المحرر موضوع: التنمية البشرية والبرمجة اللغوية علم أم سحر؟؟؟  (زيارة 17050 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل حازرلي أسماء

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 6546
  • الجنس: أنثى
  • غفر الله لنا ما لا تعلمون
هذا الموضوع إخوتي ملحق بموضوعنا الأصلي عن التنمية البشرية وأريد أن أطرح فيه دراسة موضوعية وعلمية ومنهجية عن التنمية البشرية :

وسأستقي لكم من بعض البحوث الأكاديمية الدقيقة ونطلع سوية :

إن سلسلة المحاضرات والدورات التي تحذر من الفكر العقدي الوافد وتبين منهجية التعامل معه تتحدث عن الوافدات الفكرية عمومًا وتطبيقاتها في الصحة والرياضة من منظور علمي وعقائدي واجتماعي، والحديث فيها أصالة عما يسمى بـ" الطاقة " وتطبيقاتها ويتبعه حديث موجز عن دورات البرمجة اللغوية العصبية NLP ودورات المشي على النار، إذ العلاقة بين هذه الوافدات وثيقة، والمظلة التي تظلها واحدة وإقبال الناس عليها جميعها بدوافع متشابهة والنتيجة الخطرة التي تنتظر السائرين في طريقها متقاربة .

والبرمجة اللغوية العصبية على ما بدا حتى الآن ـ بعد دراسة وتقص ـ ليست من الفكر الذي أصله عقدي كما في الماكروبيوتيك والريكي والتشي كونغ وسائر تطبيقات الطاقة، إلا أنها البوابة لكل هذه الأفكار من وجه، ومن وجه آخر فقد داخلتها ـ في بعض تطبيقاتها ـ لوثات مختلفة من معتقدات الشرق، ثم إنها تقود في مستوياتها المتقدمة ـ ما بعد مستوى المدرب ـ إلى مزيج من الشعوذة والسحر فيما يسمى بالهونا والشامانية التي هي معتقدات الوثنية الجديدة في الغرب .


تابعوا معنا  emo (30):

« آخر تحرير: 2010-02-20, 12:47:08 بواسطة حازرلي أسماء »
ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهبْ لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب

غير متصل حازرلي أسماء

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 6546
  • الجنس: أنثى
  • غفر الله لنا ما لا تعلمون
ما هو المنهج العلمي ؟؟

المنهج العلمي هو مجموعة الطرق المتبعة التي أجمع عليها العلماء لتمثيل صحيح لما يجري من وقائع أو ظواهر ، ولأن الانطباعات الشخصية وانطباعات الغير لها تأثيرها علينا فإن اتباع إجراءات معيارية مقياسية مفاده التقليل من هذا التأثير وتحييد الحقيقة عن الانطباع الشخصي وعن الآراء المختلفة .

ونحاول أن نستعرض مراحل هذا المنهج بطريقة مبسطة، نواليها مرقومة بالترتيب:

1-الملاحظات والمشاهدات للظواهر سواء منها الكونية أو الاجتماعية والإنسانية .
2-صياغة الفرضيات على أساس من المشاهدات والملاحظات المكثفة والمدققة والمتتابعة .
3-إجراء التجارب الموافقة للفرضية المصاغة من الملاحظة كونية كانت أو إنسانية.
4-الانتقال من مرحلة التجربة إلى مرحلة التدقيق في نتائج التجربة فإن كانت هناك مصداقية تثبت صحة الفرضية بعد مرحلة موسعة من التجربة تنتقل إلى مرحلة النظرية وذلك بعد :

****توقع الأخطاء الإحصائية عند ذكر النتائج، ومن ثمة تعديل النتيجة
****توقع الأخطاء التي مصدرها الرغبة الشخصية عند صاحب الفرضية أو تأثير النتيجة المأمولة وهي إمكانية تفضيل العالم نتيجة على أخرى
وعند إثبات الفرضية وبعد كل هذا التدقيق تنتقل إلى مرحلة النظرية.

