بيت العروسة
وجدت نفسي اليوم أصطحب ثلاثة أطفال ( أطفال جيراننا ) إلى ارض أحلامهم التي هي بالطبع ( بلاد الألعاب ) حيث الألعاب العملاقة التي ترميهم من اعلى جسر , حيث قطار الرعب يسحب كل صرخاتهم , حيث الكبار يتخلون عن جمود وجوههم ويتنكرون في أزياء قطط عملاقة و دبب باسمة ضاحكه
في هذا العالم الملون الجميل دلفت , و هناك , في بلاد الطفولة
ترون الآية تنقلب , ممنوع إصطحاب الكبار
فكل شيئ مخصص لهذه الأقزام البريئه , ما أسعدهم بقصر قامتهم !
( نريد ان نلعب لعبه الشلال ) , هكذا قال فمها الممتلئ بالمثلجات , فأخذتها , و قال حارس اللعبة : ممنوع ,
و كان يقولها لي , فاللعبه للأطفال فقط
أفهمته أني أصطحبها , فهي طفلة و تحاف أن تركب لوحدها
لكن بالطبع هي من كانت تصطحبني ,
و بينما المركب يصعب بنا إلى قمة الشلال ,
نظرت إلى عيني طفلتنا , كانت عيناها تضحكان ,
و تذكرت آخر مرة ضحكت عيناي فيها بهذه الطريقة , منذ زمن ,
حيث كانت أحلامي بسيطة , ما ابسط أحلام الطفولة ,
هناك طفل يحلم بالمصاصة التي تصفر
و آخر يحلم بسيارة لعبه يمكن التحكم فيها عن بعد
, أما بالنسبة لي , فقد كان حلمي مختلفا ,
كنت دوما أحلم ببيت للعروسة , من ذلك النوع الخشبي المطلي بالبنفسج , حيث يمكن لدميتي الصغيرة أن تنام في غرفة نومها المزينه !
ما أسخفه من حلم , كنت أحلم ببيت من أجل دمية !
استيقظت من ذكرياتي على رذاذ الماء الذي يتطاير حولي و يبلل وجهي ... إذ كنا قد نزلنا من الشلال
و الآن حان وقت لعبة السيارات التصادميه
وقفنا في طابور طويل جدا , حيث أن اليوم عيد ,و الإقبال على الترفيه كبير !
و في الطابور , بينما الوقفة تطول
تعرف الثلاثة أطفال الذين أصطحبهم بطفلين أخوين تركيين, يتحدثان بالتركية و العربية و الإنجليزية , فإذا بهم يتصادقون سريعا معنا , و لكن يبدو أن هناك خلافا ما قد حدث , فإذا بالفريق التركي يضرب بيديه و قدميه فريقنا , و إذا بي أجد نفسي حاجزا بين معركة طفولية , فتارة أمنع أطفالي من ضربهم و تارة أمنعهم من ضرب أطفالي , لكي ينتهي بي الأمر كمتلقي للصدمات ,
العجيب أنه من براءة الطفولة أن تجد الأطفال جميعا قد عادوا أصدقاء بعد هذا الشجار , ما أجمل سماحة الأطفال !
و أخيرا جاء دورنا , و لكن للأسف دخلوا وحدهم هذه المرة , ووقفت أراقبهم و ألوح لهم , إذ إتخذوا مني جمهورا يلقون إليه بحركات طفولتهم البهلوانية ...
حينها , تمنيت لو أنكمش مرة أخرى , و أدركت اني مازلت تلك الطفلة , التي تحلم ببيت بنفسجي لعروستها , فما ذنبي لو طالت قامتي قليلا ! ...
يقول حكيم ما : إن الإنسان لمخلوق عجيب , فإنه طيلة حياته يتمنى لو يكبر و ما إن يتقدم به العمر قليلا حتى يتمنى أن يعود صغيرا !
كل عام و الطفولة بخير