المحرر موضوع: تحضير لموضوع- الطاقة الكونية بين العلم والفلسفة والدين  (زيارة 32375 مرات)

0 الأعضاء و 3 ضيوف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل ماما هادية

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 15901
  • الجنس: أنثى
  • احفظ الله يحفظك
بسم الله الرحمن الرحيم
هذا رد على تسجيل (مدته خمس دقائق) لشخص اسمه محمد عمر أبو راشد، سوري، يقولون أنه أخصائي تغذية،  يتكلم عن تدريبات التنفس وأثرها الصحي، وهو يتحدث في استضافة الدكتور ميسرة طاهر على القناة السعودية
جاءني تسجيله من مصادر عديدة، فلم أعد أصبر على الصمت عن خزعبلاته

-----------------

1- يقول أن الإنسان بتنفسه العادي لا يستخدم إلا ربع رئتيه، ويدع ثلاثة أرباعها معطلة، وبتدريبات التنفس يتعلم كيف يستعمل أكبر قدر من رئتيه.
الرد: الله تعالى خلق الرئتين بحيث تتسع لهواء التنفس الداخل والخارج منها، إضافة إلى هواء مخزن فيها يستخدم عند الضرورة، كما في حالات الغطس وفقد الهواء، وكمية ثالثة من الهواء ضرورية لغير غرض التنفس، بل لإبقاء الرئة مفتوحة بحجمها الطبيعي، لأنها مكونة من مجموعة من الحويصلات الرئوية التي هي بمثابة بالونات، يجب ان تبقى منتفخة حتى لا تنكمش وتلتصق وتتعطل.
وإذن، فالوضع الطبيعي هو ألا نستعمل في تنفسنا الا جزءا من هواء رئتينا، وليس في هذا الأمر اي ضرر

2- يقول نحن نحتاج أن نمارس تدريبات التنفس لنزيد نسبة الأكسجين الداخلة إلى دمائنا، ونطرد كافة السموم من أجسامنا، والتي بدون التنفس العميق تتراكم في أبداننا مسببة لنا الأمراض المختلفة.
الرد: احتياج الجسم للأكسجين يختلف بين السكون والحركة، والتنفس العادي الذي خلقه الله فينا، ولم يجعلنا مسؤولين عنه بعقولنا الواعية، بل أوكله للجهاز العصبي اللاإرادي لينظمه بعيدا عن تدخلاتنا الإرادية، هذا التنفس الطبيعي كاف جدا لتزويد الجسم بالأكسجين الذي يحتاجه لممارسة أنشطته المختلفة، وليطرد غاز ثاني أكسيد الكربون بمنتهى الكفاءة ودون تكلف.
وبالعكس، فإن التنفس العميق، وحبس النفس في الصدر لفترة طويلة (كما في حالات الغطس) يحبس CO2 داخل الجسم ولا يخرجه، فيؤدي إلى حموضة الدم.

وأما التنفس السريع السطحي (كالذي يحدث بعد مجهود رياضي) فإنه يخرج نسبة CO2 أكثر من المعتاد فيؤدي إلى قلوية الدم
وكلاهما، التنفس العميق والتنفس السريع ليسا وضعين طبيعيين، ولو استمرا لساءت حالة الجسم، ولكن الجسم يتجه لا إراديا وبشكل طبيعي إلى استعادة توازنه ونظام تنفسه الصحي الاعتيادي، مما يجنبه أي آثار سلبية لهذا الأمر

3- يقول: لا تخرج كافة السموم من جسمنا بالتنفس العادي
الرد: هذا الكلام خطأ تماماً. فالتنفس العادي كاف جدا لإخراج السموم (CO2) خارج الجسم.
ملاحظة: قد نحتاج لبعض التنفس العميق لاستعادة توازن التنفس بعد مجهود رياضي أو في حالات القلق العالي عندما يزداد خفقان القلب وبالتالي يتسرع التنفس، فنحتاج للتدخل لإبطائه، وهذا ما يقوم به المدربون الرياضيون بعد التدريبات الرياضية..  ولكننا حتى لو لم نتدخل، فالجسم رويدا رويدا سيستعيد نظامه بشكل طبيعي

4- يقول: كل الأمراض تزول بالتنفس العميق
الرد: هذا الكلام دجل

5- يقول: تدريبات التنفس العميق تنقص الوزن بمعدل كيلو كل أسبوع
الرد: هذا الكلام دجل، ولعب على وتر الحاجات الإنسانية

