الحمد لله رب العالمين ,
لاطالما شعرت بأن الطب من انبل المهن و أكثرها إحتياجا بالنسبة للبشريه , و لاطالما شعرت في قرارة نفسي أنه ليس أي أحد يمكن ان يصير طبيبا , ليس بسبب الدرجات العالية و لا لأنها مهنه تطلب المثابره و العناء , لكن لأن الطبيب من وجهة نظري هو إنسان شجاع جدا , فهو يري الموت في كل يوم , أو على الأقل هو مضطر لتذكر أن هذه الحياة فانيه لما يراه من كيفية سيطره الفايروس الذي هو من أصغر الكائنات على جسم أعتى الناس و أكثرهم صحة , لكن بالرغم من تلك الحياة المليئه برائحة الموت و المرض و العناء الذي يمنع أحيانا عن التفكير في أي شيئ سوى العمل , هناك شيئ لا يراه إلا الطبيب أيضا , إنها ولادة الحياة , كهؤلاء الرضع الذين لا حول لهم و لا قوة , يولدون بلا ذنوب , قلوبهم بيضاء , و ابتسامتهم منيرة , فما أجمل وجوههم المضيئه بنور الحياة , فنرى قدرة الله الخلاق في هذه المخلوقات الرائعة الجمال التي تتطفل على عالم البشر تريد أن تنتمي إيه يقودها فضولها في رحلة التحول إلى إنسان
و مما يراه الطبيب أيضا قدرة الله في شقاء الميؤوس منهم , و كذلك نفسية المريض المؤمن بقضاء الله و قدره , هناك أمور كثيرة جميلة لا يراها إلا من يعيش في دنيا الطب فهنيئا للأطباء بها