من جوالك .. أستطيع أن أقول لك من أنت!
الخميس 24 يونيو 2010
أحمد عبدالعليم
من جوالك .. أستطيع أن أقول لك من أنت!
هل تؤمن أن الآخر يمكنه التعرف على شخصيتك من خلال جوالك ؟! .. تمهل قليلاً .. فأنا لا أقصد من خلال الحديث معك في الهاتف، ولكن من
رناته وصوره ومحتوياته. اختلفت آراء الشباب وتنوعت حول الموضوع، فمنهم من أكد أنه يستطيع معرفة الشخصية التي أمامه بمجرد سماع رنة
الهاتف الخاص بتلك الشخصية، ومنهم من زعم بأن هذه نقرة وهذه نقرة في إشارة منه إلى أنه ليس بالضرورة أن تعبر محتويات الهاتف المحمول عن شخصية صاحبه.
مالك محمد "مستشار قانوني" يقول: بكل تأكيد أستطيع أن أتعرف على شخصية أي شاب بمجرد أن ألتقط الهاتف المحمول الخاص به، فإذا بدأنا
بقائمة الأسماء المسجلة على هاتفه سنتعرف على المستوى الاجتماعي لذلك الشخص كتسجيله لأسماء بعض الأساتذة في علم معين أو
المتخصصين في أحد المجالات لنتعرف على اهتماماته، كذلك إذا كان هناك الكثير من الألقاب المائعة مثل "ميدو، سوسو، كيمو" فسنكون بالتأكيد
أمام شاب فارغ الذهن إلا من التفاهات.
إضافة إلى النظر في محتوى الهاتف نفسه من الوسائل الإعلامية المختلفة، فإذا بدأنا بمقاطع الفيديو والصوت ومجموعة الصور فإننا بلا شك
سنتعرف على اهتمامات ذلك الشخص فإذا كان هاتفه يحتوي على مقاطع دعوية فالتوجه الديني سيكون أول ما يتبادر إلى أذهاننا، أما إذا كان
هاتفه يحتوي على مقاطع مثيرة أو إباحية فإننا سنتأكد من أنه شخص منحرف أخلاقيا وغير متزن.
الحجم والرنة
محمد سعيد "طالب بكلية تجارة" يرى أن شكل الجوال نفسه يعبر عن شخصية صاحبه، فالشاب الذي يمتلك جوالا ذات حجم صغير يمتاز بالخفة
والبساطة فنجده شاب بسيط يحب الأناقة والبساطة، عكس الذي يحمل جوالا باهظ الثمن فهو بذلك قد يبحث عن المظهرية، ولكل شاب وجهة
نظره وشخصيته المستقلة في شكل جواله، فلذلك أنا اتفق مع الفكرة المطروحة بأن المواد التي يحملها الجوال سواء كانت أغاني أو كليبات أو
أناشيد أو مقاطع فيديو أو صور تعبر عن شخصية صاحبها فإما أن يكون ملتزماً وإما أن يكون غير ذلك.
عادل عبد النبي "طالب بكلية دار العلوم" يصف شباب اليوم بالمتقلب فتجده يضع قرآناً على جواله، وفجأة يبدله بالأغاني فالأمر حسب قوله ليس
واضحا تماماً، لكن لا شك أن الجوال يعبر عن شخصية صاحبه بشكل كبير فالشاب الذي يضع كليبات وأفلام فاضحة وهابطة على جواله هل يكون
على خلق؟!
محمد علي "محاسب" يقول: بالتأكيد أستطيع أن أتعرف إلى شخصية أي شاب من مجرد سماع رنة تليفونه، فإذا كانت الرنة صاخبة ومزعجة
فأستطيع الحكم على ذلك الشخص بأنه شخص همجي لا يبالي بشعور الآخرين، أما إن كانت رنة بسيطة أو دعاء منخفض الصوت، فإنني أحترم
شخصية ذلك الشاب، بالإضافة إلى أنك لو نظرت إلى الصورة الموجودة كخلفية لشاشة الموبايل فإنك ستستطيع الحكم على شخصية حامله، فإذا
كانت آية قرآنية أو تحفة معمارية لن يستوي ذلك مع من يضع صورة لفتاة عارية.
ويتفق معه طه إبراهيم "طالب بكلية الحقوق" قائلا: رنة الموبايل نفسها تعبر عن شخصية صاحبها فقد قرأت ذات مرة أن رنة الموبايل العادية تعبر
عن شاب مثقف، كفء وطموح، يميل إلى الهدوء، يضع خططاً لمشاريعه، والشاب الذي يضع النغمات الرومانسية، ورنات الأغاني العاطفية فهو
شاب يعيش حالة حب، عاطفي، رقيق القلب، يميل إلى العلاقات الرومانسية، يحافظ على مشاعر الآخرين، وهناك من يضع النغمات الكوميدية
فيكون صاحب هذه النغمة اجتماعي متفتح ومقبل على الحياة، محبوب من الجميع، يبهر من حوله، وهناك من يفضل النغمات المميزة أو قليلة
الانتشار فنجده شاب مستقل ومعتز بنفسه، قائد بالفطرة، له آراؤه الخاصة، يترك بصمة قوية لدى الآخرين، وهناك من يغير النغمة باستمرار فهو
شاب يحب التغيير، يكره الروتين، يبحث عن كل ما هو جديد.
أيمن أحمد "طالب بكلية الإعلام" اتفق مع الآراء السابقة في أن الجوال يعبر عن شخصية صاحبه، فأنا مثلا عندما أفرح أضع نغمة ومواد تعبر عن
البهجة والفرح، وعندما أكون حزينا مهموماً أضع موسيقى ونغمات حزينة، فالجوال يعتبر أكثر من يؤنسني في حياتي سواء كنت مسروراً أو حزيناً.
أحمد عبد الوهاب "مهندس" يبدي رفضه للرأي السابق قائلا: لا يمكن للمحمول أن يحدد شخصية صاحبه، وقد يوجد الكثير ممن يحملون مضامين
تختلف كثيراً عن شخصيتهم، فالشخص يقال عنه صادق ذو خلق، بالرغم من حبه للأغاني والكليبات المتنوعة؛ لأن هذه حرية شخصية، فالهاتف
ليس مقياساً لتحديد شخصية الشاب أو حتى لمجرد التعبير عنه.
اهتمامات
وعن رأي علم النفس في ذلك تؤكد الدكتورة سناء أحمد - أستاذ الطب النفسي بكلية الطب جامعة القاهرة - أن ما يحتويه الهاتف الشخصي لكل
شاب يعبر بلا أدنى شك عن اهتمامات هذا الشاب ومن ثم عن شخصيته، ولكن هناك بعض الشباب غير مستقل الشخصية لذلك فهم يقلدون زملائهم وأصحابهم دون أن يكون التقليد نابعاً من أنفسهم فهم يجارون الجو ليس إلا.
وبالرغم من أن هناك الكثير من الشباب الذي يحاول أن يفصل بين حرياته الشخصية وبين تعاملاته مع الآخرين إلا أنها في النهاية سلسلة متصلة لا
يمكن أن تنفصل حلقاتها على حد تعبيرها، فعندما ننظر في محتوى أحد الهواتف الشخصية لأحد هؤلاء الشباب فلا يمكن أن نفصل بين ما يحتويه
هاتفه وبين شخصيته، فمثلا لا يُعقل أن نرى أحدهم يضع كليبات عارية على ذاكرة الهاتف ثم نشير إليه بالبنان وحسن الخلق!!!