تكسرت النصال على النصال
مَثَلٌ يُضْرَبُ في كَثرةِ المصائبِ وتَلَاحُقِها، حتَّى لا يَبْقَى لَها في الإنسانِ تأثيرٌ كبيرٌ؛ لاعتيادِه عليها، قال المتنبي:
رَمَاني الدَّهْرُ بالأرْزَاءِ حَتَّى
فُـؤادِي في غِشَاءٍ مِنْ نِبَالِ
فَصِرْتُ إذَا أصَابَتْنِي سِهَامٌ
تكَسّرَتِ النِّصَالُ على النِّصَالِ
(يقول: إنَّ سِهَامَ الدَّهْرِ لم تَدَعْ في قلبي مَوْضِعًا إلَّا وفيه سَهْمٌ، حتَّى كأنَّه إذا رماني رامٍ بسِهَامِه وَقَعَ سَهْمٌ على سَهْمٍ آخَرَ ولم يَجِدْ في فؤادي مكانًا خاليًا، فتكَسَّرَت السِّهَامُ على السِّهَام. أي: قد صِرْتُ الآنَ إذا رماني الدهر بسهامه لم تَصِلْ إلى قلبي؛ لأنَّها لا تجد لها موضعًا للإصابةِ، بل تتكسر على النصال التي قَبْلَها, وهذا تمثيل معناه أنَّ المصائب تَوَالَتْ عليَّ حتَّى هَانَتْ عندي، والشيء إذا كثُرَ اعتادَه الإنسانُ)