حاولت ان أكتب رداً البارحة , لكن امتلكت اموراً كثيرة " متطربقة " فوق رأسي حتي اوان قرائتكم لتلك السطور..
ساحاول الاختصار
ليس صحيحا نقاشك يا سلمى
لان الانسان اذا كان امامه طريقان، احدهما صعب لكنه يوصل للحقيقة
والاخر سهل.. لكن غير معروف ان كان سيوصل ام لا
فاختار ان يسلك السهل
فهو محاسب
محاسب عن نفسه
ومحاسب عن كل شخص يقنعه ان يصاحبه في الطريق السهل
هناك منهجية علمية واضحة، بناها العلماء، من اجل البحث عن الحقيقة
فان كنا نستصعب تعلمها، ثم فهمها، ثم مناقشتها
ونستسهل ان نناقش هكذا بدون منهجية ولا قواعد علمية
فنحن محاسبون على تقصيرنا هذا
فأن أختار الا اتعلم
ثم اختار انني مع عدم علمي اناقش واحكم واتهكم واسخر واشكك
فهذا امر ليس بالهين ابدا عند الله تعالى
وقد ذم الله تعالى الذين يصرون على الجهل
وذم الذين يسيرون متبعين الهوى دون علم
وفي كثير من الحالات يا زينب.. يزين لنا هوانا انا نتبع عقولنا
لكننا في الحقيقة نتبع الهوى
ولو كنا نريد طريق العقل، فالعقل طريقه العلم.. والعلم فقط,, وفق منهج علمي صحيح
وليس القفز من فوق الاساطيح
الرسول صلى الله عليه وسلم اختار سيدنا معاوية رضي الله عنه لكي يكون كاتبا للوحي... اي كاتبا للقرآن.. يعني استأمنه على كتاب الله
من جهتي... يهمني رأي الرسول صلى الله عليه وسلم في الاشخاص اكثر من راي عدنان ابراهيم او غيره
لا اعرف عنك انت ومن تختارين
ابو بكر رضي الله عنه اختار سيدنا معاوية لفتوح الشام
وايضا فراسة سيدنا ابي بكر عندي مقدمة على رأي غيره
سيدنا عمر رضي الله عنه ولى معاوية أمر الشام، وابقاه عليها طيلة خلافته، مع انه كان يكثر ان يغير الولاة
وسيدنا عمر الذي وافق الوحي مرات عديدة، والذي قال عنه النبي صلى الله عليه وسلم انه ان كن في امتي محدَّثون فهو عمر ... فراسته عندي وعلمه بالناس ومعادنها.. اهم عندي من راي عدنان او غير عدنان
وسيدنا عثمان بن عفان رضي الله عنه، ذو النورين، الذي تستحي منه الملائكة، أبقى سيدنا معاوية على ولاية الشام طيلة خلافته
والذين تسببوا في الفتنة ايام سيدنا عثمان، أتوا من العراق ومصر.. ولم يأت منهم رجل واحد من الشام.. لماذا؟ لانها كانت مستقرة راضية هنية مطمئنة لسياسة واليها وعدله فيها....
ومرة اخرى... فراسة سيدنا عثمان بن عفان رضي الله عنه، وتقييمه للاشخاص اهم عندي من عدنان ابراهيم، ووزن جبل احد من امثال عدنان هذا..
وسيدنا علي بن ابي طالب.. ورغم خلافه مع سيدنا معاوية... الا انه لم يقل فيه كلمة سوء واحدة
واكثر ما قاله: هم إخواننا بغوا علينا
هذه مقاييسي
وكل واحد حر في مقاييسه
طيب , دعيكي مني أنا كـ سلمى ..
هل تعتقدين أن الشباب - اي واحدٍ منهم - صار عنده من الشغف ان يجلس هكذا متربعاً يسمع و يفهم و يفند ما يُقال بصوتٍ عالٍ جداً في حين أنه في الاساس يترنّح في ظروف سيئة , الشيخ العظيم الفلاني يرد رداً مفحماً علي الصعلوك فلان , و مشيخة البلد الفلانية تصدر بياناً للدفاع عن القضية " الفقهية" الفلانية - التي لا تهم أي احد في العالم سواهم !
أخبرك , أن المشكلة لم تعد مجرد ان الافراد يسمعون ليتهمكموا
لكن إذا وُجِد المرء منهم في حيّز ديني لا يثق به ولا يجد فيه ضالته بل و يصل أن يشعر ان الدين قد ظلمه (!!!) ولم يُلبِ له اجاباتٍ لأي شيء في صدره ..
هذا لان اولائك الذين يُفترض منهم أن يكونوا " أعلاماً " في الدين و الدعوة و العلم الشرعي باتوا اشبه بـ" هُزأه " بالنسبة له .