إلا أن هناك أخطارا يجب التنويه إليها والتركيز عليها في عدد من التطبيقات التي نراها اليوم تسمى باسم العلم وهي ليست علما أصلا :

^^ أسوء الأخطاء أن تعجز التجارب عن إثبات الفرضية لعدم صحتها، فيدعي الباحث إثباتها لصحة الفرضية
^^ الخطأ الأكبر هو عدم إخضاع الفرضية أصلا للتجارب.
وهذا ما يؤدي إلى بروز نظرية غير خاضعة للتجربة إلا من بعض المشاهدات وتسمية النظرية هنا لا تنسب لها أصلا وإنما هي مسارعة لتطبيقات عشوائية لا تستند لمنهج في الوصول إلى الحقيقة العلمية.


5- ثم تمر النظرية بدورها بتجارب وتختبر نتائجها لتنتقل بعد التأكد من صلاحية نتائج تجاربها إلى مرحلة الحقيقة العلمية وإلا تلغى أو تبقى في حدود النظرية

تابعوا معنا بإذن الله  emo (30):

« آخر تحرير: 2010-02-20, 12:48:28 بواسطة حازرلي أسماء »
ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهبْ لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب

غير متصل حازرلي أسماء

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 6546
  • الجنس: أنثى
  • غفر الله لنا ما لا تعلمون
الآن نتساءل ما ميزة الإسلام بالنظر إلى ما ذكرنا ؟

الإسلام يدعونا أساسا إلى إعمال العقل والتأمل والتدبر والتفكر فيما يحيط بنا من ظواهر مختلفة ينطق بها الكون كما يدعو إلى التفكر في النفس البشرية وما فيها وما تحتاج .
"الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ قِيَاماً وَقُعُوداً وَعَلَى جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذَا بَاطِلاً سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ"

" سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الآفَاقِ وَفِي أَنفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الحَقُّ أَوَ لَمْ يَكْفِ بِرَبِّكَ أَنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ" الآية 53 من سورة فصلت
"وفي أنفسكم أفلا تبصرون" الآية 21 من سورة الذاريات

وقد وضع علماء الإسلام أصول المنهج العلمي سواء فيما يتعلق بالنقل أو العقل ، لم تكن الدعوى تقبل بمجرد التدليل عليها بنصوص القرآن والسنة أو أدلة العقل دون تحقيق أو تدقيق
وكان شعارهم: إذا كنت ناقلاً فالصحة أي توثيق النص أو مدعيا فـالدليل ، وعرفوا بتمييزهم الكبير بين الحقيقة والدعوى مهما حاول المبطلون من تلبيس .

ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهبْ لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب

غير متصل حازرلي أسماء

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 6546
  • الجنس: أنثى
  • غفر الله لنا ما لا تعلمون
البرمجة اللغوية العصبية والوسط العلمي

البرمجة اللغوية العصبية لم تلقَ ترحيبا في الوسط العلمي، ولم يعترف بها كعلم يدرّس ويعتمد رسميا بالجامعات وذلك لأسباب نعددها في النقاط التالية :


1-الكثير من المشاهدات والملاحظات التي بنيت عليها فرضيات البرمجة اللغوية العصبية(NLP) (Neuro Linguistic Programming) ليس لها مصداقية إحصائية من النتائج تجعلها فرضيات علمية مقبولة .
2-نظرياتها مستنتجة من خلال مراقبة بعض المرضى النفسانيين الذين تستلزم حالاتهم علاجا، فأخرجت من نطاق المشاهدة والتجارب مع المرضى إلى تعميمها على كل الفئات بما فيهم المرضى والأصحاء،وبالتالي فهي لا تخضع للدقة وإنما هي عشوائية التوجّه .
3-أغلب رواد دوراتها من الفئات الميسورة ماديا، كما أنّ غالبية مدربيها يقدمون دوراتهم بأسعار خيالية لإضفاء طابع التميز على ما يقدمون ولإبقاء عنصر تشوّق الكثيرين لمعرفة ما يدور فيها حتى إذا ما دخلوها كان لديهم سابق انبهار بحلولها صعبة الوصول والمنال .
4-أغلب روادها من الباحثين عن الحلول السريعة Quick fix بدل العمل والسعي hard work مما يشيع حبّ سرعة الوصول واستبطاء الحلول التدريجية .

