- هل نويت أخيراً ؟
- نعم ..نويت..
لابد أن أنوي , لم يعد هناك أي ثغر للفرار ..
فليأتِ من في الصفوف الآخرة ..
فليتقدم من تأخر , و لتتحرك السيقان المتخشبة , فلتذُب الحدود و الفواصل .. سيري يا عزائم إلى هنا .. قرّوا يا رجال في ثغوركم و لا تبرحوها ..
لا يغادرن النسوة النوافِذ , رشّوا الصفوف السيّارة بالملح و الورد ..اعدوا الثُريد !
فلتعلُ الحناجر بالهِتاف العريض , فلتسرِ من كل مقاتلٍ منكم زعقةَ تقضّ مضجعاً لظالمٍ اضطجع جانبه في ارض القرم .. أو قرب الساحل الاخضر ..
اشهروا فوهات أسلحتكم في وجه السماء , و تقدمّوا ..
- هل ستعود؟
- إ..إن شاء الله ..سأعود ..
أمضى خمساً و عشرين عاماً يبحث عنها ,
فلمّا رآها مرّة ,
و لمّا بحث عنها عاماً آخر يُضاف للخمسٍ و عشرين ..
وسعى إليها ..
و رآها مرّة أخرى ..
لمّا صار نزاراً و درويشاً و دنقلاً
و كتب مائة رسالة حُب ..و صلّى ألفَ ركعة حاجة ..
لمّا اصبح ذاكراً .. و امسى داعياً ..
و بحث ..
و رآها مرة ثالثة ..
صلّى ألفي ركعة .. و خطّ مائة رسالة أخرى ..
و دعى ..
ثم تتزوُّجينني؟!
ثم بارك الله لكما ..
ثم أحبُك !
...