الإسلام والعلم وتحريم لحم الخنزير :
ويوما بعد يوم يتأكد لنا صدق الله فى كلامه ، ويثبت العلم الحديث وجوها للإعجاز الإلهى المبدع ، مصداقا لقوله :" سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الْآفَاقِ وَفِي أَنفُسِهِمْ حَتَّىٰ يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ ۗ أَوَلَمْ يَكْفِ بِرَبِّكَ أَنَّهُ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ " فيزداد الذين ءامنوا إيمانا مع إيمانا ، ويتبدد الريب والشك ممن فى قلبه مرض ، ويتضح لكل الناس أن هذا الكتاب – القرآن الكريم – هو كلام الله الخالق المعجز الذى لا يأتبه الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنزيل من حكيم حميد .
فاليوم يثبت العلم الحديث ما قرره القرآن الكريم من رجس ونجاسة هذا الحيوان ، ويتضح الضرر الذى يقع على من يأكل من هذا الحيوان المحرم ، فيتبدى لنا شيئا من حكمة الله فى تحريمه لأكل لحمه ، وإن كان أحد لا يستطيع أن يدعى أننا اكتشفنا الحكمة الكاملة " وَمَا أُوتِيتُم مِّنَ الْعِلْمِ إِلَّا قَلِيلًا "
لمحة تاريخية :
الخنزير سيء الطباع جلال وقد دفع النفور منه عند الوثنيين إلى اعتباره قاتلا لرموز الخير؛ فروت الأساطير أنه قتل حورس عند المصريين القدماء وأدون (بعل) عند الكنعانيين وأدونيس عند الإغريق وأتيس في آسيا الصغرى, واعتبر رعي الخنازير في مصر القديمة من أحط المهن التي لا يقوم بها إلا المعدمون, ولا يدخل راعي الخنازير الهيكل ولا يتزوج إلا من بنات أمثاله وعلى من يلمس خنزيرا أن يغتسل, وهو محرم عند أهل الكتاب وإن خالفوه.
طبيعة الخنزير :
الخنزير بطبيعته كسول ، ولوع بالنواحى الجنسية ، وهو لا يحب نور الشمس ، وليس فيه عزيمة أو إرادة للقتال أو حتى للدفاع عن نفسه ، وكلما ازداد فى السن كلما ازداد خمولا وكسلا ، وهو يأكل تقريبا كل شئ يوضع له حتى فضلاته أو فضلات الإنسان الذى يقوم عليه ، وهو يفضل العيش فى الأماكن الرديئة عن الأماكن النظيفة ، وهو لا يغير على أنثاه أبدا إذا جامعها ذكر آخر ، وهذا الحيوان من دون الحيوانات قاطبة يعتبر أكبر مستودع للجراثيم الضارة ، ويصيب الإنسان بالعديد من الأمراض لذلك فهو غير مناسب أبدا للاستخدام الآدمى.