6- يقول: الغدة الدرقية تتعافى من أمراضها بفعل الأكسجة العالية التي تحدث بالتنفس العميق
الرد: هذا الكلام دجل، وهو خطير، لأن المريض إذا صدقه ولم يتجه للطبيب للعلاج سيتفاقم مرضه وقد يصل لمراحل خطيرة

7- يقول: كافة السموم تطرح من الجسم بفعل التنفس العميق
الرد: هذا جهل، فما يخرج بالتنفس هو السموم الغازية فقط (CO2)، وهناك سموم أخرى في الجسم، تخرج عبر البول والعرق والبراز، والمسؤول عن إخراجها أجهزة أخرى

8- يقول: التنفس يعمل على حرق كل السمية في الجسم
الرد: التنفس عملية إدخال أكسجين لكي تستخدمه الخلايا في حرق الغذاء لإنتاج طاقة، وتنتج عن عملية الحرق سموم مختلفة، أحدها غاز ثاني أكسيد الكربون الذي يطرح بالزفير..
إذن التنفس لا يحرق، والسموم ناتج احتراق وليست تراكمات تزول بالاحتراق.

9- يقول: الكولسترول والشحوم الثلاثية تزول بعد عشرة أيام من ممارسة التنفس
الرد: هذا دجل وكذب
الدهون لا تحترق بالتنفس، ولكن بالعمل والنشاط الحركي والرياضة. أما التنفس العميق المذكور فإنه لا يحرق منها إلا بمقدار ما تحتاجه عضلات الصدر في حركتها التنفسية المفتعلة، وهي أقل بكثير من مجهود المشي مثلا.


 10- يقول ميسرة طاهر أنه جرب معالجة الاكتئاب بالتنفس فنجح
الرد: هذا الكلام مرفوض طبيا، ربما بالإيحاء المصاحب لهذه التمارين زال الاكتئاب وليس بسبب الأكسجة المزعومة.
ملاحظة: الدكتور ميسرة طاهر دكتوراة في علم النفس وليس الطب النفسي، اي أن دراسته أدبية.

11- يقول: يذوب الكرش بالتنفس، وتنمو العضلات بالتنفس، والتهاب لوز مزمن زال بالتننفس، والذي لا يتنفس بشكل صحيح إنسان نصف ميت..
الرد: هذا يذكرني بدعاية قديمة لمشروب غازي كان اسمه RC كانوا يغنون في الإعلان: للشحم: RC/ وللحم:RC / وأمي بدا RC/ وبييّ بده RC
 ::)smile:

المثبت علميا أن ممارسة الرياضة 150 دقيقة كل أسبوع، أي بمعدل نصف ساعة يوميا، خمسة أيام في الأسبوع، يقي من الإصابة بالسكر والضغط وارتفاع الكولسترول، وقد يعالجه إن كان في مراحله الأولى.

12- يقول أعرف سيدة تعافت من مرض كذا بكذا، ورجل تعافى من كذا بكذا
الرد: العلم الحقيقي لا يعتمد على القصص وتجارب شخصية لفلان وعلان، بل يعتمد على منهج علمي واضح وتجارب تطبيقية لا تتخلف نتائجها أبدا وإحصاءات.

13- يقول: أن التنفس الصحيح هو التنفس العميق من البطن ليملأ رئتيه بطاقة الحياة، وأن تأكل حبوبا بقشورها، وأن هذا النوع من التنفس يحتاج إلى جهد وإرادة وعلم وتدريب، ويؤدي للاسترخاء، وإذا أتقنته تتعافى من كل الأمراض.
الرد: هنا مربط الفرس من هذا الدجل كله، وهو تمرير فلسفة الطاقة الوثنية وزرع الإيمان بها في نفوس الموحدين تحت ستار العلم والصحة، فما يسمى بالطاقة الحيوية ما هو إلا خرافة اخترعها فلاسفة الشرق القدماء وكهنتهم، وجاء المعاصرون فأحيوها وألبسوها أقنعة من مصطلحات علمية لمخادعة الناس وتمريرها..


