بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
عزيزتي سارة
هذه الشبهة ليست جديدة، بل تكررت أمامي من عدة مصادر...
والرد عليها كالتالي:
1- عمر السيدة عائشة عندما تزوجها رسول الله صلى الله عليه وسلم مذكور في كثير من الاحاديث الصحيحة منها ما ورد في صحيح البخاري..
تزوجني النبي صلى الله عليه وسلم وأنا بنت ست سنين ، فقدمنا المدينة ، فنزلنا فيبني الحارث بن خزرج ، فوعكت فتمزق شعري فوفى جميمة ، فأتتني أمي أم رومان ،وإني لفي أرجوحة، ومعي صواحب لي ، فصرخت بي فأتيتها ، لا أدري ما تريد بي فأخذت بيدي حتى أوقفتني على باب الدار ، وإني لأنهج حتى سكن بعض نفسي ، ثم أخذت شيئا من ماء فمسحت به وجهي ورأسي ، ثم أدخلتني الدار ،فإذا نسوة من الأنصار في البيت ، فقلن : على الخير والبركة ، وعلى خير طائر ،فأسلمتني إليهن ، فأصلحن من شأني ، فلم يرعني إلا رسول الله صلى الله عليه وسلم ضحى، فأسلمتني إليه ، وأنا يومئذ بنت تسع سنين .
الراوي: عائشة - خلاصة الدرجة: صحيح - المحدث: البخاري - المصدر: الجامع الصحيح - الصفحة أو الرقم: 3894
أن النبي صلى الله عليه وسلم تزوجها وهي بنت ست سنين ، وبنى بها وهي بنت تسع سنين .
الراوي: عائشة - خلاصة الدرجة: صحيح - المحدث: البخاري - المصدر: الجامع الصحيح - الصفحة أو الرقم: 5134
توفيت خديجة قبل مخرج النبي صلى الله عليه وسلم إلى المدينة بثلاث سنين ، فلبث سنتين أو قريبا من ذلك ، ونكح عائشة ، وهي بنت ست سنين ، ثم بنى بها وهي بنت تسع سنين .
الراوي: عروة بن الزبير - خلاصة الدرجة: صحيح - المحدث: البخاري - المصدر: الجامع الصحيح - الصفحة أو الرقم: 3896
عن عائشة ؛ أن النبي صلى الله عليه وسلم تزوجها وهي بنت سبع سنين . وزفت إليه وهي بنت تسع سنين . ولعبها معها . ومات عنها وهي بنت ثمان عشرة .
الراوي: عائشة - خلاصة الدرجة: صحيح - المحدث: مسلم - المصدر: المسند الصحيح - الصفحة أو الرقم: 1422
2- في قصة الإفك لو تذكرون، اعتذرت بريرة عن السيدة عائشة بأنها لم تر عليها سوءا سوى انها فتاة صغيرة تنام عن عجينها... والإفك كان تقريبا في السنة السادسة للهجرة، فلو كان الرسول صلى الله عليه وسلم تزوج السيدة عائشة في اول الهجرة وهي (18) كما يزعمون، فهذا يعني أنها كانت 24 عاما، بعمر طبيبة متخرجة مسؤولة عن حياة مئات البشر، فهل يمكن ان تعتبر المرأة بهذا السن جارية صغيرة؟؟؟
"....فدعا رسول الله صلى الله عليه وسلم علي بن أبي طالب وأسامة بن زيد رضي الله عنهما حين استلبث الوحي يستأمرهما في فراق أهله . قالت : فأما أسامة بن زيد فأشار على رسول الله صلى الله عليه وسلم بالذي يعلم من براءة أهله ، وبالذي يعلم لهم في نفسه من الود فقال : يا رسول الله ، أهلك ، وما نعلم إلا خيرا . وأما علي بن أبي طالب فقال : يا رسول الله ، لم يضيق الله عليك والنساء سواها كثير ، وإن تسأل الجارية تصدقك . قالت فدعا رسول الله صلى الله عليه وسلم بريرة ، فقال أي بريرة هل رأيت من شيء يريبك ؟ قالت بريرة : لا والذي بعثك بالحق ، إن رأيت عليها أمرا أغمصه عليها أكثر من أنها جارية حديثة السن تنام عن عجين أهلها فتأتي الداجن فتأكله..."
