المحرر موضوع: الإسلام والغرب  (زيارة 7988 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل أبو دواة

  • شباب إيجابي
  • ***
  • مشاركة: 640
  • الجنس: ذكر
الإسلام والغرب
« في: 2010-03-04, 16:01:37 »
كتبت هذه الكلمات من حوالى شهر............ وأحببت أن أضعها هنا.........

بسم الله الرحمن الرحيم ربّ يسّر وأعن

الإخوة الأعضاء........ كل عام أنتم بخير.... والسلام عليكم مجدّدًا

اليوم هو الثالث والعشرون من يناير... منذ شهر بالضبط بدأتُ أطّلع بعمق على البعد الذي يخلقه الإسلام في حياة الفرد والمجتمع.... وأقارن بين ثمرة الإسلام والإرث الغربي....

شهر واحد غير كافٍ على الإطلاق لتجلية الحق كل الحق..... ولا العمر كله أيضًا... لكن لحظة واحدة تكفي لتمييز النور من الظلمة......

على المستوى الشخصي.. كانت تجربتي الإسلامية في مرحلة سابقة من العمر، جد ناجحة.... أدائيًّا وكنتائج..... استطعت أن أوفّق بين وقت العبادات والدراسة.... علاوة على الصبغة التي اكتسبتها معاملتي مع الناس، بالتأصيل الديني الذي يفترض الأخلاق نابعة من وراء نور الوحي لا العقل وحده ولا العاطفة..... والبعد الخالد الذي اكتسبته أعمالي بالاعتقاد في الدار الآخرة وما أعدّ الله فيها من ثواب وعقاب سرمديّين...... ومن هنا صرتُ أكثر وعيًا بدوري البشريّ..... البشر قاصر.... إن لم يكن بعقله فبحواسّه وعمره وطاقاته الجسدية..... البشر قاصر باختلاط عنصري الخير والشر في مكوّنه..... واصطراع الجسد والروح...... والإسلام لا ينفي وجود الشهوات مطلقًا.... بله أن يحقرها.... بل كل شهوة إنسانية لها منصرف شرعي.... سواء في ذلك شهوة البطن والفرج.... ليس في الإسلام كبت.... والكبت هو احتقار العمل بل احتقار مجرد التفكير فيه ما يدفع الإنسان إلى إخفائه في الخافيّة (اللاشعور) ومن ثمّ تكوّن العقد النفسية....... لم يحقّر الله شهوة الطعام أو جمع المال أو الجنس.... بل علّقها وضبطها..... والتعليق تأخير تلبية الدافع لا إلغاؤه...... والضبط تشذيب الدافع لا استئصاله........

بالإسلام يرى المسلم الحياة بمفهوم إيجابي..... فالله خلق كل شيء بقدر.... والإنسان وحدة في كون الله.... يدخل في نظامه –مختارًا بقدر- مع من في السماوات ومن في الأرض والطير والنجوم والشجر والدواب.... وهنّ مسيّرات.....

يؤمن المسلم بالخالق الذي أحدث الكون من عدم..... وأبدعه..... وحرّكه... وقدّره بنواميس بعيدة كل البعد عن الصدفة.... فالكون إذًا مسيّر بحكمة الله....... والإنسان ممنوح الاختيار بإرادة من الله..... فمن شاء فليؤمن ويسعد بانتظامه في سلك الكون....... ومن شاء فليكفر وليَشْقَ بشذوذه.....

ولما كان الإنسان مختارًا فإن الله رحمه بإرسال الرسل ليضعوا عنه الآصار والأغلال..... فالله يريد بالناس اليسر ولا يريد بهم العسر...... وللرسل كتب جمعتْ الشرائع..... شاء الله أن يجري عليها التحريف... وحفظ -سبحانه- الذِّكْر وهو القرآن الكريم لما كان آخر الكتب وخاتم الرسالات..... وإلا فمن الظلم أن يخلق الله اختيارًا دون إرشاد.....

ومن الخلط أن يخلق اختيارًا دون حساب.... فعجّل للناس حسابًا في الدنيا وأخّر آخر في الآخرة.......

يا دولة الظلم امّحي وبيدي.........

غير متصل أبو دواة

  • شباب إيجابي
  • ***
  • مشاركة: 640
  • الجنس: ذكر
رد: الإسلام والغرب
« رد #1 في: 2010-03-04, 16:02:21 »
في مرحلة تالية من حياتي بدأتُ أطّلع على أدبين كبيرين..... هما الأدب الوجودي (الطليعي).... والأدب التنصيري (المهجري)....