مع الشكر لابني الدكتور محمد (سنة ثانية تخصص طب باطني) لمساعدته لي في المعلومات الطبية
ويتبع
« آخر تحرير: 2018-02-08, 11:25:17 بواسطة ماما هادية »
*رَبَّنَا لاَ تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الوَهَّابُ*

غير متصل ماما هادية

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 15901
  • الجنس: أنثى
  • احفظ الله يحفظك
بسم الله الرحمن الرحيم
ما حقيقة الطاقة الحيوية التي يتحدث عنها هؤلاء..
 الطاقة الحيوية التي نستهلكها في أجسامنا كما يعرفها علماء البيولوجيا والفسيولوجيا هي طاقة كيميائية كامنة في الأغذية التي نتناولها، تحترق هذه الأغذية في خلايا جسمنا نتيجة اتحادها بالأكسجين الذي نتنفسه، فتطلق هذه الطاقة الحيوية التي تنتج حركة وحرارة وتخلف عملية الاحتراق سموماً، يطرح الجسم هذه السموم بوسائل الإخراج ويستهلك هذه الطاقة في أنشطته المختلفة..
وإذا تناول الجسم مقدارا زائدا من الطاقة (الغذاء) عن حاجته، تراكمت في جسمه على شكل دهون وشحوم وسببت البدانة.
وبالتالي فالأكسجين لا يحوي طاقة، وإنما يستخدم لحرق الغذاء وتحرير الطاقة الكامنة فيه.
والحبوب بقشورها طاقتها أقل من الحبوب المقشورة
وزيادة مخزون الطاقة مضر لا نافع

أما الطاقة التي يقصدها هؤلاء، فهي الطاقة المعروفة في العقائد الطاوية، وهي ترتبط ارتباطاً كلياً بتصورهم الفلسفي للوجود، فهي المرحلة الأولية من مراحل نشأة الكون. وهم تارة يسمونها طاقة كونية، وتارة يسمونها طاقة حيوية، وأحيانا طاقة شفاء ، وغير ذلك من مصطلحات، كلها تشير وتعود إلى فلسفة واحدة.
وهي طاقة عجيبة يدّعون أنها مبثوثة في الكون، وهي عند مكتشفيها ومعتقديها من أصحاب ديانات الشرق متولدة منبثقة عن "الكلي الواحد" الذي منه تكوّن الكون وإليه يعود، ولها نفس قوته وتأثيره، لأنها بقيت على صفاته بعد الانبثاق (لا مرئي، ولا شكل له، وليس له بداية، وليس له نهاية) بخلاف القسم الآخر الذي تجسّدت منه الكائنات والأجرام
 لقد مر العالم الوجودي -وفقاً لهذه الفلسفة- بأطوار متعددة قبل أن تتحدد معالمه التي نألفها اليوم. كان الطور الأول متمثلا في الوجود الفوضوي أو العدم، ثم تولد من العدم -ومن خلال حركات تحولية تلقائية-  أول شكل من أشكال الوجود، هذا الوجود الأولي هو ما يعرف بالطاقة الكونية ( تشي )، والتي بدورها انفصلت وتمايزت إلى الـ ( ين / يانغ)، ومن خلال تفاعلات الـ ( ين / يانغ ) ومن بعدها العناصر الخمسة ظهر هذا الكون إلى الوجود
وتسمى هذه الطاقة بأسماء مختلفة بحسب اللغة وتمرين الاستمداد؛ فهي طاقة "التشي"، وطاقة "الكي"، وتسمى "البرانا" و"مانا".

ويقولون أن كل إنسان يولد ومعه نصيب من هذه الطاقة الأم يسمى طاقة أصلية، تستهلك بأنشطته المختلفة الحركية والانفعالية والعقلية، فتخفت، فتهاجمه الأمراض، ولتعويضها، عليه أن يكتسب طاقة من عناصر الكون من حوله (طاقة مكتسبة) ، لأنها مثله منفصلة عن الكلي الواحد الأول، لكنها محتفظة بطاقتها الأصلية، ويحدث هذا الاكتساب بتنظيم غذائه وفق ثنائية الين واليانغ (نظام الماكروبيوتيك) أو بحركات رياضية معينة تسمح للطاقة الكونية بالدخول لجسده عبر الشاكرات (التاي تشي او تايجي كوان) او بتنظيم أثاث البيت بشكل معين (فونج شوي) أو بهندسة البيت بشكل معين أو وضع قطع معدنية او احجار ملونة عليها رسوم معينة تجتذب الطاقة (بايوجيومتري) أو بتمارين التنفس او المشي بأقدام حافية على الرمال أو العشب الأخضر او الجلوس عليه مباشرة في وضعية اليوجا، لتدخل الطاقة (طاقة التشي) إلى الجسم من هذه العناصر، أو بجلسات التأمل الارتقائي واليوجا، أو باللجوء للماسترز ومعلمي الريكي ليمنحوك من طاقتهم العالية ما يشفي أمراضك..

