البطل الحقيقي للثورة

[أبو بكر]

بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

بدأت الشرارة من تونس فتلقفتها مصر ثم ليبيا و اليمن والبحرين ...إلخ

ولا شك أن الله عز وجل هو صانع هذه الثورة ومدبرها وموفقها وناصرها..
ولا شك أيضاً أن الله عز وجل استعمل قوماً لصناعة هذا الحلم التاريخي العظيم..
ولكني وجدت ولمست بطلاً حاضراً غائباً في تلك الثورة أعتقد أنه البطل الحقيقي الذي ينبغي أن يكرم.

ذلك البطل هو (الحب)

نعم الحب يا إخوتي الذي رأيته يوم 25 يناير في عين امرأة في سن والدتي وهي تهب صارخة في وجه كلب من كلاب أمن الدولة وهو يختطف أحد الرجال لتدافع عن هذا الرجل قائلة له في بسالة وشجاعة :اتركه انه أخي..!! وهي لا تعرفه أصلاً

الحب الذي رأيته في عين امرأة أخرى إخالها في الخامسة و الثلاثين من عمرها وهي تمر علي وأنا جالس عند مدخل قصر النيل لحراسة المدخل فتقف وترجع إلى الوراء قليلاً وتفتح حقيبتها وتخرج عبوة عصير وتناولني إياه...
أقول لها: جزاكم الله خيراً
فتقول: مش عاوزة أروح بيها!!!!

الحب الذي وجدته في نفسي عندما نظرت إلى عبوة العصير تلك فتذكرت أخا لي البارحة ينتظر أي أحد ليعطيه طعاماً فتوجهت ناحية جلوسه في آخر المدخل وما وجدته بل وجدت أخا آخر كان محتاجاً هو الآخر للطعام و الشراب فأعطيته هذه العبوة .... وما أدري ماذا فعل بها بعد ...ترى هل شربها أم أنها لفت الميدان كله.

وقد تعجبت لنفسي حينها لأني لم آكل منذ يوم كامل إلا 4قطع مما نسميه (كعب الغزال)وهو يشبه البسكويت وقطعة جبن لم أجد خبزاً لوضعها به وهذا كله بالليل أما في الصباح فلم أذق شيئاً ...ليس الغريب في هذا ... الغريب أني أكول بطبعي ودائما ما أشعر بالجوع إثر أي مجهود ..... تخيلوا أني أحسست بالشبع في هذا اليوم و ازداد هذا الإحساس عندما أعطيت عبوة العصير لأخي في الميدان.
بل إنني جربت بعدها أن أعود نفسي على ذلك في البيت فما استطعت.

إنه الحب الذي وجدته عندما نظرت فإذا أغلب من بالميدان من الطبقة المتوسطة أو الميسورة ...أي أنهم لم يخرجوا ابتغاء لقمة عيش أو تحسين مستوى فإذا ما سألت أحدهم ماذا تكره في النظام؟ قال لك: إن بعض الناس يأكلون من القمامة وبعضهم لا يجد القمامة ليأكل منها......
سبحان الله .... يدافعون عمن لا تربطهم بهم علاقة إلا حب سبحان من أودعه القلوب

.......

كفى أطلت عليكم ولكن أرجو أن يكرم الحب بيننا و أن يعامل معاملته اللائقة به و ألا يهمش فبدونه لم نكن لنتحمل ضرباً ولا قنابل مسيلة للدموع ... وبدونه لم نكن لنفدي أوطاننا...

[ماما هادية]

 

[أبو بكر]

لأ يا جماعة أنا لم أضع هذا الموضوع لتقرير حقيقة أو لكتابة خاطرة

أنا ملتزم بقانون الساحة وهو عرض الأفكار لمناقشتها لتحقيق انجازات تكمل الثورة وتدفعها للأمام

لذللك بدأت بهذا الموضوع لكي نناقش اقتراحات لتفعيل قضية الحب بيننا في المجتمع واستغلالها الاستغلال الحسن

[سيف]

الشعب...يريد...أخلاق الميدان
أنا أتمني أن تكون معاملاتنا في حياتنا اليومية مثلما كانت في الميدان
أتمني أن نتعامل بهدوء ونصبر ولا نغضب سريعا بعدما تحمل بعضنا البعض في زحام مليوني
أتمني ألا أري شاب يجلس في ميكروباص مزدحم ويترك بنت أو شيخ او سيدة واقفة بعد ان كان يعمل علي راحتهم في الميدان

[elnawawi]

الشعب...يريد...أخلاق الميدان
أنا أتمني أن تكون معاملاتنا في حياتنا اليومية مثلما كانت في الميدان
أتمني أن نتعامل بهدوء ونصبر ولا نغضب سريعا بعدما تحمل بعضنا البعض في زحام مليوني
أتمني ألا أري شاب يجلس في ميكروباص مزدحم ويترك بنت أو شيخ او سيدة واقفة بعد ان كان يعمل علي راحتهم في الميدان

ميكروباص إيه بس يا عم سيف الدين !! دول بقوا بيركبوا الميكروباص بالطابور !!
لا تتمنى فأغلب الأحلام صارت واقعا الآن ..

