بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بدأت الشرارة من تونس فتلقفتها مصر ثم ليبيا و اليمن والبحرين ...إلخ
ولا شك أن الله عز وجل هو صانع هذه الثورة ومدبرها وموفقها وناصرها..
ولا شك أيضاً أن الله عز وجل استعمل قوماً لصناعة هذا الحلم التاريخي العظيم..
ولكني وجدت ولمست بطلاً حاضراً غائباً في تلك الثورة أعتقد أنه البطل الحقيقي الذي ينبغي أن يكرم.
ذلك البطل هو (الحب)
نعم الحب يا إخوتي الذي رأيته يوم 25 يناير في عين امرأة في سن والدتي وهي تهب صارخة في وجه كلب من كلاب أمن الدولة وهو يختطف أحد الرجال لتدافع عن هذا الرجل قائلة له في بسالة وشجاعة :اتركه انه أخي..!! وهي لا تعرفه أصلاً
الحب الذي رأيته في عين امرأة أخرى إخالها في الخامسة و الثلاثين من عمرها وهي تمر علي وأنا جالس عند مدخل قصر النيل لحراسة المدخل فتقف وترجع إلى الوراء قليلاً وتفتح حقيبتها وتخرج عبوة عصير وتناولني إياه...
أقول لها: جزاكم الله خيراً
فتقول: مش عاوزة أروح بيها!!!!
الحب الذي وجدته في نفسي عندما نظرت إلى عبوة العصير تلك فتذكرت أخا لي البارحة ينتظر أي أحد ليعطيه طعاماً فتوجهت ناحية جلوسه في آخر المدخل وما وجدته بل وجدت أخا آخر كان محتاجاً هو الآخر للطعام و الشراب فأعطيته هذه العبوة .... وما أدري ماذا فعل بها بعد ...ترى هل شربها أم أنها لفت الميدان كله.
وقد تعجبت لنفسي حينها لأني لم آكل منذ يوم كامل إلا 4قطع مما نسميه (كعب الغزال)وهو يشبه البسكويت وقطعة جبن لم أجد خبزاً لوضعها به وهذا كله بالليل أما في الصباح فلم أذق شيئاً ...ليس الغريب في هذا ... الغريب أني أكول بطبعي ودائما ما أشعر بالجوع إثر أي مجهود ..... تخيلوا أني أحسست بالشبع في هذا اليوم و ازداد هذا الإحساس عندما أعطيت عبوة العصير لأخي في الميدان.
بل إنني جربت بعدها أن أعود نفسي على ذلك في البيت فما استطعت.
إنه الحب الذي وجدته عندما نظرت فإذا أغلب من بالميدان من الطبقة المتوسطة أو الميسورة ...أي أنهم لم يخرجوا ابتغاء لقمة عيش أو تحسين مستوى فإذا ما سألت أحدهم ماذا تكره في النظام؟ قال لك: إن بعض الناس يأكلون من القمامة وبعضهم لا يجد القمامة ليأكل منها......
سبحان الله .... يدافعون عمن لا تربطهم بهم علاقة إلا حب سبحان من أودعه القلوب
.......
كفى أطلت عليكم ولكن أرجو أن يكرم الحب بيننا و أن يعامل معاملته اللائقة به و ألا يهمش فبدونه لم نكن لنتحمل ضرباً ولا قنابل مسيلة للدموع ... وبدونه لم نكن لنفدي أوطاننا...