وهناك تقارير علمية صادرة من مراكز بحث علمي تعتمد المنهج العلمي في البحث والتقصي أثبتت عدم أهلية البرمجة اللغوية العصبية لأن تعتمد علما يدرّس، أو حتى لاعتمادها تطبيقات محفزة .

1- أولها تقارير قدمها فريق علمي مكون من أعضاء ذوي كفاءات خاصة ، وقد قدّمت التقارير إلى الجيش الأمريكي من طرف الأكاديميات القومية US National Academies المكونة من كل من الأكاديميات القومية للعلوم والهندسة والطب والبحث العلمي ، والتي تعتبر بمثابة مستشارة الأمة الأمريكية والتي تكونت منها مفوضية العلوم الإجتماعية والسلوك والتعليم .

وقد قدم الجيش الأمريكي طلبه للأكاديمية بالبحث في مدى جدوى البرمجة اللغوية بعدما انتشرت في أوساطه هذه الممارسات بدعوى تحسين الأداء
التقارير الثلاثة صدرت على التوالي في أعوام 88 ، 91 ، 94
أولها كانت نتيجته : " إن اللجنة وجدت أنه ليس هناك شواهد علمية لدعم الادعاء بأن الـ NLP استراتيجية فعالة للتأثير على الآخرين ، وليس هناك تقويم للـNLP كنموذج لأداء الخبير "

ويأتي التقرير الثاني ليقر ما وصل له التقرير الأول ويحفز إجراءات الجيش الأمريكي الذي أوصى بإيقاف بعضها، وتهميش بعضها، ومنع انتشار البعض الآخر . كما جاء التقرير الثالث ليقرّ ما صدر عن التقريرين الأولين .
ويقول المسؤول عن التقرير الثاني وهو الدكتور " روبرت كارول " أستاذ الفلسفة والتفكير الناقد بكلية ساكرمنتوا:
'رغم أني لا أشك أن أعدادًا من الناس قد استفادوا من جلسات الـNLP، إلا أن هناك العديد من الافتراضات الخاطئة أو الافتراضات التي عليها تساؤلات حول القاعدة التي بنيت عليها الـNLP فقناعاتهم عن اللاوعي والتنويم والتأثير على الناس بمخاطبة عقولهم شبه الواعية لا أساس له".


وهكذا نبذت وطرحت NLP من سوق العلوم، فلم يعترف بها علما يدرّس بالجامعات، ولا علاجا يشتشفى به في المستشفيات، وأعرضت الكثير من الشركات عنها، ورغم كل ذلك نلاحظ بتناقض صارخ كيف يقبل عليها المسلمون والعرب في الدول العربية ويضفون عليها روحا جديدة تحيا بها من جديد في أوساطهم، فينبهر العرب والمسلمون بها وقد طرحتها أرضها، بل ويحتضنها عدد كبير من الملتزمين المتدينين المسلمين بدعوى اتخاذها سبيلا للدعوة بأسلمتها -كما يقولون – وربّ عذر أقبح من ذنب .
« آخر تحرير: 2010-02-20, 12:55:47 بواسطة حازرلي أسماء »
ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهبْ لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب

غير متصل حازرلي أسماء

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 6546
  • الجنس: أنثى
  • غفر الله لنا ما لا تعلمون
العقل الباطن هو الإله

إن البرمجة اللغوية العصبية  تتجاهل الركن السادس من أركان الإيمان وهو : الإيمان بالقدر خيره وشره ، لأنها قد أعدت لنا وصفة النجاح ، أو حتمية النجاح ، وبذلك تكون قد كفتنا كل الشرور ، وكل الإخفاقات ، وكل أنواع الفشل .
إن الفكر المادي المهيمن على الهندسة النفسية تكمن خطورته في أنه يسوق المسلم مع الوقت إلى التعلق بالأسباب المادية وتعطيل التوكل على الله ، وهذا باب خطير من أبواب الشرك ينبغي الحذر منه .

