بحكم أهوائهم هُم الذين يريدون أن يتحكموا في الأرض بفسادهم، وبإكثارهم الفساد فيها.وهم خَدَمة مخلصون لليهود ولمخططاتهم في نسف القيم الإسلامية وإبعاد المسلم عن دينه، وهذا أخطر مخطط يستخدمون لتحقيقه فينا بني جلدتنا هؤلاء، بني أهوائهم  ....

واسمعي يا أم عبد الله للشعراوي رحمه الله في هذا التسجيل وهو يتحدث عن حديثنا هذا، وعن سعيهم بالفساد في الأرض، وكيف أن أخطر مخططاتهم ليس نشر الإلحاد، بل هو نشر جراثيم من جلدتنا تخدم مصالحهم وما يريدون :

https://www.youtube.com/watch?feature=player_embedded&v=Ha8hWmmT3TU





ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهبْ لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب

غير متصل حازرلي أسماء

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 6545
  • الجنس: أنثى
  • غفر الله لنا ما لا تعلمون
وفي الظلال ظلال من حرّ الحيرة  emo (30):

فيقول سيد قطب في أهل الكتاب ما يقول وهم الذين يصفهم الله تعالى بأنهم ليسوا على شيئ وهم لا يقيمون ما أنزل غليهم من ربهم، ثم يسقط على مسلم لا يقيم ما أنزل إليه من ربه، وهذا هو موضوع موضوعنا، مسلم ويابى أن يُنعت بغير ذلك ولكنه لا يقيم مقتضيات إسلامه في الحياة بل هو متجرئ على دينه، مقلل من قيمته، مستهتر بأهل إقامته في الحياة

-----------------------------------------------------------------------
والذين يقولون:إنهم مسلمون - ولا يقيمون ما أنزل إليهم من ربهم - هم كأهل الكتاب هؤلاء , ليسوا على شيء كذلك . فهذه كلمة الله عن أهل أي كتاب لا يقيمونه في نفوسهم وفي حياتهم سواء . والذي يريد أن يكون مسلما يجب عليه - بعد إقامة كتاب الله في نفسه وفي حياته - أن يواجه الذين لا يقيمونه بأنهم ليسوا على شيء حتى يقيموه . وأن دعواهم أنهم على دين , يردها عليهم رب الدين . فالمفاصلة في هذا الأمر واجبة ; ودعوتهم إلى "الإسلام" من جديد هي واجب "المسلم" الذي أقام كتاب الله في نفسه وفي حياته . فدعوى الإسلام باللسان أو بالوراثة دعوى لا تفيد إسلاما , ولا تحقق إيمانا , ولا تعطي صاحبها صفة التدين بدين الله , في أي ملة , وفي أي زمان !

وبعد أن يستجيب هؤلاء أو أولئك ; ويقيموا كتاب الله في حياتهم ; يملك "المسلم" أن يتناصر معهم في دفع غائلة الإلحاد والملحدين , عن "الدين" وعن "المتدينين" . . فأما قبل ذلك فهو عبث ; وهو تمييع , يقوم به خادع أو مخدوع !

إن دين الله ليس راية ولا شعارا ولا وراثة ! إن دين الله حقيقة تتمثل في الضمير وفي الحياة سواء . تتمثل في عقيدة تعمر القلب , وشعائر تقام للتعبد , ونظام يصرف الحياة . . ولا يقوم دين الله إلا في هذا الكل المتكامل ; ولا يكون الناس على دين الله إلا وهذا الكل المتكامل متمثل في نفوسهم وفي حياتهم . . وكل اعتبارغير هذا الاعتبار تمييع للعقيدة , وخداع للضمير ; لا يقدم عليه "مسلم" نظيف الضمير !

