للرفع ..
اتذكر اعتكاف رمضان الفائت , كان التخطيط فجائيا جدا , و قد حضرت بضعة ايام فحسب في اخره ..
كان اعتكافا " للاخوات " , رأيت فيه ما يعجب , و رأيت فيه ما اكره , لكن و كلمة حق لوجه الله , انني كنت مستريحة جدا هناك
كان تنظيما عاليا ,
لكن كان كثير من الوقت يُضاع في المزاح و الحديث , و قليل ما كان للعبادة من اهتمام ..كلهن آنسات الجامعة و بضع منهن مخطوبات و اخريات متزوجات , و البقية عازبات ..
اذكر ان المسجد كان بارع التصميم و المساحة و المراوح كذلك , كان يوازيه مباشرة دون أي حواجز مصنع تبغ !
و بين هذين المتناقضين خواءُ من الزبالات و المخلفات و ما يمكن ان يعاد تدويره و كثير من الكلاب و الحمير ..
و من الطريف اننا يوماً كنا نصلي ليلةً حسبناها قدراً , و بينا نحن هنالك قائمات , تكاد الارض تتفتق من تحتنا من فرط الخشوع , حتي سمعنا أصوات الحمير و البهائم تجيئنا من كل صوب و حدب
كدت اقطع صلاتي ضحكاً لولا أن تدراكني نعمة من الله , فقد كنت حينها احسب ان الحديث القائل بأن القدر لا اصوات نهيق و لا نباح فيها - حديثُ صحيح ..و بهذا شعرت ان كل هذا العناء الذي تكبدته لا لقدرٍ ولا لشيء أقرب من ذلك ولا ابعد .. و إنما هو جهلُ مني علي كل حال ..
اذكر صوت احمد العجمي في سورة الكهف الساعة العاشرة , فقد كنّ يستخدمن الهواتف لايقاظنا , تحمل واحدة هاتفها مشغلة تلك السورة , و تسير بين صفوف النائمات صائحةً فيهن ..و كم من مراتٍ تشاجرت دون وعيٍ مني بذلك , فقد أكون نصف هنا و نصف هناك في العالم السعيد الناعس ..
اذكر ساعة الافطار , بين الرفاهية و الضنك , بين اول ليلة و اخر ليلة .. اذكر اليوم الذي اقبلت فيه و ما كان فيه من طبق صُنع من الفلّين فيه أرز ابيض يتخلله بازلاء و جزر و نمنمات لحم لم يحصل علي كامل حقه في النضج .. و ملعقة بلاستيكية , و نظرة بائسة إلي الوجوه ..ثم انفجار في الضحك و التهريج , لان الضحك يُشبع أكثر مما تفعل البازلاء المُهراة ..و اخر يومين إذ افرطوا علينا في الدلال و اطعمونا مطعمَ الفنادق و الخمسة أنجم , و يا لهذه الانجم من لعنةٍ علي أمعاء صاحبتنا , و ما لها من دوارٍ و غثيان على جهاز صاحبتنا الدوري ..ينام الجمع , و تبقي هي تصارع الطعام الباهظ ..يا ليتك لم تفتحي فاهك أصلا تريدين شرباً ولا مطعماً ..فكلي و اشربي و لا تقري عيناً !
اذكر جلوسي مع إحداهن في سطح المكان , جالسات للذكر و ربما تأخذنا الاحاديث أخذا , لا إلى شيء من أمور الدنيا و لا ربما إلي لا شيء من أمور الدين , حديث و تذكر و مزاح .. ثم ننصرف فتقوم كل منا إلى نفسها تطلب الود من الله عليها ..
اذكر إمام صلاة العشاء , ذلك الشاب البهي , أطرب الله به كما أطربنا , و اذكر الجد الإمام الذي كان يتقن و لا يتقن و يتغني في الخطب بالاحاديث و المأثورات و الجمل بصورة كريهة نوعاً ..
اذكر مؤذن الفجر الذي ما إن يقول بصوت هامس أنه سيؤذن الآن الساعة الرابعة و بضع دقائق الفجر , أن كل ذات يدِ تضع يدها علي اذنيها لأن الصوت في بدايته مفجع و مخيف , اذكر صاحبتنا التي كانت قد حضرت بابنتها لسويعات , و ابنتها في لفافة لا تزيد عنها حجماً , انه قبل أن يؤذن هرعت الام و اختها إلى اذن الفتاة تدفعان الصوت عن اذنيها بايديهما ضاحكات ..
اذكر الصلاة علي الميت في اخر يوم ..و كانت اول مرة احضر شيئا مشابها في حياتي
اذكر ان اقسمت علي الله في عدة اشياء , و لم يرد إلا ألا يرد عليّ قسمي , و اجابني إليها في شيء , و صرف عني الشيء الاخر ..
اذكر و اذكر و اذكر..
و اريد ان احظي بشيء جديد لاتذكره ..