إن ما يسمى بالعقل الباطن يعد من ركائز هذه الفلسفة ، ولنقرأ عن ذلك ما كتبه أحد سدنة البرمجة اللغوية وهو : انتوني روبنز ، في كتابه قدرات غير محدودة : ( كنت أعيش في منزل أنيق ... ولكني كنت أريد مكاناً أفضل ... قررت أن أضع تصميماً ليومي ، ثم أعطي إشارة لعقلي الباطن لأخلق لنفسي هذه الحياة المثالية عن طريق ممارستها في خيالي ... لم يكن لدي أي أموال ، ولكني قررت أنني أريد أن أكون مستقلاً من الناحية المادية.
وبالفعل حصلت على كل شيء كما رسمته في مخيلتي ... لقد هيأت لنفسي الجو الذي يغذي عقلي وقدرتي على الخلق والابتكار ... لماذا حدث كل هذا ؟ لقد حددت هدفاً لنفسي ، وكل يوم كنت أعطي عقلي رسائل واضحة ودقيقة ومباشرة تقول : إن هذا هو واقعي الذي أعيش فيه ، ولأنني لدي الهدف الواضح المحدد ، فإن عقلي الباطن قاد أفعالي وأفكاري إلى تحقيق الأهداف التي كنت أبغيها ) .

إن انتوني روبنز يقول لنا ببساطة : إذا أردنا الثروة والنجاح فعلينا الانطراح بين يدي العقل الباطن والتضرع إليه كما فعل هو ، نسأل الله السلامة والعافية.

تابعوا معنا  
emo (30):

« آخر تحرير: 2010-02-20, 13:19:42 بواسطة حازرلي أسماء »
ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهبْ لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب

غير متصل حازرلي أسماء

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 6546
  • الجنس: أنثى
  • غفر الله لنا ما لا تعلمون
العقل الباطن هو الإله

أما د. جوزيف ميرفي ، فيذكر في مقدمة كتابه قوة عقلك الباطن : ( تستطيع هذه القوة المعجزة الفاعلة للعقل الباطن أن تشفيك من المرض وتعطيك الحيوية والقوة من جديد ) .

كذلك عقد الدكتور ميرفي فصلاً في كتابه عن كيفية استخدام قوة العقل الباطن في تحقيق الثروة ، ومن ذلك قوله : (عندما تذهب للنوم ليلاً : كرر كلمة (غني) بهدوء وسهولة وإحساس بها ... وسوف تدهشك النتائج ، حيث ستجد الثروة تتدفق إليك. وهذا مثال آخر يدل على القوة العجيبة لعقلك الباطن ) [ ص117] .

لقد أصبح ما يسمى بالعقل الباطن عند أولئك الماديين أصحاب الفلسفة المادية ، صنماً يعبد من دون الله ، فهو الرزاق ، وهو الشافي ، نسأل الله السلامة والعافية وأن يحيينا على التوحيد ويميتنا عليه " .

"و نظرية المثل الإفلاطونية تزعم أن للإنسان عقل ظاهر واع محدود و عقل غير واع أقوى و أرحب من العقل الظاهر غير المحدود.