وعلى "المسلم" أن يجهر بهذه الحقيقة ; ويفاصل الناس كلهم على أساسها ; ولا عليه مما ينشأ عن هذه المفاصلة . والله هو العاصم . والله لا يهدي القوم الكافرين . .
وصاحب الدعوة لا يكون قد بلغ عن الله ; ولا يكون قد أقام الحجة لله على الناس , إلا إذا أبلغهم حقيقة الدعوة كاملة ; ووصف لهم ما هم عليه كما هو في حقيقته , بلا مجاملة ولا مداهنة . . فهو قد يؤذيهم إن لم يبين لهم أنهم ليسوا على شيء , وأن ما هم عليه باطل كله من أساسه , وأنه هو يدعوهم إلى شيء آخر تماما غير ما هم عليه . . يدعوهم إلى نقلة بعيدة , ورحلة طويلة , وتغيير أساسي في تصوراتهم وفي أوضاعهم وفي نظامهم وفي أخلاقهم . . فالناس يجب أن يعرفوا من الداعية أين هم من الحق الذي يدعوهم إليه . . (ليهلك من هلك عن بينة ويحيا من حي عن بينة). .

وحين يجمجم صاحب الدعوة ويتمتم ولا يبين عن الفارق الأساسي بين واقع الناس من الباطل وبين ما يدعوهم إليه من الحق , وعن الفاصل الحاسم بين حقه وباطلهم . . حين يفعل صاحب الدعوة هذا - مراعاة للظروف والملابسات , وحذرا من مواجهة واقع الناس الذي يملأ عليهم حياتهم وأفكارهم وتصوراتهم - فإنه يكون قد خدعهم وآذاهم , لأنه لم يعرفهم حقيقة المطلوب منهم كله , وذلك فوق أنه يكون لم يبلغ ما كلفه الله تبليغه !

إن التلطف في دعوة الناس إلى الله , ينبغي أن يكون في الأسلوب الذي يبلغ به الداعية , لا في الحقيقة التي يبلغهم إياها . . إن الحقيقة يجب إن تبلغ إليهم كاملة . أما الأسلوب فيتبع المقتضيات القائمة , ويرتكز على قاعدة الحكمة والموعظة الحسنة . .
ولقد ينظر بعضنا اليوم - مثلا - فيرى أن أهل الكتاب هم أصحاب الكثرة العددية وأصحاب القوة المادية . وينظر فيرى أصحاب الوثنيات المختلفة يعدون بمئات الملايين في الأرض , وهم أصحاب كلمة مسموعة , في الشئون الدولية . وينظر فيرى أصحاب المذاهب المادية أصحاب أعداد ضخمة وأصحاب قوة مدمرة . وينظر فيرى الذين يقولون:إنهم مسلمون ليسوا على شيء لأنهم لا يقيمون كتاب الله المنزل إليهم . . فيتعاظمه الامر , ويستكثر أن يواجه هذه البشرية الضالة كلها بكلمة الحق الفاصلة , ويرى عدم الجدوى في أن يبلغ الجميع أنهم ليسوا على شيء ! وأن يبين لهم "الدين" الحق !

وليس هذا هو الطريق . . إن الجاهلية هي الجاهلية - ولو عمت أهل الأرض جميعا - وواقع الناس كله ليس بشيء ما لم يقم على دين الله الحق , وواجب صاحب الدعوة هو واجبة لا تغيره كثرة الضلال ; ولا ضخامة الباطل . . فالباطل ركام . . وكما بدأت الدعوة الأولى بتبليغ أهل الأرض قاطبة:أنهم ليسوا على شيء . . كذلك ينبغي أن تستأنف . . وقد استدار الزمان كهيئة يوم بعث الله رسوله [ ص ] وناداه:
(يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك - وإن لم تفعل فما بلغت رسالته - والله يعصمك من الناس . إن الله لا يهدي القوم الكافرين . قل:يا أهل الكتاب لستم على شيء حتى تقيموا التوراة والإنجيل وما أنزل إليكم من ربكم).


