بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
صدقت يا زينب، أهم شيء كان في الفيلم من وجهة نظري هو التصوير الفعلي للوحشية والهمجية الصهيونية..
جيلنا نشأ وهو يرى أن الفلسطينيين مشردون لاجئون في الخيام... ويسمع أن اسرائيل أسست دولة متقدمة في الشرق الاوسط، لها ترسانة أسلحة رهيبة من أكثر الاسلحة تطورا ورقيا...
هاتان المعلومتان المتخالفتان، تجعل الانسان يتصور ان فلسطين كانت صحراء مهجورة، يسكنها بعض الفلاحين والعرب المتخلفين، الذين فاجأهم العنف والتقدم معا...
الفيلم على العكس، يصور لنا كيف كانت فلسطين، حاضرة مشرقة، بأطبائها وعلمائها ومدارسها ومدنها وقراها وطبقاتها الاجتماعية المختلفة..
كذلك كما تفضلت ليس من سمع عن الجرائم كمن رآها..
وأذكر أن منظرا واحدا لمذبحة دير ياسين، وآخر لجثث اطفال مدرسة بحر البقر في مصر، انغرسا في ذاكرتي بصورة عميقة نازفة، حتى لم تعد كل دعاوى السلام والتعايش وغيرها تخدعني أو تنطلي علي...
بالنسبة للنقطتين اللتين ذكرتيهما عن شمعون، فبكل أسف يا زينب، كان الهدف من عرضهما في الفيلم أن يكشفوا لك عن ذرائع اليهود الحقيرة لتبرير جرائمهم، ومحاول إسباغهم صفات البطولة على أفعالهم القبيحة، فكيف وقعت في هذا الفخ ؟؟
أولا عفوه عن الدكتور مقابل أن الدكتور أنقذ حياته قديما في لبنان، أمر يمثل قذارة يهود لأبعد درجة، فما هو شكل هذا العفو؟ أن يختطف بلده، ويذبح أهله، ثم يستثنيه هو من الذبح شريطة أن يرحل بزوجته وابنه ويترك لهم بيته ووطنه؟
ما الرجولة في هذا؟
أصلا اليهود كان هدفهم الاول هو تهجير الفلسطينيين، والمذابح التي كانوا يقترفونها لها هدف آخر غير مجرد التشفي، وهو إثارة الرعب لتخويف الناس وتهجيرهم.. إذ يستحيل ان يتمكنوا من ذبح كل الشعب...
ولهذا كانوا يقتلون من جهة، ويذيعون بالمكبرات من جهة أخرى أن الطريق الفلاني مفتوح وآمن، ليتدفق منه الناس هربا ويتحولون إلى لاجئين ويتركون بيوتهم غنيمة سهلة ليهود
هذا ما أدركه علماء فلسطين وقتها فأصدروا فتاوى بتحريم بيع الارض وتحريم الهجرة من فلسطين وإخلائها، واعتبروا البقاء فيها رباطا وجهادا في سبيل الله.. مجرد الصبر على الوجود وإحباط مخطط الصهاينة في وراثة الارض خالية يعتبر رباطا وجهادا
وهذا تماما ما حققه أهل غزة بمعركتهم الأخيرة، ولم يفقهه كثيرون ولم يفهموا لماذا نقول إن غزة انتصرت
لان كل الوحشية اليهودية لم تنجح في جعل اهل غزة ينقلبون على حكومتهم، او يتدفقون كلاجئين، حتى من خرج منهم باتجاه مصر، ناضل ليعود، اضافة طبعا لعجز اليهود عن اجتياح غزة رغم استمرارهم في قصفها ثلاثة أسابيع، ورغم اعداد الجرحى والشهداء الذين ارتقوا...
أما ذريعة شمعون أن سبب حقده على العرب أنه أحب مسلمة فأهلها ضربوه، فهل مثل هذا الوحش يعرف أصلا ما معنى الحب او العاطفة؟ واذا كان هذا ما حصل معه، فما سبب حقد بقية اليهود العرب الانجاس وتآمرهم على مواطنيهم بهذه المؤامرة القذرة؟
الامر من شمعون مجرد ذريعة واهية.. تماما كالذرائع الوهمية التي نسمعها من اليهود باستمرار لتبرير اعتداءاتهم المستمرة على فلسطين ولبنان ومصر وسورية
اما قولك يا زينب أن العرب لو تعاملوا مع اليهود بشكل أفضل ... فهذا يحتاج منك لمراجعة تاريخ القضية وبداية حبك المؤامرة
لتدركي أن المشروع الصهيوني بدأ من قبل يهود أوروبا أولا، فتم تهجيرهم إلى فلسطين، وتسليمهم أراض فيها لإنشاء مستوطنات خاصة بهم، ثم اتحد معهم يهود فلسطين، لا هروبا من ظلم الخلافة الاسلامية العثمانية في ذلك الوقت، ولكن طمعا في ملك وسيادة موعودة، ثم تأسست منهم منظمات ارهابية، اما اليهود العرب فكانوا من أواخر من هاجر لفلسطين، ومنهم من كان يرفض الهجرة، فكانت المنظمات اليهودية الارهابية تقوم باغتيالات وتفجيرات في صفوفهم في بلدانهم لإرعابهم اجبارهم على الهجرة لفلسطين، إذ يصبحون بين نار البقاء والتعرض للخطر، وبين الهجرة.. إضافة إلى ان العمليات الارهابية التي كانت تثار في البلاد العربية وتتبناها المنظمات اليهودية، كانت تجبر السلطات المحلية على التحقيق مع مواطنيها اليهود والارتياب فيهم، مما شجعهم أكثر على الهجرة لوطن يكونون فيه أكثرية لا أقلية..
وجدير بالذكر أن اليهود العرب لم يهاجروا جميعا، فأنا أذكر زميلة لأختي في الجامعة يهودية سورية، كما أذكر بوضوح أيام حرب تشرين 73 كيف كان المظليون الاسرائيليين إذا هبطوا في حارة اليهود لا يسلمونهم للشرطة، وصديقتي قابلت يهوديا اسرائيليا من اصل مغربي في كندا، قال لها أن اليهود على مدى تاريخهم لم يظفروا أبدا بمعاملة جيدة إلا في البلاد الاسلامية، في حين كانوا دوما يعانون من الاضطهاد في البلاد الاوروبية، فكان تعليقها وقتها على كلامه: وانظر كيف رددتم للعرب الجميل..
عدا عن أن النظام في سورية الى وقت قريب، كان يخصص يوم السبت بامتحان مادة الديانة فقط، دون أي مادة أخرى، لانه يوم عطلة اليهود، وحتى لا تفوتهم أي امتحانات...