المحرر موضوع: من الفروق الدلالية في القرآن الكريم  (زيارة 78570 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل أحمد عبد ربه

  • شباب إيجابي
  • ***
  • مشاركة: 791
  • الجنس: ذكر

                     :great:: :great:: :great:: :great:: :great::

               بصراحة حاجة روعة

تسلم ايديك وفتح الله عليك

وزادنا من علمك ونفعنا
أحمق .. من ترك يقين ما في نفسه ، لظن ما عند الناس !

غير متصل فارس الشرق

  • شباب إيجابي
  • ***
  • مشاركة: 827
  • الجنس: ذكر
  • وحشيتي سرج على عبل الشوى نهد مراكله نبيل المحزم
بارك الله فيك وجزاك كل خير

سأعود لهذا الموضوع بإذن الله
"وفي الأرض منأى للكريم عن الأذى
وفيها لمن خاف القلى متعزل
لعمرك ما بالأرض ضيق على امرئ
سرى راغبا أو راهبا وهو يعقل"
الشنفرى

غير متصل ازهرية صغيرة

  • شباب إيجابي
  • ***
  • مشاركة: 995
  • الجنس: أنثى
معكم وبجد موضوع مميز
اللهم كم عاهدناك بألا نعود.. فما كان منا إلا نقض العهود
وهانحن نعاهدك على ألا نعود، فإن عدنا فعد علينا بالمغفرة يا ودود

غير متصل فارس الشرق

  • شباب إيجابي
  • ***
  • مشاركة: 827
  • الجنس: ذكر
  • وحشيتي سرج على عبل الشوى نهد مراكله نبيل المحزم
الفرق بين الاستئذان ـ الاستئناس:

الاستئذان فى اللغة: طلب الإذن. وأصل الإذن: الإعلام بالشىء، وجاءت صيغة الاستفعال للدلالة على الطلب، كأنه يطلب سماعَه والسماح له بما يطلبه.
والاستئناس فى اللغة: طَلَبُ الأُنْس وعدم الوحشة والنفور. والأُنْس: كل شىءٍ خالف طريقة التوحُّش.
وقد رَاعَى القرآن الكريم هذا الفارق الدلالى اللطيف بين اللفظين، فجاء الاستئذان بمعنى طلب الإذن بالشىء والترخيص فيه، كما فى قول الله تعالى:
"يا أيها الذين آمنوا ليستأذنكم الذين ملكت أيمانكم والذين لم يبلغوا الحلم منكم ثلاث مرات من قبل صلاة الفجر وحين تضعون ثيابكم من الظهيرة ومن بعد صلاة العشاء ثلاث عورات لكم ليس عليكم ولا عليهم جناح بعدهن طوافون عليكم بعضكم على بعض كذلك يبين الله لكم الآيات والله عليم حكيم (58) وإذا بلغ الأطفال منكم الحلم فليستأذنوا كما استأذن الذين من قبلهم كذلك يبين الله لكم آياته والله عليم حكيم (59) سورة النور.
والآية تقرِّر حكمًا شرعيًّا؛ لذا جاء لفظ الاستئذان مقصودًا، إذ المراد طلب الأمر وإباحة الشىء، وليس إزالة الوحشة أو النفور.
على حين جاء الاستئناس فى مقام الأدب وتعليم خُلُق المعاشرة والمخالطة بين الناس وتأليف قلوبهم، وذلك فى قوله تعالى: "يا أيها الذين آمنوا لا تدخلوا بيوتا غير بيوتكم حتى تستأنسوا وتسلموا على أهلها ذلكم خير لكم لعلكم تذكرون (27)" سورة النور.
وإنْ كان المقام هنا مقام تشريع واجب الاتِّباع، فإن فيه ـ علاوة على ذلك ـ تعليم أدبٍ رفيع للمؤمنين، فليس المراد طلب الإذن فحسب، ولكن يُرادُ أيضًا إزالة الوحشة والنفور. ففى لفظ الاستئناس هنا كناية لطيفة عن الاستئذان، أى أن يطلب الداخل إذنًا  من شأنه ألَّا يكون معه استيحاش، وفى التعبير بلفظ الاستئناس إيماءٌ إلى عِلَّةِ مشروعيَّةِ الاستئذان، وذلك عَوْنٌ على توفُّر الأُخُوَّة الإسلامية.
ونخلُص مما سبق إلى أن لفظى (الاستئذان ـ الاستئناس) فى القرآن الكريم بينهما تقارب دلالى؛ حيث يشتركان فى معنى طلب السَّماح، وينفرد الاستئناس بملمح زوال الوحشة والتلطُّف فى الطلب.
"وفي الأرض منأى للكريم عن الأذى
وفيها لمن خاف القلى متعزل
لعمرك ما بالأرض ضيق على امرئ
سرى راغبا أو راهبا وهو يعقل"
الشنفرى