و كذلك "السريالية" المتأثرة بالمدرسة الفرويدية لها نصيب في فلسلفة البرمجة اللغوية العصبية باعتمادها على قوى الواقع اللاواعي الكامنة في النفس البشرية و التي يتطلب إطلاقها و تحريرها.
...... و فكرة هذا العقل الباطن أوجدها العالم اليهودي النمساوي سيجموند فرويد الذي كان يقول: "ينبغي أن نحطم كل العقائد الدينية".
و فرويد هو مؤسس مدرسة التحليل النفسي والذي توغل فيه التنويم المغناطيسي بشكل كبير، و أدخل فيه الأفكار و العقائد الصهيونية اليهودية الخاصة ...
 و كما هو مُوثّق في كتب البرمجة اللغوية العصبية أن العقل الباطن يتحكم بجميع العمليات الحيوية في الجسد ، ويعرف حلول كل المشاكل . وهذا العقل هو الذي يجعلك سليماً أو مريضاً، سعيداً أو تعيساً ، أو غنياً أو فقيرا ً.
 و تمثل ذلك جلياً في مُسلّمات و فلسفة البرمجة اللغوية العصبية حيث زعمت ، كسابقيها من الفلاسفة القدماء بالتعلق بالأسباب المادية البحتة تعلقاً صرفاً كلياً و حتمياً ، أن بمقدور العقل واللغة عمل العجائب والمعجزات في حياة الإنسان، وتزعم أن العقل الباطن هو مصدر قوته
..... و البرمجة اللغوية العصبية كما أقر بذلك روّادها وُلدت من رحم التنويم المغناطيسي"



تابعوا معنا  emo (30):
« آخر تحرير: 2010-02-20, 13:22:08 بواسطة حازرلي أسماء »
ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهبْ لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب

غير متصل حازرلي أسماء

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 6546
  • الجنس: أنثى
  • غفر الله لنا ما لا تعلمون
أنقل لكم شهادة أحد الأطباء النفسانيين وهو عبد الرحمن ذاكر الهاشمي ورأيه بالبرمجة اللغوية العصبية :

فيقول :


أود أن أتناول ماهية المادة المطروحة؛ هل هي فرضية، أم علم معتبر؟

 ولن أطيل هنا كثيرا.
ما يعرف ب “البرمجة اللغوية العصبية” لا يعدو في اعتقادي أن يكون أحد أمرين “فرضيات” أو “نقولات”، بالكاد تربو أن تكون مهارات سلوكية ملاحظة، فقط؛ وليس علما قائما بذاته.
فرضيات؛ قائمة على الظن في مجملها.
ونقولات؛ المفيد فيها ليس بجديد، والجديد فيها ليس بمفيد.
والكلام في تفصيل هذا طويل يحتاج إلى شرح مفصل.
ومن الدلائل الواضحة على هذا الأمر أنه لا توجد جامعة واحدة أكاديمية في العالم تعترف بها كعلم قائم على المناهج الأكاديمية المعتمدة، وأقول “جامعة” وليس “كلية أو معهدا خاصا”  ؛ على الأقل حسب معرفتي ومتابعتي المستمرة.
ولا يعني هذا بحال من الأحوال أنه إذا تم الاعتراف بها ك”علم أكاديمي” فإننا سنتقبلها بصدر رحب، ولكنني أردت أن ألفت الانتباه إلى ظاهرة شاخرة ألا وهي إنكار المجتمع “الأكاديمي” المادي لهذه الظاهرة مع إنهم أهل البدع في هذه المجالات.

وإن من الخطأ تسميتها ب “علم” البرمجة اللغوية العصبية، فهي تفتقر لتعريف العلم ومعطيات العلم.


****************************
ويقول :

نحن نتعامل مع عرض من أهم الأعراض المخلوقة، بل وآية من أجل آيات الله، ألا وهو “النفس”، فالأولى أن نتوجه إلى خالق “النفس” لمعرفة صنعه؛ “صنع الله الذي أتقن كل شيء”  .
الفرق شاسع والبون بعيد بين أن ندرس “السلوك الظاهر” للنفس وأن ندّعي “علم” النفس.

ومع إن أهل هذه “الفرضيات” يزعمون غير ذلك، فإن هذه “الفرضيات” تعمل على مستوى السلوك فقط، كأي مدرسة نفسية غربية؛ وهذا وهم؛ فهي لا تصل إلى المستوى العميق والحقيقي في دراسة النفس البشرية وعللها وعلاجاتها.