الراوي: عائشة المحدث: البخاري - المصدر: الجامع الصحيح - الصفحة أو الرقم: 4750
خلاصة الدرجة: [صحيح]
3- كان للسيدة عائشة رضي الله عنها ألعاب وعرائس.. انظري:
أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لها يوما : ما هذا قالت : بناتي , قال : فما هذا الذي أرى في وسطهن قالت : فرس , قال : ما هذا الذي عليه قالت : جناحان , قال : فرس وله جناحان قالت : أوما سمعت أنه كان لسليمان بن داود عليهما السلام خيل لها أجنحة , قالت : فضحك رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى بدت نواجذه .
الراوي: عائشة المحدث: العراقي - المصدر: تخريج الإحياء - الصفحة أو الرقم: 2/344
خلاصة الدرجة: إسناده صحيح
ورواية أخرى تحدد التاريخ:
قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم ، من غزوة تبوك – أو خيبر – وفي سهوتها ستر ، فهبت ريح فكشفت ناحية الستر ، عن بنات لعائشة – لعب – فقال : ما هذا يا عائشة ؟ قالت : بناتي ! ورأى بينهن فرسا له جناحان من رقاع ، فقال : ما هذا الذي أرى وسطهن ؟ قالت : فرس ، قال : وما هذا الذي عليه ؟ قالت : جناحان ، قال : فرس له جناحان ؟ قالت : أما سمعت : أن لسليمان خيلا لها أجنحة ؟ قالت : فضحك حتى رأيت نواجذه
الراوي: عائشة المحدث: أبو داود - المصدر: سنن أبي داود - الصفحة أو الرقم: 4932
خلاصة الدرجة: سكت عنه [وقد قال في رسالته لأهل مكة كل ما سكت عنه فهو صالح]
وغزوة تبوك كانت في السنة التاسعة للهجرة، والرسول صلى الله عليه وسلم تزوج السيدة عائشة في السنة الاولى للهجرة، فلو كان عمرها (9 + 8 = 17 عاما) يادوب تكون فتاة كبيرة ولازالت تحب الالعاب، لكن تخيلوا ان تكون (18+ 8 =26 عاما)!!! ولا زالت تلعب الاحصنة المجنحة؟
4- إضافة للأحاديث التي تتحدث عن غيرة السيدة عائشة، ومحاولتها عمل المقالب لضراتها، لم يرد عن امرأة أخرى من نساء النبي صلى الله عليه وسلم، وهذا دليل آخر على صغر سنها ...
5- هناك كثير من الأحاديث المختلفة تفيد أن أمنا عائشة فعلا كانت طفلة صغيرة لم تبلغ سن الرشد عند زواجها برسول الله صلى الله عليه وسلم... وبني على هذه الاحاديث أحكام كثيرة في شريعتنا. منها زواج تزويج الاب لابنته الصغيرة، ومنها أن الطفلة اذا بلغت قبل التاسعة تعتبر مستحاضة لا حائض، وأحكام اخرى.. مما يدل على ان الامر حقيقة متواترة لا شائعات كما يصور هؤلاء
فمصادر الدين الاصلية المحققة من سنة وفقه متفقة على هذا الامر، اما ان وجدت روايات شاذة في بعض كتب التاريخ تعارض هذا، فيجب نبذ تلك الروايات ورفضها، لان روايات التاريخ لم تلق من التحقيق والتنقيح شيئا مما لقيته كتب الحديث والسنة والسيرة النبوية...
6- زواج الرجال الكبار من فتيات صغيرات في ذلك الزمن كان أمرا شائعا جدا لا غضاضة فيه، وحتى زواج الشاب من المرأة الكبيرة، لم تكن امور السن تشكل عندهم فرقا.... وعندما نتحدث عن مجتمع علينا أن نأخذ بعين الاعتبار عاداته واعرافه واسلوب حياة اصحابه
أم كلثوم بنت أبي بكر الصديق، أمها حبيبة بنت خارجة الأنصارية، ولدت بعد وفاة أبيها، زوجها طلحة بن عبيد الله رضي الله عنه.
