سجن السعادة !!!!!!!!!!!!!!

[أسيرة الصفحات]

لم يصدق أحمد مرزوق نفسه و هو يفتح عينيه ذات صباح على مشهد رجل يرتدي الأزرق يبتسم له بود قائلا له بهمس الخائف على إزعاجه : صباح الخير ...

- هل أزعجتك يا صديقي , ماذا تشرب ؟ ... شاي ؟ ... قهوة ... عصير برتقال منعش , أم تفضل لبنا مع قطعة كعك بالشيكولاتا اللذيذه ؟ ,

لم ينبس أحمد ببنت شفة , بل ظل يتفرس في وجه سائله و علامات الدهشه تتقافز من ملامح وجهه

- أين أنا ؟

سألها لنفسه بشرود , لترد عليه الجدران الرماديه المشققة , و الأرض القاسية التي لا يغطيها شيئ سوى الأتربة و الحشرات , و النافذة الوحيدة الصغيرة التي تكللها خمسة قضبان من الحديد , لا تكاد تسمح حتى لشمس الصباح أن تدلف بين فراغاتها

نعم ... لقد تذكر الآن

إنه في المعتقل

ثم عاد شريط اليوم الماضي , يوم صم أذنيه طرق شديد يكاد يكسر باب المنزل , لتفتح الأم الباب , فيدفعوها بلا شفقة , و هي تبكي و تستصرخ الناس

- لا تأخذوا إبني , لا تأخذوا أحمد ... أحمد لم يفعل شيئا



نعم أحمد لم يفعل شيئا , لم تكن جريمته إلا أنه حاول أن يبحث عن الحقيقة , لكننا لسنا هنا لنتحدث عن جريمة أحمد التي أوقعت به بين القضبان , فما مضى قد مضى وواراه التراب , لكننا الآن في هذه اللحظة , الآن حيث يجلس أحمد مراقبا مشهدا أغرب من الخيال

في زنزانته المشتركة , في يوميه الثاني

في سجن

السعادة ...





يتبع إن شاء الله

[ماما هادية]

شوقتنا وقطعتنا


بالانتظار



 

[سيفتاب]

 

[نور السماء]

انتظر بشوق
لأرى عجائب سجن السعادة الأحمدى .....

[أسيرة الصفحات]

حاضر ... من غير تهديد يا ماما هاديه
جزاكن الله خيرا أخواتي , لا حرمني الله إطلالتكن
أرجو ان تساعدوني في أي أخطاء إملائية أو نحوية , مع أني راجعتها جيدا لكن أعلم انكم اقدر مني على التصحيح

لن اطيل عليم
إليكم
التالي ...

[أسيرة الصفحات]

2


فوازير عبده


-----------------------------------------------------------------------------


كان مع أحمد مرزوق سجينان في نفس الزنزانة , أحدهما أصلع ممشوق القامة , يبدو من بعض العلامات في وجهه أنه أصيب بحادث أو تعرض لنوع من التعذيب , و كان كثير الكلام , لا تكاد كلمة تغادر فمه حتى تلحقها أخرى , أما الآخر فقد كان أقصر قامة , يرتدي نظارة

و كانا يحاولان تجاذب أطراف الحديث مع رفيقهما الجديد , لكن هذا الأخير كان يؤثر الصمت , ربما حزنا , أو أن الحياة بالنسبة له قد توقفت ساعة دخل هذا السجن

لكن صاحبنا الأصلع كثير الكلام , لم يفقد الأمل بهذه السهولة ... فسأل أحمد مسريا عنه : يا أخينا ... تسمع فزورة ؟

لم ينبس أحمد ببنت شفة , أما الأقصر قامة فقد لمعت عيناه ...

