حسنًا سأكتب.....
الآن انتهيتُ من ترجمة رديئة لقصة أوسكار وايلد (الأمير السعيد)..... القصة في غاية الروعة..... خاصة طائر السنونو الذي أحبّه بشدّة.... ووصف مصر الساحر أيضًا........
اليوم ماتت سنونوة في داري.... ماتت بعد أن وضعتْ.... والله أنا حزين لأجلها وزوجها كثيرًا..... لأنها عِشرة أربعة أشهر..... كانا قبلُ زوجين جديدين.... دام هذا شهرين ربما... ثم بنيا العشّ..... عشّ السنونو يكون من القش والطين والريش..... يلصق الزوجان هذا كله بلعابهما.... ثمّ يبطنّان العش بالقش والريش..... تضع الأنثى عدة بيضات وترعاها حوالى أسبوعين.....
كم كانا جميلين!... وكم أكلت الحسرة قلبي لرؤيتهما!..... كم نعقّد الأمور نحن البشر!
أمس ماتت السنونوة بداء (نيو كاسِل).... وهو داء فيروسي.... في الليلة قبلها كانت مطرحة على الأرض.. لا تكاد ترقى شبرين فوق الأرض....... وعند الفجر اختفتْ..... كانت تحوّم حتى اختفت تحت السلم.....
الحقيقة أنا في الضحى أخذتُ العصفورة إلى شقتي.... ورحت أنظف لها عيونها التي امتلأت بالتراب....... ووضعتها في الشمس.... وقدمتُ لها ماء وطعاما..... طبعا الطعام كان حشرة.... لأن السنونوات تأكل الحشرات.... لم تأكل على أية حال.... لأنها كانت مكتئبة وتحاول أن تطير بأي شكل..... لكنها تعجز وتدور حول نفسها.......
لففتها في منديل.. ووضعتها في العش.... ستكون مفاجأة سعيدة للزوج..... أليس كذلك؟!..... لقد ظننت أنها وقعت في الليل وانكسرت.......
أخذتها من العش للطبيب البيطري... وقال أنها مصابة بنيو كاسل.... وليس هناك أي علاج... هناك تحصين قبل وقوع البلوى.... وإن كنتُ قرأت أن المصل يعطى للطائر فور ظهور الأعراض.... طبعا هذا بالنسبة للطيور الأليفة.....
المرض معدٍ على أية حال... وعزلها عن زوجها واجب........
طبعا تركتها تحت السلم كما كانت..... وعندما حلّ الليل كانت قد ماتت.......
هذا الصباح بدأت أفحصها لأتأكد من جنسها..... صعب تمييز المناسل..... هناك الذيل.... ذيل الذكر يكون طويلًا..... وهو علامة الجمال في هذه الطيور.... وهو الأكثر جاذبية بين صفاتها وهو علامة على طول العمر والمناعة....... ألوان الذكر زاهية أكثر.......
حاولتُ أن أخفي جثة السنونوة عن زوجها..... نسيت أن أقول أن الزوج كان يخرج في الصباح ويعود عند الغروب تماما كما كان يصنع مع زوجته.. وكان يرقد على البيض.....
لكن لما كنت أقارن الذيل وألوان البطن وغيرها انتبه الطائر وغافلني وطار إلى الأبد ولم يعد.......
أنا حزنت لأجله.... وفرحت أيضًا..... لأنه صعب يتحمل مسئولية الرقود على البيض ثم الصغار..... لكنه سيقضّي الليل من دون سكن.... ربما يقتل صغار الآخرين ليظفر بزوجة سنونو آخر -كما تقول الأبحاث-.......
صعدت إلى العش..... دوما ما يشيدها السنونو عالية قرب السقف..... كانت هناك بيضة واحدة صغيرة (1×1.5 سم) منقّطة باللون الأحمر..........
طبعا صعب أصنع كما يفعلون في إنغلترة.... هناك يصنعون حساء من عش السنونو....... لأنهم يجدون لعابه لذيذًا.........
يالله..... الله يرحم الأسرة الجميلة التي جاورتني الشتاء كله.... ومات أملها في يوم وليلة مع طلعة الربيع........
وربنا يكون معي في وحدتي........................