المحرر موضوع: مش لاقى عنوان  (زيارة 16570 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

حازرلي أسماء

  • زائر
رد: مش لاقى عنوان
« رد #20 في: 2009-06-27, 16:40:17 »
متعة في غسل أواني ومسح بلاط؟؟


 :emoti_201:


لله في خلقه شؤون





والله تلك هي الحقيقة، أحيانا كثيرة أجد متعة في غسل الأواني ومسح البلاط :emoti_282:

تعلمت أنّ الإنسان لا يستطيع أن يلتزم أمرا واحدا وأنّ أكثر ما يذهب مَلَلَه رسالته، فرسالته هي التي تلازمه حيثما حلّ وأينما ارتحل...

الإسلام دين مضى مع الفطرة الإنسانية ومع الطبيعة البشرية يأخذ بيدها، يعلم مساربَها، ويعلم ما يريحها، وما يتعبها، وبهذا سار بها الهُوَيْنَى  فكان حلّها وكان دواءّها، هذه كلمات تتردد على الألسنة وأعلم أنك أخي إبرايهم تعلم أنها الحقيقة كما تسمعها من أفواه الكثيرين، ولكن عندما يقولها كل واحد منا في مجريات حياته، يقولها بفعلها، يفهمها أكثر ويعرف مدى صلاحيتها أكثر، ويعلم علم اليقين عندها أنها حقا ليست كلمات عائمة ولا حالمة ولا واهمة ولا هي المصبّر الذي نتصبّر به، وإنما لأنها حقيقة واحدة ثابتة لم يوجد على الأرض أعلى منها ولا أجدى منها حلا ولا أنجع منها علاجا لم تتبدّل، ولم نجد لها مثيلا ولا بديلا، بقيت دائما ذات الكلمات التي رددها محمد صلى الله عليه وسلم من قرون خلت، وصحابته ومن تبعهم ومن تبعهم، ومن بعدهم رغم كل خلخلة، ورغم كل هزة، ورغم كل ضعف ورغم كل مرض.....

لست بصدد إفهامك حقيقة الإسلام يا إبراهيم، لا ...وإنما أريد أن أقول أنّنا لن نفهم حقيقة فاعلية رسالته فينا إلا عندما نطبقها نحن فنقرأها نحن بحياتنا بها، وبأجوائنا بها، وبنفحاتها تنسم على جنبات الحياة ....

الإسلام علمني أنّ العيش للرسالة يجعلك تسعى كل سعيك لئلا تترك نفسك حبيس اللاشيء، نعم هذه الحالات طبيعية وتعترينا، ولكن سرعان ما يخرج منها من لا يرضى أن يبقى سجينها، هي بمثابة المحكّات التي تُنضِج .... بمثابة المحطات التي كلما مرت بالمؤمن خلّفت له ثَمَرا وخلفت له تغييرا بحياته يعيشه من فعل تصديه لحالته، من فعل إيمانه أنّه لم يخلق ليبقى حبيس شيء واحد، وحالة واحدة، وإنما خلق ليطرق الأبواب كلها، وفي كلّ عن خير يبحث، ضالته الحكمة أينما وجدها فهو بها أولى ....

فَوَأنا أساعد والدتي بأمر ما أو والدي إنما أقوم بواجب، وأؤدي رسالة، وأحصد أجرا، وأشعر بكياني إلى كيانهما، وأنا أغسل الأواني أو أمسح البلاط (يالشاعرية الأواني والبلاط في السياق:emoti_282:) أعلم أنما أفعل ذلك لأن رسالتي التي على عاتقي تقتضي أنما الإسلام حياة، وأن أعيش مساعدة لأحدهما، بارة بهما، مخففة عنهما فأنا بذلك أعمل ولست قاعدة وأجمع لرصيدي....

وهي إن كانت زوجة تقوم بشؤون البيت، وتربي الأولاد وتقوم بشؤون الزوج إنما تؤدي رسالة وليست قاعدة، وأنت تشارك بمنتدى وتتبال الأفكار وتعاون إخوانك على البر والتقوى، وتنمي فكرك، وتبحث عن سبل لخدمة الدين إنما أنت عامل ولست قاعدا....

وأنت تنوي بإذن الله تعالى أن تسعى سعيك لتكون الأول على دفعتك، فتطور مداركك في مجالك الدراسي لتتفوق أنت المسلم وتخدم بعلمك دينك  فإنما أنت عامل ولست قاعدا ...

وأنت تسعى لتعلم صنعة أو حرفة رغم أنك طالب جامعي، ولا تحتقر الأمر، ولا تهوّن منه ولا تقلل من شأنه وإنما تتعلم على أساس أنك تستطيع أن تفعل الكثير من الأشياء ولا تقتصر على شيء أو شيئين، لأن هذا العقل الذي أودعه الله سبحانه الإنسان آية من آياته سبحانه، وهو بفضل منه يستوعب الكثير ويعطي الكثير .....

وأنت تزور مريضا، وترفع الأذى عن طريق، وتسقي نبتة،  عن كل ذلك أنت مأجور ..... ألن يكون ذلك لك حافزا لأن تستمتع بكل ما تفعل ؟؟؟

أن تتثقف، وتقرأ وتعزم على إنهاء كتاب أو اثنين شهريا فإذا العام وهو ينتهي قد أتممت فيه قراءة 12 كتابا على أقل تقدير .... فهل أنت قاعد ؟؟؟
عندما يمتلئ وقتك حتى تلهث خلف الساعات فتجدها قليلة لا تكفيك في يومك ، .... عندها ستشعر بقيمة أن تتعدد انشغالاتك.....


.
« آخر تحرير: 2009-06-27, 16:51:01 بواسطة حازرلي أسماء »