غير متصل فارس الشرق

  • شباب إيجابي
  • ***
  • مشاركة: 827
  • الجنس: ذكر
  • وحشيتي سرج على عبل الشوى نهد مراكله نبيل المحزم
سبيل ـ صراط ـ طريق:

السبيل فى اللغة: الطريق، سُمِّىَ بذلك لامتداده؛ فأصل مادة (س ب ل) الدلالة على الامتداد، وكثر استعماله فى الطريق الذى فيه سهولة.
والصِّراط فى اللغة: الطريق الواضح، مأخوذ من قولهم: سَرَطَ الطعامَ أى ابتلعه، كأن الطريق يبتلع المارة، لكثرة سلوكهم فيه.
والطريق فى اللغة: المسلك؛ لأنَّ الأقدام تَطْرُقُه، أى تَطَؤُه.
وقد راعى القرآن الكريم فى استعمال تلك الألفاظ ما بينها من فروق دلالية رهيفة، على النحو التالى:
وردت كلمة (سبيل) فى القرآن الكريم كثيرًا، ومن شواهدها:
(أم تريدون أن تسألوا رسولكم كما سئل موسى من قبل ومن يتبدل الكفر بالإيمان فقد ضل سواء السبيل) البقرة: 108.
(ولا تقولوا لمن يقتل في سبيل الله أموات بل أحياء ولكن لا تشعرون) البقرة: 154.
"إن أول بيت وضع للناس للذي ببكة مباركا وهدى للعالمين (96) فيه آيات بينات مقام إبراهيم ومن دخله كان آمنا ولله على الناس حج البيت من استطاع إليه سبيلا ومن كفر فإن الله غني عن العالمين (97)" آل عمران.
وفى أكثر مواضع هذه الكلمة فى القرآن الكريم جاءت مضافة إلى لفظ الجلالة، ولعلَّ ما رشحها لهذا هو ملمح السُّهُولة، للتعبير عن وضوح المسلك إلى الله تعالى، وسهولته على السالكين وإنْ حَفَّتْ به المكاره والمصاعب.
كما استعيرالسبيل للتعبير عن المذهب والطريقة، نحو قول الله تعالى:
(قل هذه سبيلي أدعو إلى الله على بصيرة أنا ومن اتبعني وسبحان الله وما أنا من المشركين) يوسف: 108.
ولعلَّ ممَّا يُشْعِر بالسهولة والوضوح فى كلمة السبيل قول الله تعالى:
(ثم السبيل يسره) عبس: 20.
وأضيف السبيل إلى كلمة (ابن) فى مواضع عديدة من الكتاب الحكيم، فكثر فيه ذكر ابن السبيل: (البقرة: 177، 215، النساء: 36، الأنفال: 41، التوبة: 60 ... إلخ).
ومعنى ابن السبيل: الملازم له.
ولم تُضَف الكلمتان الأخريان إلى كلمة (ابن).
أما الصراط فقد تكرر ذكره فى القرآن الكريم، ومن شواهده الآيات التالية:
"اهدنا الصراط المستقيم (6) صراط الذين أنعمت عليهم غير المغضوب عليهم ولا الضالين (7)" الفاتحة.
(سيقول السفهاء من الناس ما ولاهم عن قبلتهم التي كانوا عليها قل لله المشرق والمغرب يهدي من يشاء إلى صراط مستقيم) البقرة: 142
(وأن هذا صراطي مستقيما فاتبعوه ولا تتبعوا السبل فتفرق بكم عن سبيله ذلكم وصاكم به لعلكم تتقون) الأنعام: 153.
(ولا تقعدوا بكل صراط توعدون وتصدون عن سبيل الله من آمن به وتبغونها عوجا واذكروا إذ كنتم قليلا فكثركم وانظروا كيف كان عاقبة المفسدين) الأعراف: 86
جاء الصراط فى أكثر مواضعه فى القرآن الكريم موصوفًا بالمستقيم، وندر مجيئه مفردًا كما فى آية الأعراف رقم (86).
وفى كثرة وصف الصراط بالمستقيم تارةً، وبالسَّوِىِّ تارةً أخرى دلالة على أنه: طريق الحق، فلا يَضِلُّ فيه سالكُه ولا يتحيَّر.
وآية الأنعام رقم (153) تبيِّن بجلاء تامٍّ أن الصراط يتضمن معنى الحق الواضح الذى لا يضل سالكه ولا يتحيَّر؛ ولذلك أُفْرِد الصراط وجمعت السبل.
أمَّا الطريق فقد ورد فى القرآن الكريم أربع مرات، فى الآيات التالية:
(إن الذين كفروا وظلموا لم يكن الله ليغفر لهم ولا ليهديهم طريقا (168) إلا طريق جهنم خالدين فيها أبدا وكان ذلك على الله يسيرا)النساء: 168-169
(ولقد أوحينا إلى موسى أن أسر بعبادي فاضرب لهم طريقا في البحر يبسا لا تخاف دركا ولا تخشى) طه: 77.
(قالوا يا قومنا إنا سمعنا كتابا أنزل من بعد موسى مصدقا لما بين يديه يهدي إلى الحق وإلى طريق مستقيم) الأحقاف:30.
فالطريق مستعمل فى القرآن الكريم للدلالة على كل مسلك يسلكه الإنسان محمودًا كان أو مذمومًا.

