الأصبع الوسطى فقط لا تكفي !!!!

[ناصح أمين]

الأصبع الوسطى فقط لا تكفي !!!!

كعادته كلما كان مهموماً : لاذ بالشاطئ المنعزل الغارق في السكون والعذرية

وصل إلى مكان قاربه الصغير .. حرر القارب من قيده وانطلق يجدف بهدوء .. استغرقه تأمل قرص الشمس المتجه إلى صفحة المياه بشوق أزلي نسمة باردة تداعب صفحة وجهه وتزرع السلام في نفسه

لامس قرص الشمس المياه معلناً قرب انتهاء الرحلة

شعر بالأسى ؛ تمنى أن تدوم الرحلة وقتاً أكبر

لا بأس ، فليعد غداً


جدف يميناً ليبدأ رحلة العودة ، لكن قاربه لم يطاوعه .. زاد من سرعة ضربات المجداف بدون فائدة .. استشعر الخطر المحدق به وأحس تياراً قوياً يدفع قاربه بعيداً عن هدفه

استنفر الخطر عضلات جسده فمضى يجدف بعنف محاولاً المقاومة .. زادت سرعة التيار بشكل مذهل

نظر خلفه فرأى شاطئه المنشود خطاً باهتاً يذوب في عتمة الأفق البعيد

أصبح همه الحفاظ على قاربه طافياً ، فمضى يضرب صفحة الماء بمجدافيه بمهارة وحذق


مضى وقت لا يستطيع تحديده حتى هدأ التيار وأصبح مسيطراً على قاربه

كان الليل قد أطبق على البحر والقارب الصغير تماماً .. عجز عن تحديد اتجاه الشاطئ ، لكنه قرر أن يواصل طريقه ؛ فربما يحالفه الحظ

أخذ يجدف وقد أحس بالوهن يتسلل إلى جسده .. مر بعض الوقت قبل أن يلمح بصيصاً من ضوء بعيد .. استمد من الأمل قوة جديدة ، فمضى يشق البحر بقوة متحدية وعزم لا يلين


أخيراً وصل إلى مصدر الضوء .. لكنه ليس شاطئه الذي يعرف !!!!!

دفع قاربه حتى استقر على الرمال ، سار خطوات قليلة .. أمامه سور ضخم تعلوه كشافات ذات إضاءة مبهرة .. دار مع السور ومشى طويلاً قبل أن يجد باباً صغيراً .. غمرته الفرحة ؛ فهو بحاجة إلى الدفء والطعام


طرق الباب .. ما لبث أن فُتح الباب وخرج إليه شخص ضخم الجثة توحي هيئته بأنه حارس أو جندي

حدجه بنظرة متوجسة

** السلام عليكم

*** وعليكم السلام .. من أنت ؟! ومن أين أتيت ؟!!

** لقد ضللت طريقي في البحر وكدت أضيع حتى رأيت هذه الأنوار .. هل أستطيع أن أقضي الليل هنا

*** انتظر قليلاً


أغلق الحارس الباب .. مضت دقائق ثقيلة .. فُتح الباب وظهر الحارس وطلب منه أن يتبعه

داخل السور وجد حديقة رائعة يتوسطها مبنى مهول الضخامة حتى لتعجز العين عن إدراك منتهاه .. كان المبنى والحديقة يسبحان فى أضواء ملونة رائعة لم يستطع تحديد مصدرها

قاده الحارس إلى مدخل المبنى وأدخله غرفة صغيرة طالباً منه الانتظار

كانت الغرفة خالية من أي أثاث باستثناء مقعدين صغيرين جلس على أحدهما


مرت لحظات قبل أن يدخل الغرفة رجل ذو وجه صارم .. سأله الرجل :