الأدب الوجودي يقلب كل إيجابيات الحياة المسلمة إلى سلبيات.... فهو أدب دهري طبيعي.... أي عدمي.... لا يؤمن بالله ولا باليوم الآخر..... فالحياة فيه عبث..... مأساوي مضحك بعبثيّته..... الحياة كلها مصادفات..... والإنسان متردّد دومًا أمام سؤال:
-وماذا بعد؟

الموت -الذي هو ولادة جديدة في كون أرحب وأعمق حسب رؤية الإسلام-..... الموت حقيقة مرعبة.... وكل لذات الدنيا تفقد قيمتها لأنها مقطوعة ممنوعة عابثة بفنائها....... في مقابل رؤية الإسلام للدنيا: حلوة خضرة، وهي مزرعة الآخرة، وعمل الإنسان فيها خالد يحطّه في الآخرة الخالدة أو يرفعه.......

يعجز الوجوديون عن اليقين..... ((إن نظن إلا ظنا وما نحن بمستيقنين)).... وقد اسطاعوا أن يخلقوا (حضارة من الأسئلة).... حضارة (لا أدرية) تؤمن بالمحسوس وتنكر الغيب وتحيّد الإيمان بالله... وتهبط بالإنسان من واقعه إلى تجريده... تجريد الكتاب -على سبيل المثال-: هو الكتاب نفسه... وواقعه: كاتبه وظروف كاتبه وأفكاره والمطبعة والعمّال فيها...... وكذا (الإنسان الحكيم القادر على الإجابة على كل سؤال) إنسان واقعي غير تجريدي... لا ينظر إلى مجرد الإنسان..... وإنما إلى واقعه: غائية وجوده، وقدرة خالقه، ومصيره بعد حلول الأجل....... وهذا ما يراه (هيغل).......

يرى تولستوي -الذي آمن بالله الواحد الخالق غير المثلث وغير المذكور في (الكتاب المقدس)، وأحب محمدا (ص) -.... يرى أن الملحد لا يقدر على غير أربعة أمور:
أن يعيش في الجهالة..... فلا يفكر مطلقا في مصيره....
أو ينغمس في الشهوات.... فلا يفكر في مصيره أيضا.......
أو يرضخ للمعتقد المرّ.... ويضعف أمام الوجود العابث الفاني........
أو يقوى على مواجهة الحياة العدمية الغبية..... فيردّ إليها هبتها، وينتحر.......

فضلًـا عن جهل العدمي بالخالق والغاية من الخلق... فإنه يسقط كل قانون من حسابه... لأن كل قانون لا يقبس مطلقه -والمطلق ضد النسبي، فالصدق مطلق، والكذب مطلق لأنهما أخلاق.... والجمال والقبح نسبيان-..... كل قانون ينال مطلقه من الخالق أي من العقل الذي يتلقى عن الوحي.... وإلا فكل العقول يؤخذ منها ويرد..... فالإسلام ليس صناعة محمدية..... ومحمد (ص) ليس عبقريا أو قائدا عظيما بل نبيا... صنعه الله على عينه... فالرسالة من الله... والرسول (ص) من الله....

بمناسبة الأخلاق..... يرى (كانط) أن الأخلاق هي دليل حقيقة الله عز وجل..... الذي فطرنا كلنا في جنب كل المخلوقات على معرفة الحق والباطل... إلا أن تعتل فطرة ابن آدم......

بسقوط الأخلاق...... وبإعمال العقل في المسلمات.... يظهر رجل مثل (نيتشه) -أبي العلمانية، و(دار المعارف) قدمته على نوابغ الفكر الغربي في السلسلة المعروفة!-........ يرى (نيتشه) أن الأقوياء هم الأحق بالبقاء دونًا عن الحثالات من المعاقين!.... وليس غريبا أن يصور (نيتشه) الدنيا كغابة لأنه يرى أن ربه قد مات ودفن منذ زمن.......

في تلك الحمأة القذرة التي فقدتْ البوصلة ظهرت الدادائية والتكعيبية والسريالية والهيبز..... وظهرت القنبلة الذرية والهيدروجينية والنتروجينية... وقنابل الليزر والفوسفور...... وظهرت الثورة الجنسية والميكرو جيب..... وظهرت النازية والفاشستية.....

إلى الجحيم أيتها الحضارة القذرة...... إلى الجحيم يا (مزرعة الحيوان).... إلى الفناء الذي تؤمنين به ولا تؤملين في خلود من بعده.........

يا دولة الظلم امّحي وبيدي.........

