وكانت أيضا لي خمس دقائق أو يزيد عنها بقليل يا بسمة .... وأي دقائق خمس كانت !!
أسمعتِني صوتها يا بسمة ...
نعم سمعت صوتك حقا حقا يا هبة .... لطالما خاطبتك على هذه الصفحات في سطور يا هبة عقب كل جزء كنت أقرأه ويقرأه معي الإخوة هنا، عقب كل عذاب كنت أتلوى من كلماته بينما تلويت من لسعاته ....
كنت أخاطبك وكأني أسمِعك كلماتي وكأنك تسمعينها مني ....ولكأن نفسي تهيئ لي أنّني أواسيك ...أنني أصرخ بك أنْ يا هبة أنا أسمعك، أنا أراك، أنا أحس بما تحسين ....أنا أتعذب لما تتعذبين ..... حتى سمعت صوتك حقا عبر بسمتين
... عبر "بسمة" وعبر بسمة الأمل في غد مشرق كانت تشقشق قرب شمسه في سماء كلمات تبادلناها أنا وأنت وبسمة ....
بسمة كعادتها تقفز بمفاجآتها الحلوة الحية الناطقة ..... :
أسماء .... لسَّاتكن ما حزرتو شو اللقاء ومع مين اللقاء يلي حكيتلكن عنه ؟ أنا :
آه صحيح والله عندنا حزيرة ولسة ما عرفنا حلها ....بسمة لا تتأخر وتسارع بتمرير الخلوي إلى المفاجأة
أنا :
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
المفاجأة:
وعليكم السلام ورحمة الله ، كيف حالك؟... بخير؟أنا:
الحمد لله ، من معي؟ المفاجأة:
خمس دقائق وحسب ............!!يا إلهي ...لقد فهمت، ولكنني لا أريد أن أفهم .... لا أصدق، كيف؟؟ فاستفهمت عن الاسم بعد العنوان لأتأكد أنني لا أهذي ولا أتخيل
فقالت:
هبة الدباغ معك ....وكانت المفاجأة حقا بعدما عرفت من تكون هذه السيدة الوقورة التي أكلمها، التي شاء الله تعالى أن أسمع صوتها ....
لطالما خاطبتك يا هبة، بعد كل عذابات كانت وكأنها تقتلع مني اللحم والعظم والجلد مع ما يُقتلع منك، كانت تقطّع قلبي مع تقطع قلبك، كانت تحرقني وتقتلني ألف مرة، وأنا أضع يدي على قلبي وكأني أسنده، أحرس فيه شيئا مما بقي فيه، أدعو الله سبحانه ألا أقرأ من عذاباتك ما هو أكبر من الذي قرأت .... ومن عذابات كل أخت رمزتِ لها بالحرفين الأولين من اسمها .........
أنت معي يا هبة ؟ أأسمع صوتك حقا ؟!! وكيف أنت مع بسمة ؟!!
أنا :
خمس دقائق يا هبة ؟؟ أية حمس دقائق هذه ؟ لقد كانت عمرا ....هبة (بما معناه):
سيدنا يوسف خرج في نزهة ساعة فإذا هي السنوات والسنوات ...
يا الله .......... سبحان الله يا هبة كانت تلك كلمات سطرتِِها في كتاب فعلت بنا ما فعلتْ .... فكيف بك أنت التي عشتِ تلك العذابات كلها بكل تفاصيلها ؟؟ أمك القوية المؤمنة كم أحببتها..... كانت أمي ....أبوك إخوتك الذين قضوا على أيدي الوحوش كانوا إخوتي .... ألمك كان ألمي يا هبة
هبة :
الحمد لله ... الحمد لله أسأل الله أن نلتقي بالجنة ....... أنا :
لقد أنعم الله عليك .......لقد أنعم عليك حقا، وقريبا بإذنه سبحانه ستقرين عينا بتحرر سوريا هبة:
سوريا واليمن وليبيا وكل بلاد الإسلام يا ربأنا:
نعم يا هبة .... نعم بعودة خلافة إسلامية قريبة تظل كل بلادنا الحبيبة ....... -------------------------------
ولم أكد أعبر بكلمات قليلة عن فرحتي بمكالمة إنسانة عرفت معنى العذاب وكان لها كبير فضل أن عرفنا الكثير من حقائق ذلك النظام الفاسد القامع الوحشي ما كان أقرب للخيال منه للحقيقة ..... لم أكد أخرج من فرحتي بسماع صوت تلك التي أودعت السجون تسع سنوات متتاليات استفتحتهنّ بدعوة لخمس دقائق وحسب لا تزيد عنها المدة، فإذا هي السنوات التسع العِجاف من الإنسانية، السِّمان بالتجربة الثقيلة العظيمة التي تعطي منها هبة وتمد وتلهم بها وتعلّم .........
وهكذا وأنا في غمرة فرحتي بسماع صوت هبة التي رافقتنا كلماتها عبر هذه الصفحات أخبرتني بسمة أن بمعيتهما أيضا أم اليمان تلك التي كانت لها مع نظام البعث أيضا حكاية ورواية .......... فأجبتها من توي : أنت إذن قريبا مدرسة ثورية يا بسمة .........
يا الله ... ما أجمله من جمع، ما أنفسه من جمع يلهم الدرس والعبرة والعظة ويعطي لمن يعيش الحياة معاني لم يعشها، ويعلمه أشياء لم يتعلمها في كل المدارس التي تقلّب فيها، ويعطيه من الحكمة ما قد كانت لهم فيه دُربة فتقلبوا مع تقلبات الحياة وآلامها حتى فازوا أخيرا بالزبدة منها وألقوا بعيدا بالزَّبَد .....
هبة الدباغ، أم اليمان .... أم (........) (نسيت الكنية يا بسمة).... أنتن مدرسة بحق .....
كم أنت قوية يا هبة.... كم ألهمتِني قوة بكلمات كتبتها من لذع السوط، ومن هزّ أسلاك الكهرباء، ومن تخشّب لوحة التعذيب، ومن وقع فاجعتك في أقرب أقربيك وأنت السجينة المعذبة الملوّعة .....
كم وكم ............ كم سعدتُ بسماع صوتك يا هبة
فجزيت خيرا يا
بسمة