*** كيف جئت إلى هنا ؟!!!

** بقارب صغير بعد أن ضللت طريقي في البحر

*** هذا عجيب !!!!!!!

** لماذا ؟!

*** إن تاريخنا المسجل من مئات السنين لم يسجل حدثاً كهذا

** حدث كهذا ؟!!! ماذا تقصد ؟!!!!!

*** لم يحدث أن خرج شخص من البحر إلى جزيرتنا !!!

** أنا لم أخرج من البحر ، لقد جئت من جزيرة مجاورة ، ولابد أنكم تعرفونها

*** ماذا تقول ؟!!!!! هل تعني أنه توجد أرض أخرى خلف البحر ؟!!!!!!!

** بالطبع !! ألا تعلمون ذلك ؟!!!!!!!

*** غاية علمنا أنه لا توجد أرض غير أرضنا !!!

** غير معقول !!!!!!! هل تعتقدون أنكم الوحيدين في العالم ؟!!!!!!!!! هناك ملايين البشر يعيشون على خمس قارات

*** عموماً هذا لا يهمني .. المهم هو ماذا تريد منا الآن

** أريد طعاماً ومكاناً أنام فيه حتى الصباح

*** هذا غير ممكن ؛ نظامنا لا يسمح بذلك

** أي نظام ؟!!!!!!

*** نظام الجزيرة .. لا يمكنك الحصول على شيء مادمت لا تعمل

** كل ما أريده هو وجبة واحدة فقط

*** الوجبات تصرف للعاملين فقط

** لدي بعض النقود ، خذوها مقابل وجبة

*** ما معنى نقود ؟!!!

** ها هي .. خذ

*** هل تسخر مني ؟!! هل تعطيني ورقاً مقابل وجبة ؟!!!!!

** أنا لا أفهم !!! من انتم ؟!!! ما هذا المكان ؟!!!!! ماذا تفعلون هنا ؟!!!!!!!

*** ليس من حقك أن توجه أسئلة

** ألا يوجد لديكم رحمة ؟!!! هل تتركوني بدون مأوى أو طعام ؟!!!!!!!!!!!!!!!!

*** بالطبع لا ؛ نحن تحكمنا القوانين ، والقانون يحتم علينا أن نوفر لك العمل الذي يوفر لك الطعام والمأوى

** حسناً ، أنا موافق ، سوف أعمل مقابل وجبة واحدة ومأوى لهذه الليلة فقط ، وغداً سوف أغادر

*** لك مطلق الحرية فى أن تبقى أو تغادر في أي وقت .. لكن لابد أن تعلم شيئاً مهماً جداً : لم يحدث أن غادر أحد هذه الجزيرة ؛ فلا يوجد أي مكان آخر غير البحر إلى مالا نهاية ، وأنت لا تعرف الاتجاه الذي أتيت منه ، فكيف ستغادر الجزيرة ؟!!

** إذاً سوف أعمل حتى أستطيع أن أجد وسيلة للعودة إلى وطني مرة أخرى

*** لك هذا .. فقط لدينا شرط واحد

** ما هو ؟!!!

*** لا تسأل عما لا يعنيك وأتبع النظام

** حسناً ، وما نوع العمل الذي سوف أقوم به ؟!!

*** تعال معي


خرجا من الغرفة وسار خلف الرجل حتى وصلا إلى باب كبير دفعه الرجل ليدخلا إلى مكان عجيب

كان المكان فسيحاً مترامي الأطراف مليء بالمناضد التي صفت في خطوط متوازية تمضي إلى مالا نهاية ، وعلى جانبي صفوف المناضد يجلس الآلاف من البشر يقومون بعمل واحد : يجمعون نوعاً صغيراً من اللآلئ تمتلئ به المناضد ويضعونها في صناديق صغيرة من الخشب .. كان العمل يتم بهدوء وآلية عجيبة ، فلا صوت ولا حركة أخرى باستثناء حركة وضع اللؤلؤ في الصناديق


قاده الرجل إلى أحد الكراسي وطلب منه الجلوس والبدء في العمل قائلاً :

*** سوف يتوقف ما تستطيع الحصول عليه على عدد الصناديق التي تملؤها ، فكلما زاد العدد حصلت على مزايا أفضل .. ستعمل لمدة ثمان ساعات تماماً ، وبعد نهايتها سوف يأخذ المشرف الصناديق ويعطيك عدداً من الخرز يتناسب مع عدد الصناديق التي عبأتها

** خرز ؟!!!!! وماذا أفعل بالخرز ؟!!!!!!!

*** تستطيع أن تشتري به ما تشاء

** ولكن من أين يأتي كل هذا اللؤلؤ ؟!! ولماذا تجمعوه ؟!!! لا بد أنه للتصدير ، إذاً أنتم تتعاملون مع العالم الخارجي !!!!!

*** ليس من حقك أن تسأل ، أنت تخالف النظام وهذا يعرضك للحرمان من العمل .. اجلس وابدأ العمل


أضطر للانصياع للأمر .. أخذ يجمع اللؤلؤ ويضعه في الصناديق .. لا أحد حوله ينبس ببنت شفة .. صمتٌ واستغراقٌ تامٌ في العمل


بعد مرور نصف الوردية نظر إلى عدد الصناديق التي جمعها ، كانت أربعة عشر صندوقاً .. نظر إلى جاره على اليمين فوجد أمامه صندوقين فقط !!! أما الشخص على يساره فقد جمع أربعة صناديق !!! والشخص المقابل له جمع صندوقين فقط !!!!!

