(يا نيل يا ساحر الغيوب...........) (صورة)

[أبو دواة]

أحلِ بصبحٍ أجلس فيه إلى النيل!...... أروي له.... ويروي له...... أروي حديث الصغير الحرون قليل الخبرة........ ويروي حديث الشيخ الحكيم....... أبثّه أحاديث من نار..... فيبهتني الماء بهدوئه وثقته في نوال أربه وانقضاء سفره الطويل.......

(من أي عهد في القرى تتدفق.....) أيها النيل الكريم..... وأي حكايات تطوي في جوفك؟

خبّرني عن أول عهدك بالأرض وآخر عهدك بالسماء...... واروِ لي عن مهدك الأسمر..... واحكِ لي نبأ الغاب..... فأرى في وحوشه جور الإنسان....... وفي دمع تماسيحه غدر الإنسان..... وفي غنا أطياره غنا الإنسان........

هيا ابهتني أيها النيل...... وأزل عن عيني غشاوتها...... هيا أرني.... كيف اتخذ البشر دين غابك دينا...........

ها أنت ذا يا نيل تفيض...... (وبأي كف في المدائن تغدق)...... برّح بك شوقك إلى صنوك: البحر..... فرحتَ تطوي البيد طيًّا....... وتنثر الدور وتمصّر الأمصار من بنات فكرك وصادق محبّتك....... فإذا أنت بقنا....... وأي بلدة هي!..... فلنتَ لها..... ودرتَ عنها........ وإذا أنت بمصر (مصر عند أهلها القاهرة)........ فانشجّ مجتمعك..... وانفرط عقدك....... فإذا أنت فرعان أخـَوان...... بين عينيهما السبخ........ وبين يديهما البحر..... وأي بحر هو!.....

وراح الناس يطرون نعمة الله عليك قمحًا وأرزًا وقطنًا........ وجنّاتٍ تتجدّد فيها ذكرى جنات عدْن التي وعد الرحمن عباده بالغيب.........

عشْ يا نيل طويلًا........ فإن رسول الله رآك في الجنة....... صلّى الله عليه وسلّم..........
أنل المؤمن وطره من جنّات الدنيا الحلوة الخضرة.........
ونل من الباغي واصبب عليه غضبك ووبالك..... من بعد حلمك وإمهالك..........

ودُم أبدًا للذي أحبّك........
ع ن
19/11/2010م

[ماما هادية]

جميل يا عبد الرؤوف

بوركت

[أبو دواة]

كتبتُ هذه الصورة بعد قراءة صورة أدبية كتبها الشيخ علي الطنطاوي عن بردى.......