بسم الله الرحمن الرحيم
{ولا تؤتوا السفهاء أموالكم التي جعل الله لكم قياما}
فى الآية اشارة الى وظيفة المال فى الحياة،
المفروض أن المسلم لا ينظر الى الدنيا لأن عينيه دوما على الآخرة، ولكنة أيضا لا يترك الدنيا لمن يرتع فيها ويعيث فيها فسادا،
فالمسلم مكلف بالسعي وعمارة الأرض.
والدعوة والجهاد تحتاج البذل والإنفاق، وجهاد المال قبل جهاد النفس.
ولقد رأينا أمثلة رائعة لأغنياء الصحابة الذين بارك الله لهم فى مالهم، ولكن،
ماذا فعل سيدنا أبو بكر رضى الله عنه بالمال الذى تعب فى الحصول عليه؟
أنفقه كله أكثر من مرة على أمور الدعوة، وكان دوما رهن اشارة الرسول صلى الله عليه وسلم.
أيضا، ماذا فعل سيدنا عثمان رضى الله عنه يوم العسرة؟
أنفق حتى شهد له الرسول صلى الله عليه وسلم انه ما ضره ما فعل بعد ذاك اليوم.
سئل الإمام أحمد عن الرجل يكون زاهدا وفى يده ألف ألف درهم، فقال نعم،
اذا زادت لم يفرح وإذا نقصت لم يحزن.
بهذه الخلفية نستطيع ان نحكم على معنى المادية فى حياتنا،
فمن آثر نفسه بالمال على الدعوة و عمل الخير دون حاجة ضرورية ماسة اليه فهو مادى. "يعنى دين أو توفير طعام أو مأوى مش يغير العربية ويسكن فى فيلا بدلا من شقة !"
الا أننى أرى المادية تتعدى ذلك أيضا،
فالشخص الذى يسعى للحصول على كل شئ فى الحياة لنفسه ويهمل من حولة مادى،
كالزوج الذى يسعى لزيادة رصيدة من البنوك وتحقيق الألقاب الإجتماعية على حساب أهله مادى،
والزوجة التى تريد أن تحصل على كل شئ فى حياتها كالمال والزوج الرومانسي والنجاح الشخصى العملى والشهرة الشخصية على حساب راحة زوجها وأبنائها مادية،
بالنسبة لى المادية تعتبر الوجة الآخر للعملة للأثرة "التى هى عكس الإيثار"
تريدون أن تتعلموا البعد عن المادية، طالعوا سيرة الأنصار،
فهؤلاء ضربوا أروع الأمثلة فى الإيثار والبعد التام عن المادية.
وما تفشل الأمم الا بتحول أفرادها الى ماديين أى كل يسعى لمصلحته الشخصية فقط ولا يبالى بمن حوله.
سواء كانت هذه المصلحة الشخصية مال يكتنزه لنفسه أو علم يبخل فى نشره أو دعوة يتكاسل عن واجباتها..
عافانا الله وإياكم.