( فإذا كانت أم كلثوم ولدت بعد وفاة أبيها، فالفرق بينها وبين طلحة بن عبيد الله لا يقل عن 35 او 40 عاما)
وهناك أم كلثوم بنت علي بن أبي طالب وفاطمة بنت محمد صلى الله عليه وسلم، والتي تزوجها عمر بن الخطاب رضي الله عنه وأنجب منها زيد ورقية.. وفارق السن بينهما مماثل لما يستنكره هؤلاء ويظنونه امرا شاذا..
7 - ولو كان في الامر أي غضاضة، لكان المشركون لم يتركوه وكانوا سبقونا في التشنيع على الاسلام بسببه، فهم لم يدخروا وسعا في ذلك.. ولكن الثابت تاريخيا ان السيدة عائشة كانت مخطوبة لرجل قبل رسول الله صلى الله عليه وسلم، ثم تركها وتزوجها رسول الله صلى الله عليه وسلم..
لما هلكت خديجة جاءت خولة بنت حكيم امرأة عثمان بن مظعون فقالت يا رسول الله صلى الله عليه وسلم ألا تزوج قال من قالت إن شئت بكرا وإن شئت ثيبا قال فمن البكر قالت أحب خلق الله إليك عائشة ابنة أبي بكر قال ومن الثيب قالت سودة بنت زمعة قد آمنت بك واتبعتك قال فاذهبي فاذكريهما علي فدخلت بيت أبي بكر فقالت يا أم رومان ماذا أدخل الله عليك من الخير والبركة قالت وما ذاك قالت أرسلني رسول الله صلى الله عليه وسلم أخطب عليه عائشة قالت انظري أبا بكر حتى يأتي فجاء أبو بكر فقلت يا أبا بكر ماذا أدخل الله عليكم من الخير والبركة قال وما ذاك قالت أرسلني رسول الله صلى الله عليه وسلم أخطب عليه عائشة قال وهل تصلح له إنما هي ابنة أخيه فرجعت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكرت ذلك له قال ارجعي إليه فقولي له أنا أخوك وأنت أخي في الإسلام وابنتك تصلح لي فرجعت فذكرت ذلك له قال انتظري وخرج قالت أم رومان إن مطعم بن عدي قد ذكرها على ابنه ووالله ما وعد أبو بكر وعدا قط فأخلفه فدخل أبو بكر على مطعم بن عدي وعنده امرأته أم الصبي فقالت يا ابن أبي قحافة لعلك مصبي صاحبنا تدخله في دينك الذي أنت عليه إن تزوج إليك فقال أبو بكر للمطعم بن عدي أقول هذه يقول إنها تقول ذلك فخرج من عنده وقد أذهب الله ما كان في نفسه من عدته التي وعده فرجع فقال لخولة ادعي لي رسول الله صلى الله عليه وسلم فدعته فزوجها إياه وعائشة يومئذ بنت ست سنين
الراوي: محمد بن عمرو و يحيى المحدث: ابن كثير - المصدر: البداية والنهاية - الصفحة أو الرقم: 3/129
فنحن نحكم على هذه المواضيع من خلال افكارنا المتأثرة بواقعنا المعاصر، وبالبث الاعلامي الذي أقنعنا بضرورة تأخير الزواج... لكن انظروا الى كم الفساد الذي أنتجته هذه النظريات....
واعلموا أن التشكيك في أحاديث صحيحة واردة في البخاري او مسلم يعني التشكيك في شرائع الدين كلها... فهو أمر خطير للغاية، يجب ألا يستجرنا أحد إليه
أحيانا من لم يقرأ في علم مصطلح الحديث، لا يستطيع تقدير معنى كلمة حديث صحيح، لذا أتمنى أن نشتري كتابا في علم مصطلح الحديث، وليكن كتاب د.محمود طحان أو د.عجاج خطيب، ونقرؤه... وسنقدرعندها معنى كلمة "حديث صحيح" حق التقدير..
و السلام عليكم ورحمة الله وبركاته