« آخر تحرير: 2018-02-08, 10:50:35 بواسطة ماما هادية »
*رَبَّنَا لاَ تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الوَهَّابُ*

غير متصل ماما هادية

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 15901
  • الجنس: أنثى
  • احفظ الله يحفظك
الحمد لله
تم الرد
خمس دقائق من اللغو والدجل احتاجت خمس ساعات للرد

لا حول ولا قوة إلا بالله
*رَبَّنَا لاَ تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الوَهَّابُ*

غير متصل ابنة جبل النار

  • شباب إيجابي
  • ***
  • مشاركة: 618
  • الجنس: أنثى
جزاك الله خيرا ماما هادية..وصلني الفيديو وتجاهلته..ان لم يكن عندك مانع ..هل لنا ان ننقل تفنيدك له إلى عالم الأكاذيب؟ بعد انهائه طبعا  ؟؟

حسنا، ولكن بشرط
أن تفتحوا أنتم موضوعا هنا تنقلون له أهم المواضيع التي أنجزتموها ونشرتموها في عالم الأكاذيب، ليسهل علينا الرجوع إليها
ما رأيك؟


حسنا ..ان شاء الله..موافقون  :)
سبحانك اللهم وبحمدك أشهد أن ﻻ إله إﻻ أنت أستغفرك وأتوب إليك[/co

غير متصل ماما هادية

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 15901
  • الجنس: أنثى
  • احفظ الله يحفظك
انهمرت علينا في الآونة الأخيرة الدورات التربوية والتثقيفية بمختلف الأشكال والألوان، وكلها بكل اسف لا تحمل اي قيمة تثقيفية او علمية حقيقية، وغالبيتها العظمى تدور في فلك البرمجة اللغوية العصبية وخرافات الطاقة والاستشفاء بها ورياضاتها وما ينبثق عنها
فيما يلي أحد هذه الإعلانات، والذي طلبت مرسلته لي أن أبين لها ما الخطأ فيه



ثم سئلت من إحدى السيدات أن ما المشكلة في شرح الوعي واللاوعي، وان دراستها في علم النفس كلها مبنية عليه، فهل دراستها كلها خطأ؟

فأجبت بما يلي:

هذا المقال للدكتورة هيفاء بنت ناصر الرشيد يوضح الفرق بين استعمال علم النفس لمصطلح ( العقل الباطن/ اللاوعي/ اللاشعور) واستعمال الفرق الباطنية والفلسفات الشرقية الوثنية له
https://saaid.net/Minute/632.htm

طبعا عزيزتي ستسألين كيف استنتجت ان الدورة المعلن عنها ستتحدث عن الوعي واللاوعي بالمعنى الفلسفي الوثني وليس بمعنى علم النفس
فالجواب: من اقتران المصطلحات التالية به والتي لها ارتباط مباشر بمعناه الفلسفي الوثني ولا علاقة لها بالمعنى السايكولوجي:
تعريف انجي صباغ: مستشارة تربوية واسرية، ( ليست اخصائية نفسية) ومدربة (؟؟) وباحثة في مجال تمكين المرأة والوعي بذاتها (راجعي حلقة مها نمورمع حمد منصور -بلا حدود/  لتتذكري معنى الوعي بالذات الذي يقصدونه)
تعريف عليا المؤيد: اخصائية تغذية وناشطة في مجال الوعي والتشافي الفطري
يعني ليست اخصائية نفسية
ما علاقة الوعي بالتغذية؟ العلاقة هي فلسفة الطاقة، التغذية المقصودة هي الماكروبيوتيك والتشافي الفطري بالطاقة والوعي المقصود هو الانفتاح على العقل الكلي من خلال الانفتاح على الوعي الداخلي بالتامل الارتقائي ( وحدة الوجود- الانسان جزء من الكون وجزء من الطاو او الكلي الواحد الازلي)
ثم- التعرف على الابعاد الثلاثة
ومراحل تطور الوعي ( هل تذكرين مستويات التامل الارتقائي التي تكلمنا عنها في المحاضرة؟ سيتم شرح كل هذا بالتفصيل في موضوع الطاقة الذي أنشره على هذه الساحة على حلقات)
وصنع واقع جديد ؟ كيف؟ وما علاقته بعلم النفس والعقل الباطن؟
العلاقة موجودة فقط في فلسفة الطاقة الوثنية حيث يعتقدون انك بتاملك في ذاتك يتفتح (الوعي) عندك اي قوى العقل الباطن، ومن ثم تنفتحين على العقل الكلي فتتوحدين بالاله ( الطاو) وتكتسبين قدراته المطلقة فتخلقين واقعك وحياتك كما تريدين.
طبعا لايذكرون الامر في بلادنا الاسلامية بهذا الوضوح بل يتلاعبون بالاسماء ويخفون المصطلحات الكفرية لتمر بضاعتهم بسلام
لكن من سار على الدرب وصل
واول الرقص حنجلة كما يقولون.