- شخص تحبه جدا ولا تستطيع التحدث معه وإذا تحدثت معه ترمى بالجنون في نظر الناس ... ترى من هو ؟



- فوازيرك صعبه هذه الأيام يا عبده

قالها الأقصر قامة لصديقة الأصلع , الذي رد عليه : دع الشاب يجيب يا مرسي



لكن أحمد لم يجب , فبادره عبد الله قائلا: نفسك يا بني , نفسك , إن حدثتها بصوت عالي إتهموك بالجنون ,

ثم غمز له قائلا : و ربما دخلت السجن ...



نظر إليه احمد بحيرة و لسان حاله يقول : دعني و شأني



لكن عبده تجاهل نظرته تماما سائلا إياه :



هل حدثت نفسك في يوم من الأيام أيها الشاب ؟

يبدو أنك لا تحدث أحدا على كل حال , لا نفسك و لا غيرها

أو أن أحجياتي صارت أكثر صعوبة , إذن خذ عندك هذه الأخرى لعلك تعرفها



- أنا بداية النهاية ونهاية الزمان والمكان أنا بداية النبات ونهاية الإنسان و الحيوان .. هل عرفتني ؟



لم يجب أيضا , فلم يتمالك مرسي نفسه و صرخ قافزا مزهوا بذكائه : عرفتها عرفتها , حرف النون ... أليس كذلك ؟



نظر له عبده نظرة غضب

ثم اقترب من أحمد هامسا : أتريدني أن افقده صوابه , أنظر إذن ...

- مرسي يا صديقي , خذ عندك هذه الفزورة

و على الفور تقمص وجه مرسي ملامح جرو ينتظر أن يرمي له صاحبه بالكره

- ما هو الشيئ الذي كلما طال قصر ؟



شرد مرسي بذهنه , ثم كلم نفسه بصوت عالي : الثعبان ؟ .. لالا الثعبان كلما طال طال , ربما الوقت ... لالا الوقت لا مقياس له , أحيانا نشعر به طويل جدا خصوصا عند الإنتظار , و أحيانا نشعر به قصير جدا , بالذات أوقات السعادة



هنا , نطق أحمد لأول مره سائلا بشرود : كيف هو الوقت هنا ؟ هل يمر مر الريح , أم مر السحاب ؟



نظر له عبده نظرة شفقه , ثم إقترب منه قائلا بنبرة حنونة : هذا يعتمد ... يعتمد على نظرتك للأمر



أحمد : تتحدث كأن الأمر بيدي

- لا يا بني , و هل بأيدينا شيئ ؟

- إذن ماذا تقصد

- أقصد أنك تنظر إلى النصف الفارغ من الكأس

- الكأس كله فارغ , فلا تحاول أن تملأه



العمر

صاح مرسي بكل ما يملك من أحبال صوتيه : إنه العمر , كلما طال قصر



و كأن أحمد تذكر العمر , فمال بذكراه حيث بيته , كليته , دراسته , أصدقاءه , مستقبله الذي لم يره , زوجته التي لم يتزوجها , أبنائه الذين لم ينجبهم , عمله الذي لم يعمل به و دموع أمه .... أمه التي كانت آخر من رآه قبل أن تواريه القضبان

و فجأه

صار فؤاد أحمد فارغا , كالهواء

و مجددا قطع حبل تفكيره صوت مرسي مترجيا : واحدة أخرى , أعطني واحدة أخرى

همس عبده مرة أخرى في أذن أحمد : هذه المرة سنحيره حيرة لم ير مثلها

- ما الشئ الذي له جلد وليس حيوان.. وله ورق وليس نبات .. وله لسان وليس انسان ؟؟

هنا إرتج باب الزنزانة , ثم فتح على مصراعيه , معلنا عن خروج الأسرى مقيدين بالأغلال , حيث الباحة التي تطل عليها الزنزانة

و لكن أحمد لم يخرج , بل ظل في زنزانته مراقبا منها مشهدا أغرب من الخيال



مشهد وجوه ضاحكة , مستبشرة , نضرة , وجوه علتها سعادة غامضة , فلا يوجد سجين واحد رسم على وجهه ملامح حزن , أو وجوم أو أسى , بل على العكس

إن زملاء أحمد في سجن السعادة لم يكونوا يتعاملون كنزلاء السجون , بل بالأحرى كنزلاء فندق سبع نجوم , يحلمون بمستقبل أفضل , يضحكون و لا يبكون , مستبشرين بالحياة , مع أن ليس لديهم حياة ! , يستمتعون بكل نفس هواء , بل إنهم يتصرفون بأنفس حرة أكثر من هؤلاء القابعين خلف أسوارهم !

