المحرر موضوع: زمـــــــــــــــــــــــــــــــــان لما كنا صغيرين !  (زيارة 8963 مرات)

0 الأعضاء و 2 ضيوف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل elnawawi

  • أحلى شباب
  • *****
  • مشاركة: 5374
  • الجنس: ذكر
  • يا رب لك الحمد كما ينبغي لجلال وجهك وعظيم سلطانك
في الفترة الأخيرة بدأت تروادني ذكريات .. الكثير جدا من الذكريات عن أيام الطفولة والصبا ... ذكريات بعضها جميل مبهج وبعضها حزين ... ذكريات بها الخطأ والصواب ... مفاهيم عرفتها في صغري ثم تغيرت نظرتي لها فيما بعد .. ومعتقدات أخرى انهدمت تماما لما كبرت ورأيت ما يهدمها بعيني .. أشياء كثيرة جدا تجول بالخاطر من ذكريات زمان ... فدعونا نتشاركها سويا ..
على أن هذا الموضوع ليس حكرا على كاتبه .. من شاء أن يضع أي فقرة أو عبارة أو مشاركة عن ذكريات طفولته فلا يتردد لحظة .. فهذا هو المكان الصحيح ..

غير متصل ماما هادية

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 15901
  • الجنس: أنثى
  • احفظ الله يحفظك
فكرة جميلة جدا

تفضل ابدأ .. وسنشارك بعدك ان شاء الله
*رَبَّنَا لاَ تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الوَهَّابُ*

غير متصل elnawawi

  • أحلى شباب
  • *****
  • مشاركة: 5374
  • الجنس: ذكر
  • يا رب لك الحمد كما ينبغي لجلال وجهك وعظيم سلطانك
- " يا بنتي لازم تجتهدي في المذاكرة علشان تجيبي مجموع كبير وتدخلي كلية كويسة وتشتغلي شغلانة محترمة والناس تحترمك ويبقى ليك مكانة ودور في المجتمع ويشيروا إليك ويقولوا فلانة الفلانية "

اخترقت هذه العبارة أذني وأنا جالس على المكتب أذاكر أيام الثانوية العامة .. فامتعضت منها للمعاني الدنيوية المليئة بها .. فصمت قليلا ولكن العبارات المتتالية التي تصب كلها في نفس الاتجاه حركتني فقمت منتفضا قائلا :
- " لا "
- " كده غلط .. مش المفروض نعمل كده ويكون ده هدفنا .. ميرضيش ربنا "
- " اسكت يا ولد .. أنت فاهم حاجة ؟!"
- " أيوه فاهم .. إحنا المفروض حياتنا كلها لله وربنا خلقنا علشان نعبده .. ولما نشتغل لازم يكون شغلنا حاجة لخدمة الدين والمسلمين وتكون نيتنا لله .. مش للمجتمع والمكانة الاجتماعية والكلام ده "
- " مش سيدنا محمد - صلى الله عليه وسلم - قال : "اعمل لدنياك كأنك تعيش أبدا وأعمل لآخرتك كأنك تموت غدا" ؟!!!
- " هه !"
- أيوه .. لازم نعمل ونشتغل ونكسب و .. و ... و ..... إلخ
- "بس مش ده المقصود من الحديث .. لازم يكون برضه في نفس المفهوم ..........................."

وحاولت أن أشرح وجهة نظري لكن لم يعطني أي أحد اي فرصة لأتحدث بعد ذلك .. فأنت ابننا ولسنا نحن أبنائك علشان نسمع كلامك وإحنا نربي بنتنا زي ما إحنا عايزين وأنت مين أصلا علشان تتكلم وانتهى النقاش إجبارا ..... نفس المعنى الذي أراهن أن ملايين المسلمين علموه لابنائهم في هذا الزمن والأزمنة القريبة السابقة ..

مع الأيام نُسى الموضوع تماما ولم يفتحه أحد بعدها ...
ولكني الآن أعود فاتذكره لأكثر من سبب ...