ويقول رحمه الله :

وهذه هي الحقيقة الأساسية "المعلومة من الدين بالضرورة " التي لا يجوز للمسلم الحق أن يجمجم فيها أو يتمتم ; أمام ضخامة الواقع الجاهلي الذي تعيش فيه البشرية . والتي لا يجوز للمسلم أن يغفلها في إقامة علاقاته بأهل الأرض قاطبة ; من أصحاب الملل والنحل . فلا يحمله ضغط الواقع الجاهلي على اعتبار أحد من أصحاب هذه الملل والنحل على "دين" يرضاه الله ; ويصلح أن يتناصر معه فيه ويتولاه !

في ظلال القرآن -سيد قطب-
« آخر تحرير: 2013-02-20, 09:43:27 بواسطة حازرلي أسماء »
ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهبْ لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب

غير متصل أم عبد الله

  • شباب نشيط
  • **
  • مشاركة: 413
ما شاء الله
بارك الله فيك ورحم الشيخ الشعراوي

سأعود ان شاء الله لأقرأ ما كتبه سيد قطب رحمه الله

غير متصل حازرلي أسماء

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 6545
  • الجنس: أنثى
  • غفر الله لنا ما لا تعلمون
موضوع فتحته منذ أشهر، ما أقرب ما فيه إلى ما نحن فيه ...!!

هي المفاصلة ... هو الحسم في أمر عقيدتنا حتى نكون على بينة من أمرنا،حتى نعرف ما أدّى بنا إلى ما نحن فيه، وحتى نعرف الطريق السويّ الذي يرضي ربنا عنا .... كم خدعونا باسم وضعياتهم،باسم الديمقراطية (أو الأحرى أن نقول انسقنا فخدعنا أنفسنا)وكم ميّع الإسلاميون، وكم تميّع المسلمون، وأبدا لا يصبح الخطأ صوابا ولا الباطل حقا لمجرد أن جلّ الناس تبنوه واتبعوه

جزى الله سيد قطب عنا كل خير، ورزقنا قبسات من نور ما كان عليه قلبه المشرق بنور الله تعالى .

إن التلطف في دعوة الناس إلى الله , ينبغي أن يكون في الأسلوب الذي يبلغ به الداعية , لا في الحقيقة التي يبلغهم إياها . . إن الحقيقة يجب إن تبلغ إليهم كاملة . أما الأسلوب فيتبع المقتضيات القائمة , ويرتكز على قاعدة الحكمة والموعظة الحسنة . .
ولقد ينظر بعضنا اليوم - مثلا - فيرى أن أهل الكتاب هم أصحاب الكثرة العددية وأصحاب القوة المادية . وينظر فيرى أصحاب الوثنيات المختلفة يعدون بمئات الملايين في الأرض , وهم أصحاب كلمة مسموعة , في الشئون الدولية . وينظر فيرى أصحاب المذاهب المادية أصحاب أعداد ضخمة وأصحاب قوة مدمرة . وينظر فيرى الذين يقولون:إنهم مسلمون ليسوا على شيء لأنهم لا يقيمون كتاب الله المنزل إليهم . . فيتعاظمه الامر , ويستكثر أن يواجه هذه البشرية الضالة كلها بكلمة الحق الفاصلة , ويرى عدم الجدوى في أن يبلغ الجميع أنهم ليسوا على شيء ! وأن يبين لهم "الدين" الحق !

وليس هذا هو الطريق . . إن الجاهلية هي الجاهلية - ولو عمت أهل الأرض جميعا - وواقع الناس كله ليس بشيء ما لم يقم على دين الله الحق , وواجب صاحب الدعوة هو واجبة لا تغيره كثرة الضلال ; ولا ضخامة الباطل . . فالباطل ركام . . وكما بدأت الدعوة الأولى بتبليغ أهل الأرض قاطبة:أنهم ليسوا على شيء . . كذلك ينبغي أن تستأنف . . وقد استدار الزمان كهيئة يوم بعث الله رسوله [ ص ] وناداه:
(يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك - وإن لم تفعل فما بلغت رسالته - والله يعصمك من الناس . إن الله لا يهدي القوم الكافرين . قل:يا أهل الكتاب لستم على شيء حتى تقيموا التوراة والإنجيل وما أنزل إليكم من ربكم).