(اصبري عليّ )
ثم أنه يُولد فيجد من حوله يهللون بالنقاب , ثم اللحية مروراً بحرمانية الموسيقى- اياً كانت ملّتها!- و تحريم هذا و لعن فاعل تلك , أن يعلم أن الله لاعنٌ السابع من الابن لغضبه علي الاول (!!) .. و أن فاعل كذا عقوبته كذا "عقوبات دموية مُفتراة "..و الله يُخاصِم المُخاصم أخاه (!!!) وخرافات خرافات لا علاقة لها بالدين و و و
إلى ما لا يمكن حصره - منه ما مررت به في صغري و منه ما مر به غيري ولم امر به ..
ثم , الآن .. يجب لنا أن نثق في هؤلاء الاعلام الشيوخ الوقورين؟ أن نثق في المتسابين المتلاعنين ؟ إلى العمم الجوفاء !
مرّت الموجة المستنكرة لكل هذه الخرافات حتى تعدّت حيز الشيوخ و العادات المجتمعية حتي صارت علي اعتاب غمر " الدين " ذاته !
كيف تحاول اقناعي ان الله سيعاقبني علي ذنبِ اقترفه جد جد جد جد جدي !
انا لا اثق بك , لا اثق انني إذا سمعت موسيقى تبهج روحي و تسعدي سيُصب في اذني الرصاص المغلي !
و هكذا , لم تعد فقط الثقة المفتقدة مقتصرة على " ممثلي " الدين بالنسبة للشباب , بل امتدت لتمس الدين ذاته كما قلنا ..
حتي صار كل شيء -ليحصل علي قبول في عقل الواحد منهم - يجب عليه أن يتوافق مع ما في عقله , لانه لم يعد " يثق " في احدٍ اخر ..و لا في عقل الشيخ هذا او العلّامة ذاك ..كيف لا ؟ و قد عسّروا عليه دنيته و ضيقوا عليه ما لم يضيقه الله !
صاروا يطلقون الاحكام و الفتاوى فتصدم بالميول الطبيعية " و نقول الطبيعية " لأي انسان في الدنيا .. و فتاوى تشعره بالنقص وانه ضئيل في نظر نفسه
(اصبري كمان معلش :) )
ثم .. مع توالي السقطات و " الاهواء " و التحيّر .. صار الدين - للاسف - علكة !
لا هو يثق في العلوم " الغزيرة " هنا و هناك , لان صاحبها لم يكن بالكفء يوماً - بالنسبة له , فمن صار الحكم التالي؟ إما نفسه و إما آخر يعطيه ما يريد ان يأخذ !
و لشد ما يضل الاثنان !
لكنه , علي كل حال .. لن يعترف بالعجز و النقص في عقله ..لأنه اعتاد ان يمرر كل شيءٍ عليه , حتي صارت حياته أشبه بروبوت ..حتي و إن عسُرت حياته , و فسد دينه .. سيظل يأنف العلوم الشرعية تلك .." بالضبط !!!"
لذا , صار الحديث - وهو علي ما هو عليه من اهميه في الدين - كورقة على وجه الماء ..
لم؟ لاننا لم ندرس كيف أتى لنا و متى عندما نقرأ الحديث نصدق به او نكذب ..لانهم اهتموا مسبقاً بامور تافهة !
و أراكِ تقولين : كل شيء هُم ؟ أما عليكم من شيء؟
بلى , علينا .. و لنا من القبيحة نصيبٌ كبير..بل و سبب من اسباب توقفي عن المجادلة في تاريخ الصحابة و في الحديث .. هو يقيني أنني " خاااوية " تماماً عن هذه الجهة .. و بدأتُ بحماس معكم بالورقة و القلم في الموضوع الخاص بالبحث العلمي .. ثم توقفت لسبب ما لا اعرفه .. لكني علي أية حال شعرت بعجز في فهم كثير من الامور .. و كان عيباً عليّ ان توقفت , و عيباً عليّ ألم اسأل القائمين عليه .. لكن علم الله أنني منذ حينها لم افتح فمي بتشكيك في هذا او ذاك ممن اعتدت فيهم الكلام و الثرثرة .. لانني قد علمت سعة نفسي و حدودها , حتي عندما كنت اعرض لكتاب يذكر اموراً مشابهة , كنت اتوقف عن قرائته ..
ما يفيدني إكمال هذا الطريق ؟ ما يضرني إن توقفت ؟ .. و هكذا هدأ روعي ..و انشغلت بخيرٍ من ذلك
بل و ان عدنان نفسه اعلن توبةً عن كل هذا الخوض !
لكن , لازال بداخلي بعض من شكوك خاصة بمسائل في الدين , لا تؤرقني .. لكنها موجودة .. لا تتعلق بعلاقتي بالله , لكنها موجودة ..لا اخوض مع احد حديثاً بصددها , لكنها موجودة .. و قوية الحُجّة فعلا!
لكني لا اخرجها لا لضرورة او لغير ضرورة ..
بس كدا ..
" اعتذر إن لم ابيّن او لو بدا كلامي متعثراً , لست بحالة جيدة " :)