بين الريف والمدينة
تمضي الفصول تترى على المدينة.. لا يكاد يميز الإنسان فصلا عن فصل.. وأنّى له والنبات في المدينة عزيز.... وإن وجد؛ فشجر دائم الخضرة... وليس للربيع بين الفصول فضل إلا أن يضع وردة على فرع هذه الشجرة أو تلك..... شجرة وضعتْها إرادة الإنسان وفق هوى الإنسان... ولم تنمُ عفو الخاطر كأخواتها في الريف,,, حيث تفصح الفصول عن دخيلتها بكل حرّيّة......
إنّك إن رأيتَ ثمّ رأيتَ الشجر واثقًا شابًّا يطربه الطير من عل ويطريه العشب من أسفل..... تلفيه باسما في حكمة لا بلادة...... وكيف لا وطالما تجددتْ تحته الحياة في محبّة صغيرة بين العباد وأخرى كبيرة بين العبد والرب........
أما في المدينة فتجد الشجرة بائسة..... تقضي أوراقها وهي بعد خضراء، مختنقة بالعادم الأسود سواد قلوب أهل المدن الحديثة..... الذين لا تجمعهم إلا الموائد ولا يهيجهم إلا نداء المادة........
إن مثل شجرة في الريف وأخرى في المدينة كمثل الطائر إن رأيته في السماء تجدّد فيك أملك وانبعثت فيك حريّتك وانطلق لسانك مسبحا لله الذي يمسك الطير....... أو رأيت الطائر في القفص كرهتَ الظلم وخقتَه وانصرفتْ نفسك عن التفكر في جمال المظهر إلى رثاء الجوهر الذي اختزلته أنانية الإنسان في تغريد وألوان..... تغريد ملؤه الأنين........ وألوان من النيران..... أنين على الحرية المضيعة...... ونيران أحرقتْ نفسها وجنت على صاحبها.........
ألا عش أيها الريف للذي أحبك!
والسلام....
ع ن
13/7/2011م