********************
ويقول أيضا :

معظم “المدربين” في هذا المجال والذين أعرفهم، على الأقل، ولا أقول كلهم، لا يملكون أي شهادة معتبرة في مجالات ما يعرف ب “علم النفس” مثلا، فهم يتدربون على أيدي أسماء مشهورة أو تلاميذ لأسماء مشهورة أو حتى كتب مترجمة، بل وأفكار مسروقة أحيانا، ثم يصبحون هم المدربين، وبشهادات معتمدة، معتمدة ممن؟!

كما إنني، وبحكم عملي في بعض المركز التدريبية، كنت أتلقى كثيرا من “السير الذاتية” لكثير من أمثال هؤلاء، وكان يدفعني للضحك تلك القائمة الطويلة من الدورات التدريبية والشهادات “المعتمدة” من “مراكز تجارية خاصة”، في حين لا يكاد يكون هناك ذكر للتخصص الأكاديمي المعني بمجال التدريب.

ولا يعني كلامي هذا إن الأكاديميين هم فقط الذين يحملون “العلم”، إلا إنني لم أجد أكثرهم لا “أكاديميين” ولا حتى “موهوبين” أو “أهل علم”.
ووالله إنني كنت أصابر نفسي وأجاهدها في عدم الخروج من قاعات التدريب في كثير من هذه “الدورات التدريبية” لشدة ما أستمع إليه من لغط ودس للسم في العسل وخلط ما بين الأصول والبدع وفرض  لآراء شخصية على أنها نتائج قطعية.
هم “يظنون” ولا “يعلمون”؛ “إن يتبعون إلا الظن”. وإن من “الحرام” و”الإجرام” أن ندعي “العلم بالعلاج” ونحن لا نملك إلا ظنا!



************************************
ويقول :

خلق الله النفس وأنزل لها “الكتاب الإرشادي” الخاص بها، الكتاب الذي أنزله “تبيانا لكل شيء وهدى ورحمة وبشرى للمسلمين”.

فبالله عليك، سل هؤلاء وغيرهم “أفلا يتدبرون؟”.
وكأننا نسينا أن الأصل في القرآن: “طه، ما أنزلنا عليك القرآن لتشقى“.
إن في القرآن والسنة الصحيحة وبعض ما كتبه الشافعي وابن الجوزي وابن تيمية وابن القيم والغزالي وابن رشد وابن مسكويه وغيرهم في النفس ما يغني.
نعم، نحن ندعوهم أن ينطلقوا من الأصل، لا أن يرجعوا إليه “رجوع المضطر”.


*****************************
ويقول :

ولا ضير من أن ألفت الانتباه إلى ما قد يتبادر إلى بعض “المتوهمين” من استفهام وشبهة: “ولماذا نرفض بعض الخير الموجود لديهم إذا كنا سنفيد منه؟” وهو وجه آخر لكلمة حق أخشى على صاحبها من الوقوع في الباطل، ألا وهي: “الحكمة ضالة المؤمن”!
أقول: نعم أيها الأخ الطيب؛ ولكن، كن “مؤمنا” أولا ثم اذهب لتتحرى الحكمة إذا رأيت نفسك ما زلت محتاجا إليها.

 *********************************

أما ادعاء اتخاذ هذه “الفرضيات والنقولات” كسبيل لفهم الأصول، فإن في هذا الادعاء محاذير:

** كأن كل ما كتب في تفسير القرآن وشروح السنة النبوية وكتب نزكية النفس لا يغني، مما يدفعنا أن نحتاج إلى أقوال “ملاحدة” أو “مشركين” ليوصلونا إلى فهم “الأصول”!

** زيادة الانشغال ب”فروع” لا أصل لها، وهو حاصل أصلا وسبب من أسباب تخلف الأمة  .

** تكرار ما وقعت فيه الأمة إبان العصر العباسي، وذلك عندما سارع الكثيرون لتبني “الفلسفة اليونانية”، فنتج عنها شيء من الإيجاب وكثير من السلب.

