السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أوضحت يا ريحان مسك الموضوع جيدا، فجزاك الله خيرا
وبانتظار الأخت الكريمة حازرلي أسماء
أما ماما فرح فقد وقفت على أمر غاية في الأهمية حيث قالت:
السلام عليكم
كيف نجمع بين حسن النية وعدم خداع الغير لنا؟
بأن ترى بنور الله
ولكي ترى بنور الله لابد من دفع الثمن
وإذا دفعت ورأيت تكتشف أنك لم تعد تريد غيره ولم تعد تهتم بمن يخدع ولماذا
كيف تتسع آفاقنا لكل الاحتمالات الممكنة وتتركز نظراتنا على الأهم بوقت واحد فننجو من ضيق الأفق وسذاجة التفكير معا؟
بالالتجاء إلى ركن شديد
ثم بالأخذ بالأسباب
وأهمها أن تنجو من الذاتية أولا لكي تتمكن من رؤية الأمور بشكل صحيح
فإن صحت رؤيتك صح حكمك وفعلك
لاشك أن المؤمن يلتمس نور الله بكل مكان، ويسعى للاهتداء بهديه عز وجل في طاعته والالتجاء إليه دوما
غير أن مؤمنا يلتمس نور الله لا ينصف نفسه ولا من حوله لهو يطمس أي بصيص نور فيه بقدر ما يظن أنه يلتمس من نور!
وأهم أسباب ذلك فيما أرى وكما قالت ماما فرح
"أن تنجو من الذاتية" جمعني القدر يوما بنصراني له دور في أعمال الكنيسة، فتحادثنا أكثر من ساعة، وكان خبيثا لئيما يتقن الحوار، فتطرقنا بحديثنا إلى رؤيتنا العقدية للنصارى بمصر، فأخبرته أننا ولا شك نراهم كفارا كفرا بينا لا مرية فيه، فكأنما صدمته صراحتي، فقال: ولاشك أننا سنراكم كذلك!
فأجبته سريعا: إن لم ترني كذلك فأنت على خطر في عقيدتك، ولا تحسن فهمها أو تتقن الإيمان بها!
فمقابل قطعي بكفرك لدي لابد أن يقابله قطع بكفري لديك، واطمئن.. فأنا فخور جدا بكفري كفرا بينا لا مرية فيه بعقائدكم ودينكم!
يتوقف قبول الأعمال عند ربنا جل شأنه على أمرين:
- إخلاص النية
- موافقة العمل للشرع
وقد قرر العلماء أن كل حركة وسكنة يقدمها ابن آدم لله عز وجل فيها حكم شرعي، فإن كان أحدنا يلتمس رضى مولاه، فلا شك يسعى لإخلاص نيته لله وحده في كل عمل يقدم عليه
لكن.. هل فكر يوما إن كان ما يفعله صحيحا أصلا أو لا؟!!
صلى القاضي من الليل ما فتح الله عليه به، حتى دخل عليه الفجر، فصلى وذكر ربه وابتهل وأكثر الدعاء أن يلهمه الله الصواب، ويهديه الرشاد، فلا يظلم ولا يجور، ثم ذهب لمحكمته، فحكّم عواطفه، ولم يحسن السماع للخصوم، وتدخل في نياتهم، وحكم بما بدا له بقدر ما تقصى وما خبر من قضايا على هذا النحو!
فهل ينفعه إيمانه؟ أو تلهمه صلاته؟ أو ترشده دعواته؟
ملخص رأيي المبدأي في النقطتين اللتين طرحتهما:
كيف نجمع بين حسن النية وعدم خداع الغير لنا؟
بالتعامل بحسب ما الظاهر دون تدخل في نيات أحد واستنباط ما وراء فعاله وكلامه مما قد يكون بعيدا عنه بعد الشمس والقمر
واحتمال غير ما يظهر لنا، فنأخذ حيطتنا دون أن يظهر على فعالنا ذلك
فإن جاء خيرا فمن الله
وإن جاء خلاف ذلك فالله مولانا
كيف تتسع آفاقنا لكل الاحتمالات الممكنة وتتركز نظراتنا على الأهم بوقت واحد فننجو من ضيق الأفق وسذاجة التفكير معا؟
بتوزيع اهتمامنا وانشغالنا بكل احتمال على قدره، فنعطي الأهم النسبة الأكبر من السعي والنظر، ولا نغفل عن الاحتمالات الأخرى فربما عادت بخير وكانت هي الصواب
ولكن هذا كلام عام، فما سبيل تحقيقه؟
- أن يخلص المرء عمله لله فيستلهمه الصواب ويستجيره من الظلم والجور، للنفس قبل الغير
- الحرص على المعاملة بالظاهر، فلسنا أربابا على الخلق لنشق عن صدورهم
- عدم إغفال الباطن، بمعنى الحيطة منه، لا بمعنى جعله كالظاهر والتعامل مع المتخيّل كالمشاهد!
- ضبط معارفنا، فما أتانا باليقين لا كالذي أتانا بالظن، لا كالشك!
- أن نضع دوما أنفسنا بمكان غير الذي نحن فيه، فنشاهد أنفسنا وهي تفكر بهذه الصورة.. هل هذا صحيح؟ أو غير ذلك!