اتذكره وأنا أرى أجيالا كاملة همها الدنيا ومصلحتها الشخصية تسعى ورائها صاربة بعرض الحائط أي اعتبار إنساني أو أخلاقي أو ديني أو اجتماعي ... اتذكره وأنا أرى الآلاف ممن يطالبون بالديموقراطية وهم حتى لا يسمحون لابنائهم بالنقاش ولو في المسائل البسيطة ... اتذكره وأنا أرى الإعلاميين المصريين يتبرأون من العروبة والإسلام ويطالبون بأن نبحث عن مصلحتنا الشخصية .. أتذكره وأنا أرى بعض الشيوخ والدعاة الذين يقدمون دينا كنائسيا (عبادات وطاعات فقط) ويسلخون الإسلام من الحياة والمجتمع معززين بذلك مفهوم فصل الدين عن الدولة بل عن الحياة أجمعها ...


أتذكر هذه المعاني وأنا أرى كيف ان الدراسة المبنية على هذه الأسس الدنيوية تنهار تماما تماما .. فالطالب الذي يرغب في تحصيل الدرجات العليا لكي يصل لهذه الأهداف الدنيوية لا يمنعه شيء من الغش مادام يصل لهدفه .. بل يعتبر الغش حقا أصيلا له ويستنكر في شدة رفضي لعمل (مصغرات/براشيم) له ليدخل بها الامتحان .. والآخر الذي فقد الأمل في أن يصل لهذه المناصب التي كان يحلم بها فاهمل دراسته تماما وأصبح لا يكترث بها مطلقا .. أرى مستوى وطبيعة خريجين هذه المعاني الدنيوية الآن وأدرك تماما أن حجم المصيبة التي نعيشها أكبر بكثير مما كنا نتخيل .. والأسوأ أنها مغلفة بإطار ديني وحديث نبوي ..


وأتذكره أكثر عندما أتذكر أن هذا الحديث الذي بنى عليه الكثير معتقداتهم هو حديث باطل موضوع لا أصل له لا تجوز روايته إلا مع بيان وضعه (وإن كان هناك حديث ضعيف يحمل معنى مقاربا له ولكنه مختلف في أشياء كثيرة .. وهو لا يرقي للصحة ولا للحسن كذلك)



أتذكره بكل ألم وحسرة على أجيال تم تدمير عقليتها وتشويه ثقافتها وتحوميلها لمسوخ فكرية تحت شعار "العمل للدنيا" أو "فصل الدين عن الدولة" أو "الدين لله والوطن للجميع" أو غيرها من الأشياء الهدامة التي تبثها الأسر في ابنائها ليل نهار بوعي أو بدون وعي ...

غير متصل ماما هادية

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 15901
  • الجنس: أنثى
  • احفظ الله يحفظك
كلام صحيح، وأوافقك عليه تماما

والتعليم بالاهداف التي ذكرتها أفرز ايضا اجيالا لا يهمها حقيقة العلم، بقدر ما تهمها الشهادة، ولهذا يسعون بكل دأب للملخصات والمختصرات ونماذج الاسئلة.. وترى احدهم خريج أدب عربي، وهو لا يحسن ان يقول جملتين دون خطأ
والآخر تخصصه محاسبة، ولو ذهب ليشتري بضعة أمتار من القماش، لا يحسن حساب ثمنها الا بالاستعانة بالآلة الحاسبة

لكن ما ذكرته على انه حديث موضوع، أعرفه على انه مقولة لسيدنا عمر بن الخطاب، وليست حديثا
وفيها من الحكمة الكثير، ولكن الخطأ في سوء فهمها
علينا ان نفرق بين الحديث الموضوع، وبين ما يحسبه الناس حديثا وهو في الحقيقة كلام لأحد الصحابة او التابعين او علماء الرعيل الاول
من ذلك مقولات كثير للحسن البصري، من شدة بلاغتها وفصاحتها وحكمتها، يرددها الناس ويحسبونها احاديث، وما هي بأحاديث، لكن وصفها بأنها حديث موضوع يسقط قيمتها، وهو أمر غير لائق بها، والصواب ان نصحح نسبتها لقائلها

والله اعلم
 
*رَبَّنَا لاَ تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الوَهَّابُ*

غير متصل زينب الباحثة

  • أحلى شباب
  • *****
  • مشاركة: 1938
  • الجنس: أنثى
  • إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم

غير متصل elnawawi

  • أحلى شباب
  • *****
  • مشاركة: 5374
  • الجنس: ذكر
  • يا رب لك الحمد كما ينبغي لجلال وجهك وعظيم سلطانك

اتفق معك في ألا نصف الأحاديث المرفوعة والموقوفة الصحيحة على أنها موضوعة لكيلا تسقط قيمتها .. ولكن لا يوجد أي سند (صحيح أو سقيم) لهذا الحديث يصل لسيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه فنقوم بتصحيح نسبته إليه ..
وهناك أحاديث قريبة في المعنى منه موقوفة على عبد الله بن عمرو رضي الله عنه كلها أسانيدها ضعيفة وحققها الألباني كلها ولم يجد فيها ما يمكن تحسينه .. وهناك نص آخر (ضعيف أيضا) له معنى مختلف وهو :

" إن هذا الدين متين فأوغل فيه برفق ، و لا تبغض إلى نفسك عبادة ربك ، فإن المنبت لا سفرا قطع و لا ظهرا أبقى ، فاعمل عمل امريء يظن أن لن يموت أبدا ، و احذر حذر ( امريء ) يخشى أن يموت غدا " .

وعلق عليه الألباني - رحمه الله - بعد بيان ضعفه قائلا :
"ثم إن هذا السياق ليس نصا في أن العمل المذكور فيه هو العمل للدنيا ، بل الظاهر منه أنه يعني العمل للآخرة ، و الغرض منه الحض على الاستمرار برفق في العمل الصالح و عدم الانقطاع عنه ، فهو كقوله صلى الله عليه وسلم : " أحب الأعمال إلى الله أدومها و إن قل " متفق عليه والله أعلم "
لكن يغني عنه قوله صلى الله عليه وسلم : " إن هذا الدين يسر ، و لن يشاد هذا الدين أحد إلا غلبه ، فسددوا و قاربوا و أبشروا ... أخرجه البخاري في صحيحه
« آخر تحرير: 2010-06-14, 12:12:32 بواسطة elnawawi »

غير متصل نور السماء

  • شباب نشيط
  • **
  • مشاركة: 491
  • الجنس: أنثى
  • اللهم فرج كرب المسلمين
أعجبنى هذا الموضوع فأحببت أن أشارك فيه

ولو أنى صغيرة أصلاً  :emoti_282:

أتذكر أيام طفولتى حتى وصلت إلى الصف الرابع الإبتدائى
أنها كانت جميلة جداً
وأجمل مافيها أيام العيد
فى أول يو العيد ألبس وأتزين بكل ما أستطيع
وأخرج مع أصحابى فى بلدنا الريفية
ونظل نتجول طوال اليوم

رغم اننا حافظين البلد أصلاً
 :emoti_282:
لكن الفرحة كانت تغلبنا ولا تنقطع ألسنتنا عن قول تكبيرات العيد
وكنا نزور كل أقاربنا ..
ياااااااااااااه كانت أيام والله .
  emo (30):
طبيعة التعبير الجميل تشب النار المقدسة فى سرائرنا
فتصهر معادن الجمال من هذه الدنيا وتفرغها فى قوالب حسناء من صنع قرائحنا وألسنتنا ،
أو صنع قرائحنا وأيدينا ، أو صنع قرائحنا وأوصالنا ،
تدعونا إلى الحلول من الكون فى متحف كبير .

غير متصل أندلسية

  • شباب جديد
  • *
  • مشاركة: 115
- " يا بنتي لازم تجتهدي في المذاكرة علشان تجيبي مجموع كبير وتدخلي كلية كويسة 

ااااه..ذكرتموني بالذي مضى sad:(

ففي أيام دراستي الثانوية..كان أهلي يتحكمون بكل شيء..

فمثلا اختيار اللغة الثانية..أردتها الإيطالية..وأرادوها الفرنسية..

ومع ذلك نزلت على رغبتهم وجعلتها الفرنسية :emoti_25:

لماذا :emoti_17:

لا أدري :emoti_282:..ولكنهم كانوا يقنعونني أنهم يعملون دائما لمصلحتي..

وأنا لاأدري ما هي المصلحة في أن اختار لغة غير التي أريد..