أصابته الدهشة !!!!! هل من المعقول أن يكون أسرع منهم لهذه الدرجة وهو يقوم بهذا العمل لأول مرة !!!!!!!


مال إلى الأمام بحذر ليرى صناديق العاملين القريبين منه ، لم يتخطى أي منهم خمسة صناديق !!!!!!!!

قرر أن يراقب طريقة عملهم ليعرف السبب .. نظر إلى جاره فدهش ؛ المسكين يعاني من إعاقة في يده : ففي كل كف لا يوجد سوى أصبع واحد هو الوسطى فقط ، أما الأصابع الأخرى فمقطوعة .. شعر بالحزن والإشفاق عليه

نظر إلى الجالس بجواره من الناحية الأخرى فذهل ؛ إنه يعاني من نفس الإعاقة : لا يوجد سوى أصبع الوسطى فقط في كل كف

أجال بصره بينهم ليكتشف أنها مأساة جماعية ، الجميع يعاني نفس الإعاقة .. صُدم تماماً

ما معنى هذا ؟!!!!!!!

كاد أن يسأل لكنه تذكر أن السؤال قد يعني حرمانه من العمل وبالتالي من إمكانية الحياة فسكت


عند نهاية الوردية مر شخص ليجمع الصناديق ، كان لديه أكثر من ثلاثين صندوقاً بينما لم يتخطى أى شخص أخر العشرة صناديق

نظر إليه جامع الصناديق بدهشة شديدة ، لكنه ناوله الخرز مقابل صناديقه


سار مع باقي العاملين الذين توجهوا إلى شخص يقف بجوار قدر ضخم يفرغ منها حساءً ساخناً في علب متفاوتة الأحجام حسب عدد الخرز الذي يقدموه

أخذ أكبر علبه دافعاً مقابلها نصف ما معه من الخرز وجلس يأكل بشهية ونهم


لاحظ أن نظرات الجميع مركزة عليه وبالتحديد على يديه فلم يملك سوى أن يشعر بالعطف والشفقة عليهم ، ولكن في نفس الوقت أحس بنشوة تعتريه أنه متميز عنهم جميعاً .. سوف يكون دائماً في وضع أفضل منهم

حاول أن يبادلهم الحديث لكنهم تهربوا


جاء أحد المشرفين وأشار إليه ليتبعه ، وادخله غرفة ضيقة جداً يوجد بها سرير واحد تاركاً إياه لينام

ذهب في نوم عميق تاركاً الإجابة على الأسئلة التي تدور بعقله إلى الغد


في صباح اليوم التالي استيقظ على طرقات تدق بابه .. فتح فوجد المشرف واقفاً أمامه

*** من فضلك : كبير المشرفين يريد مقابلتك

** حسناً ، سوف أكون جاهزاً بعد قليل


بعد قليل كان يجلس في غرفة كبير المشرفين .. إنه نفس الرجل الصارم الوجه

بدأ الرجل الحديث قائلاً :

** أخبرني المشرف أنك جمعت عدداً غير مسبوق من الصناديق أمس !!!!!!!

*** نعم ، تجاوزت الثلاثين صندوقاً

*** إنها مشكلة كبيرة !!!

** مشكلة ؟!!!!!!!! ما المشكلة في ذلك ؟!!!!!! إنني أفضل الجميع وإنتاجي أضعاف إنتاجهم ، إنني أتميز عنهم بكثير

*** تميزك الصارخ هو لب المشكلة

** ماذا ؟!!!!!!!!!!!

*** لا يمكننا قبول ذلك ؛ سوف تثير أحقادهم وتعصف بالأمان الذي يعيشونه عندما يشاهدوا كمية الخرز الذي تحصل عليه ، إنك تحطم كل الثوابت التى اعتادوها ، وسوف يسبب هذا اختلالاً في تماسكهم النفسي والاجتماعي ، وربما ينهار النظام الذي استغرق سنوات طويلة لتثبيته

