المحرر موضوع: خواطر  (زيارة 14957 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل ماما هادية

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 15899
  • الجنس: أنثى
  • احفظ الله يحفظك
رد: خواطر
« رد #20 في: 2010-03-23, 20:20:36 »
يسر الله أمرك وأنطق لسانك وقلمك بالخير
*رَبَّنَا لاَ تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الوَهَّابُ*

غير متصل أبو دواة

  • شباب إيجابي
  • ***
  • مشاركة: 640
  • الجنس: ذكر
رد: خواطر
« رد #21 في: 2010-03-23, 20:34:02 »
حسنًا سأكتب.....

الآن انتهيتُ من ترجمة رديئة لقصة أوسكار وايلد (الأمير السعيد)..... القصة في غاية الروعة..... خاصة طائر السنونو الذي أحبّه بشدّة.... ووصف مصر الساحر أيضًا........

اليوم ماتت سنونوة في داري.... ماتت بعد أن وضعتْ.... والله أنا حزين لأجلها وزوجها كثيرًا..... لأنها عِشرة أربعة أشهر..... كانا قبلُ زوجين جديدين.... دام هذا شهرين ربما... ثم بنيا العشّ..... عشّ السنونو يكون من القش والطين والريش..... يلصق الزوجان هذا كله بلعابهما.... ثمّ يبطنّان العش بالقش والريش..... تضع الأنثى عدة بيضات وترعاها حوالى أسبوعين.....

كم كانا جميلين!... وكم أكلت الحسرة قلبي لرؤيتهما!..... كم نعقّد الأمور نحن البشر!

أمس ماتت السنونوة بداء (نيو كاسِل).... وهو داء فيروسي.... في الليلة قبلها كانت مطرحة على الأرض.. لا تكاد ترقى شبرين فوق الأرض....... وعند الفجر اختفتْ..... كانت تحوّم حتى اختفت تحت السلم.....

الحقيقة أنا في الضحى أخذتُ العصفورة إلى شقتي.... ورحت أنظف لها عيونها التي امتلأت بالتراب....... ووضعتها في الشمس.... وقدمتُ لها ماء وطعاما..... طبعا الطعام كان حشرة.... لأن السنونوات تأكل الحشرات.... لم تأكل على أية حال.... لأنها كانت مكتئبة وتحاول أن تطير بأي شكل..... لكنها تعجز وتدور حول نفسها.......

لففتها في منديل.. ووضعتها في العش.... ستكون مفاجأة سعيدة للزوج..... أليس كذلك؟!..... لقد ظننت أنها وقعت في الليل وانكسرت.......

أخذتها من العش للطبيب البيطري... وقال أنها مصابة بنيو كاسل.... وليس هناك أي علاج... هناك تحصين قبل وقوع البلوى.... وإن كنتُ قرأت أن المصل يعطى للطائر فور ظهور الأعراض.... طبعا هذا بالنسبة للطيور الأليفة.....

المرض معدٍ على أية حال... وعزلها عن زوجها واجب........

طبعا تركتها تحت السلم كما كانت..... وعندما حلّ الليل كانت قد ماتت.......

هذا الصباح بدأت أفحصها لأتأكد من جنسها..... صعب تمييز المناسل..... هناك الذيل.... ذيل الذكر يكون طويلًا..... وهو علامة الجمال في هذه الطيور.... وهو الأكثر جاذبية بين صفاتها وهو علامة على طول العمر والمناعة....... ألوان الذكر زاهية أكثر.......

حاولتُ أن أخفي جثة السنونوة عن زوجها..... نسيت أن أقول أن الزوج كان يخرج في الصباح ويعود عند الغروب تماما كما كان يصنع مع زوجته.. وكان يرقد على البيض.....

لكن لما كنت أقارن الذيل وألوان البطن وغيرها انتبه الطائر وغافلني وطار إلى الأبد ولم يعد.......

أنا حزنت لأجله.... وفرحت أيضًا..... لأنه صعب يتحمل مسئولية الرقود على البيض ثم الصغار..... لكنه سيقضّي الليل من دون سكن.... ربما يقتل صغار الآخرين ليظفر بزوجة سنونو آخر -كما تقول الأبحاث-.......