« آخر تحرير: 2018-02-14, 08:58:26 بواسطة ماما هادية »
*رَبَّنَا لاَ تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الوَهَّابُ*

غير متصل ماما هادية

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 15901
  • الجنس: أنثى
  • احفظ الله يحفظك
فيما يلي اختصار لمقال الدكتورة هيفاء الرشيد المهم، وعنوانه: العقل الباطن

«العقل الباطن» مصطلح مُحدَث مثير للجدل، اختُلف في نفيه وإثباته، وتحريمه وإباحته.ويرجع الخلاف -في الجملة- إلى الاختلاف في حقيقته ومعناه.

* فإنه يُطلق ويُراد به أحد معنيين :
• العقل الباطن بمعناه النفسي .
• والعقل الباطن بمعناه الباطني الفلسفي .


*والكلام على كل منهما يطول، لكن
نشير إليه باختصار:
 أما المعنى النفسي فهو ما يتعلق ببعض العمليات الآلية غير الشعورية، كالربط، والحفظ، ونحو ذلك.
وهذا المعنى ليس له تعلق مباشر بالاعتقاد، ويُرجع في تحديد نفعه -أو عدمه- وإمكانية توظيفه في الصحة النفسية وغيرها لأهل التخصص.
وأما المعنى الفلسفي الباطني -وهو الذي يعنينا هنا- فهو معنى خطير يتعارض مع المعتقد الإسلامي الصحيح.

تُمرر بعض المعتقدات الباطنية المنحرفة عبر مفهوم «العقل الباطن» أحياناً، سنشير إلى ثلاثة منها فقط:

١) أن يعتبر العقل الباطن وسيلة للتواصل مع «الوعي الكوني»-وهو «ذاكرة» تتضمن العلم كله ماضيه ومستقبله بزعمهم-وله تسميات عدة.
ومن خلال هذا التواصل، يُعتقد أنه بإمكان الإنسان تحصيل المعارف الخفية والعلوم الغيبية من «مصدر» العلم مباشرة.
وهذا باب واسع للانحراف، فمصدر العلوم المطلقة هو الرب جل جلاله، ودعوى الأخذ عنه مباشرة دعوى باطنية قديمة، تتناقض مع عقيدة ختم النبوة وأصول التلقي.
٢) الاعتقاد بأن العقل الباطن يخلق الواقع الخارجي، ويشكل الأحداث. وهو ما يقوله بعض أصحاب قانون الجذب.
فإن يقينيات العقل الباطن-عندهم-تتجلى بالمحسوس،حتى يكون هو مصدر تحقيق كل الرغبات بلا استثناء.وما على الإنسان سوى تزويده بالرسائل الإيجابية.
وهذا مفهوم متأصل في الفلسفة الشرقية التي تجعل « الوعي » هو الوجود المطلق، ومن ثم يكون الفكر هو حقيقة الوجود، وبتوجيهه يتغير الواقع.
فالثروة والصحة والسعادة والزواج والذرية والنجاح توجِدها قناعات العقل الباطن ...
ورغم أنه لا يجرؤ مسلم على التصريح بالاستغناء عن عون الإله، فإن فلتات القلم واللسان تنذر بغياب مفهوم التعلق الحقيقي .
بل إن الدعاء-عند بعضهم-ليس إلارسائل إيجابية للعقل الباطن الذي هوالواهب الحقيقي،ولذلك لا يهم من تدعو مادمت متيقناً!
٣) الاعتقاد بأن التواصل معه يُمكّن المرء من قدرات فوق بشرية، وإمكانات بلا حد.
فمنهم من يزعم إمكانية التخاطر ( قراءة الأفكار )، والتنبؤ، وتحريك الأشياء عن بعد - وغيره - من خلال العقل الباطن .

وهذه المزاعم الخرافية من نواتج الاعتقاد بأن «الوعي» هو الوجود المطلق، وأن الفكر متحكم بالحقائق الخارجية، كما هو متقرر في الفلسفة الشرقية.

•• و«الوعي» -الذي قد يُطلق عليه العقل الباطن- هو كالإله في تلك الفلسفة، ولذلك فإن التواصل والانسجام معه أو الاتحاد به يورث قدرات خارقة.
*رَبَّنَا لاَ تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الوَهَّابُ*