 ورضي الله عن علي بن أبي طالب عندما قال في الخوارج مخاطبا عبدالله بن العباس: “من الكفر فروا، ولكن اعلم يا عبدالله أنه ليس من طلب الحق فأخطأه، كمن طلب الباطل فأدركه”.


*********************************************

لم يكن النبي عليه الصلاة والسلام “يلون المواقف” ب”اللون الوردي” حتى يسهل لهم تصور الأمور.

لم يكن يطلب منهم أن “يتخيلوا” خصمهم في “لباس مهرج” أو ب”خرطوم فيل” حتى تسهل حياتهم.

لم يكن يحاول الدخول إلى “عقلهم الباطن” ليخرج “الصور السلبية” ويستبدلها بأخرى “إيجابية”.

 

لقد كان صلى الله عليه وسلم يعلمهم كيف يقرؤون القرآن وكيف يعيشونه.

كان يعلمهم أن الله هو الأول في حياتهم وليس الآخرين.
« آخر تحرير: 2010-02-20, 14:40:44 بواسطة حازرلي أسماء »
ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهبْ لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب

غير متصل حازرلي أسماء

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 6546
  • الجنس: أنثى
  • غفر الله لنا ما لا تعلمون

أحب أن أذكر ببعض الروابط التي تحوي مقالات مهمة لمجموعة بين علماء ومتخصصين حول البرمجة اللغوية العصبية أوردناها في الموضوع الأصلي :

خدعة الأسلمة

http://www.ayamnal7lwa.net/forum/index.php?topic=851.msg10227#msg10227

ثق بربك لا بنفسك
http://www.ayamnal7lwa.net/forum/index.php?topic=851.msg10290#msg10290

بحث مستفيض حول البرمجة اللغوية وأصولها لفوز كردي روابطه في الموضوع الأصلي هي التالية :

http://www.ayamnal7lwa.net/forum/index.php?topic=851.msg10290#msg10290

http://www.ayamnal7lwa.net/forum/index.php?topic=851.msg10299#msg10299

http://www.ayamnal7lwa.net/forum/index.php?topic=851.msg10320#msg10320

http://www.ayamnal7lwa.net/forum/index.php?topic=851.msg10321#msg10321

http://www.ayamnal7lwa.net/forum/index.php?topic=851.msg10322#msg10322

http://www.ayamnal7lwa.net/forum/index.php?topic=851.msg10324#msg10324

رأي الدكتور القرضاوي

http://www.ayamnal7lwa.net/forum/index.php?topic=851.msg10693#msg10693

الأصول الدينية لتطبيقات الاستشفاء والرياضة الوافدة من الشرق عبر الغرب

http://www.ayamnal7lwa.net/forum/index.php?topic=851.msg11240#msg11240

شيء من التأصيل الإسلامي للعلوم الاجتماعية لمحمد قطب
http://www.ayamnal7lwa.net/forum/index.php?topic=851.msg24390#msg24390

من أوصاف الإسلام لسيد قطب
http://www.ayamnal7lwa.net/forum/index.php?topic=851.msg39082#msg39082

فيديوهات للسرجاني حول البرمجة

http://www.ayamnal7lwa.net/forum/index.php?topic=851.msg53020#msg53020
/size]
ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهبْ لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب

غير متصل حازرلي أسماء

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 6546
  • الجنس: أنثى
  • غفر الله لنا ما لا تعلمون
أحب أن أختم في هذا المقام بسؤال طرحه الأستاذ المؤلف الباحث سامي وديع القدومي وأراه مهما جدا وجوهريا لكل من يريد أن يغوص في معرفته لهذه الممارسات معتدا بثقة زائدة ومعتدا بما لديه من معارف وأنه الذي لا يخدع ، يقول :

 هل الحكم على الشيء يلزم الدخول فيه ؟ أقول : لقد حرم العلماء السحر بالأدلة الشرعية دون أن يكونوا سحرة ، وحرموا المذهب الشيوعي بالتصور الكامل له دون أن يعتنقوا الشيوعية . فلا يلزم الدخول والتلبس بالشيء للحكم عليه وإنما يكفي في ذلك التصور الدقيق له .


