سباستيان هو ابن سيّدة من الغجر........ حملت به من رجل غير غجري... ما يجعل موقفها من الغجر حرجا....... فاضطرت إلى تركه لدي شيخ في جبال البرينيه بين فرنسا وإسبانيا....... ريثما تعود فتأخذه عندما يتفهم الغجر وضعها آنذاك......... تمرّ الأيام وي......كبر الصبي ويصبح ابن سبع سنوات..... ويعرف من جده بالتبني أنه ليس يتيما وأن أمه تعمل في فرقة كارلوس...... وعندها يبدأ هو رحلة البحث عنها في إسبانيا كلها على قدميه في صحبة الكلب بيل..........
بيل هو كلب بيرينيه..... "قوي.... ذكي...... وجميل".... يعتقد الناس ظلمًا أنه كلب شرير "ديمون بلانك"..... فيطاردونه هم ورجال الشرطة الفرنسية والإسبانية........ إلى أن تتكشف الحقائق في النهاية ومع اللحظات التي يلتقي فيها سباستيان أمّه.....
سباستيان استطاع أن يحقق التوازن....... بعيشته "كالزنبق في الحقل" كما تقول المسيحية....... وإصراره على العمل مقابل كل لقمة خبز يحصل عليها في الطريق........ سباستيان استطاع أن يحقق ما يعرَف في الإسلام بالتوكّل....... بال رايق وجسد عامل متفان... ساع على إعفاف النفس ومنفعة الناس......... لهذا السبب أحببت هذا المسلسل كثيرًا........
والآن لنكره المسلسل قليلًا...... ما المانع؟..... بيل هو تجسّد للحركة الرومانسية بالمعنى الفلسفي وهي العودة إلى الطبيعة والارتداد عن مجتمع يدور كالآلة التي لا ترحم ولا تعترف إلا بقيم المادة المجردة........ وضْع بيل في بؤرة المسلسل وتمثُّل الصبي له دومًا هو ما يسميه الدكتور المسيري (تطبيعًا)..... أي أن يصبح الإنسان جزءً من الطبيعة محكومًا بقانونها لا يميزه عنها شيء....... لن يعتّم الإنسان الرومانسي العائد إلى غابة (روسو) يطري انسجام حيوانها ونباتها..... أن يخرج منها (داروينيا) لا يعترف إلا بقانون الصراع وتهافت كل قيمة إلا قيمة الحضارة (قوي ذكي وجميل)...... قيم هي العمى نفسه..... قيم عاجزة عن صناعة الأخلاق التي بإمكانها هي وليس غيرها أن تروض ذلك الثور الهائج..... الحضارة.......