أيمن ....
جرى أيمن ذو التسعة أعوام نحو شرين , و يبدو أنه له معزة خاصرة في قلبها ,..
سألتها عن سر هذا الحب الذي تكنه لهذا الصغير
فقالت و هي تسترجع الذكرى : في أحد صباح , استرعت انتباهي قطعة قماش غريبة الحجم , ملقاة على جانب الطريق , و لا أعلم لماذا لم أتركها فحسب , لكن يشاء الله أن يتمكن مني الفضول , فإذا بتلك القماشة ملقاة فوق رضيع , يبدو من مظهره أنه ولد الليلة الماضيه ,
ثم قالت بأسف : ان أحدا لم يتكلف عناء تنظيفه حتى
حملته , و هرعت به الى والدتي التي اعتنت به , أردت أن أحتفظ به , و كنت آنذاك في العشرين
لكن أمي صكت وجهها و قالت : عاوزه تعمليلنا فضيحة ؟ الجيران يقولو ايه
و بالتالي ذهبنا به الى هنا
الى الأمين
نظرت الى شرين و قد فهمت الآن ما سر اهتمامها بدار الأمين بالذات , بالرغم من أن هناك دور أيتام أخرى كثيره و ربما أكثر تدهورا من دار الأمين ...
و أعجبتني شخصية شرين , و تمنيت لو أني عرفتها سابقا
فشرين عبرت الثلاثين بلا زواج , و كانت فتاة ملتزمه دينيا جدا شكلا و مضمونا , ما شاء الله , لكنها لم تجلس وحيده منتظرة العريس في حسرة
رزقها الله الآن زوجا صالحا و أدعو الله تعالى أن تكون سعيدة ’ فقد كانت من القلوب التي تبالي !
لم تكن شرين تقصر دورها في دار الأمين على الهدايا و اللعب , لكنها كانت تتطوع لإعطائهم دروس في الدين و القرآن , فقد كانت آنذاك تدرس في معهد الهدى الأزهري للفتيات , و لذلك أشرفت على تحفيظهم القرآن ,.,, كنت أراقبها بإعجاب , و أنا لا أدري ماذا سيكون دوري بالضبط , فلازلت أشعر بذلك الحاجز بيني و بين هؤلاء الصغار
تساءلت في نفسي : لماذا أحضرتني شرين معها ؟