السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
مشروع بدأته ذات يوم، أسأل الله تعالى أن ييسر لي فأتمّه.......
*********************************************
إنه ولد ...ولد أبشري يا آمنة إنه ولد
أبشر يا جده ....والنور كان بمولده لصيقا ....أبشري يا آمنة بمولد محمد
نور يا آمنة قد خرج منك أضاءت له قصور الشام ...نور قد أشع في حلكة الظلام ...
أبشر يا جده عبد المطلب ، هذا خَلَف وعبد الله قد ذهب ...
أبشر وهذا اسمه الذي رأيتَه ...فسمِّه محمد...
أيتها المرضعات المقبلات من بعيد تتلمسن رضيعا مع أجره ، مالكنّ تأخذن الوِلدان وتتأبّين على محمد ؟؟ فهذه تأخذ وتلك تأخذ وتلك وتلك... ومحمد بلا مرضعة ألأنه بلا أب بل بجد؟؟؟ مالكنّ على محمد؟؟
ومن هناك تأتين ، تأتين يا حليمة ، نعم لست موسرة ، وحالك من أرزء حالاتهنّ ، ولكنك تقبلين على محمد ...، وشاتك الهزيلة ، وابنك الباكي المتضور جوعا ، وتأخذين محمد ، وما أن تفعلي حتى هما ذا ثدياك يدرّان حليبا ، فيشرب حتى يشبع مع الجائع الباكي محمد... وشاتك تدرّ خيرا ، والخير مذ حملتِه جارٌ لك في كل موعد ، إذ ماذاك يا حليمة إلا من بركة محمد ...
وفي البادية يترعرع ويشب محمد... ويكبر على غير عادة الغلمان يكبر ، ليغدو شابا بعمر الغلام ، ...وكل ما أحاط به بأيامه الغوالي يسعد ...
مع الولدان يلعب ... وأمر ربه ينفذ وإن كان صغيرا يلعب ... يأتيه الملك ، يشق صدره ، ينزع عنه سوادا ويغسل القلب منه ويردّ...
وتعودين يا حليمة بالولد خوفا عليه من النَّائبات إلى أمه ...
وعند آمنة يمكث قليلا ، ويذهبا إلى حيث قبر الوالد وفاء وذكرى ، وعند العودة تمرض آمنة وتموت ليصاب محمد في أمه وما نهل من نبع حنانها ما به يشبع...
وأنت يا عبد المطلب اليوم جده وكافله ، كم هو قيب من قلبك هذا الحفيد ، ما لم يقربه من قبل واحد من أحفادك ، وإنك لتقولها : إن لابني هذا لشأن عظيم ...
وكما تعوّد محمد ها هو يصاب في جده كما أصيب في أبيه وأمه وما يزال بعد طفلا بين الأطفال يعد ...
سلاما لك يا أبا طالب يا كافله ومحبه كما أحببت واحدا من أولادك حتى يكبر ويشب والمعجزات بدأت تقبل على محمد ، ذاك الذي يُستسقى الغمام بوجهه ... ذاك الذي سجد له كل شجر وحجر ، لما سافر مع عمه إلى الشام يريد تجارة ، والراهب بحيرا يخرج له ليخبر أن الشجر والحجر قد سجد لمحمد ولا يفعل ذلك إلا لنبي ...
ويكبر محمد ويكبر ، ويرعى الغنم ، ويعفّه ربه عما يعبد أهله ... فيكرهها كما لم يكره من قبل شيئا ويمقتها كما لم يمقت من قبل شيئا ، فما اعترف باللاّت يوما ، ولا بعزة ولا بمناة ، ولا بحجر من تلك الأحجار التي سموها وعبدوها ، لا عرف مما عرف بنو سنه سمرا ولا لهوا ولا عبثا ......... عَفَّه ربه عنذ لك عَفا ...
رجح عقله ، واتزن فكره ، وصدق مقاله ، واتضح بيانه ، وعُرِفت أمانته ، وشاع عنه كل وصف مليح ، ونأى عنه كل وصف قبيح ... وسميتَ الصادق الأمين يا محمد
ومن بين النساء ، ومن خيرة نساء قريش هذه بنت خويلد تسمع عن محمد وعن صدق وأمانة محمد ، فتسأله أن يتاجر لها ، فيعود بخيرات لم ترها في مالها من قبل خديجة...
تتمناه زوجا ، فتحدثه بالأمر عن خديجة صويحبتها نفيسة ، وهو بالمثل يتمنى لو تصير له زوجا وأنيسة ورفيقة ....
نعمتِ وهنئتِ وفزتِ يا خديجة ...
وأي فوز فوزك ...وأي نعيم نعيمك الذي أهداكِه ربك بمحمد يا أمَّنا وأم كل من اتبع محمد....
خمس وعشرون ربيعا مزهرا ، منيرا ...ذاك كان عمره الغالي ، ويوم اتخذ خديجة زوجا ذات المقام العالي ... وهل أعلى من مقام قرره العلي إذ أقرأها السلام ووعدها ببيت في الجنة من قصب لا صخب فيه ولا نصب ...
وتلدين يا خديجة من خيرة الأولاد لمحمد ... عبد الله ، والقاسم ، وفاطمة ، وزينب ،وأم كلثوم ، ورقية
وخمس عشرة عاما يقضيها الحبيب مع خديجة وهو الأمين الصادق الراجح المتزن الحكيم ...
وبعدها.... ؟؟؟ماذا بعد كل ما أعده الله لك من أسباب الاصطفاء والاختيار؟؟
ماذا أعدّ لك ربك يا مَن يعي القلم ، وتجدب القرائح ويستحي المِداد إذ تدعي كلها أنها عنك تحدّث ... يا حبيبه وصفيّه ويا كامل الأوصاف عذرا...
فالقلب مشتاق والكلمات دون عتبات كمالك تسأل الصفح والسماح ، فأيما لبست وأيما تزينت وكيفما تحلّت ... تستحي وتستحي وتحمر من فرط الحياء وتطأطئ الرأس ..................