كل إنسان هو نسيج فريد من الصفات، والأخلاق، والأحلام، والمزايا وحتى العيوب، اجتمعت مع بعضها البعض لتكون شخص رائع هو أنت، إلا لو كنت فظ، سيء الخلق، غير متزن، مجرم في حد ذاتك، فأنا لا أوجه كلامي لك، وإنما لكل إنسان يعلو بإنسانيته وخلقه ويسمو بروحه فوق البشر، وأيضاً ليس عن الملائكة حديثي، بل عنك وعني، عن هذا المزيج الرائع الذي لا يتكرر في اثنين على وجه الأرض، قلباً ولا قالباً، وكل شخص بحسب زاوية رؤيتنا إليه تتكون نظرتنا عنه، فعندما نرى صفات نحبها ونعجب بها في شخص ما فإنه يدخل قلوبنا على الفور، وعندما نرى صفات لا تستهوينا ولا تحذبنا أو تزعجنا فإننا ننفر ونميل بعداً عن هذا الشخص، وفي الحالتين نحن لم نعرف الشخص على حقيقته، فما هو رائع وجيد في الزاوية الأولى حجب عنا أشياء لو كنا رأيناها في مرة أخرى لكان شعورنا تجاهه اختلف، وحتى في الزاوية الأخرى فإنها حجبت عنا بعض صفات الشخص الجيدة ولكن لأنه كما يقولون الانطباعات الأولى تدوم..
..
وما يؤكد لنا هذا هو أننا نري نفس الشخص ولكننا نختلف في تكوين إعجاب أو نفير واحد منه، فكل منا نظر له من داخله وبحالته النفسية حينها وبما كان يتوقعه..
والسؤال هل في اليوم التالي ستتغير وجهة نظرنا حول هذا الشخص إذا ما تغيرت حالتنا النفسية وزاوية رؤيتنا، بالتأكيد الإجابة بنعم مطلقة خطأ، فهي تتوقف على قدرة هذا الشخص على تقمص دوره إن كان يكذب وقدرتنا نحن على رؤية الدائرة كاملة بحرصنا على الدوران دورة كاملة حوله لنعرفه ولنفهم ولنتأكد….
إن الله يخلقنا كاملين.. ثم نأتي نحن ننقص قطعة من هنا وقطعة من هنا… فلا تكتئب إن كنت “ناقصا” إلا إذا كان هذا النقص أخل “بالأساس”…
“حكمة”
البر شيء هين … وجه طليق وكلام لين ..