نسأل الله الهدى والتقى والثبات على الحق، وعلى ما يرضيه عنا .
ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهبْ لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب

Eslam

  • زائر
وفي الظلال ظلال من حرّ الحيرة  emo (30):

فيقول سيد قطب في أهل الكتاب ما يقول وهم الذين يصفهم الله تعالى بأنهم ليسوا على شيئ وهم لا يقيمون ما أنزل غليهم من ربهم، ثم يسقط على مسلم لا يقيم ما أنزل إليه من ربه، وهذا هو موضوع موضوعنا، مسلم ويابى أن يُنعت بغير ذلك ولكنه لا يقيم مقتضيات إسلامه في الحياة بل هو متجرئ على دينه، مقلل من قيمته، مستهتر بأهل إقامته في الحياة

-----------------------------------------------------------------------
والذين يقولون:إنهم مسلمون - ولا يقيمون ما أنزل إليهم من ربهم - هم كأهل الكتاب هؤلاء , ليسوا على شيء كذلك . فهذه كلمة الله عن أهل أي كتاب لا يقيمونه في نفوسهم وفي حياتهم سواء . والذي يريد أن يكون مسلما يجب عليه - بعد إقامة كتاب الله في نفسه وفي حياته - أن يواجه الذين لا يقيمونه بأنهم ليسوا على شيء حتى يقيموه . وأن دعواهم أنهم على دين , يردها عليهم رب الدين . فالمفاصلة في هذا الأمر واجبة ; ودعوتهم إلى "الإسلام" من جديد هي واجب "المسلم" الذي أقام كتاب الله في نفسه وفي حياته . فدعوى الإسلام باللسان أو بالوراثة دعوى لا تفيد إسلاما , ولا تحقق إيمانا , ولا تعطي صاحبها صفة التدين بدين الله , في أي ملة , وفي أي زمان !

وبعد أن يستجيب هؤلاء أو أولئك ; ويقيموا كتاب الله في حياتهم ; يملك "المسلم" أن يتناصر معهم في دفع غائلة الإلحاد والملحدين , عن "الدين" وعن "المتدينين" . . فأما قبل ذلك فهو عبث ; وهو تمييع , يقوم به خادع أو مخدوع !

إن دين الله ليس راية ولا شعارا ولا وراثة ! إن دين الله حقيقة تتمثل في الضمير وفي الحياة سواء . تتمثل في عقيدة تعمر القلب , وشعائر تقام للتعبد , ونظام يصرف الحياة . . ولا يقوم دين الله إلا في هذا الكل المتكامل ; ولا يكون الناس على دين الله إلا وهذا الكل المتكامل متمثل في نفوسهم وفي حياتهم . . وكل اعتبارغير هذا الاعتبار تمييع للعقيدة , وخداع للضمير ; لا يقدم عليه "مسلم" نظيف الضمير !

وعلى "المسلم" أن يجهر بهذه الحقيقة ; ويفاصل الناس كلهم على أساسها ; ولا عليه مما ينشأ عن هذه المفاصلة . والله هو العاصم . والله لا يهدي القوم الكافرين . .
وصاحب الدعوة لا يكون قد بلغ عن الله ; ولا يكون قد أقام الحجة لله على الناس , إلا إذا أبلغهم حقيقة الدعوة كاملة ; ووصف لهم ما هم عليه كما هو في حقيقته , بلا مجاملة ولا مداهنة . . فهو قد يؤذيهم إن لم يبين لهم أنهم ليسوا على شيء , وأن ما هم عليه باطل كله من أساسه , وأنه هو يدعوهم إلى شيء آخر تماما غير ما هم عليه . . يدعوهم إلى نقلة بعيدة , ورحلة طويلة , وتغيير أساسي في تصوراتهم وفي أوضاعهم وفي نظامهم وفي أخلاقهم . . فالناس يجب أن يعرفوا من الداعية أين هم من الحق الذي يدعوهم إليه . . (ليهلك من هلك عن بينة ويحيا من حي عن بينة). .