صعدت إلى العش..... دوما ما يشيدها السنونو عالية قرب السقف..... كانت هناك بيضة واحدة صغيرة (1×1.5 سم) منقّطة باللون الأحمر..........

طبعا صعب أصنع كما يفعلون في إنغلترة.... هناك يصنعون حساء من عش السنونو....... لأنهم يجدون لعابه لذيذًا.........

يالله..... الله يرحم الأسرة الجميلة التي جاورتني الشتاء كله.... ومات أملها في يوم وليلة مع طلعة الربيع........

وربنا يكون معي في وحدتي........................

يا دولة الظلم امّحي وبيدي.........

غير متصل أبو دواة

  • شباب إيجابي
  • ***
  • مشاركة: 640
  • الجنس: ذكر
رد: خواطر
« رد #22 في: 2010-03-23, 20:41:04 »
يمكن أن نميز الأنثى في فترة التزاوج بسهولة..... البطن معرّى تمامًا من الريش..... وهذه تسمّى بقعة الحضانة brood patch.......

أنا اعتمدت على هذا كثيرًا......

يا دولة الظلم امّحي وبيدي.........

غير متصل ماما هادية

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 15899
  • الجنس: أنثى
  • احفظ الله يحفظك
رد: خواطر
« رد #23 في: 2010-03-23, 20:47:41 »
لعله من أجمل ما كتبت يا عبد الرؤوف

أذكر عندما ربى أطفالي بعض الكتاكيت، ثم مات أحدها، وراقبوا موته، وحاولوا مساعدته فلم يفلحوا
كم كان الموقف صعبا على قلوبهم الغضة، حتى أنني آليت بعدها ألا نربي أي نوع من الحيوانات صغيرا كان أو كبيرا...

ومؤخرا ابنة عمهم الصغيرة أتت بسلحفاة صغيرة، وكانت محط أنظار واهتمام الجميع
إلى أن ماتت أيضا... ولا أعلم سبب موتها، مع أنهم أولوها كل العناية الممكنة
وكان الأمر كئيبا جدا على أفئدتهم

وقريبا توفي ابن عمتي
ليس شابا.. بل قد قارب الستين رحمه الله... (وبعضهم حين علم بعمره هان عليه الخطب... لكنه لم يكن هينا أبدا على قلوب أحبابه)
خشينا أن يكون موته قاصمة الظهر لعمتي العجوز
خاصة انها فقدت في شبابها أخاه في حادث سيارة، وكان في مقتبل عمره، في الثانوية، ولم تنس مأساتها أو تخف وطأتها عليها إلا بعد سنوات طويلة.. حرص الجميع خلالها ألا يذكروا اسمه أمامها، وألا يذكروا أي حادث سيارة لأي كان..
ثم حاول ابتها البار هذا أن يجبر خاطرها فسمى ابنه على اسم أخيه المتوفى
فإذا بابنه يغرق في المسبح وهو في السادسة من عمره
وتتجدد الأحزان والذكريات لديها، وينفطر قلبه...
وها هي مرارة الثكل تتجدد في شيخوختها.. بعد أن وهن عظمها واشتعل رأسها شيبا..
ولم يعد على لسانها إلا مقالة: إن كنتم تحبونني فادعوا لي أن ألحق به قريبا..
كان الله في عونها

وأما الحياة بدون وليف يا أبا دواة... فلن تدوم هكذا.... فصبرا
ليست حياتنا ببساطة حياة الطيور لأننا بشر ولسنا حيوان
ولان احتياجاتنا في الوليف أكبر بكثير من احتياجات الطيور الفيزيائية

يسر الله أموركم، وأسعد قلوبكم، وجبر خواطركم


*رَبَّنَا لاَ تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الوَهَّابُ*

غير متصل أبو دواة

  • شباب إيجابي
  • ***
  • مشاركة: 640
  • الجنس: ذكر
رد: خواطر
« رد #24 في: 2010-03-23, 20:56:38 »
واللهِ أنا خائف أكون تورطتُ في حسد السنونوتين....... رغم أنني أدعو دومًا للناس حتى أقهر داخلي أي وسوسة حسدية..... لكن كان غريبًا أن تزول كل هذه السعادة في يوم وليلة!

