بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته
.
.
بكت وهيا تتنهد وتشهق من كثر بكائها
أحست أنها لم تعد تتحكّم بدموعها
لم تعد تتحكّم بأحاسيسها ولا بقلبها
هيا طفلة عندما تبكي.. وفتاة عندما تفكر
براءتها ملأت وجهها الأبيض الناصع
كقلبها الطيب النظيف الصغير...
لا تعرف غشاً ولا كذباً..ولا نفاقاً ولا ظلماً
ما تعرفه سوى أبويها وأهلها..ودميتها "ريمي"
أحبّت صديقاتها وجاراتها اللاتي كانت تلعب معهن
وأحبّت كأس الحليب الذي كانت تشربه كل صباح
كانت تستيقظ على نغمات العصافير....
وأصبحت تصحا على أصوات القذائف ......
لا تعرف ما الذي تغير ولا لما اليوم أصبح لا يشبه أمساً!!
لا تريد سوى أن تلعب...لكن لم تستطع
لا تريد سوى أن تضحك...لكن لم تستطع
لا تريد سوى أن تفرح..لكن لم تستطع
ذهبت صديقاتها وذهبت عصافيرها وذهب صباحها الجميل
تنتظر قدومهم كل يوم وهيا التي لا تعلم سبب رحيلهم عنها
عقلها يفكر لأسئلة لم تجد لها إجابات
لما النور أصبح ظلاما؟....لما النهار أصبح ليلاً
لما لون الأرض أصبح أحمرًا والسماء أصبحت رمادية؟
أين لون الأرض الأخضر المزركش بلون الزهور المختلفة؟
أين لون السماء الأزرق الصافي الذي يدخل البهجة والسرور؟
أين زغردات الطيور التي كانت تملأ الدنيا نغماً؟
أين أبي وأمي وأين أخي وأختي؟..أين صديقتي وأهلها؟
أين وأين وأين؟؟.....أسئلة لا إجابة لها!
عقل صغير قد فكّر قبل أوانه...وقلب صغير قد قُهِرَ قبل أوانه
ذهب كل شيء مثلما تذهب السنين تاركة حزناً ودمعاً وألماً
لم يعد هناك شيء جميل
أتى الظالم وسلب كل شيء ...كل شيء جميل
ترك الدمار ولم يتركه! وترك الظلم ولم يتركه!
نامت والدموع مؤنستها...خداها قد ألفوا دموعها
نامت وتحلم بغدٍ فيه أهلها وعصافيرها وضحكتها
أقصى ما تحلم به أن تلعب وتمرح....
نامت ممسكة دميتها "ريمي" التي كانت تحكي لها عن ما في قلبها
مازالت صغيرة..مازالت الحياة تناديها..والموت أيضا يناديها!
كبُرت قبل أوانها..كبُرت رغماً عنها
جاء الغد ليجدها قد غادرته...غادرته ودميتها في حضنها
غادرت الحياة لأنها لم تعد لها...إنتظرتها ولم تعد
ذهبت إلى مكان وجدت فيه ما تحلم..........
لتنتهي حياتها قبل أن تبتدئ!!
..