كتبت هذه الكلمات من حوالى شهر............ وأحببت أن أضعها هنا.........
بسم الله الرحمن الرحيم ربّ يسّر وأعن
الإخوة الأعضاء........ كل عام أنتم بخير.... والسلام عليكم مجدّدًا
اليوم هو الثالث والعشرون من يناير... منذ شهر بالضبط بدأتُ أطّلع بعمق على البعد الذي يخلقه الإسلام في حياة الفرد والمجتمع.... وأقارن بين ثمرة الإسلام والإرث الغربي....
شهر واحد غير كافٍ على الإطلاق لتجلية الحق كل الحق..... ولا العمر كله أيضًا... لكن لحظة واحدة تكفي لتمييز النور من الظلمة......
على المستوى الشخصي.. كانت تجربتي الإسلامية في مرحلة سابقة من العمر، جد ناجحة.... أدائيًّا وكنتائج..... استطعت أن أوفّق بين وقت العبادات والدراسة.... علاوة على الصبغة التي اكتسبتها معاملتي مع الناس، بالتأصيل الديني الذي يفترض الأخلاق نابعة من وراء نور الوحي لا العقل وحده ولا العاطفة..... والبعد الخالد الذي اكتسبته أعمالي بالاعتقاد في الدار الآخرة وما أعدّ الله فيها من ثواب وعقاب سرمديّين...... ومن هنا صرتُ أكثر وعيًا بدوري البشريّ..... البشر قاصر.... إن لم يكن بعقله فبحواسّه وعمره وطاقاته الجسدية..... البشر قاصر باختلاط عنصري الخير والشر في مكوّنه..... واصطراع الجسد والروح...... والإسلام لا ينفي وجود الشهوات مطلقًا.... بله أن يحقرها.... بل كل شهوة إنسانية لها منصرف شرعي.... سواء في ذلك شهوة البطن والفرج.... ليس في الإسلام كبت.... والكبت هو احتقار العمل بل احتقار مجرد التفكير فيه ما يدفع الإنسان إلى إخفائه في الخافيّة (اللاشعور) ومن ثمّ تكوّن العقد النفسية....... لم يحقّر الله شهوة الطعام أو جمع المال أو الجنس.... بل علّقها وضبطها..... والتعليق تأخير تلبية الدافع لا إلغاؤه...... والضبط تشذيب الدافع لا استئصاله........
بالإسلام يرى المسلم الحياة بمفهوم إيجابي..... فالله خلق كل شيء بقدر.... والإنسان وحدة في كون الله.... يدخل في نظامه –مختارًا بقدر- مع من في السماوات ومن في الأرض والطير والنجوم والشجر والدواب.... وهنّ مسيّرات.....
يؤمن المسلم بالخالق الذي أحدث الكون من عدم..... وأبدعه..... وحرّكه... وقدّره بنواميس بعيدة كل البعد عن الصدفة.... فالكون إذًا مسيّر بحكمة الله....... والإنسان ممنوح الاختيار بإرادة من الله..... فمن شاء فليؤمن ويسعد بانتظامه في سلك الكون....... ومن شاء فليكفر وليَشْقَ بشذوذه.....
ولما كان الإنسان مختارًا فإن الله رحمه بإرسال الرسل ليضعوا عنه الآصار والأغلال..... فالله يريد بالناس اليسر ولا يريد بهم العسر...... وللرسل كتب جمعتْ الشرائع..... شاء الله أن يجري عليها التحريف... وحفظ -سبحانه- الذِّكْر وهو القرآن الكريم لما كان آخر الكتب وخاتم الرسالات..... وإلا فمن الظلم أن يخلق الله اختيارًا دون إرشاد.....
ومن الخلط أن يخلق اختيارًا دون حساب.... فعجّل للناس حسابًا في الدنيا وأخّر آخر في الآخرة.......