همسة عقرب .. صوت نسمعه كل يوم , كل دقيقة , كل ثانية من حياتنا و لكننا نتجاهله برفع صوت الموسيقى او بثرثرتنا التي لا تنتهي عمدا او استخفافا به , و لا يوجد في عقولنا ادنى فكرة كم هو مهم لكي نستطيع ان ندرك ما يمكننا فعله في حياتنا القصيرة هذه ...
عندما كنت اشتري ساعتي الجديدة لم يأتي في خاطري بأنها ستوقظ عقلي النائم بشيء لم افكر فيه من قبل , بشيء عظيم جدا ...
كنت سعيدة بها , سعيدة بلونها , بزخارفها و لكنني لم اتنبه لما تحمله في قلبها ... كنت راقدة في الليل الداكن اتأمل بشكلها الجميل و لكن فجأة تنبهت لصوتها , صوت عقربها الصغير الذي تحمله في داخلها , نعم دقة و راء دقة , و لكن اين نحن من هذه الدقات , هذه الدقات التي تمر كل يوم و نحن نسمعها و لكننا للاسف في غفلة منها , هذا الصوت الخفيف الذي يذكرنا بمرور الثواني و , كل هذا اصبح بسرعة فائقة حيث لا يشعر بها الا من كان في قلبه ذكرى الله ...
هذا العقرب الذي يدور في كل مكان , في كل زمان معلنا عن مرور الوقت و تحرك الزمن , معلنا عن اقتراب الوعد , الوعد الذي وعده الله عز و جل لعباده في هذه الدنيا الفانية الا و هو الحساب ...
ان معنى مرور الدقيقة في ادمغة الناس في هذا الزمان قد اصبحت سطحية , حيث اكتفى الناس بالمعنى اللغوي , نعم انها تحرك العقرب ستين مرة حتى تنقضي دقيقة , و لكن الا يوجد معنى اعمق من ذلك ؟؟؟
نعم يوجد , هذه الدقيقة التي تمر من امامنا و التي انتهت و اصبحت من الماضي هي شيء ثمين و بالتأكيد سينتهي بنا الامر بتحسرنا عليها لاحقا ...
عندما نسمع نغمات اعجبتنا , و ندعي بأنها مريحة لأعصابنا عبر الاستماع اليها , هي في الحقيقة مخدر لعقولنا التي يجب ان تكون في حالة استيقاظ و استعداد دائم لما قدره الله لنا في هذه الدنيا ...
هذه النغمات لا تأخذ ذلك الوقت الطويل , إنها فقط من 3 الى 4 دقائق , و لكن هل نستطيع ان نتخيل معا ماذا نستطيع ان نفعل للاستفادة في حياتنا ؟؟؟
هل من المعقول ان قدرات الانسان قد وصلت لهذا المستوى ؟؟؟ الرقود و الاستماع فقط ؟؟؟
إن هذه الدقائق التي مرت و انقضت قد اصبحت من تراب الماضي و لا نستطيع ان نتأكد من مرورها علينا مرة اخرى ...
فما هي دقات هذا العقرب الذي يعتبر غريب بيننا هذه الايام في نظر الناس ؟؟؟
في نظرهم انه مجرد عقرب يدور و يدور كل يوم فهو في نظرهم معلنا عن بدأ مسلسل ما او انتهاء اغنية ما , و لكن كما قلت لا نستطيع ان نتاكد من انه سيمر امامنا مرة اخرى ...
لقد احسست بالذنب كثيرا عندما بدأت في قراءة رواياتي الجديدة منذ ايام قليلة في هذا الشهر الكريم , خطر على عقلي و انا في نصف الرواية بأنني لو كنت اقرأ القران بدلا منها كنت قد انهيت نصف القران ايضا بما ان الرواية كثيرة و دسمة و بأنني كم كنت قد استفدت من ذلك بدلا من قرائتي لرواية احدائها ليست بواقع و لن تفيدني لاحقا , فبدل ان امتع نفسي بقراءة رواية جميلة استطيع ان امتع نفسي بقراءة كتاب ربي و ايضا سأكون راضية عن نفسي فاكتشفت بأنني الرابحة في حالة قراة القران ...
كل هذه الامثلة التي وردت في كتابتي هي كي ابين لكم كم احسست بقيمة تحرك هذا العقرب الصغير في حياتي , و كم انا متألمة لغفلة عقولنا لهذا الشيء العظيم , و ادركت بأنني اردت ان يمر هذا العقرب امامي لوقت اطول لكي تكون لي الفرصة بأن لا اترك فراغا في حياتي ...
ارجو ان اكون قد افدتكم في اول موضوع لي في هذا المنتدى المحفوف بالجو الآمن و الجو المفيد ... و انتظر منكم الردود ...
و شكرا ..
تحيات ريحان مسك ...