ولكنهم كانوا دائما ينظرون للمواد الأسهل والتي تمكنني من الحصول على مجموع كبير..

...حتى المواد الدراسية التي كنت أدرسها دراسة خاصة-وما كانت كثيرة-

كانوا يفرضون علي المدرسين الذين آخذ معهم تلك المواد ::cry::

وأنا-اللهم لا اعتراض- ::ooh::

وحتى إن كان هناك اعتراض ..كان بالمقابل موافقة سريعة ::hit::

ولكن الله كان معي بالكلية واختيارها..فهم يعلمون أني أحب اللغات ..

وأن هذا القسم من الدراسه يروق لي جدا..

وكنت أود دخول كلية تهتم باللغة الانجليزية

ولكن قدر الله أن أدخل كلية لغة عربية

وتقريبا هذا هو الشيء الوحيد الذي اتخذت فيه قرار بإرادتي..الحمد لله..
emo (30):
رب اجعل مصر بلدا امنا

غير متصل ماما هادية

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 15901
  • الجنس: أنثى
  • احفظ الله يحفظك
أتذكر بقوة، ذكريات حرب تشرين أو اكتوبر او العاشر من رمضان، عام 1973

أتذكر كيف كانت توقظنا امي في برد الشتاء على صوت صفارات الانذار لكي ننتقل الى الملجأ
الملجأ الذي أعدته لنا أمي وفق ما سمعته من ارشادات الدفاع المدني في الراديو كان الدهليز المفضي الى باب الخروج، فهو واقع بين غرفتين، فلو سقطت قنابل على البيت من النوافذ، او انفجرت النوافذ الى شظايا، فسنكون بمنأى عنها، ولو اشتعل حريق فيمكننا الفرار من باب البيت..

فرشت الممر بسجادة ووضعت فيها بعض الوسائد، وحقيبة فيها أهم وثائقنا وحليها...
كان أبي يحاول ان يشغلنا بأن يقص علينا القصص، او يلعب معنا العابا جماعية لم اكن اعرفها ابدا قبل الحرب... وكانت ممتعة ومرحة جدا..
وما بين الغارة والغارة كانت أمي تجتهد في صنع المكدوس الذي كان موسمه في ذلك الوقت... كان أبي يقول لها ممازحا ما نفع المكدوس لو دخل اليهود الينا؟ فتغضب أمي وتدعو عليهم ان يكون ما ياكلونه سما قاتلا في بطونهم
ثم تتذكر حال الفلسطينين وتقول أعانهم الله، كيف تشردوا من بيوتهم واراضيهم وخسروا كل شيء

وتحكي لنا حكايات الاقارب والجيران والمعارف ممن كانوا من اهل فلسطين او مقيمين فيها وخسروا كل شيء بالاحتلال وصاروا مشردين او لاجئين أو فقراء

كانت كل هذه الحكايا والقصص تحفر في ذاكرتي لتزيدني بغضا لليهود، والتزاما بالقضية الفلسطينية التي كانت قضيتنا وقضية كل المسلمين

لم يقل لنا ابي يوما ان القضية قضية ارض فلسطينية سليبة.. بل كان دوما يقول لنا انها قضية مسلمين ويهود، ويحكي لنا مواقف اليهود مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وغدراتهم المتوالية، ويكرر علينا حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه لن تقوم الساعة حتى ينطق الحجر والشجر يا مسلم ورائي يهودي فتعال فاقتله

وكنت أسأله هل تعتقد أننا سننتصر في الحرب ونحرر فلسطين؟
كانت مصر أكبر دولة عربية مشتركة معنا، وكل الدول العربية دعمتنا بالرجال او المال او المؤن او المواقف السياسية
وكنا نسمع كل هذه الاخبار بالراديو
وكنا نسمع عن جبن اليهود من المجندين الذين يعودون من الجبهة.. فكنا نتطلع لهزيمتهم...

كان الوالد يقول: ليس بعد... لان الامة لا تقاتل تحت راية (لا إله إلا الله) فلن ينصرها الله تعالى... النصر كتبه الله تعالى لجنوده فحسب

نسيت ان اقول لكم انني كنت في الثاني الابتدائي وقتها

*رَبَّنَا لاَ تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الوَهَّابُ*