وحين يجمجم صاحب الدعوة ويتمتم ولا يبين عن الفارق الأساسي بين واقع الناس من الباطل وبين ما يدعوهم إليه من الحق , وعن الفاصل الحاسم بين حقه وباطلهم . . حين يفعل صاحب الدعوة هذا - مراعاة للظروف والملابسات , وحذرا من مواجهة واقع الناس الذي يملأ عليهم حياتهم وأفكارهم وتصوراتهم - فإنه يكون قد خدعهم وآذاهم , لأنه لم يعرفهم حقيقة المطلوب منهم كله , وذلك فوق أنه يكون لم يبلغ ما كلفه الله تبليغه !

إن التلطف في دعوة الناس إلى الله , ينبغي أن يكون في الأسلوب الذي يبلغ به الداعية , لا في الحقيقة التي يبلغهم إياها . . إن الحقيقة يجب إن تبلغ إليهم كاملة . أما الأسلوب فيتبع المقتضيات القائمة , ويرتكز على قاعدة الحكمة والموعظة الحسنة . .
ولقد ينظر بعضنا اليوم - مثلا - فيرى أن أهل الكتاب هم أصحاب الكثرة العددية وأصحاب القوة المادية . وينظر فيرى أصحاب الوثنيات المختلفة يعدون بمئات الملايين في الأرض , وهم أصحاب كلمة مسموعة , في الشئون الدولية . وينظر فيرى أصحاب المذاهب المادية أصحاب أعداد ضخمة وأصحاب قوة مدمرة . وينظر فيرى الذين يقولون:إنهم مسلمون ليسوا على شيء لأنهم لا يقيمون كتاب الله المنزل إليهم . . فيتعاظمه الامر , ويستكثر أن يواجه هذه البشرية الضالة كلها بكلمة الحق الفاصلة , ويرى عدم الجدوى في أن يبلغ الجميع أنهم ليسوا على شيء ! وأن يبين لهم "الدين" الحق !

وليس هذا هو الطريق . . إن الجاهلية هي الجاهلية - ولو عمت أهل الأرض جميعا - وواقع الناس كله ليس بشيء ما لم يقم على دين الله الحق , وواجب صاحب الدعوة هو واجبة لا تغيره كثرة الضلال ; ولا ضخامة الباطل . . فالباطل ركام . . وكما بدأت الدعوة الأولى بتبليغ أهل الأرض قاطبة:أنهم ليسوا على شيء . . كذلك ينبغي أن تستأنف . . وقد استدار الزمان كهيئة يوم بعث الله رسوله [ ص ] وناداه:
(يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك - وإن لم تفعل فما بلغت رسالته - والله يعصمك من الناس . إن الله لا يهدي القوم الكافرين . قل:يا أهل الكتاب لستم على شيء حتى تقيموا التوراة والإنجيل وما أنزل إليكم من ربكم).


ويقول رحمه الله :

وهذه هي الحقيقة الأساسية "المعلومة من الدين بالضرورة " التي لا يجوز للمسلم الحق أن يجمجم فيها أو يتمتم ; أمام ضخامة الواقع الجاهلي الذي تعيش فيه البشرية . والتي لا يجوز للمسلم أن يغفلها في إقامة علاقاته بأهل الأرض قاطبة ; من أصحاب الملل والنحل . فلا يحمله ضغط الواقع الجاهلي على اعتبار أحد من أصحاب هذه الملل والنحل على "دين" يرضاه الله ; ويصلح أن يتناصر معه فيه ويتولاه !

في ظلال القرآن -سيد قطب-

ما أروع هذه الحقائق وما أصعب واقعنا ،، غفر الله لنا على ما كان منا ..