[سيف]

هههههههههههههههه
نعم هناك الكثير من التغيير يحدث والجيد أن الكثير من الناس أصبح عندهم الأستعداد للتغيير بل وتقليد الأفكار الجيدة مثل حمالات تنظيف الشوارع المنتشره الأن بعد تنظيف ميدان التحرير

[ماما هادية]

الحمد لله

نسأل الله ان يديم نعماءه ويزيدها ويتممها

لعل من الأفكار المهمة الآن تأسيس جميعة خيرية خاصة بكل حي، تكفي أهل الحي وفقراءه احتياجاتهم وتوفر لهم فرص عمل ودخلا ثابتا

والتكافل الاجتماعي من أهم عوامل إشاعة المحبة بين الناس

[حازرلي أسماء]

جزاك الله خيرا يا أبا بكر

نعم هو الحب الذي جعل الميسور يشعر بذي العسرة .....
ما أراه عمليا يا أبا بكر لتفعيل هذا الشعور وإنمائه أن يكون احتكاك  منكم أنتم الشباب بالفئات المختلفة من الشعب، نحتاج أن نكوّن أسرا كبيرة، فهذا مما سيمحو من الرؤوس الفكرة السلبية الانهزامية "أنا ومن بعدي الطوفان" ....

يجب يا أبا بكر أن تتشكلوا وتتأطروا جماعات  شباب في تكتلات مختلفة هدفها الإحساس بالآخر، الإطلال على الآخر، البحث عن هذا الآخر المتعفف الذي قد لا يبدو للعيان مباشرة لأنه يتعفف بينما هو قد يكون الأحوج للعون .....

في جمعيات معتمدة رسمية وحتى في شكل جماعات استباقية تسبق تأسيس الجمعيات حتى لا تتعطلوا ولا يتسرب الكسل إليكم وأنتم تنتظرون، أعرف ذلك عمليا يا أبا بكر أعرف كيف أن الجمعيات بدأت بشكل استباقي غير رسمي، في شكل جماعات وتجمعات تضم ذوي الهدف الواحد والشعور الواحد .......
الاحتكاك بالناس يا أبا بكر يكسبكم خبرة، يكسبكم معرفة أكبر بحقيقة المجتمع، يكسبكم قربا من الحقائق والعمل ومن التطبيق ويجعلكم أقوى لتطبيق التنظير.....

تذكر أستاذ الأجيال رحمة الله عليه الإمام الشهيد حسن البنا وكيف كان لا يفتر وهو من نجع إلى نجع ومن كفر إلى كفر ومن مكان إلى آخر يعمل، ويحتك بالناس، ولا يألو جهدا في مساعدة وفي دعوة وفي انتشال الناس من كل بؤر الفساد بكل أنواعه .... لم يكن يعرف الهدوء والراحة .....

استغلوا هذه الفرصة العظيييييمة يا أبا بكر لتتقربوا من الناس ..... وحبذا يا أبا بكر لو تواظبون على الاحتكاك بأناس بأعينهم يعني لا تكون مرة وتمر وإنما تشكلون أسرا كبيرة وشبكة علاقات بينهم وبينكم في أطر مختلفة .....

مثلا :

-- ليتطوع منكم من يهتم بتدريس أبناء عدد معين من المعوزين والذين قد تضطرهم الظروف الصعبة حتى لتوقيف أبنائهم عن الدراسة .
-- لتكن لكم دروس معينة تتوجهون بها لعدد من الناس المحتاجين لتأهيل أسري وتربوي خاصة المتزوجون حديثا مثلا .... وهذه العلاقة بهم  ستؤدي بالتعدي إلى علاقات فيما بينهم هم وبالتالي النجاح في تكوين أسرة كبيرة ترى بأم عينك كيف الفرد فيها يسأل عن الآخر إذا غاب عن تلك الدروس التي قد تكون مرة أسبوعيا أو مرتين .....لتكن دروسا مشوقة فيها التقديم المميز والعلاج النفسي والتواضع لهم وتحسيسهم أنهم ومن يقدم لهم واحد، بحب كبير يحتويهم ويجعلكم تكسبونهم ....ولتكونوا مبسطين تحدثون الناس بما يفهمون ولا تعلموهم من عل وبمنطق ما تفهمون أنتم بل حاولوا قدر استطاعتكم أن تفهموهم بمقدار ما يفهمون .....

إذن أؤكد على الاحتكاك يا أبا بكر ونبذ النخبوية، فقد تجد في النهر ما لا تجد في البحر، وأعرف عن قرب كيف أن من نظنهم قد لا يستوعبون وقد لا يستطيعون الاستيعاب إذا هم أكثر من يستوعب ويتعلم ويعي .....

كونوا أسرا كبيرة يجمعها الحب والسؤال عن الآخر ........... فالنفسيات تحتاج لمن تتقرب له، ولمن تفضي له ولمن تشعر عنده بالأمان من أجل تكوين الإنسان وصنع الإنسان الذي يستطيع أن يكون أهلا لنهضة منشودة، هذا ما أنتم مقدمون عليه في ثورة لصناعة الإنسان ......