المحرر موضوع: ماشي بنور الله  (زيارة 63375 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل ماما هادية

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 15901
  • الجنس: أنثى
  • احفظ الله يحفظك
رد: ماشي بنور الله
« رد #120 في: 2013-05-10, 14:46:38 »
لا تنسي هذا الموضوع ماما هادية :)

لا يمكن ان انساه ابدا يا زينب

انوي ان شاء الله تعالى ان اعود له بعد ان انتهي من موضوع المنهج العلمي باذن الله
لكنه يحتاج لاعداد من نوع خاص.. فأسأل الله تعالى ان يوفقني لأبدأ في الاعداد والاستعداد لاستكماله
*رَبَّنَا لاَ تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الوَهَّابُ*

غير متصل زينب الباحثة

  • أحلى شباب
  • *****
  • مشاركة: 1938
  • الجنس: أنثى
  • إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم
رد: ماشي بنور الله
« رد #121 في: 2013-05-10, 14:51:38 »
إن شاااء الله  وفقكِ الله لما يحب ويرضى وأعانك وقواك

غير متصل ماما هادية

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 15901
  • الجنس: أنثى
  • احفظ الله يحفظك
رد: ماشي بنور الله
« رد #122 في: 2013-10-24, 22:17:30 »

أميرة محمد محمد محمد

في اليوم السابق لسفري إلى رحلة الحج هذا العام نزلت خصيصا لشراء دفتر صغير ، دفتر ضئيل ، فقط لتدوين مشاهدات الحج ، و كأني هكذا سأهرب بها للأبد من توحش النسيان ،،
 
 و حين امسكت القلم لأبدأ الكتابة ، وجدت أن ما يضطرب بالداخل من تأثير الخارج ، أكبر من أن ينزلق بهدوء عبر فوهة حبر واحدة ،،
 
 كيف يمكن ليد إنسان بكل عجزها عن الاتيان بما لم يتزل قبلا من بيان أن تصف هذه النسمات ، الجلوس في ساحة الحرم ، التأمل في الوجوه المختلفة ، و الانتباه إلى الحقيقة الغائبة ، كل هؤلاء الأغراب انبثقوا من رجل و امرأة و تفرقوا كل مفرق ثم جمعتهم جمعا أخوة الدين ،
 
 تقف بين كل هذا الزخم و رأسك يكاد ينفجر من اللغات التي تطرق أسماعك أول مرة ،
 
 تذكر حديث الحبيب عليه الصلاة و السلام حين سأله أحد الصحابة كيف سيحاسب الله البشر يوم القيامة في وقت واحد ، فأجاب الرسول بكلمات بديهية و صعبة في آن واحد  : بأنه سيحاسبهم جميعا في وقت واحد كما يرزقهم جميعا في وقت واحد ،
 
 حتى ذهابي إلى الحج لم أفهم أبدا عبقرية الإجابة خاصة أني كنت اعتقد بسخافة تامة أن الرزق عملية ميكانيكية ، تطلب من الأرض فيتنزل من السماء ، حتى شاهدت الابتهالات و التوسل و المناجاة و العتبى و الاستغفار و الحب و الدموع و الخوف و الرجاء و تنوع الطلب و تموج العطاء من ملايين البشر ، يدعون في صعيد واحد ، رب واحد ، بألسنة لا حصر لها و لهجات لا خالق لها إلا إله ،،
 
 كيف يمكن لقلم بعد كل هذا أن يمتلك ناصية التدوين ،
 
 كيف يمكن للسان مهما بلغت بلاغته أن يصف رونق اليقين المتسربل في الأجساد الفقيرة المتعبة التي لا تملك ذهب الفنادق و لا كنوز النفط ، حين تتمدد نائمة بساحة بيت الله ، لا غطاء عليها إلا رحمته و لا وسائد تحتها إلا عطائه ،
 
 الأجساد المشعثة المغبرة القادمة حبوا و زحفا يحركها الحب لعل من يتوجهون إليه ، يبتسم لهم و يرضى ،
 
 كيف يمكن توصيف هذه العاطفة الغزيرة لسيدنا إبراهيم و أنت ترى في ذهول روعة تحقق دعوته التي دعاها يوما منذ آلاف السنين "بأن يجعل الله أفئدة من الناس تهوي إليها"،
 
 أي كرامة هذه كانت بينك و بين الله يا خليل كي يحقق دعوتك بمثل هذا النور ،،
 
 السماء المكية بنجومها و قمرها المكتمل ليلة التمام ، المآذن العالية التي تهزم في جلال كل محاولات الملوك لتشييد بروجهم لإطفاء هيبتها ، العائلات المتناثرة بأطفالهم و ألعابهم و أحلامهم و لحظة تجمعهم على دقائق الأكل البعيد عن المطاعم الفاخرة ،
 
 كيف يمكن لإنسان أن يحتمل كل هذا و لا يتفتت من فرط الجمال ، كيف يمكن لقلب أن يحوي هذا الكون الصغير و كأننا نطالب ذرة رمال باستنشاق الربيع المؤيد بشلالات الورود ،
 
 رغم كل شئ حاولت اقتناص بعض هذه الأنشودات و نظمها في سطور تصلح للكتابة لكن لا تصلح لتجسيد الحقيقة ،
 
 لعل في يوم من الأيام حين يعيدنا الله إلى هناك ، نتخلص من عبء بشريتنا و نصير طيفا يطبع ما تراه العين و يحويه الشغاف ، و ينشره بين معذبي الأرض ، هدية صغيرة قبل الرحيل ، ربما تشفع لنا حين نقف أذلاء نطرق الباب .
-----------------------

في الحقيقة أعجبتني الخاطرة كثيرا.. فخشيت ان نفقدها بين تراكمات الفايسبوك

*رَبَّنَا لاَ تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الوَهَّابُ*