غير متصل أبو دواة

  • شباب إيجابي
  • ***
  • مشاركة: 640
  • الجنس: ذكر
رد: الإسلام والغرب
« رد #2 في: 2010-03-04, 16:02:59 »
ليست الحضارة الغربية محدثة وليست ابنة للنصرانية...... بشهادة أبنائها أنفسهم.... بل هي تجديد للحضارة اليونانية القديمة..... بماديتها.... وعرقيتها..... وشهواتها الجنسية والدموية........

ماتت الحضارة اليونانية وورّثت الرومان ومن بعدهم الأوربيين، مادية خلعت صفات الخالق على تماثيل فتية قوية لرجال ونساء وأطفال.... وورّثتْ عرقية قسمت العالم إلى رومان وبرابرة...... وورثت انحلالا خلق لنا بول دو كوك وشارل بودلير وأوسكار وايلد ولورد بيرون وموم ومورافيا..... وخلق لنا هوليود وأخواتها...... وورثت دموية تجسدت في حربين عالميتين نكبتا سبعين مليونا من البشر جرْحًا ونصفهم تقتيلاً.... ومن قبلها حملات صليبية قتلت في القدس في يوم واحد مئة ألف ببركة البابا إيربان!...... وقتلت في البوسنة مئتي ألف مسلم وشردت مليونين واغتصبت خمسين ألف امرأة بين ستة الأعوام والستين ببركة البابا يوحنا بولس! كانوا يشوون الأطفال أمام أعين الأمهات ويجبرونهن على تناول لحوم أطفالهن! كانوا يدفنون البشر أحياء في العراق...... أجبروا السجناء على اللواط كما فعلوا بالمهاجرين الشيشان.... كانوا يقطعون الأطراف ويرمون المرء في الثلوج!..... كانوا يضربون الملاجئ بقنابل الليزر التي تحول البشر إلى بخار!.... مجيدة هي الحضارة خلقت سربرينتسا وحديثة ودير ياسين وغزة وقانا.... حضارة راقية كانت تسمل عيون الهنود الحمر وتصب الرصاص في جراحهم وتقطع أناملهم وتصلبهم على صواري السفن وتبعث بهم إلى ذويهم رؤوسا وأجسادا!.... هذا هو فاسكو دا جاما الفاتح العظيم....... وهذه بركات باباوات روما.......

إن حذف النصرانية من حياة الغرب كان حذفا لكل ما هو مشين...... منذ قسطنطين أول من اعتنقها من ملوك الروم... قسطنطين الذي شوى الرهبان على الشموع حتى سقط دهن أبدانهم، ودفنهم أحياء في أجولة الرمال ورمى بهم في البحر حتى يعتنقوا مذهبه.... قسطنطين الذي امتص خراج أرض مصر وورثها فقرا وموتا.... من قسطنطين ذاك إلى بوش حاضن الكتاب المقدس الذي يحض على قتل الأطفال والمحصنات والأنعام.... الكتاب الذي يحض على القتل وامتناع الإبقاء على نسمة حية......

كان حذف النصرانية حذفًا للعقيدة التي لم يرضها عقل مفكر.... عقيدة الثلاثة الواحد!..... وألوهية المسيح......

وكان غياب النصرانية كغياب الإله عند الرومان الذين ارتئوا الإبقاء على وجود الإيمان بالأرباب كمظهر اجتماعي..... ثم تعطيل وجودها..... فليس لكهنتها أي سلطة أخلاقية إلا اطلاع الغيب.......

النصرانية التي تقتل الإنسان في إنسانيته.... فالمال والنساء والأهل والكرامة كلها حقير..... فالأغنياء لا يدخلون ملكوت السماء..... والمضروب على خده الأيمن يعطي خده الأيسر لخصمه..... والمرأة ورّثتْ الخطايا للبشر جميعا، لأنها أوعزت لآدم أن يأكل من الشجرة...... والبعد عنها ترقٍّ في معارج الروح...... والرهبنة هي العمل الأمثل....... والحياة سلبية...... فالإنسان النصراني حزين كونه إنسانًا..... وسيعيش ينعى على القدَر حتى النهاية.... مي وجبران ودوستويفسكي وميخائيل نعيمة وأبو ماضي ومن في ركابهم......

كل ما ترونه اليوم بعيد كل البعد عن النصرانية..... التي تحرم على المرأة حضور القداس ورفع الصوت فيه...... وتحرم تخدير المرأة في الولادة لأن الرب قضى عليها الألم..... وتحرم إضاءة الشوارع في الليل لأن الله خلق الليل ظلامًا........

