نعم الأمر خطير وأخطر مما نتصور!
وبرأيي أن الأمر وصل إلى ما نحن عليه لما فتحنـا الباب للإسرائيليات!
فإن كانت معلومة ما من الإسرائيليات لا تتعارض -بحسب فهمنا وتقديرنا البشري- مع ما عندنا في الكتاب المبين الذي فصلت آياته، فما الداع إذن لاستخدامها في كتب التفاسير كتفصيل للكتاب المبين؟! سبحان الله !
من هنـا بدأ تمهيد الطريق لاختراع معلومات من "بنات أفكارنا" اليوم.
غفر الله تعالى لعلمائنا الأفاضل الذين استخدموا الإسرائيليات ورحمهم.
وعن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
إن بني إسرائيل لما هلكوا قصوا
الراوي: خباب المحدث: الألباني - المصدر: صحيح الجامع - الصفحة أو الرقم: 2045
خلاصة الدرجة: صحيح
إنما أعتقد بأنه لو ذكر القاصّ في القصة وبوضوح بأنه يتخيل كذا أو كذا فلن يكون الأمر كمن يلقي إلينا المعلومة وكأنها حقيقة! نعم ربما يكون تخيل أو تصور خاطئ، ولكن على الأقل سنعلم أن هذا رأي وتصور وليس شرحاً ثابتاً في القرآن الكريم أو السنة النبوية الشريفة.
فمثلاً هناك قاصة للأطفال تقص قصة يوسف عليه السلام، فتقول عند فقرة "وجود يوسف في غيابت الجب"، تقول كأني بيوسف عليه السلام يدعو الله تعالى ويذكره جل وعلا! تريد بهذا أن تعلم الأطفال الاستعانة بالله عند الشدائد.
إنما هذا الباب خطر جداً، والسلامة تقتضي أن نكتفي بما ورد في الكتاب المبيـن وتفصيله في سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم، لا إسرائيليات ولا إنجيل ولا شرقيات ولا "بنات أفكار"، فكله سواء. وما سكت عنه العليم الخبير وسكت عنه رسوله الأمين محمد عليه الصلاة والسلام فنحن أولى أن نسكت عنه.
{الَر كِتَابٌ أُحْكِمَتْ آيَاتُهُ ثُمَّ فُصِّلَتْ مِن لَّدُنْ حَكِيمٍ خَبِيرٍ} (1) سورة يونس