2
كاذب ...
هل هي ولادة ؟ سألني زوجي هذا السؤال للمرة العاشرة في تلك الليلة من ليالي الأربعاء , و قد كنت ساهرة لا أستطيع النوم من الم ألم بي منذ منتصف تلك الليلة و لكني أجبته كما العادة , لا
فموعد ولادتي لا يمكن أن يكون الآن , فقد حدده الأطباء بعد ثلاثة أسابيع , و قد كان هذا الألم خفيفا لكنه أبقاني ساهرة , إنه حتى أخف من ألم الحموضة التي كنت أصرخ منها ليلا حتى أن زوجي كان يسأل لماذا تصرخين هي جاء موعد الولادة و كنت أجيبه بأنها الحموضه فقط !! !
أمضيت الليل في ألم و أنا أتساءل
هل هذا ما يسمونه بالطلق الكاذب ؟
الألم و غسل الصحون ...
جاء الصباح و لم يزل الألم , و كان زوجي قد ذهب الى العمل , أدركت أمي تعد إفطارا فجلسنا نشرب الشاي , و أثناء ذلك وصفت لها ذلك الألم , فوجدت أمي تترك كوبها و تهرع الى المطبخ تغسل الصحون و تجهز طعاما للغداء ! فقلت لها ماذا تفعلين , فقالت : أغسل الصحون ألا ترين , أنت على ولادة ,
فضحكت منها , لأن أمي الحبيبة كانت معتاده دوما قبل أن تذهب الى المشفى من أجل ولادتها أن تغسل الصحون و تعد الطعام و هي تعاني من آلام الطلق , فتركت هذه العادة عندها أثرا و ها هي تنفذه في ولادتي
أقنعتها أن تترك الصحون و نذهب الى المشفى , فالى هذا الحين لم أكن أظن حقا أن الطفل سوف يأتي و اجزمت أنه مجرد ألم بسيط , حضرت أمي حقيبة للإحتياط و ضعت فيها ملابسا و أغراضا للمولود , ثم ذهبنا بالسيارة الى المشفى و في اعتقادي أني أذهب الى أي كشف عادي
------------------------------
3
الطريق الى المشفى ...
كنت أضحك و أقول: هنروح مشوار عالفاضي دي لا ولاده و لا حاجه ,
لسه بدري
ظللت هكذا أسخر من الموقف , حتى جاءتني ضربة قوية من حيث لا أدري في ظهري , حينها طلبت من أمي أن تقف بالسيارة , و طلبنا زوجي على الهاتف فوافانا الى مكاننا و قاد السيارة الى المشفى , و في الطريق الى المشفى كنت أشعر بالألم يزيد و بدأت أشعر بجدية الموقف شيئا فشيئا , لكني أخذت أكذب نفسي و أقول لهم : هذا ما يسمونه بالطلق الكاذب
-----------------------------
4
إنهيار عصبي رقم 1
في المشفى و جدت نفسي في غرفة الطوارئ و قد دخلت علي طبيبة هندية قصيرة , و قد كنت حينها في غاية الهدوء , فحصتني ثم قالت
ولادة
و كأنها دمرت سد سيل عرم , فحين سمعت هذه الكلمة جاءتني صدمة عصبية , و أخذت أبكي بكاء كثيرا و أنا أصرخ : مش عاوزه أولد مش عاوزه أولد أنا مقدرش أولد
حاولت أمي أن تهدئ من روعي بلا جدوى , فقد تمكن مني الإنهيار تماما بالرغم من أني لم أكن أشعر حينها بألم شديد , لكني فكرة الولادة نفسها سيطرت على نفسي كليا و و أخذت صور من أفلام قديمة و حديثة تمر أمام ناظري عن ممثلات يلدن و يصرخن بكل ما أوتين من أحبال صوتيه , فهلعت و أصابتني نوبة انهيار , حتى أن ضغط دمي ارتفع , و كان هناك خطر على الطفل
و من وراء الستار سمعني طبيب ما , فقال لي : بتعيطي ليه ؟ فصرخت فيه بلا وعي و قد وجدت ضالتي التي سوف أصب عليها غضبي : و أنت مالك أنتا إنتا مين أساسا فاكر نفسك مين ؟
فهرب بجلده
--------------------------
5
غرفة الولادة الجزء الأول
أدخلوني غرفة الولادة , و ارتديت زي المشفى ذلك الأخضرالباهت المقيت , و كانت الغرفة حاره , ليس بها إلا سرير أبيض به كثير من الأزرار, قامو بتكبيلي بالأجهزة و المحاليل في هذا السرير الذي يحيط به بضع مناضد عليها مقصات و أدوات جراحية و أخرى غريبة , و أمام السرير هناك كرسي تجلس عليه ممرضة تشبه السجان المراقب ترتدي زيا أخضرا أيضا لكنه داكن اللون , تكتب في كراستها كلمات كثيرة , و تبتسم لي بين الفنية و الفنية , جاءت ممرضة أخرى , تقيس ضغط دمي و تضع أجهزة لقياس نبض الجنين , و سمعت هذا اليوم نبضه سريعا , فإذا جاءني الألم كان نبضه يعلو و أجد صغيري يتحرك بسرعه حتى يوقع الجهاز الذي وضعوه فو قي ... كانت أمي تجلس بجواري محاولة أن تخفي ملامح القلق عني و تفتعل الضحك تارة و تمسك يدي تارة , أما زوجي فكان ممنوعا عليه أن يأتي الى تلك الغرفه فظل في الخارج ينتظر ...
---------------------