ما السر يا ترى وراء هذا ؟ ... هذه هي الأحجية الحقيقية , التي ربما تكون أصعب من كل فوازير عبده ...

-


-

-


يتبع ...


ملحوظة : حاولوا أن تحلوا الفزورة الباقية ...حلها في الجزء القادم إن شاء الله مع وعد بعد الإطاله


- ما الشئ الذي له جلد وليس حيوان.. وله ورق وليس نبات .. وله لسان وليس انسان ؟؟[/size]

[سيفتاب]

وبعدين بقى 

كل مرة تقفي في حنى حرجة جدا 

رائع يا سلمى

اللغز لمن يأتي بعدي 

[ماما هادية]

الكتاب

وقبله التراب

ونسيب حل اللغز للصبايا والشباب 

لكن حيرني لغزك الحقيقي...
أي سجن هذا يا ترى؟

[أسيرة الصفحات]

جزاكن الله خيرا
فاصل و أعود
 لا تذهبوا

[سيفتاب]

 

[حازرلي أسماء]

لتوي أنهيت القراءة ....

حقا تركتنا نفكر في حلول كثيرة للفزورة يا سلمى ....سجن السعادة وسجناء غير عاديون فرحون مستبشرون .... أليسوا سجناء سياسيين مثلا ؟؟ سجناء الدعوة مثلا ؟؟  ننتظر يا سلمى بشوق فلا تطيلي الغياب ... وفي الحقيقة من خلال ألغاز عبده يبدو غالبا سجينا غير عادي يعني له باع معرفي خاصة لغز الحرف فهذا غالبا لا يطرحه مجرم بعيد عن المجال العلمي ...

حيرتنا يا سلمى

[أسيرة الصفحات]

أسماء
تعليقك فتح لي الكثير من الآفاق
أحبك في الله غاليتي
, خالتو سيفتاب
من أين لك بالقهوة :)
ماما هاديه
تساؤل مهم , و إجابته في الحلقة القادمة إن شاء الله
اليوم مساء
وعدتكم حتى أفي
اليوم مساء
على أن توفوني بالنقد الصريح على القصة
دمتم في رعاية الله
جزاكم الله خيرا

[ماما هادية]

قولي إن شاء الله

[أسيرة الصفحات]

قلت
و إجابته في الحلقة القادمة إن شاء الله
و أقولها ثانيه
إن شاء الله

[ريحانة]

جميل يا أسيرة .. متابعة وبانتظار الحلقة القادمة وحل اللغز

[ماما فرح]

الأحجية الحقيقية ملأت قلبي رعباً

هو القبر .. ولكنه قبر يجمع صالحين فهم سعداء رغم أنهم خلف القضبان

والأحجيات الصغيرة : هل هي مفردات سجن السعادة؟

الإنسان وحيداً يكلم نفسه .. هو من تراب وانتهى إلى تراب .. العمر طال به فقصر وانتهى .. ترك خلفه أمه ومستقبله وكل ما لم يحققه .. عاش باحثاً عن الحقيقة .. ثم انتهى وما معه إلا الأحجية الأخيرة : الكتاب .. صحيفة أعماله

هل شردت بعيداً عن مقصدك يا أسيرة فقرأت لغزك بعيني لا بعينك ؟ أم أصبت ؟

[امينة]

 

ماشاء الله يا سلمى شوقتنا باسلوبك الرائع

اما ماما فرح فما شاء الله عليها

مش لاقية كلام بعد كلامها