وأختم برأيي في الموضوع لكل من يبحث عن أدلة قوية دامغة تبين له الحكم الصحيح على هذه الممارسات،ولكل من يرى أن عليه أن يخوض غمارها ليحكم بنفسه إذ إما أنه لا يثق بحكم الجميع، وإما أن فضولا كبيرا يدعوه لخوض غمارها والغوص ببحورها المعتمة، وهو لا يعلم أنه تأتي على المتدرب المتقدم مرحلة لا يستطيع فيه أن يرى الخطأ خطأ، في برنامج متكامل من الاستحالة الأخذ بشيء منه دون المرور بكل مراحله، ولا أخذ شيء ونبذ شيء ، أقول عن تجربة كبيرة خضتها مع أحد المتحصلين على أعلى شهادات التدريب، والمتوغلين في هذه الممارسات، بل ولاذين بلغوا الدرجات العليا والأصح أن نقول الدركات السفلى سلم الله جميع شباب المسلمين :

 إن كل ما سبق ذكره، وكل ما سبق التنويه إليه من ملاحظات المتتبعين من علماء الدين ومن دعاة على مستوى عال من الثقافة والعلم والمعرفة والتجربة، وكل ما سبق تبيينه من عدم استجابة هذه الممارسات لخطوات المنهج العلمي والتصنيف العلمي، وعدم إقدام أي جامعة على تبنيها علما يدرس ويمنح الشهادات ، وكل ما سبق إيراده من تجارب خاصة خضتها وخاضها عدد من الإخوة مع المدربين أو مع الدورات  لهو كفيل بإعطاء الصورة الواضحة حول خطورة هذه الممارسات ومآلها .....سواء في هذا الموضوع الملحق أو في الموضوع الأصلي ذي الرابط التالي :
http://www.ayamnal7lwa.net/forum/index.php?topic=851.0

أو في الروابط المبينة في المداخلة أعلاه،وهذا ما نملك مما نقلنا ووما رأينا وعايننا وعايشنا وما قدرنا الله عليه، فمن اقتنع فلله الحمد وله الفضل والمنة ومن لم يقتنع فأسأل الله أن يضع بطريقه ما يبحث عنه من قوة أكبر في التدليل والاستدلال

 والله هو الهادي سواء السبيل وهو الموفق وهو الأول والآخر والظاهر والباطن والآمر والناهي والقاضي ونحن الضعفاء الذين لا حول ولا قوة لنا إلا بالله العلي العظيم على عكس ما تبث البرمجة اللغوية في النفوس من أن النفس هي الإله .....

 ويبقى أن ندعو لأنفسنا وللجميع بالهداية وبأن يرينا الله الحق حقا ويرزقنا اتباعه ويرينا الباطل باطلا ويرزقنا اجتنابه

ولا إله إلا الله محمد رسول الله
 emo (30):

« آخر تحرير: 2010-02-20, 16:37:22 بواسطة حازرلي أسماء »
ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهبْ لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب

غير متصل ماما هادية

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 15901
  • الجنس: أنثى
  • احفظ الله يحفظك
جزاك الله خيرا يا أسماء على هذا الملخص الشامل الوافي

بارك الله بك وحمى شباب أمتنا من هذه الفتن
*رَبَّنَا لاَ تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الوَهَّابُ*

غير متصل ماما هادية

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 15901
  • الجنس: أنثى
  • احفظ الله يحفظك
جزاك الله خيرا يا اسماء
من الافضل من الآن فصاعدا ان نضع في نهاية كل مشاركة مصدرها للتوثيق وليسهل علينا الاستفادة منها لاحقا كمرجعية
*رَبَّنَا لاَ تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الوَهَّابُ*