ونخلص مما سبق إلى أن هذه الألفاظ (سبيل ـ صراط ـ طريق) بينها تقارب دلالى؛ حيث تشترك جميعها فى الدلالة على المسلك.
ثم يتميز كلٌّ منها بملامح فارقة:
فالسبيل يتميز بالوضوح والسهولة، كما يتميز بإضافته إلى كلمة (ابن).
والصراط يتميَّز بالاستقامة والبعد عن الزَّيْغ والضلال.
والطريق أعمُّ هذه الألفاظ؛ لأنه يشمل ما كان محمودًا أو مذمومًا، سهلًا أو صعبًا.
« آخر تحرير: 2011-04-15, 23:29:05 بواسطة فارس الشرق »
"وفي الأرض منأى للكريم عن الأذى
وفيها لمن خاف القلى متعزل
لعمرك ما بالأرض ضيق على امرئ
سرى راغبا أو راهبا وهو يعقل"
الشنفرى

غير متصل سيفتاب

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 7766
  • الجنس: أنثى
  • إِن يَنصُرْكُمُ اللّهُ فَلاَ غَالِبَ لَكُمْ

جميل موضوعك هذا يا فارس الشرق بارك الله لك
وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُم فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ
وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُم مِّن بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْناً يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئاً وَمَن كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ

غير متصل فارس الشرق

  • شباب إيجابي
  • ***
  • مشاركة: 827
  • الجنس: ذكر
  • وحشيتي سرج على عبل الشوى نهد مراكله نبيل المحزم
وبارك الله لك وجزاك خير الجزاء يا أستاذة سيفتاب، حفظك الله دائما
"وفي الأرض منأى للكريم عن الأذى
وفيها لمن خاف القلى متعزل
لعمرك ما بالأرض ضيق على امرئ
سرى راغبا أو راهبا وهو يعقل"
الشنفرى