لا زالت نفحات رحلة العمرة ولله الحمد تتوالى على العبد لله، فكل يوم هناك خير جديد في بداية هذا الشهر الكريم.
ومن أجمل تلك النفحات أني عثرت على قناة الصوفية، وهي قناة رائعة في برامجها وما تقدمه للمشاهدين في شهر رمضان المبارك.
القناة تسير على منهج وسطي مستقيم ومعتدل، على منهج تصوف الأئمة الكبار: الجنيد بن محمد ومعروف الكرخي وعبد القادر الجيلاني وحجة الإسلام أبي حامد الغزالي والعز بن عبد السلام والنووي والشعراوي وسعيد النورسي وعبد الحليم محمود وجاد الحق وغيرهم من الأعلام.
لا تجد فيها أحدا من أولئك الأدعياء الذين اندسوا بين أهل التصوف وألصقوا بهم النقائص وزعموا أن مخالفاتهم هي التصوف الحق! بل جميع من يظهر على هذه الشاشة علماء كبار وأفذاذ من أهل الثقة والعلم المشهود لهم كمحمد سعيد البوطي ومحمد راتب النابلسي وعلي جمعة.
كما أنها تخلو من أولئك المتهجمين على من يحالفهم في المسائل الفرعية، فلا تجد فيها ثوريا واحدا ولا جعجاعا يصيب رأسك بالصداع وتفكيرك بالبلبلة!
منذ مدة وأنا أتمنى صدور قناة كهذه تصحح المفهوم السائد عن الصوفية والتصوف، وتزيل الغشاوة التي غطت عيون الناس. وتكشف الأدعياء المزيفين الذين يدعون التصوف والتصوف منهم براء.
إنها بالفعل تعيد مفهوم التصوف إلى أصله، وهو تزكية الأخلاق بالشريعة الطاهرة والمجاهدة الباهرة .. وترجع إلى الأصل في التصوف وهو مقام الإحسان المذكور في الحديث النبوي الشريف، عندما سأل جبريل عليه السلام نبينا محمدا قائلا: ما الإحسان؟ قال: أن تعبد الله كأنك تراه، فإن لم تكن تراه فإنه يراك.
ابحثوا عنها ولا تضيعوا على أنفسكم حلقات العلم الشرعي والتذكير بسنة الحبيب المصطفى ومحاضرات تزكية الأخلاق الكثيرة المتقنة فيها.