** وما ذنبي أنا ؟!!!!! ماذا تريدني أن أفعل ؟!!!

*** أنا أعرف أنه لا ذنب لك ، المشكلة في الإعاقة التي تعانيها

** إعاقة ؟!!!!!!!!!!! عن أية إعاقة تتحدث ؟!!!!!!!

*** هذه الأصابع الزائدة التي تشوه يديك

أصاب صاحبنا الذهول .. نظر إلى يد الرجل .. لا يوجد سوى أصبع الوسطى فقط

تكشفت أمامه الحقيقة كاملة .. جميعهم هكذا .. لم يشاهد أحدهم مخلوقاً بخمسة أصابع في اليد ، وبالتالي فهو معاق في نظرهم


بصوت مخنوق خاطب كبير المشرفين قائلاً :

** يا سيدي : خارج حدودكم كل البشر مثلي بخمسة أصابع

*** عن أية حدود تتحدث ؟!! وعن أي بشر ؟!!! يبدو أنك تعاني خللاً عقلياً أيضاً

** حسناً يا سيدي ، لا أريد خرزاً كثيراً ، أعطوني خرزاً يوازي ما يحصل عليه أي واحد منهم

*** مستحيل ؛ هذا ضد النظام ؛ أساس نظامنا هو العدل ، لابد أن تأخذ خرزاً يوازي قيمة ما تملؤه من صناديق

** حسناً ، سوف أملأ عدداً صغيراً فقط من الصناديق ، وبهذا تحل المشكلة

*** لا ، هذا يعني أن تعمل وقتاً أقل منهم وتحصل على نفس ما يحصلون عليه ، وهذا أيضاً سوف يثير أحقادهم

** حسناً ، دعوني أمارس عملاً آخر

*** لا يوجد لدينا أعمال أخرى

** إذاً ما الحل ؟!!!

*** لابد أن تخضع للعلاج

** أي علاج ؟!!!!!

*** نجري لك جراحة تجميلية على حسابنا فنقطع الأصابع الزائدة لتصبح يدك طبيعية ، وبذلك تمارس حياتك بدون مشاكل

** غير ممكن ، أنا غير موافق ؛ هذه جريمة

*** أنت حر تماماً ، لا يستطيع أحد اجبارك ، لكن نأسف أننا لا نستطيع السماح لك بالعمل بهذا الوضع .. عموماً خذ مهلة حتى الغد للتفكير


عاد إلى غرفته وأخذ يفكر .. لا يوجد مكان يستطيع الذهاب إليه .. إنه محاصر تماماً ، ورفضه يعني الموت جوعاً .. ليس أمامه سوى الموافقة حتى يستطيع أن يواصل حياته

في الليل طلب مقابلة كبير المشرفين وأبلغه أنه وافق على إجراء العملية .. ابتسم الرجل مهنئاً ، وتوقع له مستقبلاً باهراً بعد العملية ، وأخبره أن العملية ستجرى صباح الغد


لم يغمض له جفن تلك الليلة .. أخذ يراقب السماء من نافذة غرفته منتظراً أضواء الفجر

عندما لاحت أشعة الضياء كان صاحبنا قد حزم أمره


سار حتى بوابة السور الخارجي وطلب من الحارس أن يفتح له الباب

سار حتى قاربه ، واستقله مجدفاً نحو المجهول

قضى اليوم كله يجدف حتى غطى الليل البحر والقارب الصغير

استلقى على ظهره ونسمة باردة تداعب صفحة وجهه وتزرع السلام في نفسه

أخذ يراقب النجوم المضيئة في السماء

غطت وجهه ابتسامة هادئة

كان مرتاحاً تماماً لقراره الأخير

و



أغمض عينيه للأبد



-----------------------------------------------------------------------------



أمر فظيع أن تكون متميزاً


والأفظع

إرغامك على ألا تكون متميزاً

[marwa madany]

روعه روعه روعه

قصه الاصبع الوسطى جميله جدا ويا ريت اعرف مؤلفها

واتسال ان كانت قصه مستريب هذه حقيقيه؟

[أم وعالِمة]

لا أستطيع القول غير سلمت يداك على النقل إن كانت منقولة أو على التأليف إن كانت من إبداعاتك أخي ناصح أمين ..