"هي الدنيا تقول بملء فيها: حذار حذار من بطشي وفتكي"......

فعلًا الزواج ليس نهاية الأحزان..... وإنما نهايتها في الجنّة.... يكفي أن يعيش الإنسان تحت ضغط الخوف من فقد الزوج والأبناء.......

إن شاء الله أكن مأجورًا على العطف على الحيوان.... وعلى عبادة التفكّر...... للأسف هناك من يزدري أعمالًا كهذه....

أشكرك يا أم عبد الهادي.... وربنا يصبّركم.... اللهم آمين.
« آخر تحرير: 2010-03-23, 20:58:21 بواسطة عبد الرؤوف النجولي »

يا دولة الظلم امّحي وبيدي.........

غير متصل ازهرية صغيرة

  • شباب إيجابي
  • ***
  • مشاركة: 995
  • الجنس: أنثى
رد: خواطر
« رد #25 في: 2010-03-26, 10:04:39 »
لكن صبرًا...... إن نصر الله لآت....... وخيبر خيبر يا يهود...... جيش محمد سوف يعود.


جيش محمد هنا
اللهم كم عاهدناك بألا نعود.. فما كان منا إلا نقض العهود
وهانحن نعاهدك على ألا نعود، فإن عدنا فعد علينا بالمغفرة يا ودود

غير متصل أبو دواة

  • شباب إيجابي
  • ***
  • مشاركة: 640
  • الجنس: ذكر
رد: خواطر
« رد #26 في: 2010-04-26, 19:37:05 »
أول أمس احتفلتْ الحكومة المصرية بالذكرى الثامنة والعشرين لتحرير سيناء.......

كان يومًا مؤلّمًا مذكّرًا بأوّلوية جد خطيرة.... بتحرير فلسطين...... في فلسطين ضاعتْ سيناء..... وضاع دم خمسة عشر ألف مصري...... ليتمّ تسوية الأمر في النهاية.... ويتسمّى استعادة سيناء نصرًا مجيدًا..........

لا........ لم ينته الأمر عند الحدود التي وضعها الإنكليز أيام الانتداب بين مصر وفلسطين......... إلى فلسطين طريق واحد يمر من فوهة بندقية....... ويظلّ كره الصهاينة فينا....... لأنّه من محبّة الله.........

يا دولة الظلم امّحي وبيدي.........

غير متصل أبو دواة

  • شباب إيجابي
  • ***
  • مشاركة: 640
  • الجنس: ذكر
رد: خواطر
« رد #27 في: 2010-05-05, 20:58:37 »
الجزية -كما هو معلوم- ضريبة يدفعها غير المسلمين المقيمون في ذمة المسلمين مقابل إعفائهم من الخدمة العسكرية وقيام المسلمين عنهم بتأمين البلاد من هجمة الأعداء.... يدفعها من أهل الذمة كل قادر على القتال..... ومنه فالطفل والشيخ والمرأة معفيون من دفعها....

ويرى الأستاذ العقّاد أن الشارع الحكيم رفع بالجزية الحرَجَ عن غير المسلمين..... فلم يجعل على النصراني الذمّي -مثلا- أن يحارب أخاه النصراني العدوّ.... وإنما خلّى الأمر في ذلك إلى المسلمين دونًا عمّن هم في ذمتهم....

وقد أعفى المسلمون نصارى الشام من الجزية لمّا عجزوا عن تأمينهم ضد غزوات الروم.... فاختار النصارى المسلمين لما عرفوا به من رعاية الذمم وحفظ العهود...

وقد دفع بعض الرعية المسلمون الجزية -وكان هذا من عهد قريب- مقابل الإعفاء من الخدمة العسكرية..... وهو ما كان معروفًا في مصر ببدليّة الجيش.

يا دولة الظلم امّحي وبيدي.........

غير متصل الميماس

  • شباب نشيط
  • **
  • مشاركة: 479
  • الجنس: ذكر
رد: خواطر
« رد #28 في: 2010-05-14, 17:42:01 »
جميل ماتكتب من خواطر أخي الكريم
وأين حمص وما تحويه من نزهٍ  :  ونهرها العذب فياضٌ وملآنُ

لاتكتب( إنشاء الله) بل اكتب إن شاء الله