النصرانية هي التي قتلت المسلمين في الأندلس وأحرقتهم وشردتهم وبدلت دينهم وأسمتهم أقذارا وأسمت طبهم وعلومهم كهانة وسحرا وهرطقة وأحرقت ثمرات أفكارهم تماما كما فعل المغول ببغداد يوم رموا الكتب في نهر دجلة.... فنكبة العالم في مكتبات قرطبة لا تقل عنها في بغداد......

وتذكروا كيف رد المسلمون كتب يهود إليهم بعد فتح خيبر.......

لم يحرقوا كتبا...... ولم يغتصبوا النساء..... ولم يضربوا زوجاتهم كأزواج أميركا الذين يقتلون زوجاتهم بالجملة.......

كان لا بد من حذف ذلك الدين...... ولكن الغرب جحد الدين مطلقا... وعلى المستضعفين أن يدفعوا ثمن الإلحاد والليبرالية والشيوعية وكل تلك القاذورات.....

وعلى (المسلمين) الذين بدلوا نعمة الله كفرا واعتنقوا تلك الحقارات أن يتخلوا عن دولتهم...... دولة الهداية لا الجباية..... وأن يخلطوا الغاية بالوسيلة...... وأن يجعلوا الدنيا غايتهم..... وأن يقعدوا عن الجهاد ورد الناس عن عبادة العباد إلى عبادة الله الواحد........ وأن يوالوا اليهود والنصارى والملاحدة......

أنا أبصق على كل ليبرالي وكل علماني..... وهذا يشرفني...... لأنني لن أدفع ضريبة إرث نجس من سفك الدم وانحلال الأخلاق........

ليس في ديني مقاصل الثورة الفرنسية..... ولا في رقبتي مليون شهيد جزائري...... ولا ثورة انحلالية وقوانين وضعية..... وغزو وضيع لبلاد الشرق قصف فيه الأزهر ودنسته الخيول وقتل فيه الولدان والضعفاء.......

يا دولة الظلم امّحي وبيدي.........

غير متصل ماما هادية

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 15901
  • الجنس: أنثى
  • احفظ الله يحفظك
رد: الإسلام والغرب
« رد #3 في: 2010-03-04, 19:16:39 »
بوركت
اقتباس

ليست الحضارة الغربية محدثة وليست ابنة للنصرانية...... بشهادة أبنائها أنفسهم.... بل هي تجديد للحضارة اليونانية القديمة..... بماديتها.... وعرقيتها..... وشهواتها الجنسية والدموية........

أنا أرى هذا، تأثرا بالقطبين، ولكنه يخالف نظرة مالك بن نبي فيما أظن
*رَبَّنَا لاَ تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الوَهَّابُ*

غير متصل أبو دواة

  • شباب إيجابي
  • ***
  • مشاركة: 640
  • الجنس: ذكر
رد: الإسلام والغرب
« رد #4 في: 2010-03-04, 19:29:57 »
وما نظرة مالك بن نبي يا أم عبد الهادي؟

إن هذا الذي كتبتُ كلامٌ لمحمّد أسد (ليوبولد فايس) النمسويّ الأصل.......
« آخر تحرير: 2010-03-04, 19:35:57 بواسطة عبد الرؤوف النجولي »

يا دولة الظلم امّحي وبيدي.........

غير متصل ماما هادية

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 15901
  • الجنس: أنثى
  • احفظ الله يحفظك
رد: الإسلام والغرب
« رد #5 في: 2010-03-04, 19:36:50 »


أذكر أن مالك بن نبي يقول أن أصل كل حضارة نظرية دينية، وان الحضارة الغربية الحديثة تولدت عن النصرانية وتأثرت بها وإن كانت تزعم أنها كفرت بها...
وأذكر أنني ناقشت هذا مع الأخت أسماء حازرلي في موضوعها الذي كانت تلخص فيه أفكار مالك بن نبي

.مـــــــــــــــــــالك بن نبي ..........فكر ومفــــكر


*رَبَّنَا لاَ تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الوَهَّابُ*

غير متصل أبو دواة

  • شباب إيجابي
  • ***
  • مشاركة: 640
  • الجنس: ذكر
رد: الإسلام والغرب
« رد #6 في: 2010-03-04, 19:40:39 »
قد تكون حضارة الغرب رجعة عن النصرانية التي تذمّ الحياة الدنيا مالها ونساءها وانتقام بنيها لكرامتهم....... علاوة على صنائع الكنيسة بالعلماء الطبيعيين أمثال كوبرنيكوس وغاليليو وبرونو وغيرهم..... بهذا المعنى فقط تكون الحضارة الغربية الداروينية الفرويدية ابنة للنصرانية.....


يا دولة الظلم امّحي وبيدي.........