بسم الله الرحمن الرحيم
المجلس الأعلى للقوات النووية
بيان رقم واحد
[/color]
انطلاقا من مطالب شعب المنتدى المشروعة ولحماية هذه الثورة المباركة .. قرر المجلس النووي الأعلى الآتي :
عرض مجموعة من الأفكار العملية جدا القابلة للتنفيذ (والتي نفذت بالفعل) في كل حي بالجمهورية بل بأي بلد عربي (وخاصة كل من أنعم الله عليهم بثورات) ..
أول هذه الأفكار وأكثرها انتشارا هي حملات النظافة .. طبعا كلنا ندرك الوضع المأساوي الذي كانت تعيشه "مصر مبارك" من ناحية النظافة .. لذا كان أول ما بدأ بالفعل في التحرير بعد الثورة ثم في جميع أنحاء الجمهورية هو حملة نظافة للشوارع .. حملة النظافة لا تحتاج سوى مجموعة من الأدوات البسيطة التي نعرفها جميعا .. وتحتاج مجموعة من الشباب المتعاون وبعدها ستجد الحي نظيف جدا وستشعر بسعادة كبيرة وبشعور غريب لا يمكن وصفه لم تشعر به من قبل (لأنك لم تر مصر نظيفة منذ سنوات طويلة أو لم ترها أبدا) ..
لا تتوقف فكرة النظافة على التنظيف المبدأي الذي قمت به .. بل يجب ألا ننسى أن النظافة سلوك يومي وإزالة القمامة تحتاج لاستمرار إلى الأبد .. فكيف يمكن توفير هذا الاستمرار وخاصة أنك لن تستطيع جمع الشباب كلهم على هذا العمل كل يوم .. والكل سيكون له مشاغله فيما بعد .. الأمر بسيط جدا .. تنبيه عام على جميع المنازل بعدم رمي القمامة من النافذة أو في الشارع بأي صورة .. اطلب من إمام المسجد تأكيد هذا التنبيه أيضا في خطبة الجمعة .. ثم بعد ذلك اجمع مبلغا بسيطا صغيرا من كل شقة وعين شخص أو اثنين أو ثلاثة أو على حسب العدد المطلوب من العاطلين الذين يحتاجون عملا ولا يرفضون جمع القمامة .. اعطهم راتبا شهريا لكي يجمعوا القمامة من أمام كل شقة كل يوم في ساعة محددة ثم يقوموا بتجميعها في المكان المحدد الذي تمر عليه شركة النظافة وتأخذ منه القمامة .. وهنا تكون قد قدمت حلا نهائيا لمشكلة النظافة .. ولو طبق هذا الحل كل حي في مصر فسنحصل على دولة من أنظف دول العالم (وبالفعل أنا أرى أن الكل بدأ يقلد ومصر الآن تتجمل)
لا يتوقف التجميل على النظافة فقط .. بل الدهانات الجديدة أيضا تعطي انطباعا بالجمال وبالتجديد وترفع الروح المعنوية .. مجموعة من الدهانات التي يمكن جمع أثمانها من الجميع ثم يتعاون الشباب على دهان الأرصفة (إن وجدت) والجدران وأعمدة الكهرباء .. البعض سيتحمس ويرسم علم مصر بالدهانات .. والبعض سيكتب بخط جميل بعض الشعارات المشجعة أو الحكم أو أسماء الله الحسنى أو أحاديث شريفة (لا بأس مادامت في مكان لا يهان) .. تدريجيا ستجد كل حي يتنافس أن يكون أجمل وأحلى الأحياء .. طبعا لا تكتفوا بالدهانات فقط .. ربما البعض يحاول طباعة بوسترات ملونة بتصميم أنيق بها شعارات أو عبارات مشجعة ومحمسة أيضا ويقوم بلصقها في أماكن ظاهرة .. كذلك طوروا الأداء بعدها بالتشجير .. زراعة مجموعة من الشجر في كل حي لها ميزات هائلة .. فبعد الأجر والثواب سنجد لها فوائد مادية عظيمة أولها تنقية الهواء من التلوث الرهيب الموجود في مصر نتيجة الزحام وأشياء أخرى .. وتوفير الظل من الشمس الحارقة وتقليل الغبار والتراب في الجو وفوائد جمة كلها ستعمل في النهاية على توفير الراحة النفسية وزيادة الطمأنينة والسعادة وبالتالي ستعمل على زيادة إنتاجية الفرد والمجتمع وكذلك زيادة كفاءة العمل أيا كان نوعه ..
هذا عن الأفكار المبدأية البسيطة التي يمكن تنفيذها مباشرة .. ولكن هذا ليس نهاية المطاف .. بل هناك أفكار أكثر رقيا بكثير ..