القصة رائعة بكل معنى الكلمة ... و تحمل الكثير جدا من المعاني و الرموز المتعلقة بحياتنا الأن ...


فقط لم تعجبني النهاية لأنها نهاية يائسة إلى حد كبير ... ربما تكون مناسبة للمنحى الدرامي أو ما شابه ( لا أفقه كثيرا في النقد الفني  )


لكن بالنسبة لما نواجهه حولنا .. أعتقد أن النهايات القوية المليئة بالأمل هي الأفضل ...



يعني على الأقل نشوف السعادة في القصص .. مش كفاية الواقع !!

جزاك الله خيرا

[ماما هادية]

 

صدقت يا سارة

نفس احساسي عندما قرأت القصة

صدمتني النهاية جدا، وبينت لي أنه لا يكفي ان تكون متميزا بمهارة ما لتكون انسانا فعالا في المجتمع، بل لابد ان يكون لديك من التقوى والاخلاق ما يحملك على الكفاح وتحمل الصعاب من اجل استغلال موهبتك في خدمة الناس واصلاح احوالهم، لا ان تيأس من اول محاولة وتكتفي بالهرب ولو الى الموت

فأن ترفض ان تلغي تميزك وتهبط لمستواهم هذه ايجابية
لكن عندما يكون الرفض بالهرب او الموت... تكون ايجابية أدت لسلبية كبيرة... وانما ترفض، تتحدى، تعمل لتثبت نفسك...
إما أن تكافح لتصل لمجتمع افضل، او تصلح المجتمع الذي انت فيه...

أما: أنا متميز، وهم لا يقدرون،سيحطمونني
لذا فلأمت وانا متميز؟؟؟


هذه تذكرني بالافكار الخطيرة للبرمجة اللغوية العصبية التي ننتقدها في هذا الموضوع
http://www.ayamnal7lwa.net/forum/index.php?topic=851.0

فهذه الفنون تشعر أتباعها انهم متميزون جدا عن البشر، واذا لم يقدّر من حولهم تميزهم هذا فانهم بدل ان يثبتوا هذا التميز بعمل ايجابي بناء كاختراع او انتاج او اصلاح ينطوون على انفسهم، وينظرون باستعلاء لمن حولهم، ويتحسرون على هؤلاء الجهلة الذين لا يقدرون تميزهم...

لماذا؟
لانهم كصاحب القصة هذا لم يفكروا في استغلال تميزهم لمصلحة من حولهم، بل فقط للحصول على امتيازات شخصية اكبر، ولهذا نبذهم المجتمع ونبذوه، وفضلوا ان يموتوا على ان يكافحوا لانقاذ من حولهم او افادتهم بتميزهم هذا


تعليقي اذن على خاتمة القصة:

أمر فظيع أن تكون متميزاً


والأفظع

إرغامك على ألا تكون متميزاً

الافظع ان تؤثر الموت على ان تفيد الاخرين بتميزك

وأنت تهرب لأنك رغم تميزك عاجز عن تغيير شيء في الواقع...

فما قيمة تميزك اذن؟؟

 

[أم وعالِمة]

تمام يا ماما هادية ...

على فكرة الكلام ده مش نقد للقصة أو عيب فيها أخي ناصح أمين ..

الفكرة بس في النهاية ...


لكن صياغة القصة و أسلوبها جذاب جدا و مؤثر ...

[ماما هادية]

الحقيقة يا سارة أنني أذكر تماما أن الاخ ناصح أمين قال أن هذه القصص تجميع منه لقصص وحكم وأقوال قرأها وأعجبته، فأحب ان ينشرها لنا ..
وقد نشرها في موضوع واحد سماه (هكذا علمتني الحياة) لكنني وجدتها وهي متراكمة لا يقرؤها احد، ولا تحظى بنقاش، فجزأتها لعدد من المواضيع...

[إيمان يحيى]

بعد إذنكم يا شباب سأقوم بنقل هذا الموضوع إلى ساحة حكاياتنا الحلوة لأنها أنسب له

 

[elnawawi]

هذه القصة لا تتناسب مع روح الثورة الآن .. بطل القصة ممن استبدلهم الله .. لابد أن نكمل القصة ونقول أنه أتى أشخاص آخرون بخمسة أصابع واستمروا وكافحوا وأسقطوا هذا النظام وأعادوا للجميع حقوقهم ..