وهذه الأفكار تعتمد على جمع مبالغ معينة من أهالي الحي - أو من الشباب فقط لو أمكن - لمرة واحدة في البداية فقط .. وبدلا من صرف هذه المبالغ يتم استخدامها في استثمار صغير وبسيط في الحي .. هذا الاستثمار يدر دخلا دوريا يصب في استمرار النظافة والتجميل وخدمة الحي .. فبهذا الأهالي سيدفعوا مرة واحدة (أو مرات قليلة) في البداية فقط ثم سيظلوا يجنوا ثمار هذه المبالغ على صورة نظافة وتجميل وخدمات وأشياء كثيرة .. وبعد مرور فترة من الزمن ستتضاعف الثقة في القائمين على هذا الاستثمار وعلى هذه الخدمات وسيقوموا بضخ أموال أكثر لزيادة هذا الاستثمار الذي هو ملك للجميع .. ويمكن دوما زيادة أكثر من نشاط إلى هذا الاستثمار .. كل حي على حسب احتياجاته ومتطلباته ..
مثلا أغلب الأحياء في مصر والتي نمت بطريقة عشوائية غير منظمة (وأغلب المناطق الحكومية عشوائية أيضا وليست العشوائيات فقط) وبالتالي لا تجد لها متنفس .. الحواري والشوارع ضيقة .. لم يتم التخطيط لحدائق أو ملاعب .. والمكان الخالي الوحيد ستجد الناس ترمي فيه القمامة .. أماكن رمي القمامة دوما كنز استراتيجي (واسألوا وزير الثقافة الحالي أين أسس ساقية الصاوي التي قادته لأن يكون وزيرا للثقافة الآن) فهذه الأماكن تكون متسعة نسبيا وغالبا ليس لها صاحب أو صاحبها أهملها منذ أو أرض حكومية منسية يمكن ببعض العلاقات تأجيرها بمبلغ معقول (من سيغالى في سعر إيجار مقلب زبالة ؟!) هذه المناطق يمكن دوما تنظيفها وتجميلها ثم إحاطتها بالأشجار وزراعة أرضها بالحشائش وتغطيها بجريد النخيل (أو أي تكوين آخر) ومن ثم تتحول إلى متنفس رائع لأهالي الحي والمارين به .. يمكن إقامة كافيتيريا صغيرة بها تقدم وجبات سريعة ومشروبات (وبلااااااااااااااااااااش شيشة) .. هذا المكان الجميل سيكون له عدة مزايا هائلة .. غير أنه متنفس يساعد على الراحة النفسية وغير أنه كافيتريا تطعم الجائع وتسقى العطشان سيكون ملتقى ثقافي ممتاز .. وستجد الكبير والصغير يتجمع فيه وستجد نقاشات راقية وأفكار ممتازة تبدأ في الظهور .. يمكن دوم استغلال وجود مفكرين أو أدباء أو مبدعين في الحي (ولا يخلو حي منهم) وطلب تقديم فقرة اسبوعية مثلا أو ندوة أو غيرها .. ثم سيتحول إلى منتدى سياسي ممتاز كذلك .. ومع الحرية التي تتجه إليها مجتمعاتنا سيكون مثل هذا المقهي مكانا مناسبا للتجمع وشرح البرامج الانتخابية لكل مرشح بحيادية وشفافية .. ومناقشة المواضيع السياسية الهامة وغيرها وسيساهم مع الوقت في تحديد مستقبل الوطن كله .. هل رأيتم كيف أن بذور صغيرة جدا تنمو وتتحول إلى غابة كبيرة ؟!
ليس هذا المقهى هو الفكرة الوحيدة .. هناك أحياء تفتقر إلى "سوق" والناس تحتاج أن تسير مسافات طويلة من أجل الذهاب للسوق .. يمكن تكوين سوق صغيرة تتناسب مع حجم الحي ..
هناك أحياء تفتقر لأشياء كثيرة وكلها يمكن توفيرها بالتعاون .. وهناك أحياء تعاني من استغلال بعض التجار مثلا .. يمكن توفير منافس لهذا الاستغلال .. أو هناك أحياء بها من يقدم خدمات رديئة .. وهكذا .. كل منطقة تعرف حاجاتها جيدا وتعرف كيف توفرها ببساطة لو تعاون الجميع .. ولا تنسوا .. أن أي استثمار سيحدث سيكون عائده على الجميع في صورة تحسين خدمات وتطوير وتجميل الحي .. وكذلك سيوفر فرص عمل بسيطة لبعض الشباب .. ولو أكرم الله عز وجل ونما هذا العمل وتطور فيمكن تحويله إلى ما يشبه الأسهم ويبدأ الناس بدفع أموال ويحصلوا على أرباح شهرية أو سنوية ...
ومسألة الإدارة والحسابات وغيرها لو خطرت ببال أحد .. لو فعلا كل أهالي الحي تعاونوا فسيجدوا المدير الكفء الذي يمكنه إدارة المشروع .. وسيجدوا المهندس الذي يرسمه ويخطط له وسيجدوا العمال الذين يرغبون في العمل به وسيجدوا المحاسب الذي يستطيع أن يقوم بحساباته وهكذا .. لا يوجد حي يخلو من نوعيات البشر المختلفة .. وهكذا ستتكون مجتمعات متماسكة مترابطة متلاحمة كالبنيان المرصوص يشد بعضها بعضا (كما أوصانا النبي صلى الله عليه وسلم .. ثم مؤخرا أوصانا المجلس العسكري 
)
والله الموفق والمستعان ..
المجلس الأعلى للقوات النووية ..
[/color][/font][/size]
